موسكو تقدم وساطة بين تل أبيب وطهران.. مستعدة لاستلام اليورانيوم المخصب
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
أعلنت روسيا الاثنين استعدادها لتأدية دور الوسيط في خضم تصاعد التوتر العسكري بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران منذ يوم الجمعة الماضي٬ في وقت رأى فيه مراقبون أن الحرب تمثل فرصة لموسكو لتعزيز نفوذها الإقليمي والدولي، وتحقيق مكاسب استراتيجية تتجاوز حدود الأزمة الراهنة.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن بلاده لا تزال متمسكة بمقترحاتها السابقة المتعلقة بحل النزاع، وعلى رأسها تخزين اليورانيوم الإيراني على الأراضي الروسية، مشيراً إلى أن اندلاع العمليات القتالية زاد الوضع تعقيداً، لكنه لم يسحب مبادرة موسكو من الطاولة.
بوتين يعرض الوساطة
وفي بيان رسمي، أكد الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عرض خلاله وساطة روسية تهدف إلى احتواء التصعيد الخطير بين تل أبيب وطهران.
وأوضح البيان أن موسكو "ستواصل اتصالاتها المكثفة مع قيادتي إسرائيل وإيران بهدف احتواء الوضع الحالي، الذي ينذر بعواقب كارثية على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها".
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة إسرائيل هيوم أن روسيا باتت لاعباً نشطاً في التحركات السياسية الرامية إلى تطويق الأزمة، في حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأحد، انفتاحه على فكرة أن تضطلع موسكو بدور الوساطة في النزاع.
حسابات دقيقة وعلاقات معقدة
من جهتها، سلطت وكالة أسوشيتد برس الضوء على الموقف الروسي المعقد، مشيرة إلى أن موسكو حافظت لعقود على توازن حساس في علاقاتها بالشرق الأوسط، عبر تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي مع إيران، مع الحفاظ في الوقت ذاته على علاقات دافئة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت الوكالة بأن روسيا سبق أن زودت طهران بأنظمة دفاع جوي متقدمة من طراز S-300، إلا أنها أظهرت حذراً في تسليم أسلحة أخرى، من بينها مقاتلات سوخوي-35، في ما اعتُبر استجابة غير مباشرة للمخاوف الإسرائيلية.
في المقابل، أبدى الاحتلال تحفظاً في تزويد أوكرانيا بأسلحة نوعية خلال الحرب المستمرة مع روسيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، ما اعتبره مراقبون احتراماً لمصالح موسكو الاستراتيجية.
لكن هذه العلاقة المتوازنة بين الكرملين وتل أبيب أثارت امتعاض القيادة الإيرانية، حيث تشير تقارير إلى تنامي الشكوك في طهران إزاء نوايا موسكو، لا سيما في ظل مواقفها الأخيرة التي اقتصر دعمها لطهران على الإدانة السياسية دون تقديم غطاء عسكري مباشر.
موسكو وطهران.. من التوتر إلى التحالف
تاريخياً، اتسمت العلاقات الروسية الإيرانية بالتوتر إبان الحرب الباردة، لكنها شهدت تحولاً لافتاً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991. ومنذ ذلك الحين، أصبحت روسيا أحد أبرز شركاء إيران التجاريين ومورديها الرئيسيين للسلاح والتكنولوجيا.
كما لعبت موسكو دوراً محورياً في بناء البنية التحتية النووية الإيرانية، عبر إنشاء محطة بوشهر للطاقة النووية، والتي دخلت الخدمة عام 2013.
وفي كانون الثاني/يناير الماضي، وقع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني الراحل٬ إبراهيم رئيسي٬ معاهدة "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، التي أرست أسس تعاون وثيق على الصعيدين السياسي والعسكري، في إطار تحدي العقوبات الغربية المتصاعدة.
