اليمن بلد التاريخ والطبيعة والجمال .. لوحة متكاملة من الحغرافيا السياحية
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
يشكّل اليمن بعمقه الحضاري، وتنوعه الجغرافي، وثرائه الثقافي، وجهة سياحية متكاملة تنتظر الاستكشاف وإعادة الاعتبار، فبين جباله الشاهقة، وسواحله الممتدة، وصحاريه الغامضة، ومدنه التاريخية العريقة، تتجلى لوحة فريدة تجمع بين الجمال الطبيعي، والإرث الإنساني، والهوية الإيمانية الأصيلة.
يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي
في هذا التقرير، نسلّط الضوء على المقومات السياحية الفريدة التي يتمتع بها اليمن، ونستعرض الخلفية التاريخية التي جعلته مهدًا للحضارات، ونتناول تنوعه البيئي والمناخي الذي يمنحه موقعًا تنافسيًا عالميًا، كما نتناول دور السياحة الداخلية في دعم الاقتصاد الوطني، والتأثير الإيجابي للاستقرار الأمني الذي تحقق في المحافظات الحرة بجهود القوات الأمنية التابعة لقيادة المسيرة.
ويولي التقرير اهتمامًا خاصًا بالرؤية القرآنية للمسيرة المباركة، التي تقدّم السياحة كقيمة ثقافية وإيمانية، وأداة لتعزيز الوعي والانتماء، لا كمجرد نشاط ترفيهي.
إنها دعوة لإعادة النظر في مستقبل السياحة في اليمن، انطلاقًا من الهوية، ومرورًا بالتنمية، ووصولًا إلى الريادة.
يُعد اليمن أحد أقدم المواطن التي شهدت نشوء الحضارات، فقد ازدهرت على أرضه ممالك عظيمة مثل سبأ، ومعين، وقتبان، وحضرموت، وحِمير.
وتُعد معالم مثل سد مأرب، ومدينة شبام حضرموت (أول ناطحات سحاب طينية في العالم)، ومدينة زبيد التاريخية، شواهد حيّة على هذا الإرث العريق، وقد أدرجت منظمة اليونسكو بعضها في قائمة التراث العالمي.
كما يتمتع اليمن بتقاليد عريقة في العمارة، حيث تحتفظ مدن مثل صنعاء القديمة وتريم بطابع معماري فريد يجمع بين الجمال والبساطة والتاريخ، وجمال الطبيعة الساحر وتضاريسها المتنوعة تجعل اليمن في مصاف البلدان السياحية.
الطبيعة المتنوعة .. لوحة متكاملة من الجغرافيا السياحية
يتميّز اليمن بتنوع طبيعي وجغرافي مذهل لا تجده في معظم البلدان،
السواحل والجزر .. ساحل البحر الأحمر في الحديدة والمخا يقدم بيئة بحرية غنية بالأسماك والشعاب المرجانية.
ساحل بحر العرب في حضرموت والمهرة يتمتع بطبيعة بكر وهدوء مميز.
جزيرة سقطرى، جوهرة اليمن الطبيعية، تُعد من أغرب وأندر البيئات الطبيعية في العالم، حيث تحتضن أكثر من 700 نوع من النباتات والحيوانات النادرة، ومنها شجرة دم الأخوين الشهيرة.
الجبال .. سلاسل جبال حراز ورازح وريمة وصعدة وغيرها، تتميز بطبيعتها الخضراء، وتُعد مناطق جذب لمحبي الرحلات الجبلية والمناخ المعتدل.
الوديان والأراضي الزراعية .. وادي دوعن في حضرموت، ووادي ظهر قرب صنعاء، ووادي بناء في إب ، ووادي مور في أبين ، من أشهر المناطق التي تجمع بين الزراعة والمناظر الطبيعية الخلابة.
الصحارى والمناطق الصحراوية .. صحراء الربع الخالي وأطراف صحراء الجوف، تقدم تجربة سياحية فريدة لعشاق المغامرات ورحلات السفاري.
أنواع السياحة في اليمن
السياحة التاريخية والأثرية .. بفضل مئات المواقع الأثرية التي تعود لآلاف السنين.
السياحة البيئية والطبيعية .. خاصة في سقطرى، جبال حراز، وسواحل حضرموت.
