250 متحدثا في 90 فعالية يرسمون مسارات جديدة بين الموارد والثروات في الدولي للاتصال الحكومي 2023
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
الشارقة في 28 أغسطس / وام / يشكل المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الـ12 التي تنطلق يومي 13 و14 سبتمبر المقبل منصة عالمية تثري صناعة الاتصال بأكثر من 90 جلسة رئيسية وجانبية وعدد من الخطابات الملهمة والفعاليات الاستباقية والملتقيات والبرامج من خلال 14 منصة يشارك بها ويقدمها أكثر من 250 متحدثاً من مختلف المجالات والخبرات وتحظى بدعم أكثر من 35 شريكاً محلياً وإقليمياً ودولياً.
ويستهدف المنتدى الذي استقطبت دوراته السابقة أكثر من 50 ألف زائر ومشارك من مختلف الدول أن يجمع في دورته الـ12 التي تحمل شعار "موارد اليوم .. ثروات الغد" نخبة من أهم المفكرين والخبراء وذوي الاختصاص بقضايا الموارد والثروات والتنمية والاستدامة مع خبراء الاتصال والإعلام من جميع أنحاء العالم، لوضع آليات التعامل مع التحديات التي تعوق استثمار الموارد وتحويلها إلى ثروات ودمجها في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما يتيح الفرصة للتواصل مع صناع القرار والخبراء في مجال الاتصال الحكومي وفتح آفاق جديدة للطلاب والباحثين في دولة الإمارات العربية المتحدة ومختلف دول العالم.
ولفت سعادة طارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة إلى ديناميكية خريطة التنمية العالمية وما يرافقها من تغيرات في الوقت الذي يشهد فيه العصر الحالي أبعاداً تنموية غير مسبوقة لمختلف القطاعات والتي تحمل الكثير من الفرص والتحديات وتتطلب استجابات واستراتيجيات مدروسة بدقة، مشيراً إلى أنه في ظل هذا التغيير المتسارع تصبح القدرة على التكيف والمرونة والجاهزية عوامل حاسمة ويكون للاتصال الحكومي الدور الرئيس كأداة فعالة للتأثير في مسارنا نحو المستقبل.
وأضاف علاي : يحدد المنتدى مسارات جديدة للاتصال الحكومي ترشد الجهود والاستراتيجيات المستقبلية وتأخذ في الاعتبار التحديات والفرص المتطورة على نطاق عالمي وتطرح حلولاً مبتكرة لتسخير الموارد بكافة أشكالها في البناء والإعمار وتحسين جودة حياة الشعوب.
ويتضمن المنتدى أجندة حافلة بـ 12 جلسة وخطاباً ملهماً رئيساً تضع الاتصال في قلب الاستراتيجيات الرئيسة للتعريف بالموارد الجديدة وبحث أهمية استكشافها وتحويلها إلى ثروات متجددة للأمم وذلك ضمن أربعة محاور رئيسية.
ويتناول المحور الأول "الموارد الطبيعية" تحديات التغير المناخي والتدهور البيئي ونفاد الموارد الطبيعية حيث تسلط جلسات المنتدى وخطاباته الملهمة الضوء على موضوعات مثل الاستدامة والأمن الغذائي والقضاء على الجوع وإعادة التدوير والطاقة الشمسية إلى جانب كيفية استثمار الدول في مواردها الطبيعية والتحديات الاقتصادية وتأثيرها على ورفاه المجتمعات.
وفي محور "الموارد غير المادية" تناقش جلسات المنتدى وخطاباته الملهمة الجهود التي ينبغي العمل عليها لاستثمار الموارد غير المادية مثل الثروة البشرية والمعرفية والثقافة والتعليم وتسلط الضوء على على التحولات النوعية في مفهوم وأنماط التعليم وتقدّم أهم التجارب العالمية الرائدة في هذا الشأن؛ أما في محور "التكنولوجيا والبيانات (ثروات العصر)" فسيكون جمهور المنتدى على موعد مع جلسات وخطابات ملهمة متنوعة تتناول الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته وسبل توظيفه بما يخدم مصالح المجتمعات.
