أكد خبير إسرائيلي، أنه من المبكر الحديث عن القضاء على برنامج إيران النووي، رغم الأضرار الفعلية التي لحقت بالنخبة الأمنية والبنية التحتية النووية الإيرانية.

وقال راز تسيميت رئيس برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي والخبير بالشؤون الإيرانية في جامعة تل أبيب، إن "الضربة الاستباقية الإسرائيلية على إيران تشكل نقطة تحول في المعركة بينهما، وبداية مرحلة مهمة وخطيرة وغير مسبوقة في صراعهما، حيث أدت الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي شنتها إيران على تل أبيب في أبريل وأكتوبر 2024 لتغيير قواعد اللعبة بينهما، بعد أن فضلتا لسنوات العمل ضد بعضهما بشكل غير مباشر".



وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أنه "بينما تحركت إيران ضد إسرائيل بشكل رئيسي من خلال استخدام الوكلاء، فقد فضّل الأخير التحرك ضدها بشكل رئيسي من خلال النشاط السري، لكن بذور التغيير في المواجهة الاستراتيجية بينهما يمكن العثور عليها خلال العقد الماضي في المواجهة المباشرة التي جرت في سوريا".

وسرد الكاتب جملة أسباب أخرجت المواجهة بين طهران وتل أبيب الى المرحلة المباشرة، أولها "الحملة الإسرائيلية ضد البرنامج النووي، وزيادة الوجود الإيراني، وإنشاء البنية التحتية العسكرية قرب الحدود، وتورط إيران في عمليات ضد الإسرائيليين واليهود في الخارج، وتوسيع النشاط الإسرائيلي ضدها إلى ساحات ومساحات إضافية، بما فيها الساحات البحرية والسيبرانية، وتطبيق مفهوم "رأس الأفعى" الذي ينص على وجوب ضرب إيران في الداخل".

وأشار أن "الهجوم الاستباقي الإسرائيلي أظهر قدرات لافتة في الضربة الافتتاحية الأولى، مع التركيز على اغتيال عدد من النخبة الأمنية الإيرانية، كما أن البنية الأساسية النووية، بما فيها مواقع التخصيب وكبار العلماء النوويين، تضررت بشدة أيضاً، ويُتوقع أن يكون الرد قاسياً، كما سبق وأن هدد به خامنئي: كماً ونوعاً، وفي الوقت الحالي، يُرجّح أن يركز على إسرائيل، رغم إلقاء اللوم على الولايات المتحدة أيضاً، دون جرّها للمعركة، في حين أنه ليس واضحا ما إذا كانت الأخيرة ستبقى قادرة على البقاء خارجها لفترة طويلة".



وأكد أنه "في مثل هذه الحالة فإن معضلة القيادة الإيرانية في كيفية التعامل مع المصالح الأمريكية، وربما الخليجية، في المنطقة ستُصبح أكثر حدة، وقد يؤدي الضرر الذي يلحق بقدرات القيادة والسيطرة لصعوبة الردّ الإيراني إلى حد ما، لكن يجب أن نتذكر أن إيران ليست حزب الله، وبالتأكيد ليست حماس، فهي تبعد كثيراً عن إسرائيل، وتزيد مساحتها عن مساحة لبنان بأكثر من 150 مرة، وتتميز بدرجة عالية من التكرار المؤسسي: الجيش مقابل الحرس الثوري، وزارة الاستخبارات مقابل منظمة استخبارات الحرس الثوري، وميليشيا الباسيج مقابل قوات الأمن الداخلي، وهكذا، وقدر كبير من التكرار الذي يسمح بالنسخ الاحتياطي، والاستبدال دون قيود كبيرة".

وأشار إلى أنه "تم التعبير عن ذلك بالفعل من خلال تعيين خلفاء لرئيس الأركان باقري وقائد الحرس الثوري سلامي، ولذلك فإن الطموح لإسقاط النظام الإيراني من خلال إلحاق الأذى، مهما كان شديداً، ببعض النخبة الأمنية والعسكرية، غير واقعي، لأن القيادة السياسية والأمنية واسعة ومتماسكة، وملتزمة بالحفاظ على بقاء النظام، ومن أجل إحداث انهياره بالضغط الشعبي، يتطلب الأمر تغييراً جذرياً في توازن القوى بين النظام ومؤيديه ومعارضيه، وحتى الآن، أبدت أقلية منهم فقط استعدادها لاتخاذ خطوات فعالة لإسقاطه".

وأوضح أن "التقارير عن الأضرار التي لحقت بالمراكز السكنية، وسقوط قتلى بين المدنيين، والأضرار التي لحقت بالبنية الأساسية قد تؤدي، على الأقل في الأمد القريب، إلى التجمع حول الدولة، والتغيير المرجو لا يمكن أن يحدث إلا في سيناريو يشعر فيه الإيرانيون بوجود فرصة حقيقية لإحداث تغيير سياسي، أو دلائل على وجود تصدعات في القيادة الحكومية الأمنية".

وشدد على أنه "من المبكر جداً الحديث عن التدمير الكامل للبرنامج النووي، لأنه غير واقعي، ولذلك، ففي نهاية الحملة ستحتاج إسرائيل لضمان قطع الطريق على إيران نحو الحصول على الأسلحة النووية، سواء بحملة مستدامة للحفاظ على هذا الإنجاز بالوسائل العسكرية والسرية والدبلوماسية، أو عملية تكميلية تقودها الولايات المتحدة، لأننا في مرحلة بالغة الخطورة وغير متوقعة في حملة قد تطول، وتكون صعبة، وستكون عواقبها واسعة النطاق ومهمة ليس فقط بالنسبة لمستقبل إيران، بل بالنسبة لمستقبل المنطقة بأكملها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إيران النووي إيران النووي الاحتلال الحرب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من خلال

إقرأ أيضاً:

استعدادًا لـ «اليوبيل الذهبي».. رئيس جامعة المنيا يتفقد متحف الفن الحديث

تفقد الدكتور عصام فرحات، رئيس جامعة المنيا، متحف الفن الحديث بالجامعة والقاعات الملحقة به، وذلك لبحث مقترح استحداث متحف حضاري بمجمع المتاحف ليصبح منصة متكاملة للفنون والتاريخ، ووضع الرؤية النهائية للتجهيزات والمساحات المخصصة لتدشين «متحف الحضارة والتاريخ» بكلية السياحة والفنادق، والذي يهدف إلى توثيق تاريخ محافظة المنيا باعتبارها سجلًا حضاريًا متكاملًا يمثل ما يقرب من ثلث آثار مصر، بما تضمه من آثار وشواهد فرعونية ويونانية ورومانية وبيزنطية وقبطية وإسلامية.

رافق رئيس الجامعة خلال الجولة الدكتورة سمر مصطفي، عميد كلية السياحة والفنادق، الدكتور جمال صدقي، عميد كلية الفنون الجميلة، والدكتور أبو هشيمة مصطفى، المستشار الهندسي لرئيس الجامعة، ووكلاء كلية السياحة والفنادق، وأمين عام الجامعة، ومديري الإدارات الهندسية وشؤون المقر، إلى جانب عدد من المهندسين الاستشاريين والكوادر الهندسية بالجامعة.

وأكد رئيس الجامعة، خلال الجولة، أن المتحف يمثل إضافة نوعية للجامعة، ومنصة ثقافية وتعليمية مفتوحة أمام المجتمع الخارجي، موضحًا أن المشروع يأتي ليعزز دور الجامعة كمركز إشعاع معرفي يخدم طلابها وأبناء المحافظة، ويتيح للزائرين الاطلاع على ثراء المنيا الحضاري عبر العصور في إطار علمي وتربوي متكامل.

وقال الدكتور عصام فرحات إن المتحف المستهدف لا يقتصر دوره على العرض فقط، بل يسهم في بناء الوعي الوطني وتعزيز الانتماء لدى الشباب، وإتاحة فرص التدريب العملي لطلاب كليات السياحة والفنادق وأقسام الآثار والفنون الجميلة والتربية الفنية، بما يسهم في رفع كفاءاتهم المهنية وربط الدراسة النظرية بالتطبيق العملي، إضافة إلى دعم حركة السياحة الثقافية بالمحافظة.

ووجّه رئيس الجامعة بوضع رؤية شاملة لسيناريو وآليات العرض المتحفي والتجهيزات الفنية، على أن يعكس المتحف تطور المنيا عبر العصور المختلفة، في صورة بانوراما حضارية متكاملة تُمكِّن الزائر من التعرف على التاريخ القديم والوسيط والحديث للمحافظة، من خلال نماذج مقلدة بمحاكاة دقيقة وتماثيل ولوحات وقطع فنية وأثرية معبرة عن كل حقبة تاريخية.

وأشار إلى أن المشروع يُسهم بشكل مباشر في خدمة المجتمع الخارجي من خلال نشر الثقافة الأثرية والسياحية، ودعم الأنشطة التعليمية لطلاب المدارس والجامعات، وتنشيط الحركة الثقافية، بينما يعود على المجتمع الجامعي بتوفير بيئة تعليمية تطبيقية، وتحفيز البحث العلمي في مجالات التراث والحضارة وإدارة المتاحف، بما يعزز مكانة جامعة المنيا كصرح علمي وثقافي رائد على مستوى صعيد مصر.

مقالات مشابهة

  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • برنامج «رائدات» يدعم تطوير مهارات القيادة للشابات
  • إسرائيل تستعد لسيناريو هجمات عبر أذرع إيران وجنوب سوريا
  • خبير استراتيجي: “نتنياهو” يحاول إبقاء إسرائيل في حالة حرب
  • لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟
  • بوتين: روسيا مستعدة للمساهمة في برنامج إندونيسيا النووي
  • رئيس جامعة المنيا يتفقد متحف الفن الحديث
  • استعدادًا لـ «اليوبيل الذهبي».. رئيس جامعة المنيا يتفقد متحف الفن الحديث
  • خبير إسرائيلي يكشف: ترامب قادر على إجبار «نتنياهو» على التهدئة في الشرق الأوسط |فيديو
  • مسؤول إسرائيلي رفيع يتحدث عن حرب “ستُدار بدون إطلاق رصاصة واحدة” وأساليب استخدمتها إيران ضد إسرائيل