السياحة الثقافية .. حيث تتنوع العادات والتقاليد والملابس والأطعمة بين المناطق.
السياحة العلاجية .. بعض الينابيع المعدنية والهواء النقي في الجبال تعتبر مفيدة للصحة.
السياحة الدينية .. زيارة الأضرحة والمساجد القديمة مثل جامع الجند، وجامع صنعاء الكبير.
السياحة في اليمن على ضوء موجهات المسيرة القرآنية المباركة
في ظل المشروع القرآني الذي تتبناه القيادة الثورية والسياسية في صنعاء، تمثل السياحة في اليمن فرصة لإبراز القيم الأخلاقية والهوية الإيمانية والثقافية للشعب اليمني، بما ينسجم مع التوجيهات والمبادئ التي تقوم عليها المسيرة القرآنية المباركة.
السياحة كوسيلة لتعزيز الهوية والانتماء .. تنظر المسيرة القرآنية إلى السياحة ليس فقط كرافد اقتصادي، بل كأداة لتعزيز الانتماء الوطني، وربط الأجيال بتراثها الحضاري والإيماني، من خلال زيارة المواقع الأثرية الإسلامية، والمساجد التاريخية، ومعالم حضارة الإيمان والحكمة.
فزيارة جامع صنعاء الكبير، أو جامع الجند ليست مجرّد رحلة تاريخية، بل هي استحضار لروحية الإسلام المحمدي الأصيل، وربط للأمة بجذورها الرسالية.
السياحة بضوابطها الأخلاقية .. في إطار الرؤية القرآنية، تُشجَّع السياحة التي تحترم العادات والتقاليد اليمنية الأصيلة، وتبتعد عن الممارسات الغربية الدخيلة التي تفسد القيم، وتُسهم في بناء وعي الأمة وتثقيف المواطن لا تسطيحه أو تغريبه، ولهذا، فإن تطوير السياحة في اليمن يأتي وفق معايير تحافظ على الحياء العام، وتحترم الخصوصيات الثقافية، وتُشجع على الترفيه النظيف والبناء.
السياحة في خدمة مشروع الاستخلاف .. من منظور قرآني، تُسهم السياحة في تحقيق الاستخلاف في الأرض، من خلال التعرف على آيات الله في الطبيعة والخلق، والتأمل في سنن الله في الأمم السابقة، من خلال زيارة الآثار، ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على النعمة والبيئة كمسؤولية إيمانية، وقد جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تدعو إلى السير في الأرض والنظر في عواقب الأمم السابقة، ما يعزز البعد التأملي والعبادي للسياحة، ويمنحها بعدًا أسمى من مجرد الترفيه.
ولذا فإن السياحة في اليمن، إذا انطلقت من موجهات المسيرة القرآنية، فإنها تُسهم في بناء مجتمع متوازن، يحترم هويته، ويفتح نوافذه للعالم بروح الوعي لا الذوبان، وبقيم الإيمان لا الانحراف.
وبهذا تصبح السياحة أداة من أدوات الجهاد الحضاري، ونقطة التقاء بين الماضي المجيد، والحاضر الصامد، والمستقبل المشرق.
تشجيع السياحة الداخلية .. خيار استراتيجي لدعم الاقتصاد الوطنيفي ظل التحديات المفروضة على السفر الدولي والحصار الجوي، برزت السياحة الداخلية كخيار مهم لتنشيط الاقتصاد الوطني والحفاظ على استمرارية القطاع السياحي من خلال الآتي :
تعزيز الترابط وتنمية المناطق الريفية .. شهدت المحافظات اليمنية الحرة تحديداً إقبالاً متزايدًا من المواطنين على زيارة المواقع الطبيعية والتاريخية داخل البلاد، هذا التوجه خلق فرصًا جديدة للأنشطة التجارية الصغيرة، وأسهم في تعزيز التبادل الثقافي والاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد.
الأثر الاقتصادي الملموس .. تلعب السياحة الداخلية دورًا حيويًا من خلال خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في النقل، الضيافة، والخدمات، وزيادة الطلب على المنتجات المحلية مثل الأطعمة التقليدية والمشغولات اليدوية، ودعم المجتمعات الريفية التي تستضيف الزوار، مما يعزز من استقرارها الاقتصادي.
