قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن الجولة المرتقبة من المباحثات لن تُعقد، مؤكداً رغم ذلك أن "الدبلوماسية والحوار يظلان السبيل الوحيد نحو سلام دائم". اعلان

تسببت الضربات الإسرائيلية المتواصلة منذ الجمعة على مواقع عسكرية ونووية إيرانية في نسف المساعي الدبلوماسية لإحياء المفاوضات النووية، وسط تبادل الاتهامات بين إيران والولايات المتحدة، وتكثيف الاتصالات الإقليمية والدولية لاحتواء الأزمة.

طهران: لا مفاوضات تحت القصف

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن إيران لن تدخل أي مفاوضات نووية في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية، مشدداً على أن طهران "لن تقبل طلبات غير عقلانية تحت الضغط".

وفي المقابل، دعا ماكرون عبر منصة "إكس" إلى استئناف سريع للمفاوضات.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين قولهم أن "وزير خارجية إيران أبلغ نظراء له أن طهران ستكون مستعدة لاستئناف التفاوض بعد الرد على إسرائيل".

عُمان تؤكد: المحادثات أُلغيت

وكان وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي قد كتب في منشور على منصة إكس أن الجولة المرتقبة من المباحثات لن تُعقد، مؤكداً رغم ذلك أن "الدبلوماسية والحوار يظلان السبيل الوحيد نحو سلام دائم". وقد انطلقت هذه المحادثات في أبريل/نيسان الماضي، وسط خلافات حادة بشأن مستوى تخصيب اليورانيوم.

وصرّح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن "المشاركة في حوار مع طرف يدعم المعتدي لا معنى لها"، مشيراً إلى أن استمرار الهجمات الإسرائيلية يقوّض أي أمل بمفاوضات مثمرة.

Related200 صاروخ باليستي فوق تل أبيب.. هل أربكت إيران الدفاع الجوي الإسرائيلي؟إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز: هل يصبح نفط العالم وحرية الملاحة رهينة بيد طهران؟الاختراق الصامت: كيف ساهم الداخل الإيراني في نجاح الضربات الإسرائيلية؟اتهامات

اتهم الرئيس الإيراني بزشكيان الولايات المتحدة بـ"عدم النزاهة"، قائلاً إن تنسيق الهجمات مع إسرائيل في وقت تجري فيه مباحثات نووية، يثبت عدم موثوقية واشنطن. كما توعد برد "أشد وأقوى" إذا تواصل "العدوان الإسرائيلي"، بحسب ما جاء في اتصال مع رئيس وزراء باكستان شهباز شريف.

من جانبه، أكد مسؤول أميركي -رفض الكشف عن اسمه- أن واشنطن لا تزال متمسكة بالحوار مع إيران، رغم تأجيل المحادثات.

نتنياهو: ترامب يدعمنا بشكل صريح

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن الضربات على إيران تحظى بدعم صريح من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مضيفاً: "عدونا هو عدوكم... وانتصارنا سيكون انتصاركم".

وخلال مقطع مصوّر، قال نتنياهو: "ننفذ ما نقوم به بدعم كامل من الولايات المتحدة وكثيرين حول العالم".

وتابع: "الطائرات الإسرائيلية ستُشاهَد قريباً في أجواء طهران، تضرب كل موقع وهدف تابع لإيران".

مواقف دولية وتحركات روسية

أعلن الكرملين أن الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب ناقشا في اتصال هاتفي التطورات في الشرق الأوسط، مؤكداً أن موسكو مستعدة للتوسط بين إيران وإسرائيل. وأشار البيان إلى أن الطرفين لم يستبعدا إعادة إحياء المفاوضات النووية لاحقاً.

كما تناول الاتصال الملف الأوكراني، حيث عبّر ترامب عن رغبته بـ"حل سريع" للنزاع، بينما أكد بوتين استعداد بلاده لاستئناف التفاوض مع كييف بعد 22 يونيو.

عراقجي: إسرائيل تدفع نحو "دوامة عنف"

اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إسرائيل بدفع المنطقة إلى "دوامة عنف خطرة"، مشدداً خلال اتصالات مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والصيني وانغ يي على أن "الرد الإيراني سيستمر بحزم"، مؤكداً أن الهجمات جاءت في وقت حساس من مسار المفاوضات.

أكثر من 20 قائداً إيرانياً في مرمى الضربات

قال الجيش الإسرائيلي إن عمليته التي بدأت الجمعة أسفرت عن مقتل أكثر من 20 قائداً في أجهزة الأمن الإيرانية، بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة محمد حسين باقري، إلى جانب كبار قادة من الحرس الثوري.

وشملت الهجمات مواقع نووية ومصانع أسلحة ومنشآت عسكرية، فيما أعلنت طهران أن الأضرار لحقت أيضاً بمنشآت مدنية.

تصعيد ميداني: طائرات مسيرة وانفجارات في العمق الإيراني

أعلنت إيران السبت أن هجوماً بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدف مصفاة رئيسية في بوشهر، مما أدى إلى انفجار قوي وحريق واسع، في تطور يعكس اتساع نطاق الهجمات.

في المقابل، أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بأن طهران تستعد لهجمات "عنيفة ومدمّرة" على إسرائيل في الساعات المقبلة، بينما تواصل الأخيرة تنفيذ ضرباتها الجوية على الأراضي الإيرانية.

أزمة تتجاوز الملف النووي

بات واضحاً أن الهجوم الإسرائيلي لا يستهدف فقط البرنامج النووي الإيراني، بل يضرب عمق البنية العسكرية والسياسية لطهران، في حين تتجه إيران نحو إعادة تقييم استراتيجية الرد والتموضع الإقليمي.

في ظل هذا التصعيد، تبدو المنطقة على حافة مواجهة شاملة، بينما تحاول الأطراف الدولية تفادي اندلاع حرب إقليمية واسعة قد تغيّر ملامح الشرق الأوسط لسنوات مقبلة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل إيران هجمات عسكرية البرنامج الايراني النووي صواريخ باليستية غزة إسرائيل إيران هجمات عسكرية البرنامج الايراني النووي صواريخ باليستية غزة الحرس الثوري الإيراني إيران دونالد ترامب إسرائيل بنيامين نتنياهو البرنامج الايراني النووي إسرائيل إيران هجمات عسكرية البرنامج الايراني النووي صواريخ باليستية غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس سوريا ضحايا الحرس الثوري الإيراني

إقرأ أيضاً:

كيف علقت إدارة ترامب على الهجمات الإسرائيلية ضد إيران؟

سعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى النأي بالولايات المتحدة عن الضربات الإسرائيلية على إيران، وهي هجمات من المرجح أن تُعقّد مساعي التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قال إنه قصف أهدافا نووية إيرانية لمنع طهران من تطوير أسلحة ذرية، في الوقت الذي كانت إدارة ترامب تستعد فيه لعقد جولة سادسة من المحادثات يوم الأحد بشأن برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم.

وأكد ماركو روبيو، وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، أن الضربات الإسرائيلية كانت أحادية الجانب، وأن واشنطن كانت تعلم أن الضربات ستحدث.

وقال روبيو في بيان "لم نشارك في ضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة". وأضاف "أبلغتنا إسرائيل بأنها تعتقد أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن نفسها".

وقبل ساعات قليلة من الضربات، حث ترامب على إيجاد حل دبلوماسي للتوترات، مشيرا إلى أن توجيه ضربة لإيران "أمر وارد جدا". وتؤكد إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، على الرغم من أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أمس الخميس أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي لأول مرة منذ ما يقرب من 20 عاما.

ووجه روبيو تحذيرا شديد اللهجة لإيران، بعد يوم من إصدار الولايات المتحدة أمرا لبعض الموظفين الأمريكيين بمغادرة الشرق الأوسط جراء التوتر في المنطقة. وقال "دعوني أكون واضحا: يجب ألا تستهدف إيران المصالح أو الأفراد الأمريكيين".

ولم يذكر ما إذا كانت واشنطن ستدعم إسرائيل إذا واجهت ضربات انتقامية، وهو موقف معتاد فيما سبق.

يتزايد الخلاف بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إيران وطريقة تعامله مع الحرب في غزة، إذ يسعى ترامب إلى إبرام اتفاق مع طهران وتسريع وصول المساعدات الغذائية إلى غزة.

وتحدث ترامب ونتنياهو يوم الاثنين، وصرح ترامب للصحفيين بأن الموضوع الرئيسي كان إيران. وفي حديثه للصحفيين أمس الخميس، أشار إلى احتمال وقوع هجوم إسرائيلي قريب.

وقال "حسنا، أود تجنب الصراع. سيتعين على إيران التفاوض بصرامة أكبر، ما يعني أنها ستضطر إلى منحنا بعض الأمور التي لا ترغب في منحنا إياها الآن".

وربما يعرض رد إيران على الضربات الإسرائيلية القوات والدبلوماسيين الأمريكيين في المنطقة للخطر نظرا لأن الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لإسرائيل.

وتزايدت المخاوف الأمنية منذ أن صرح ترامب يوم الأربعاء بأنه سيتم إجلاء الموظفين الأمريكيين من المنطقة لأنها "قد تكون مكانا خطيرا"، وأنه لن يُسمح لطهران بتطوير سلاح نووي.

وأعلنت واشنطن وطهران أمس الخميس عن خطط لعقد جولة أخرى من المحادثات يوم الأحد في سلطنة عُمان بين المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

وقال مسؤول أمريكي في وقت متأخر الليلة الماضية إن المحادثات لا تزال مستمرة. وأضاف المسؤول، دون الخوض في التفاصيل "ما زلنا نعتزم إجراء محادثات يوم الأحد".

لكن تصريحات ترامب كان مبهمة بشأن المحادثات، إذ قال لقناة فوكس نيوز "لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية، ونأمل في العودة إلى طاولة المفاوضات. سنرى".

إيراندونالد ترامبأهم الآخبارالهجمات الإسرائيليةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • أخبار العالم | إيران تشن هجمات صاروخية غير مسبوقة على إسرائيل.. مصرع وإصابة العشرات في تل أبيب ونتنياهو يطلب من ترامب انضمام أمريكا للحرب
  • الرئيس الإيراني: لن نفاوض بشأن الملف النووي إذا استمرت الهجمات الإسرائيلية
  • باحث: مفاوضات إيران وأمريكا لم تعط مؤشرات بمهاجمة إسرائيل طهران
  • إسرائيل تواصل غاراتها على إيران ونتنياهو يقول إن "ضررا حقيقيا" لحق ببرنامج طهران النووي
  • الرئيس الإيراني يتوعد برد أقسى.. ونتنياهو: طهران تمتلك 20 ألف صاروخ لن تتحملها تل أبيب
  • «وزير الخارجية»: الهجمات الإسرائيلية على إيران غير مبررة.. وموقف مصر واضح
  • كيف علقت إدارة ترامب على الهجمات الإسرائيلية ضد إيران؟
  • أسعار النفط تقفز بأكثر من 13% بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران
  • مع تزايد التهديدات العسكرية.. ما استعدادات إيران للرد؟