ترامب يتعهد بإنهاء الصراع الإيراني الإسرائيلي: سأفعلها كما فعلت مع كوسوفو والهند وباكستان
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأحد، إنه يتوقع التوصل قريباً إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وإيران، في خضم تصعيد عسكري غير مسبوق بين الطرفين أودى بحياة المئات وأثار تحذيرات إقليمية ودولية.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشال”: “إيران وإسرائيل يجب أن تتوصلا إلى اتفاق، وستتوصلان إليه، تماماً كما جعلت الهند وباكستان تتفقان، وتماماً كما أوقفت صراعاً طويلاً بين صربيا وكوسوفو”.
وأضاف: “سيكون هناك سلام قريباً بين إسرائيل وإيران… هناك العديد من المكالمات والاجتماعات تجري الآن”.
وتأتي تصريحات ترامب في وقت أعلنت فيه إسرائيل، اليوم الأحد، عن نتائج عمليتها العسكرية “الأسد الصاعد” ضد أهداف إيرانية، والتي نفذتها خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 50 طائرة مقاتلة شاركت في قصف أكثر من 170 هدفاً داخل إيران، شملت مقر وزارة الدفاع، ومنشآت مرتبطة بالبرنامج النووي، و720 موقعاً من البنية التحتية العسكرية.
في المقابل، أفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل 128 شخصاً، بينهم 40 امرأة وعدد كبير من الأطفال، وإصابة نحو 900 آخرين، جراء الضربات الإسرائيلية يومي الجمعة والسبت، كما أفادت تقارير بمقتل 14 عالماً نووياً في هجمات نوعية شملت قصفاً جوياً واغتيالات عن قرب وتفجيرات بسيارات مفخخة في العاصمة طهران.
ولم تقف إيران مكتوفة الأيدي، إذ ردت بسلسلة من الضربات الصاروخية، أسفرت عن مقتل 13 شخصاً في إسرائيل وإصابة أكثر من 200، وفقدان 35 شخصاً في بلدة بات يام قرب تل أبيب.
وعلى وقع هذا التصعيد، كثّفت الأطراف الإقليمية جهودها الدبلوماسية. حيث أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان أجرى سلسلة اتصالات هاتفية مع قادة دول المنطقة، من بينهم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وسلطان عمان وأمير الكويت، محذراً من أن المنطقة لا تحتمل حرباً جديدة، ومشدداً على أن الهجمات الإسرائيلية تقوّض استقرار الشرق الأوسط وتغطي على ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية في غزة”.
من جانب آخر، أجرى وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والروسي سيرغي لافروف، اتصالاً هاتفياً بحثا فيه تداعيات التصعيد بين إسرائيل وإيران، وأكد فيدان أن “الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لإنهاء الصراع”، محذراً من العواقب الإقليمية والعالمية لهذا التوتر.
فيما أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تضامن بلاده مع إيران، داعياً إلى منع استخدام المجال الجوي العراقي في أي هجمات إسرائيلية، وذلك خلال اتصال مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي طالب بغداد بتحمل مسؤولياتها لحماية أجوائها وحدودها.
وكان أعلن الحرس الثوري الإيراني صباح الجمعة 13 يونيو، عن مقتل سبعة من كبار قادة القوة الجوفضائية التابعة له، كانوا برفقة قائد القوة الجوية العميد الجنرال أمير علي حاجي زادة.
وفي بيان رسمي نعى الحرس الثوري القادة السبعة الذين سقطوا في القصف الإسرائيلي، وهم الجنرالات محمود باقري، داوود شيخيان، محمد باقر طاهربور، منصور صفر بور، مسعود طيب، خسرو حسني، وجواد جرسرا.
وأشار البيان إلى أن “بعد ساعات قليلة من العدوان الإجرامي والإرهابي فجر الجمعة، تم اتخاذ إجراء حاسم وقوي للرد على هذا العمل الشرير والإجرامي، حيث تكبد العدو الصهيوني ضربة تاريخية فادحة”.
وأضاف البيان: “هذه ليست سوى بداية طريق الانتقام الوطني، وليعلم الكيان الصهيوني أن عهد الجرائم التي لم يرد عليها قد ولى”.
وأكد الحرس الثوري أن “الكيان الصهيوني المزيف والمحتل محكوم عليه بالزوال والهلاك، وأن رفع راية الجهاد والاستشهاد ومواصلة مسيرة الشهداء المقدسة ستكون بعون الله”.