ويستشرف محور "ثروات المستقبل (ما بعد الثروات التي نعرفها)" شكل ثروات الغد وكيفية الجاهزية للتعامل معها واستثمارها ويتناول موضوعات مثل الموارد المتجددة والرياضات الحديثة والبيانات والتقنيات المعرفية المتقدمة والثورة التعليمية القادمة في ظل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وتقدّم "قاعة الملتقيات" فرصة فريدة للتواصل مع مختلف الجهات المعنية بالاتصال والإعلام والتنمية والابتكار حيث تضم 4 ملتقيات بـ 16 فعالية تنظمها جهات رائدة في مجالات استراتيجية تهم مختلف الفئات من المتخصصين والأكاديميين والإعلاميين والطلاب وتشمل "ملتقى الاستدامة" الذي ينظمه المنتدى بالشراكة مع مؤتمر الأطراف (COP28) ووزارة التغير المناخي والبيئة ومؤسسة ربع قرن ويستعرض أبرز التحديات والفرص في مجال الاستدامة، و"ملتقى اللغة العربية" الذي تنظمه "منصة ألف للتعليم" و"مركز الشباب العربي" ويهدف إلى تعزيز دور اللغة العربية في التواصل الحكومي وترسيخ مكانتها في ممارسات الأجيال القادمة، إضافة إلى "ملتقى الأمن السيبراني" الذي ينظمه "مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات" و"ملتقى الإعلام العالمي" وتنظمه وكالة أنباء الإمارات (وام).
ويقدم المنتدى بالتعاون مع جامعة الشارقة "مختبر الأخبار" الذي يضم 8 ورش عمل وجلسة حوارية في صناعة المحتوى الإعلامي بأشكاله المختلفة إلى جانب الشراكة مع جامعة الإمارات العربية المتحدة في "تحدي الجامعات" الذي تترقبه الفرق الطلابية في جامعات الدولة ومجلس التعاون الخليجي فضلاً عن منصة "باحثون" وهي مبادرة نوعية أطلقها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة لتصبح مرجعاً أساسياً للعاملين والباحثين والدارسين في مجال الاتصال الحكومي ومنبراً للتبادل المعرفي والبحثي.
وتقدم منصة "حديث الاتصال الحكومي" 10 جلسات حوارية وخطابات بالتعاون مع مجموعة من الشركاء وهم: مركز تريندز للبحوث والاستشارات وإدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة ونادي الشارقة للصحافة ومدينة الشارقة للإعلام (شمس) وجامعة الإمارات وإدارة التنمية الأسرية وفروعها ودائرة شؤون الضواحي والقرى بالشارقة.
ويستعرض المنتدى في هذه المنصة تقريراً خاصاً بشأن سبل إدارة الثروات البشرية وكيفية المحافظة على الموارد وتنميتها في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، كما يتناول موضوعات مثل الإعلام الرقمي الصحي ومسيرة الإعلام من التقليدي إلى الجديد وقوة الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاتصال بالعصر الرقمي ودور المؤسسات التعليمية والإعلامية في تحقيق الأجندة الوطنية ذات الصلة بالاستدامة ودور الاتصال المسؤول في تعزيز رؤى الاستدامة.
وتفتح المنصة باب النقاش حول الإعلام بين أجيال المستقبل لمشاركة انطباعاتهم تجاه واقع ومستقبل الإعلام وخاصة الإعلام الرقمي فضلاً عن جلسة متخصصة بشأن دور مجالس الضواحي في تعزيز التلاحم المجتمعي كهمزة الوصل بين الحكومة والمجتمع.
ويقدّم شركاء المنتدى في دورته الـ12، 29 جلسة حوارية وخطاباً ملهماً وورشة عمل في 4 قاعات متخصصة بتنظيم من دائرة العلاقات الحكومية ودائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية ودائرة الزراعة والثروة الحيوانية فضلاً عن قاعة تضم مجموعة من الشركاء وهم مجلس الشارقة للشباب مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) ومؤسسة ربع قرن ومركز تريندز للبحوث والاستشارات.
وتستهدف القاعات المتخصصة تسليط الضوء على أفضل الممارسات والخبرات في قطاعات اقتصادية ومجتمعية متنوعة وإثراء المعرفة والوعي بأهمية دور الاتصال في دعم قضايا التنمية المستدامة إلى جانب بحث أهمية البيانات في تحسين مؤشرات التنمية ومهارات القيادة الحديثة وطاقات الشباب والأمن الغذائي العالمي والاتصال الدبلوماسي.
