هيريت ستو.. كاتبة أشعلت حربًا بقلمها
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
في عام 1852، صدرت رواية صغيرة من 300 صفحة، لامرأة أمريكية لم تكن تعرف خارج الأوساط الدينية والأدبية المحلية، لكنها لم تكن رواية عادية، ولا كانت امرأة عادية. إنها هيريت بيتشر ستو، الكاتبة التي أطلقت شرارة الغضب الأخلاقي في أمريكا ضد مؤسسة العبودية، بقلمها فقط.
الرواية كانت “كوخ العم توم”، والنتيجة كانت واحدة من أكثر الحركات الاجتماعية زخمًا في تاريخ الولايات المتحدة.
بهذه الكلمات استقبلها الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن عندما التقاها في البيت الأبيض عام 1862، أثناء اشتعال الحرب الأهلية الأمريكية.
لم يكن هذا الإطراء مجازًا سياسيًا، بل اعترافًا حقيقيًا بقوة الأدب في التأثير على المجتمعات وتغيير المسارات التاريخية.
رواية زلزلت الضمير الأمريكينشرت ستو روايتها في وقت كانت فيه أمريكا منقسمة بشكل حاد بين الشمال المناهض للعبودية، والجنوب الذي يعتمد على استعباد السود اقتصادياً واجتماعياً.
جسدت الرواية معاناة العبيد السود من خلال شخصية “العم توم”، الرجل الطيب الذي تمزقه أهوال العبودية ويجبر على تضحيات إنسانية مؤلمة.
الرواية لم تكن فقط قصصية، بل كانت شهادة إنسانية موثقة، استخدمت فيها ستو مصادر حقيقية من شهادات العبيد والناجين، مما أعطاها بعدًا واقعيًا صادمًا في ذلك الوقت.
ردود فعل غاضبة… وانتشار غير مسبوقحقق الكتاب مبيعات قياسية، إذ بيع منه أكثر من 300 ألف نسخة في عامه الأول فقط بالولايات المتحدة، ووصلت ترجماته إلى أوروبا والشرق الأوسط. في المقابل، أثارت الرواية سخط الجنوبيين الذين اتهموها بتشويه صورة مجتمعهم.
الصحف الموالية للعبودية شنت هجومًا حادًا عليها، لكنها لم تتراجع، بل أصدرت لاحقًا كتابًا بعنوان: “مفتاح إلى كوخ العم توم” لتوثيق المصادر التي استندت إليها في روايتها.
امرأة من قلب الوعظ إلى قلب المعركةولدت هيريت في عائلة دينية بروتستانتية صارمة في ولاية كونيتيكت عام 1811، ونشأت على قيم الإصلاح والعدالة.
عاشت مع زوجها في مدينة سينسيناتي، قرب الحدود بين الولايات الحرة والولايات العبودية، حيث شاهدت بنفسها قصص الفارين من الرق، ما جعلها تؤمن بأن السكوت خيانة.
عبر قلمها، لم تكن ستو مجرد كاتبة، بل مناضلة ضد الظلم الاجتماعي، سبقت عصرها في توظيف الأدب كوسيلة لتغيير الواقع.
إرث لا يزال حاضرًارغم مرور أكثر من 170 عامًا على صدور الرواية، لا تزال “كوخ العم توم” تدرس في الجامعات وتناقش في المحافل الأدبية كأحد أهم الأعمال التي غيرت الوعي الجمعي.
كما تم تحويل الرواية إلى مسرحيات وأفلام، وأصبحت شخصية “العم توم” رمزًا للتضحية، وإن كانت أحيانًا مثار جدل حول معنى الخنوع أو الصبر السلبي، ما يعكس تعقيد التلقي الأدبي عبر الأجيال
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أبراهام لينكولن الحرب الأهلية الأمريكية لم تکن
إقرأ أيضاً:
صلاح عن زيارته لمعبد بوذي : كانت زيارة مُلهمة
#سواليف
قال #النجم_المصري #محمد_صلاح عبر حسابه الرسمي في #منصة_إكس، يوم الأحد:
“مرحلة ما قبل الموسم رائعة، شكراً جزيلاً للجميع في هونغ كونغ واليابان، كانت زيارة معبد إيكوين مُلهمة.”
جاء هذا التعليق عقب زيارة قام بها صلاح برفقة زملائه في نادي ليفربول إلى معبد “إيكوين” في العاصمة اليابانية طوكيو، ضمن أنشطة الفريق خلال جولته التحضيرية استعداداً للموسم الكروي 2025-2026.
مقالات ذات صلة بينهم رونالدو.. مانشستر يونايتد يحظر أسماء 3 أساطير 2025/08/03وكان لاعبو ليفربول قد خاضوا مباراتين وديتين ضمن الجولة الآسيوية، خسروا الأولى أمام ميلان الإيطالي (4-2) وفازوا في الثانية على يوكوهاما إف مارينوس الياباني (3-1).
وفي إطار التحضيرات الذهنية للموسم، شارك اللاعبون في جلسة تأمل جماعي داخل المعبد، بإشراف أحد الرهبان، في تجربة وُصفت بأنها مصممة لتعزيز التركيز الداخلي وصفاء الذهن.
يُعد معبد إيكوين واحداً من أبرز المعالم الروحية في طوكيو، ويشتهر بجلسات التأمل العميق وفق فلسفة الزن، التي تستهدف تحقيق التوازن الذهني. وتلجأ الفرق الرياضية حول العالم لمثل هذه الجلسات لدعم لاعبيها نفسياً وذهنياً، ضمن برامج إعداد متكاملة، في ظل الضغوط الهائلة التي يعيشها اللاعبون داخل وخارج الملعب.