كتائب حزب الله العراقية تهدد باستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة حال تدخلها في الحرب بين إيران وإسرائيل
أكدت كتائب حزب الله العراقية، اليوم الأحد، أنها ستستهدف مصالح الولايات المتحدة وقواعدها العسكرية في المنطقة إذا قررت واشنطن التدخل في الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل.
وجاء في بيان رسمي صادر عن الكتائب: “الجمهورية الإسلامية لا تحتاج إلى أي دعم عسكري من أحد لردع الكيان الصهيوني المجرم، فهي تمتلك من الرجال والإمكانات ما يكفي لتمريغ أنف نتنياهو بالتراب، وكبح جماح هذا الكيان الغاصب”.
وأضاف البيان: “في ظل شجاعة وصمود إيران في مواجهة العدوان الصهيوني، نراقب عن كثب تحركات الجيش الأمريكي في المنطقة، وإذا أقدمت الولايات المتحدة على التدخل، فسنستهدف مصالحها وقواعدها المنتشرة دون تردد”.
ودعا البيان الحكومة العراقية والإطار التنسيقي “لاتخاذ موقف شجاع يمنع توسع رقعة الحرب، من خلال إغلاق ما وصفه بـ’سفارة الشر الأكبر’ وطرد القوات الأمريكية المحتلة من البلاد، كونها التهديد الأوضح والأخطر لأمن العراق واستقراره”.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مؤتمر صحافي صباح الأحد، أن إيران مستعدة لأي اتفاق يؤكد سلمية برنامجها النووي، لكنها لن تقبل اتفاقًا يحرمها من حقوقها النووية. وشدد على أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الشراكة في الهجمات الإسرائيلية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمريكا إيران إيران وأمريكا إيران وإسرائيل دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
في مواجهة رسوم ترامب.. الرئيس البرازيلي يتعهد بالدفاع عن سيادة بلاده
تعهّد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأربعاء الدفاع عن "سيادة" بلاده، وذلك بعد إعلان الولايات المتّحدة فرضها رسوما جمركية إضافية على وارداتها من المنتجات البرازيلية وعقوبات على قاض بالمحكمة العليا في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية. اعلان
وقال لولا دا سيلفا خلال مراسم رسمية في العاصمة برازيليا إنّ هذا اليوم هو "يوم مقدّس للسيادة"، متعهدا "الدفاع عن سيادة الشعب البرازيلي في مواجهة الإجراءات التي أعلن عنها رئيس الولايات المتحدة" دونالد ترامب.
تدخل بالسيادة
كما اعتبر لولا دا سيلفا، في منشور على موقع "إكس" أن "تدخل حكومة الولايات المتحدة في النظام القضائي البرازيلي أمر غير مقبول"، في تعليق على العقوبات التي فرضتها واشنطن على قاض برازيلي.
منشور للرئيس البرازيلي على "إكس"من جانبه، ندّد وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا عقب اجتماعه في واشنطن بنظيره الأمريكي ماركو روبيو بـ"تدخّل غير مقبول في السيادة الوطنية".
وقال للصحافيين: "لقد أبلغته أنّ القضاء في البرازيل مستقلّ، كما هي الحال هنا، وأنّه لن يرضخ لضغوط خارجية"، محذّرا من أنّ "الحكومة البرازيلية تحتفظ بحقّ الردّ على الإجراءات التي تتّخذها الولايات المتّحدة".
رسوم ترامب
ووقّع ترامب الأربعاء أمرا تنفيذيا فرض بموجبه على واردات بلاده من المنتجات البرازيلية رسوما جمركية إضافية بنسبة 50%، مبرّرا قراره هذا بـ"التهديد غير العادي والاستثنائي الذي تشكله البرازيل على الأمن القومي والاقتصاد والسياسة الخارجية للولايات المتّحدة".
وجاء في وثيقة نشرها البيت الأبيض بالتزامن مع توقيع المرسوم أنه "تم اتخاذ القرار لأن تصرفات الحكومة البرازيلية تشكل تهديدًا للأمن القومي، والسياسة الخارجية، والاقتصاد الأمريكي".
كما أشارت الوثيقة إلى أن زيادة الرسوم تأتي على خلفية محاكمة الرئيس البرازيلي السابق، جايير بولسونارو، في بلاده.
وخلال الشهر الجاري، وصف لولا دا سيلفا في خطاب عبر التلفزيون الوطني التهديدات التي أطلقها ترامب بفرض رسوم جمركية باهظة على بلاده بأنها "ابتزاز مرفوض".
