إسرائيل وإيران.. هل الصراع مرشح أن يدوم طويلا؟
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
كشف تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، أن الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران تشكل صراعا بين التفوق الجوي الإسرائيلي وضرباته الخاطفة، في مقابل التحصينات الدفاعية الإيرانية لا سيما بالنسبة للمنشآت النووية.
ووفق الصحيفة، فإن الصراع بين الجانبين يرجح أن يكون طويلا لو كان هدف إسرائيل منه القضاء على القدرة النووية لطهران.
وترى بورجو أوزجيليك، الباحثة في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، أن حجم الهجوم الإسرائيلي وحده "يخاطر بإعادة تشكيل المشهد الاستراتيجي في الشرق الأوسط" من خلال استهداف القيادة العسكرية والبنية التحتية النووية الإيرانية.
وأضافت: "عمق ودقة الضربات التي وصلت إلى قلب طهران وقضت على شخصيات رئيسية مثل سلامي، تبرز مدى اختراق الاستخبارات الإسرائيلية، وحالة التدهور التي تعاني منها منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، بالنسبة لطهران، هذه ليست مجرد خسارة تكتيكية بل إهانة استراتيجية عميقة".
مواقع نووية محصنة
وتجري إيران تخصيبها النووي في موقع يعتقد أنه يقع على عمق 8 أمتار تحت الأرض، ومحمي إلى حد كبير بالخرسانة المسلحة والصخور الصلبة.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي، إيفي ديفرين، إن القصف استهدف المنطقة تحت الأرض والبنية التحتية الحيوية المرتبطة بها، وأضاف: "لقد ألحقنا ضررا كبيرا بهذا الموقع".
وفي الوقت ذاته، قالت الموساد الإسرائيلي، إنه نفذ مزيجا من هجمات الكوماندوز، مصحوبة بلقطات حرارية ضبابية، وضربات من طائرات مسيرة متمركزة مسبقا، على غرار الهجمات الأوكرانية الأخيرة على قواعد جوية روسية، استهدفت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.
ووفق الصحيفة، فإن بعض مزاعم الموساد دعائية، لكن الواقع العسكري يؤكد أنه لا توجد إشارات على فاعلية الدفاع الجوي الإيراني، أو تقارير عن وقوع إصابات في صفوف سلاح الجو الإسرائيلي.
التعقيد بالنسبة لإسرائيل هو أن إيران كانت تتهيأ منذ فترة طويلة، ومنشآتها النووية محصنة جيدا، ولم تحاول إسرائيل مهاجمة منشأة تخصيب ثانية في فوردو، المدفونة على عمق 80 إلى 90 متراً تحت الأرض، خارج نطاق أقوى صواريخها المعروفة، وهي "روكس" التي تزن 1.8 طن و"إير لورا" التي تزن 1.6 طن.
نجاح الهجوم على نطنز، بحسب تحليل من المعهد الملكي للخدمات المتحدة البريطاني " RUSI" يتطلب عدة ضربات في نفس الهدف حتى تصل الضربات إلى المنشأة وتجعل السلاح ينفجر بداخلها بنجاح".
كما يُعتبر تدمير فوردو ممكناً فقط باستخدام قنبلة أميركية خارقة للتحصينات تزن نحو 14 طنا ويبلغ طولها 6 أمتار، ولا يمكن إطلاقها إلا من قاذفات بي 2 الأميركية.
تفوق جوي إسرائيلي
وبينت أن إسرائيل تمتلك تفوقا جويا شبه كامل، مما سمح لها بمواصلة القصف حتى يوم الجمعة بهجمات جديدة على تبريز.
وذكرت أن الرد الإيراني استخدم مسيرات بطيئة الحركة تستغرق قرابة 7 ساعات للوصول إلى إسرائيل، لكن طهران لديها خيارات عسكرية أخطر تتمثل في امتلاكها قرابة 3 آلاف صاروخ باليستي عالي السرعة،
وتشير تقارير، إلى أن منطقة كرمانشاه الواقعة غرب إيران، والمحتوية على منصات إطلاق صواريخ باليستية مدفونة داخل الوديان، كانت من بين الأهداف الأولى، وبالتالي فإن تدمير المواقع تحت الأرض أو تعطيلها بنجاح أمر معروف بصعوبته، والتأثير الحقيقي سيظهر فقط إذا شنت إيران هجوما صاروخيا مضادا بما تبقى لديها من ترسانة عسكرية.
خيارات إيران
تشمل خيارات إيران إطلاق صواريخ باليستية أو شن هجمات إلكترونية أو إرهابية بينما ستكون الضربات على أهداف أميركية محفوفة بالمخاطر لطهران، لاحتمالية أن تدخل الولايات المتحدة، بكل قوتها النارية الحرب.