وتعقد برامج بناء القدرات في 3 قاعات جانبية وهي برنامج "الاتصال الفعّال في القطاع الحكومي" وينظمه معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (يونيتار) و"مخيم مهارات الذكاء الاصطناعي" الذي تنظمه "مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف" وبرنامج "توظيف الرؤى السلوكية لتحسين إدارة الموارد" الذي ينظمه فريق الرؤى السلوكية (BIT) على مدار المنتدى.
وتفتح "الفعاليات الاستباقية" أبواب الخبرات المهنية التي تعزِّز المستوى المعرفي للمشاركين فيها حيث تقدم لهم برامج بناء قدرات وتشمل هذه الفعاليات 5 برامج تنظمها جهات شريكة رائدة في هذه المجالات وهي "برنامج COMMS لطلبة الإعلام والاتصال" و"ملتقى الإعلام العالمي"، لوكالة أنباء الإمارات (وام) إلى جانب "تحدي الجامعات" الذي تترقبه الفرق الطلابية في جامعات الإمارات ومجلس التعاون الخليجي ويُنظم بالتعاون مع جامعة الإمارات العربية المتحدة وبرنامج "الاتصال الفعّال في القطاع الحكومي" وينظمه معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (يونيتار) وأخيراً "مخيم مهارات الذكاء الاصطناعي" الذي تنظمه "مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف".
مصطفى بدر الدين/ بتول كشوانيالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی للاتصال الحکومی إلى جانب
إقرأ أيضاً:
«قمة الإعلام العربي 2025».. الإمارات تصنع مستقبل الإعلام في المنطقة
أكدت فعاليات ومخرجات «قمة الإعلام العربي 2025»، التي اختتمت أول أمس، على الدور المؤثر الذي تضطلع به دولة الإمارات وإمارة دبي تحديدا، في النهوض بواقع الإعلام العربي، والمساهمة في صياغة مستقبله في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم.
وكرست القمة التي شهدت مشاركة نحو 8000 إعلامي، مكانة دولة الإمارات كبيئة حاضنة للإبداع وأصحاب الفكر والكلمة، خاصة مع الحضور المميز هذا العام لكبار الشخصيات والرموز والقامات السياسية والإعلامية ورؤساء التحرير وقيادات المؤسسات الإعلامية، وصُنّاع المحتوى والمؤثرين وخبراء التكنولوجيا الإعلامية، والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم العربي.وتميزت القمة بأجندة مكثفة تضمنت انعقاد أكثر من 175 جلسة رئيسة، وما يزيد على 35 ورشة على مدار أيامها الثلاثة من خلال «المنتدى الإعلامي العربي للشباب» الذي تخلله حفل تكريم الفائزين بجائزة الإعلام للشباب العربي «إبداع»، و«منتدى الإعلام العربي» الذي تزامن مع إقامة حفل تكريم «شخصية العام الإعلامية» والفائزين بجائزة الإعلام العربي، ضمن فئاتها المختلفة، بينما شهد اليوم الختامي للقمة فعاليات «قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب»، والذي تزامن معها حفل تكريم الفائزين بجائزة «رواد التواصل الاجتماعي العرب».
- تعزيز العمل العربي
وأكد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، أن التطورات التي تشهدها المنطقة والعالم، سواء على الصعيد السياسي أو التقني، تتطلب تعزيز العمل العربي المشترك نحو توحيد الصوت العربي ورسالة المنطقة إلى العالم، والتي تقوم في جوهرها على الدعوة إلى إقرار مقومات السلام، وتمكين الشعوب من مواصلة سعيها المشروع نحو مستقبل سمته الاستقرار وغايته التقدم والازدهار.
وأشار سموه، خلال لقاء مع وزراء الإعلام العرب المشاركين في أعمال قمة الإعلام العربي2025، إلى دعم دولة الإمارات للإعلام والإعلاميين، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن الإعلام شريك في مسيرة التنمية المستدامة بكل ما يملك من قدرة على إحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات وحفز الطاقات ودفع جهود التطوير.
