أبدى رئيس تجمع الأحزاب الليبية، فتحي الشبلي، تحفظه الشديد على الخيار الذي أوصت به اللجنة الاستشارية التابعة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والمتعلق بتشكيل حكومة تنفيذية موحدة جديدة بصلاحيات محددة، معتبراً أن هذا الخيار لا يعكس الإرادة الوطنية، بل يأتي كمحاولة جديدة لإدارة الأزمة بدلاً من حلها.

وفي تصريح خاص لشبكة “عين ليبيا”، وصف الشبلي المقترح بأنه “غير بريء” و”لا يحمل طابع الحياد”، مشيراً إلى أنه ينطوي على مخاطر حقيقية تهدد المسار الوطني، ويبدو كأنه امتداد لتفاهمات دولية تتجاوز الليبيين أنفسهم وتسعى إلى إعادة إنتاج نفس النخب السياسية التي ساهمت في تعميق الأزمة.

وقال الشبلي: “في وقت يتطلع فيه الليبيون إلى إنهاء مرحلة الانقسام وطيّ صفحة الأجسام السياسية المنتهية الولاية، يأتي هذا الطرح ليعيد تدوير الفشل، عبر واجهة جديدة تحت مسمى الحكومة الموحدة، دون قاعدة شرعية أو عمق شعبي”.

وأشار إلى أن الحديث عن “صلاحيات محددة” للحكومة المقترحة يحمل في طياته غموضًا مريبًا، متسائلاً عن مدى فاعلية هذه الصلاحيات، ومن سيضمن عدم تجاوزها كما حدث في تجارب سابقة، في ظل بقاء مجلسي النواب والدولة كسلطات موازية رافضة للتنازل، وهو ما وصفه بـ”العبء المستمر على العملية السياسية”.

وأوضح الشبلي أن تشكيل حكومة جديدة في ظل الانقسام العميق قد يتحول إلى مرحلة انتقالية مفتوحة بلا نهاية واضحة، كما حدث مع اتفاقات سابقة، مشدداً على أن المطلوب اليوم ليس مجرد إعادة ترتيب للأزمات، بل حل جذري ينطلق من الداخل الليبي ويقوده الشعب، لا ترتيبات أممية تستهدف توازنات إقليمية ودولية على حساب السيادة الوطنية.

واختتم رئيس تجمع الأحزاب الليبية حديثه بالقول: “أي مبادرة لا تسبقها نهاية حقيقية للأجسام المتصارعة، ولا يتبعها مسار انتخابي واضح وملزم، لن تكون سوى محاولة جديدة لتأجيل الحل، وإبقاء ليبيا رهينة للجمود والانقسام”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: تجمع الأحزاب السياسية تجمع الأحزاب الليبية حزب صوت الشعب حكومة الوحدة الوطنية طرابلس ليبيا والأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

دروس الفشل الثالث للربيع السوداني

دروس الفشل الثالث للربيع السوداني:
تحت شعار جذريون، نعم ولكن !!!
انتهت جميع انتفاضات الربيع العربي بفشل ذريع بسبب اختطافها من قبل البرجوازيات الليبرالية معية الخارج. نجم عن هبات الربيع العربي بروز أوضاع أسوأ بكثير مما ثارت عليه الشعوب – حد التحسر علي الطغاة الذين سقطوا. وفي هذا دليل دامغ ضد القيادآت التي فرضت نفسها في كل انتفاضة، ومؤشر قوي على خواء قيادة البرجوازييآت التابعة التي سقطت في هيمنة الأيديولوجية الليبرالية التي تروج لها وتمولها المنظمات الدولية.

ولد من فقه الليبرالية الممولة من الخارج إعلان طوارئ أيديلوجية وحشد جندري داخلي وخارجي غير مسبوق لان شرطي ضرب بنت أوأب قتل أبنة. وعبر شعار “أبوي قتلني” عن جوهر الليبرالية المستوردة المعادي للاسرة، أساس المجتمع – في تعميم مخل يدين كل الاباء ويطعن تماسك المجتمع في قلبه. ومن الاباء أبطال ضحوا بكل عرقهم وجهدهم في سبيل بناتهم وزوجاتهم في نبل فوق العادة. ومن الأباء أيضا من هو قامع أو معتوه أو مريض.
ولا نعترض علي ذاك التحشيد الجندري وندعم التوجه نحو المساواة وإحترام المرأة حتي لو إختلفنا حول الوسيلة هنا وهناك. ولكن نفس هذه المنظمات والجماعات التي انتفضت لنصرة بنت واحدة بشعارات غبية سكتت تماما عن عنف جنسي غير مسبوق في اتساعه – حد العبودية الجنسية – ارتكبته قوات الجنجويد. ومن أسباب هذا السكوت أن الخارج لم يعط إشارة بالتصدي لهذا العنف الجنجويدي لانه لا يريد نصرا حاسما للدولة السودانية وسيادتها. والفند بيحدد البند والكاش بيقلل النقاش.

سيكون من الغباء الشديد الاستمرار في تكرار نفس الدورات السياسية – كما في انتفاضات أكتوبر 1964، وأبريل 1985، وديسمبر-أبريل 2018-2019 – لأننا في كل مرة نحصل على نتائج أسوأ.
نحن بحاجة إلى أفكار جديدة تؤسس لقطيعة حاسمة مع الماضي.

إن الفكرة التي تروج لها بعض قطاعات اليسار الداعية إلى تنظيمات قاعدية جذرية فكرة واعدة للغاية رغم إنها بحاجة إلى مزيد من التطوير. ونحن معها. والأهم من ذلك، يجب على أصحاب الفكرة أن يكونوا واقعيين وأن يطرحوا هذه الكيانات الشعبية القاعدية ليس كبديل للدولة ومؤسساتها وحكومتها في هذه المرحلة التاريخية، بل عليهم أن يطرحوها كأداة ضغط لتحسين أداء الدولة ووسيلة تنظيم مجتمعي لتوسيع الفضاء الديمقراطي وتسريع التنمية.

تحت شعار أن التغيير الجذري ليس مجرد حلقوميات ركانة بشعارات رومانسية ومزايدة وان تعميق ألحس النقدي والثقافة السياسية والثقافة في كل المجالات عمل ثوري.
والله أعلم.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بعثة الأمم المتحدة تطلق مشاورات شبابية في ليبيا لدعم المشاركة السياسية
  • صحيفة بريطانية: الوضع الحالي في ليبيا يحتاج إلى حلول جديدة وجادة
  • البعثة الأممية: أطلقنا مشاورات شبابية على مستوى ليبيا حول العملية السياسية
  • رئيس الوزراء: تجاوزنا مستهدفات زيادة مساهمة القطاع الخاص بفضل دعم الحكومة
  • دروس الفشل الثالث للربيع السوداني
  • الجلاد: الحكومة الحالية تفتقر للرؤية السياسية.. والتعديل الوزاري ضرورة
  • تقرير دولي: خطة إيطالية بـ8 مليارات يورو لإحياء قطاع الطاقة في ليبيا
  • الحكومة تقبل استثمارات جديدة بـ 1.5 مليار دولار.. ما القصة؟
  • نائب رئيس وزراء مالطا: مستعدون لتسهيل عمل شركاتنا في إعمار ليبيا