وكانت روسيا أيضاً جزءاً من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي قاد إلى رفع جزئي للعقوبات الدولية على إيران مقابل تقليص برنامجها النووي، وقدمت موسكو دعماً سياسياً لطهران عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق في عهد ترامب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية روسيا الإسرائيلي الإيراني الوساطة النووية إيران إسرائيل روسيا نووي وساطة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
عاجل| ترامب: منفتح على وساطة بوتين بين إيران وإسرائيل وواشنطن تراقب الوضع دون تدخل مباشر
أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الأحد 15 يونيو 2025، أنه منفتح على قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدور الوسيط في النزاع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، في ظل استمرار التوترات الإقليمية والانخراط الدولي في محاولات احتواء الأزمة.
وفي مقابلة مع شبكة "ABC News" الأميركية، أوضح ترامب أن بوتين أبدى استعداده للقيام بدور الوسيط، قائلًا: بوتين مستعد، لقد اتصل بي وتحدثنا مطولًا حول الموضوع.
وأكد ترامب أن الولايات المتحدة "ليست منخرطة حاليًا" بشكل مباشر في النزاع، لكنها "من الممكن أن تنخرط في وقت لاحق"، حسب تطورات الموقف.
عاجل| إسرائيل تعلن تنفيذ "أبعد ضربة" ضد إيران باستهداف طائرة للتزود بالوقود في مطار مشهد عاجل ـ ???? شاهد | كما مزقوا غزة.. إسرائيل تنتشل قتلاها من تحت الأنقاض في بات يام بعد رد «الصاع صاعين» من إيران مكالمة هاتفية بين بوتين وترامب تناولت تصعيد الشرق الأوسطوكان الكرملين قد أعلن، السبت، أن الرئيسين بوتين وترامب أجريا اتصالًا هاتفيًا مطولًا استغرق نحو 50 دقيقة، تم خلاله بحث مجموعة من القضايا الإقليمية، في مقدمتها الوضع المتأزم في الشرق الأوسط.
وبحسب بيان صادر عن الكرملين، ناقش الطرفان التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، إلى جانب الملف النووي الإيراني والمحادثات المرتبطة بأوكرانيا، في ظل الجهود الدولية الرامية إلى نزع فتيل الأزمات العالمية.
عاجل| ترامب: منفتح على وساطة بوتين بين إيران وإسرائيل وواشنطن تراقب الوضع دون تدخل مباشر بوتين يدين العمليات العسكرية الإسرائيلية وترامب يصف الوضع بـ "المقلق"نقلت وكالة أنباء روسية عن مصدر مطلع في الكرملين أن الرئيس الروسي أبلغ ترامب خلال المكالمة بإدانته للعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، وعبّر عن قلقه من تداعيات هذا التصعيد على أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
من جانبه، وصف ترامب الوضع في الشرق الأوسط بأنه "مقلق للغاية"، مشيرًا إلى أن الاستمرار في التصعيد العسكري بين الطرفين قد يُفضي إلى مزيد من الفوضى والعنف في المنطقة.
"ترامب": من الممكن أن نتدخل لمساعدة إسرائيل للقضاء على البرنامج النووي الإيراني أحمد موسى: يجب نزع السلاح النووي من إسرائيل ونفس الأمر مع إيران إمكانية استئناف المفاوضات النووية وسط الجمود الدوليوفي سياق متصل، أفاد المصدر الروسي بأن المحادثات بين بوتين وترامب لم تستبعد احتمالية استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، رغم حالة الجمود التي تشهدها الدبلوماسية الدولية في هذا الملف الحساس.
ويأتي ذلك في ظل مخاوف متزايدة من أن يؤدي فشل الجهود الدبلوماسية إلى دفع طهران نحو تطوير قدراتها النووية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية ويقوّض الأمن الدولي.
ترقب دولي لجهود الوساطة وسط تصعيد غير مسبوقتُطرح الآن تساؤلات جدية حول قدرة المجتمع الدولي على احتواء التصعيد بين إيران وإسرائيل، لا سيما مع انخراط قوى كبرى مثل روسيا والولايات المتحدة في مناقشات غير مباشرة عبر قنوات الاتصال الدبلوماسي.
وفي الوقت الذي تسعى فيه موسكو للعب دور الوسيط، يظل موقف واشنطن مراقبًا حتى الآن، وسط توقعات بأن يشهد الملف تطورات متسارعة خلال الأيام المقبلة.