وفي كلمته المتلفزة، وصف لولا "بعض الساسة البرازيليين" الذين يدعمون تهديدات ترامب ضد أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية بـ"خونة الوطن".
Related ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 50% على منتجات البرازيل رداً على ملاحقات بولسونارومن حفر حفرة.. رسوم ترامب على البرازيل تؤثر سلبًا على المستهلكين الأمريكيينبعد تهديده بالسجن بسبب فيديو.. المحكمة العليا البرازيلية تقرر عدم حبس بولسونارو احتياطاًترامب يدعم بولسونارو
وفي 9 يوليو/ تموز الجاري، أعلن ترامب عزمه على فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 50% على الصادرات البرازيلية إلى الولايات المتحدة ما لم تتراجع برازيليا عن محاكمة حليفه، الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو الذي يُحاكم بتهمة تدبير محاولة انقلاب.
والأربعاء أيضا أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على ألكسندر دي مورايس، القاضي في المحكمة العليا البرازيلية المسؤول عن محاكمة الرئيس السابق اليميني جايير بولسونارو، حليف ترامب، بتهمة تدبير محاولة انقلاب.
وتتّهم واشنطن هذا القاضي بالقيام بـ"اعتقالات تعسّفية" وعدم احترام "حرية التعبير" واستغلال منصبه "لاستهداف معارضين سياسيين، بمن فيهم الرئيس السابق جايير بولسونارو، وصحافيين، ومنصات تواصل اجتماعي أمريكية، وشركات أمريكية ودولية أخرى".
وتواجه المحكمة العليا البرازيلية انتقادات شديدة بسبب المحاكمة الجارية أمامها لبولسونارو وموقفها الحازم ضدّ التضليل الإعلامي على منصات التواصل الاجتماعي.
وردّت المحكمة في وقت متأخر من الأربعاء على الإجراء الأمريكي، مؤكدة أنّ "الفصل في الجرائم التي قوّضت بشكل خطر الديموقراطية البرازيلية هو مسؤولية حصرية للنظام القضائي" البرازيلي.
وأضافت في بيان مقتضب أنّها "لن تحيد عن دورها في احترام دستور البلاد وقوانينها التي تضمن لجميع المعنيّين الحقّ بإجراءات قانونية واجبة ومحاكمة عادلة".
كما نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بالإجراءات الأمريكية.
تجنّب للإحراج
قال وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد الثلاثاء إن أي اتصال هاتفي بين الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونظيره الأمريكي دونالد ترامب سيتطلب ضمانات بعدم تعرض لولا لنفس المعاملة التي تلقاها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وفي حديث لشبكة "سي.إن.إن برازيل" حول الجهود المبذولة للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة على الصادرات البرازيلية، قال حداد إن الحكومة تسعى لإيجاد قنوات تعيد النقاش إلى مسار عقلاني، وأشار إلى أن زيلينسكي واجه "موقفا محرجا في البيت الأبيض" بعد تعرضه لانتقادات لاذعة من ترامب ونائبه جيه.دي فانس خلال نقاش حاد.
المعاملة بالمثل
في وقت سابق من هذا الشهر، أكد لولا دا سيلفا، أن بلاده ليست بحاجة للتجارة مع الولايات المتحدة، وأنها ستبحث عن شركاء آخرين.
وأوضح دا سيلفا حينها، أنه سيفرض رسوما جمركية انتقامية على الولايات المتحدة إذا نفذت تهديدها بفرض زيادة في الرسوم الجمركية بنسبة كبيرة، مشيرا إلى أنه سيفعّل القانون البرازيلي للمعاملة بالمثل، الذي أقره الكونغرس البرازيلي في وقت سابق من هذا العام إذا فشلت المفاوضات مع الولايات المتحدة.
ولفت دا سيلفا إلى أن التجارة بين بلاده والولايات المتحدة لا تشكل سوى 1.7% من الناتج المحلي الإجمالي للبرازيل، "إذن، ليس الأمر أننا لا نستطيع الاستمرار دون الولايات المتحدة".
واتفق رئيس مجلس الشيوخ البرازيلي، السيناتور دافي ألكولمبر، ورئيس مجلس النواب البرازيلي هوغو موتا، وهما شخصيتان كانتا على خلاف مع لولا أخيرا، على أن قانون المعاملة بالمثل يمنح البرازيل "الوسائل… لحماية سيادتنا".
وقال الاثنان في بيان مشترك: "سنكون مستعدين للتحرك بتوازن وحزم دفاعا عن اقتصادنا، وقطاعنا الإنتاجي، وحماية الوظائف البرازيلية".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة