أعلنت روسيا الاثنين استعدادها لتأدية دور الوسيط في خضم تصاعد التوتر العسكري بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران منذ يوم الجمعة الماضي٬ في وقت رأى فيه مراقبون أن الحرب تمثل فرصة لموسكو لتعزيز نفوذها الإقليمي والدولي، وتحقيق مكاسب استراتيجية تتجاوز حدود الأزمة الراهنة.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن بلاده لا تزال متمسكة بمقترحاتها السابقة المتعلقة بحل النزاع، وعلى رأسها تخزين اليورانيوم الإيراني على الأراضي الروسية، مشيراً إلى أن اندلاع العمليات القتالية زاد الوضع تعقيداً، لكنه لم يسحب مبادرة موسكو من الطاولة.



بوتين يعرض الوساطة
وفي بيان رسمي، أكد الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عرض خلاله وساطة روسية تهدف إلى احتواء التصعيد الخطير بين تل أبيب وطهران.

وأوضح البيان أن موسكو "ستواصل اتصالاتها المكثفة مع قيادتي إسرائيل وإيران بهدف احتواء الوضع الحالي، الذي ينذر بعواقب كارثية على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها".

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة إسرائيل هيوم أن روسيا باتت لاعباً نشطاً في التحركات السياسية الرامية إلى تطويق الأزمة، في حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأحد، انفتاحه على فكرة أن تضطلع موسكو بدور الوساطة في النزاع.


حسابات دقيقة وعلاقات معقدة
من جهتها، سلطت وكالة أسوشيتد برس الضوء على الموقف الروسي المعقد، مشيرة إلى أن موسكو حافظت لعقود على توازن حساس في علاقاتها بالشرق الأوسط، عبر تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي مع إيران، مع الحفاظ في الوقت ذاته على علاقات دافئة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأفادت الوكالة بأن روسيا سبق أن زودت طهران بأنظمة دفاع جوي متقدمة من طراز S-300، إلا أنها أظهرت حذراً في تسليم أسلحة أخرى، من بينها مقاتلات سوخوي-35، في ما اعتُبر استجابة غير مباشرة للمخاوف الإسرائيلية.

في المقابل، أبدى الاحتلال تحفظاً في تزويد أوكرانيا بأسلحة نوعية خلال الحرب المستمرة مع روسيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، ما اعتبره مراقبون احتراماً لمصالح موسكو الاستراتيجية.

لكن هذه العلاقة المتوازنة بين الكرملين وتل أبيب أثارت امتعاض القيادة الإيرانية، حيث تشير تقارير إلى تنامي الشكوك في طهران إزاء نوايا موسكو، لا سيما في ظل مواقفها الأخيرة التي اقتصر دعمها لطهران على الإدانة السياسية دون تقديم غطاء عسكري مباشر.

موسكو وطهران.. من التوتر إلى التحالف
تاريخياً، اتسمت العلاقات الروسية الإيرانية بالتوتر إبان الحرب الباردة، لكنها شهدت تحولاً لافتاً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991. ومنذ ذلك الحين، أصبحت روسيا أحد أبرز شركاء إيران التجاريين ومورديها الرئيسيين للسلاح والتكنولوجيا.

كما لعبت موسكو دوراً محورياً في بناء البنية التحتية النووية الإيرانية، عبر إنشاء محطة بوشهر للطاقة النووية، والتي دخلت الخدمة عام 2013.


وفي كانون الثاني/يناير الماضي، وقع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني الراحل٬ إبراهيم رئيسي٬ معاهدة "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، التي أرست أسس تعاون وثيق على الصعيدين السياسي والعسكري، في إطار تحدي العقوبات الغربية المتصاعدة.

وكانت روسيا أيضاً جزءاً من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي قاد إلى رفع جزئي للعقوبات الدولية على إيران مقابل تقليص برنامجها النووي، وقدمت موسكو دعماً سياسياً لطهران عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق في عهد ترامب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية روسيا الإسرائيلي الإيراني الوساطة النووية إيران إسرائيل روسيا نووي وساطة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ماذا قال ترامب عن بوتين والعقوبات على روسيا بعد نشر الغواصتين النوويتين؟

(CNN) --  قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، إنه قرر نشر غواصتين النوويتين بالقرب من روسيا بعد التصريحات التي أدلى بها دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي الحالي بهدف "التأكد من أن كلامه مجرد كلام لا أكثر".

وأضاف ترامب، في مقابلة مع موقع نيوزماكس: "نريد دائمًا أن نكون على أهبة الاستعداد، ولذلك أرسلت غواصتين نوويتين إلى المنطقة، أريد فقط التأكد من أن كلامه مجرد كلام لا أكثر".

وعندما سُئل عما إذا كان قد نقل  الغواصتين أقرب إلى روسيا، قال ترامب: "إنها أقرب إلى روسيا، نعم".

وكان ترامب ذكر عبر منصته "تروث سوشال": "استناداً إلى التصريحات الاستفزازية للغاية التي أدلى بها الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن في الاتحاد الروسي، فقد أمرت بنشر غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة، تحسباً لأن تكون هذه التصريحات الحمقاء والمثيرة للجدل أكثر من مجرد ذلك". 

مقالات مشابهة

  • قصف بلا نتيجة.. هل فشلت واشنطن وتل أبيب في كبح إيران؟
  • وزير إيراني يتحدث عن مصير اليورانيوم المخصب عقب الهجمات الأمريكية
  • عراقجي يكشف عن مصير اليورانيوم المخصب بعد القصف الأمريكي في يونيو الماضي
  • عراقجي يكشف عن مصير اليورانيوم المخصب
  • ترامب يصف بوتين بـ«الرجل الصلب».. ويهدد بعقوبات جديدة ضد روسيا
  • ماذا قال ترامب عن بوتين والعقوبات على روسيا بعد نشر الغواصتين النوويتين؟
  • بوتين: روسيا تريد سلامًا دائمًا في أوكرانيا.. ولكن
  • تمهيداً لزيارة الشرع.. بوتين يلتقي وزير الخارجية السوري في الكرملين
  • بوتين يستقبل وزير الخارجية السوري في الكرملين.. ودمشق تعتبر اللقاء تاريخيًا
  • بوتين يمنح السفير اللبناني في موسكو وسام الصداقة