ومع امتلاك إيران أهدافا محصنة، إلى جانب الهيمنة الجوية الإسرائيلية والثقة المفرطة، تشير إلى حملة عسكرية ممتدة ضد إيران تدوم أسبوعين وفق بعض التقارير، و في حال عدم خضوع إيران، قد لا يكون للحرب نهاية واضحة.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل الشرق الأوسط طهران الموساد فوردو نطنز إسرائيل إيران حرب إيران وإسرائيل نووي إيران إسرائيل الشرق الأوسط طهران الموساد فوردو نطنز أخبار إيران تحت الأرض
إقرأ أيضاً:
في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل.. إيران ترفع جاهزيتها العسكرية وتعيد تشكيل مجلس الدفاع
شرعت السلطات في تركيب أنظمة إنذار بالحالة الحمراء في عدة مناطق بطهران، وذلك بعد الانتقادات التي طالت غياب هذه الأنظمة خلال الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. اعلان
أعلن القائد العام للجيش الإيراني، أمير حاتمي، يوم الأحد 3 أغسطس، أنّ "العدو لا يجب الاستهانة به، ولا ينبغي اعتبار تهديده منتهيًا". وجاء تصريحه خلال اجتماع مع قادة القوات البرية، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الجاهزية القصوى رغم الخسائر التي طالت البنية العسكرية الإيرانية جراء الهجمات الأخيرة.
ودخلت إسرائيل في مواجهة مباشرة مع إيران مستخدمة تفوقًا جويًا ودعمًا غربيًا متطورًا، ما تسبب في إضعاف الترسانة الإيرانية، التي كانت تعاني أصلًا من سنوات العقوبات والضربات الدقيقة.
ومع ذلك، أكّد حاتمي أنّ "قوة الصواريخ والطائرات المسيّرة لا تزال فاعلة وجاهزة"، مشيرًا إلى أن "وقف إطلاق النار المفروض على العدو تمّ بقوة الردع، ويجب الحفاظ على تلك الجاهزية حتى في أوقات السكون".
يأتي هذا التصعيد اللفظي في وقت تعود فيه التصريحات الرسمية الإيرانية إلى لغة الاستعداد للمواجهة، ما يشي بتوتر داخلي وتحولات في الحسابات الاستراتيجية لطهران.
عودة "مجلس الدفاع"من أبرز هذه التحولات إعلان إعادة تفعيل مجلس الدفاع، وهو هيئة كانت نشطة خلال الحرب الإيرانية العراقية، ويعاد تشكيلها اليوم في ظل التحديات الأمنية الجديدة. وبحسب المعلومات المتداولة، سيتكوّن المجلس من رؤساء السلطات الثلاث، وممثلين عن المرشد الأعلى في المجلس الأعلى للأمن القومي، بالإضافة إلى كبار قادة الجيش والحرس الثوري، ووزير الاستخبارات.
وأكد نائب رئيس البرلمان، علي نيكزاد، أن تشكيل هذا المجلس يتطلب موافقة المرشد الأعلى، علي خامنئي، وفقًا للمادة 110 من الدستور. في المقابل، حذر بعض النواب، بينهم حميد راسائي، من "توسيع الدوائر غير الخاضعة للمساءلة"، داعين إلى ضرورة الشفافية وتحديد صلاحيات البرلمان في ما يتعلق بالسياسات الدفاعية.
Related بعد اتهامات غربية بالتحضير لمحاولة قتل واختطاف معارضين.. إيران ترد: اتهامات لا أساس لهامواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إسرائيل واردتزامنًا مع هذه التحركات، شرعت السلطات في تركيب أنظمة إنذار بالحالة الحمراء في عدة مناطق بطهران، وذلك بعد الانتقادات التي طالت غياب هذه الأنظمة خلال الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
وكان عضو مجلس مدينة طهران، أحمد صادقي، قد دعا إلى تشكيل مقر للطوارئ في العاصمة، مؤكدًا أن "التحذيرات الدقيقة والمبكرة حق أساسي للمواطنين"، مشيرًا إلى إمكانية إرسال التنبيهات عبر الهواتف المحمولة حتى وهي مغلقة أو غير مستخدمة.
تحوّل في البوصلة التقنيةفي خطوة تُعد تحولًا جيوسياسيًا لافتًا، أعلنت إيران أنها بدأت التخلّي التدريجي عن نظام تحديد المواقع الأمريكي (GPS)، لصالح النظام الصيني "بايدو"، في إطار تعزيز سيادتها التقنية وتقليل الاعتماد على الأنظمة الغربية.
وبحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانيين (ISNA)، تعمل شركات التكنولوجيا المحلية على تطوير أنظمة تتيح التبديل بين أنظمة الملاحة المختلفة (GPS، GLONASS، Beidou) لضمان الدقة وتفادي التعطيل. وقالت الوكالة إن هذه الخطوة "ليست ترفًا، بل ضرورة لحماية الأمن الوطني وسلامة المواطنين".
وكان وزير الاتصالات الإيراني، ستار هاشمي، قد صرّح بأن "إسرائيل لا تلتزم بالقوانين الدولية وتستخدم بيانات الموقع في عملياتها الهجومية، ولهذا السبب، قررت السلطات الأمنية فرض قيود على خدمات GPS داخل إيران".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة