هل لا يجوز التيمم إلا من التراب فقط؟.. الأزهر يجيب
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
قالت إيمان أبو قُورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن التيمم لا يُشترط أن يكون بالتراب فقط، بل يجوز بكل ما خرج من جنس الأرض، موضحةً أن المسألة محل خلاف فقهي بين العلماء.
وأوضحت عضو الأزهر للفتوى، خلال تصريحات تلفزيونية، أن بعض الفقهاء اشترطوا التراب تحديدًا، بينما أجاز آخرون التيمم بالرمل، والحجر، والرخام، وكل ما كان من جنس الأرض، ولم يتحول إلى شيء آخر بفعل الاحتراق أو المعالجة الكيميائية، كالفحم مثلاً.
10 أمور تساعدك على الخشوع في الصلاة.. الأزهر يوضحها
الأزهر العالمي للفلك: المركز "منارة للفكر الاجتهادي" تدمج العلوم الشرعية بأحدث التطورات الفلكية
الأزهر ووكالة الفضاء يطلقان ملتقى علميا لاستشراف فقه الفضاء والمستقبل
وكيل الأزهر يُدلي بصوته في انتخابات الشيوخ 2025.. ويؤكد: المشاركة واجب وطني
وأضافت عضو الأزهر للفتوى أن الإمام الأوزاعي وبعض علماء الحنفية نصوا على جواز التيمم بالرمل، كما يجوز المسح على قطعة رخام أو حجر إذا كانت من جنس الأرض، بشرط ألا تكون من المحروقات.
وأكدت عضو الأزهر للفتوى أن التيسير في هذا الباب من خصائص الشريعة الإسلامية، مشيرة إلى حديث النبي ﷺ: "وجعلت لنا الأرض كلها مسجدًا، وجُعلت تربتها لنا طهورًا"، رواه مسلم، وهو ما يدل على أن كل ما هو من الأرض يصلح للتيمم به، لما فيه من تيسير ورفع مشقة.
وأكدت عضو الأزهر للفتوى على أن "التراب ذُكر لكونه أكثر ما يتوفر للناس وسهولة استعماله، لكن العبرة بجنس ما يُتيمم به، لا بمادته بعينها".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى عضو الأزهر للفتوى الأزهر للفتوى التيمم عضو الأزهر للفتوى
إقرأ أيضاً:
أمين البحوث: الإسلام رسالة حضاريَّة لا تحدُّها الأرض
ألقى فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، صباح اليوم، كلمةً في حفل تدشين المشروع العِلمي المشترك بين مجمع البحوث الإسلاميَّة بالأزهر الشريف ووكالة الفضاء المصريَّة، لدراسة النوازل الفقهيَّة المتعلِّقة بأحكام الفضاء، وذلك بمقرِّ الوكالة، بحضور: فضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف ورئيس مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء، وفضيلة أ.د. أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وفضيلة أ.د. نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية، وأ.د. شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصريَّة، ونخبة مِنَ العلماء والباحثين والمتخصِّصين.
وفي كلمته، قال الدكتور محمد الجندي: إنَّ الأزهر الشريف -بوصفه المؤسَّسةَ العِلميَّة الأعرق في تاريخ الإسلام- ما زال حاضرًا في قلب المشهد المعرفي والكوني، يؤدِّي دَوره الفِكري والشرعي في زمنٍ تتسارع فيه علوم الفضاء، وتُفرز مستجدَّات غير مسبوقة، تتطلَّب اجتهادًا أصيلًا يربط بين الوحي والعقل، وبين الشريعة والمعرفة.
وأضاف الدكتور الجندي أنَّ اهتمام الأزهر بعلوم الفلك والكون ليس وافدًا عليه ولا طارئًا فيه؛ بل هو امتداد طبيعي لدوره الحضاري المتجذِّر منذ قرون؛ إذْ تعامل علماؤه مع السماء بوصفها كتابًا مفتوحًا مِن كُتُب الله، وتفاعلوا مع الظواهر الكونيَّة تدبُّرًا وتفكُّرًا؛ مِنْ أمثال: العطَّار، والجبرتي، والدمنهوري والفلكي، وغيرهم، مشيرًا إلى أنَّ التراث الأزهري زاخرٌ بمخطوطات فريدة، بعضها أُدرِجَ في سجِّل ذاكرة العالم التابع لليونسكو؛ لما يحويه مِن تحليل دقيق لحركة الكواكب وميكانيكا الكون.
وأكَّد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة أنَّ الأزهر الشريف يُواصل هذا النَّهج الحضاري اليوم عبر منهجيَّة عِلميَّة رصينة في التعامل مع النَّوازل الفقهيَّة المعاصرة المتعلِّقة بالفضاء، مؤكِّدًا أنَّ الشريعة الإسلامية -بمنظومتها القائمة على الاجتهاد المنضبط، والقياس العقلي، والاستنباط الرشيد- تملك من المرونة والعُمق ما يؤهِّلها لمواكبة التحوُّلات الكبرى في حياة الإنسان، سواء على الأرض أو في الفضاء الخارجي.
وشدَّد فضيلته على أنَّ الواقع الجديد الذي يفرضه العيش في المحطَّات الفضائيَّة، أو نَقْل الإنسان خارج حدود الأرض؛ يستوجب اجتهادًا فقهيًّا دقيقًا، يتعامل مع أسئلة مثل: كيف أُصلِّي؟ أين أتجه؟ ما حُكم الزكاة على الثروات الفضائيَّة؟ كيف تُضبط الأخلاقيَّات العِلميَّة خارج كوكب الأرض؟
وأوضح أنَّ الأزهر الشريف لم يكتفِ بالطَّرح النَّظري؛ بل أطلق فتاوى معاصرة، وأعدَّ دراساتٍ عِلميَّةً رائدةً، وشارك في النَّدوات العالميَّة، واضعًا نصب عينيه أنَّ السماء لم تعُد بعيدةً، وأنَّ الشريعة التي نزلت منها قادرة على مواكبة الإنسان حيثما حلَّ في ملكوت الله.
وتابع: «حيثما ارتحل المسلم، تصحبه شريعتُه برُخصها وتيسيرها؛ لتجعل مِنْ كلِّ مدارٍ محرابًا، ومِنْ كلِّ كوكبٍ ميدانًا جديدًا لطاعة الله، فالدِّين لا يُقيَّد بمكان، والعبادة لا تنحصر في الأرض».
ونبَّه إلى أهميَّة تفعيل الفقه الافتراضي الذي قعَّد له أوائل الفقهاء، لافتًا إلى أنَّ الأزهر أسَّس لمنهجيَّة عِلميَّة تجمع بين الوحي والواقع، وبين المقاصد الشرعيَّة والحقائق الكونيَّة، والأحكام الفقهية، وَفق واقع الفضاء ومقتضى حاله.
وختم الدكتور محمد الجندي كلمته بتأكيد أنَّ التعاون العِلمي مع وكالة الفضاء المصريَّة خطوةٌ استراتيجيَّة في تحويل هذا الطَّرح الفقهي إلى واقع معرفي ملموس، مشيرًا إلى أنَّ الأزهر يثبت بهذا التعاون أن رسالته بحجم الكون، وأنَّ الإسلام رسالةٌ حضاريَّةٌ لا تحدُّها الأرض؛ بل تمتدُّ إلى آفاق الوجود كلِّه رأسًا وأفقًا، وأنَّ تشريعات الإسلام تناسب الكون كلَّه مِنَ الذرَّة إلى المجرَّة.