جهود تحفيزية وتشجيعية .. تبنت الجهات المعنية بالتنسيق مع المجتمعات المحلية برامج للترويج للسياحة الداخلية، منها ، تنظيم مهرجانات تراثية وثقافية، وإطلاق مبادرات شبابية لتنظيم الرحلات، وكذلك ترويج المحتوى السياحي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
السياحة الداخلية ليست بديلًا مؤقتًا، بل هي رافد دائم يدعم الاقتصاد، ويعزز الهوية الوطنية، ويسهم في تحقيق التنمية المتوازنة.
الأمن والسياحة .. دور القوات الأمنية في صنعاء والمحافظات الحرة
استقرار الأمن هو الشرط الأساسي لأي ازدهار سياحي، وقد أثبتت القوات الأمنية في عهد المسيرة القرآنية المباركة في صنعاء والمحافظات الحرة كفاءة عالية في تأمين الطرق والمواقع السياحية من خلال حماية المواقع وتأمين الطرق عبر وحدات خاصة لحماية المواقع الأثرية وتسهيل تنقل السياح، باتت المحافظات الآمنة مثل صنعاء، صعدة، إب، ذمار، ريمة، وحجة جاهزة لاستقبال الزائرين، سواء من الداخل أو من الخارج مستقبلاً.
وأدى الأداء الأمني المستقر إلى عودة الثقة بين المواطنين والمرافق السياحية، مما شجّع على إعادة فتح بعض الفنادق والمطاعم والأسواق التقليدية.
فرص تطوير السياحة في اليمن
رغم التحديات، إلا أن هناك أرضية خصبة لتطوير السياحة، من خلال تحسين البنية التحتية تطوير الطرق، ترميم المواقع الأثرية، وتأهيل الفنادق، والترويج السياحي الحديث عبر المنصات الرقمية والفعاليات الدولية، وكذلك من خلال تأهيل الكوادر وتدريب المرشدين السياحيين وتطوير معاهد السياحة وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لتوفير خدمات جديدة تلبي احتياجات الزوار.
اليمن .. الوجهة القادمة لعشاق الجمال
يمتلك اليمن كل ما يؤهله ليكون من أفضل الوجهات السياحية عالميًا: حضارة، طبيعة، ثقافة، وأمن، واليوم، مع تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية، يمكن تحويل هذه المقومات إلى واقع اقتصادي وإنساني ملموس.
السياحة ليست ترفًا، بل وسيلة للتنمية، والحفاظ على الهوية، وبناء المستقبل، ومن أراد أن يرى العالم في بلدٍ واحد سيجد ذلك في اليمن.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المسیرة القرآنیة السیاحة الداخلیة السیاحة فی الیمن المواقع الأثریة من خلال
إقرأ أيضاً:
مشروع مسام يعلن عن كمية الألغام التي انتزعها في اليمن منذ انطلاقته وحتى نهاية يوليو المنصرم
أعلن مشروع "مسام" لنزع الألغام في اليمن، عن أعداد الألغام والعبوات والذخائر التي انتزعها منذ انطلاقته وحتى نهاية شهر يوليو المنصرم.
وذكر مدير المشروع، أسامة القصيبي، أن فرقه تمكنت منذ انطلاقته وحتى يوم 25 يوليو الماضي من نزع 507.588 مادة متفجرة، شملت ألغاماً وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة.
وأوضح، أن المواد التي تم التعامل معها تضمنت 345554 ذخيرة غير منفجرة و8250 عبوة ناسفة، بالإضافة إلى 146.957 لغماً مضاداً للدبابات و6827 لغماً مضاداً للأفراد.
وأكد، أن هذه الجهود تأتي في إطار العمل الإنساني الذي ينفذه مشروع “مسام”، بهدف حماية الأرواح وإعادة الحياة إلى المناطق المتضررة من الألغام، التي تُعد من أكبر التهديدات التي تواجه المدنيين في اليمن.
وأشار إلى أن الفرق الهندسية التابعة للمشروع تمكنت منذ انطلاقه وحتى التاريخ نفسه من تطهير أكثر من 68.694.881 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية، مؤكداً أن العمل مستمر لتأمين المزيد من المناطق، وفتح المجال أمام الزراعة، والسكن، والتنمية.