- عصر الخوارزميات
وألقت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، كلمة مهمة خلال فعاليات قمة الإعلام العربي 2025، تطرّقت فيها إلى دور الإعلام في عصر الخوارزميّات، مشيرةً إلى أننا نعيش في مرحلةٍ فارقة، يتقاطع فيها الإعلام مع التحوّل الرقمي، وتتبدل فيها قواعد التأثير والتواصل، وتتغيّر فيها أدوار المؤسسات والأفراد، وهو ما يستدعي وقفة تأمل، وطرح أسئلة جوهرية تتمحور حول ماهية الإعلام الذي نريده، ودور المؤثر الحقيقي، وكيفية حماية مجتمعاتنا من الفوضى الرقمية دون أن يؤدي ذلك إلى عزلها عن التطور.
وأِشارت سموّها إلى أن المجتمعات الرقمية أصبحت واقعا موازيا يُزاحم الواقع الفعلي في تشكيل الهوية، وتكوين العلاقات، وصناعة القرار، حيث شاركت سموّها بعض الأرقام كشفت من خلالها طبيعة الواقع الذي نعيشه اليوم، فهناك ملايين المجتمعات الرقمية المصغّرة التي تتشّكل وتتنامى على مئات منصات التواصل الاجتماعي النشطة في جميع أنحاء العالم، في حين يُقدَّر عدد سكان العالم في 2025 بأكثر من 8 مليارات نسمة، وهناك أكثر من 5 مليارات هوية تعكس عدد المستخدمين النشطين لوسائل التواصل الاجتماعي، أي ما يمثل 64.7% من سكان العالم.وأكدت سموّها أن الإعلام غير مطالب بأن ينافس المؤثرين في صراع «الترند»، بل نريده أن يرسّخ المعنى، ويعيد بناء الثقة، ويقدّم سردًا إنسانيًا عميقًا وسط سيل المحتوى السريع والمُختَزل، نحتاج في هذه المرحلة إلى إعلامٍ لا يركز على مواكبة التحوّل الرقمي فحسب، بل على قيادة صناعة المحتوى من جديد بعمقٍ ثقافي وإنساني، ليُعيد الإنسان إلى الواجهة، وهو ما يعيد تعريف دوره من ناقلٍ للأخبار إلى حاملٍ للهوية، وحارسٍ للحقيقة، مؤكدةً على ضرورة أن يصافح الإعلام العصر الرقمي من جهة، وأن يحافظ على أصالة القيم من جهة أخرى.
- تطوير الكوادر
ودعا سمو الشيخ حشر بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس مؤسسة دبي للإعلام، إلى ضرورة إطلاق وتخصيص برامج توجيهية تخاطب الشباب والمجتمع بجميع طوائفه بحيث تقدم محتوى مفيداً لنشر التوعية بين أفراد المجتمع، مؤكداً سموه على أهمية الارتقاء بالعمل الإعلامي عبر تطوير الكوادر الإعلامية وتنمية مهاراتهم.
وأكد سموه، في جلسة بعنوان «حوار مع رواد الإعلام والإلهام»، أن وسائل الإعلام والصحف أصبحت مهددة بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن بعض الصحف لم تواكب التطور الذي جرى في العالم.وقال سموه إن النجاح اليوم لمن يعرف كيف يمزج بين الإعلام التقليدي والجديد، ويقدم محتوى محترفا ومؤثرا يواكب العصر ويحترم العقل.وشدّد سموه على ضرورة أن يكون الإعلامي متخصصاً ومثقفاً، لافتاً إلى أن أبرز التحديات التي تواجه إدارة الإعلام تتمثل في كيفية اختيار الإنسان المناسب للمكان أو البرنامج المناسب.
- مرحلة تحول
وقال معالي عبدالله آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، إن قطاع الإعلام في العالم يشهد مرحلة تحول من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الذي يعتمد على التكنولوجيا الحديثة، مشدداً على أهمية التعامل مع هذه التكنولوجيا والاستفادة من الفرص التي توفرها، لأنها هي الإعلام المستقبلي، مؤكداً أن كيفية مواكبة هذا الواقع والتعامل معه هو الذي يحدد موقع ومكانة المؤسسات الإعلامية وتنافسيتها عالمياً، داعيا إلى ضرورة الاستخدام الواعي لهذه التقنيات الحديثةوأضاف معاليه أن المؤسسات الإعلامية بحاجة إلى تغيير آلياتها من أجل الوصول إلى الأفراد والمجتمعات وسط التحديات التقنية وتأثيراتها على الإعلام التقليدي، وذلك من خلال كسب الثقة والتعبير عن هموم المواطن العربي وتطلعاته.وأشار إلى أن المنصات الإعلامية هي منصات عابرة للحدود لا تضع اعتباراً للقوانين أو القيم، وهو ما يدعو لاتخاذ المؤسسات الإعلامية خطوات سريعة ومباشرة للاستفادة من التقنيات الحديثة وتطوير المحتوى وكسب الثقة والمصداقية والتعبير عن المواطن.
وأكد الحاجة إلى برامج تعليمية لطلبة المدارس للتعامل مع تكنولوجيا الإعلام، لكي يكون بمقدورهم التمييز بين الأخبار الحقيقية والمزيفة، ومواكبة الإعلام التكنولوجي.- مفترق طرق وأكد معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، خلال جلسة رئيسية شهدتها القمة تحت عنوان «تداعيات الفوضى وتحديات صناعة الاستقرار»، أن القطاع الإعلامي في مفترق طرق ويمر بحالة من عدم اليقين لارتباطه بالذكاء الاصطناعي الذي يشهد تغيراً متلاحقاً، مشددا على أن مواكبة أو عدم مواكبة هذه المتغيرات هو من يحدد المؤسسات الإعلامية التي ستختفي وتلك التي ستبقى أو ستصعد.ولفت معاليه إلى أن دولة الإمارات تولي قطاع التكنولوجيا والاستثمار فيه أهمية كبيرة باعتباره استثمارا في المستقبل، ولهذا فإن لديها اتفاقيات كبيرة في هذا المجال مع الولايات المتحدة وفرنسا وغيرهما من الدول.وعن الحملة الإعلامية ضد الإمارات، أكد معاليه أنها مصطنعة ومغرضة، وقال: «إننا نترك الحكم على التجربة الإماراتية للآخرين، فإنجازاتنا ونجاحاتنا تتحدث عن نفسها وتحظى بتقدير عالمي كبير.. ومن ينظر إلى الإمارات بموضوعية مثلما هو الحال في الإعلام»الرصين«، يجد نفسه أمام تجربة رائدة في الازدهار الاقتصادي والمجتمعي، والسياسي، والتكنولوجي، والسياحي».
- قراءة وتحليل
وقالت منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، رئيسة اللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي، إن التفكير خارج الصندوق والقدرة على قراءة وتحليل المشهد الإعلامي، هي أدوات جوهرية لصناعة الفرص اليوم في ظل منافسةٍ قوية.
وخلال لقائها مع أعضاء برنامج «القيادات الإعلامية العربية الشابة»، أكدت سعادتها أهمية التخصص، لاسيما فيما يتعلق بالمحتوى الثقافي والتاريخي، وربط كل ذلك بفنون السرد القصصي باعتباره أحد أهم محاور التأثير الإعلامي، موضحة أنه من الضروري أن يمتلك الشباب المهارات اللازمة لمواكبة تقنيات العصر، وأن يتقنوا صناعة القصة بكافة أشكالها.
- شراكات
وشهدت قمة الإعلام العربي 2025 الإعلان عن عدد من الشركات والاتفاقيات التي تسهم في تعزيز التعاون في قطاع الإعلام، وتبادل الخبرات، وتطوير المحتوى الإعلامي. وأعلنت جامعة الإمارات العربية المتحدة ومجلس دبي للإعلام عن تعزيز الشراكة ال'ستراتيجية بينهما، إذ سيتعاون الطرفان في تنفيذ برامج تدريبية تطبيقية متخصصة لطلبة الجامعة، ودعم التغطيات الإعلامية للمشاريع البحثية والفعاليات الكبرى، إلى جانب توفير فرص تدريب ميداني في مؤسسات إعلامية رائدة، وإطلاق مبادرات مجتمعية وثقافية ذات بُعد وطني ومعرفي.وفي السياق ذاته، وقعت مؤسسة دبي للمرأة وأكاديمية دبي للإعلام، التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، مذكرة تعاون بهدف دعم جهود تمكين المرأة وتعزيز حضورها الريادي في قطاع الإعلام.
وتشتمل المذكرة على تنفيذ مبادرات وبرامج تدريبية وورش عمل مشتركة، لتطوير القدرات الإعلامية للقيادات النسائية في مستويات الإدارتين المتوسطة والعليا في الدوائر والمؤسسات الحكومية بدبي، وتزويدهن بالمهارات والمُمكّنات الإعلامية، ومواكبة التحولات المتسارعة في قطاع الإعلام.
- إضافة جديدة
وكرست القمة هذا العام اهتماماً خاصاً بقطاعَيّ الأفلام والألعاب الإلكترونية، باعتبارهما ركيزتين لهما مكانتهما في عالم الإعلام الجديد تحملان إمكانات اقتصادية متنامية، وتمثلان فضاءً إبداعياً مؤثراً في تشكيل الوعي والثقافة العربية المعاصرة.وشهدت القمة إطلاق منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية، والذي شكل مساحةً رحبة لحوارات ملهمة حول بناء كوادر محلية واعدة، ومتطلبات تعزيز قدرات الإنتاج، والاستفادة من تنامي تقنيات الألعاب ليس على المستوى المحلي فقط، بل كذلك على المستويين الإقليمي والعالمي.
- نسخة مطورة
وشهدت فعاليات اليوم الأول من قمة الإعلام العربي 2025، إطلاق النسخة المطوّرة من تقرير «نظرة على الإعلام العربي.. رؤية مستقبلية»، في خطوة تعكس التزام دبي بتعزيز البيئة الإعلامية العربية، وتقديم أدوات استشرافية لصنّاع القرار والمهنيين في هذا القطاع الحيوي.وقدم التقرير تحليلاً متكاملاً لخمسة قطاعات رئيسة في الصناعة الإعلامية، تشمل: الفيديو، والصوتيات، والنشر، والإعلانات، والألعاب الإلكترونية، كما يتناول دور الذكاء الاصطناعي المتنامي في تطوير تجارب المستخدمين، وتخصيص المحتوى، وكتابة الأخبار، وإنتاج الإعلانات.
وأشارت التقديرات الواردة في التقرير إلى نمو سوق الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 17 مليار دولار في 2024 إلى 20.6 مليار دولار بحلول عام 2028.
ووفقا للتقرير، يظل الإعلان أكبر القطاعات الفرعية، يليه قطاع الفيديو، في حين تظهر الألعاب الإلكترونية كأسرع القطاعات نمواً، مدفوعة بالتحول الرقمي المتسارع والاهتمام المتزايد بالرياضات الإلكترونية.وأكد التقرير على أن قطاع النشر التقليدي يواجه تحديات بنيوية، بينما تفتح الإصدارات الرقمية، من كتب إلكترونية وصحف ملائمة للهواتف الذكية، فرصاً جديدة للنمو.
ولفت التقرير إلى استمرار نمو السينما، خصوصاً في الإمارات والسعودية، بينما تتجه القنوات التلفزيونية إلى النماذج المختلطة التي تجمع بين البث الرقمي والتقليدي.وتناول التقرير كذلك أهم العوامل الداعمة لنمو القطاع، وفي مقدمتها تحديث الأطر التنظيمية في الإمارات والسعودية، وتوفير بيئة أكثر شفافية لجذب الاستثمارات.
وأبرز التقرير الجهود المتزايدة لتوفير التمويل للمؤسسات الإعلامية، خاصة في الإمارات والسعودية، حيث تُمنح حوافز سخية للإنتاج واستثمارات في المراحل المبكرة، فيما بدأت مصر اتخاذ خطوات مماثلة لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.وسلط التقرير الضوء على الدور المتسارع للذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل الإعلام، إذ يُستخدم في تخصيص المحتوى، وتسريع الإنتاج، وتقديم توصيات ذكية، كما في منصات مثل «نتفليكس»، و«سبوتيفاي».
وشدد التقرير على ضرورة وجود تشريعات واضحة لمواجهة التحديات الأخلاقية والتنظيمية الناتجة عن اعتماد هذه التقنيات.وخلص التقرير إلى أن الابتكار والبحث والتطوير سيحددان مستقبل الإعلام العربي، مع ظهور نماذج إنتاج جديدة تعتمد على الواقع المعزز، والمحتوى المغامر، والحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي.