مدير مكتب الجزيرة بطهران: هذا ما يعنيه استهداف مبنى الإذاعة والتلفزيون
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
قال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون في العاصمة الإيرانية طهران يمثل ضربة مباشرة للهوية الوطنية والمؤسسة الإعلامية الأبرز في البلاد، معتبرا ما جرى يتجاوز الطابع العسكري التقليدي ويمسّ بنية الدولة الرمزية.
وكانت طائرات إسرائيلية قد قصفت في وقت سابق اليوم الاثنين، مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني خلال بث مباشر لقناة "خبر" الرسمية، حيث فوجئت المذيعة بصوت الانفجارات وسقوط الحطام داخل الأستوديو، مما أدى إلى إصابة عدد من موظفي القناة، وفق ما أعلنت وسائل إعلام محلية.
وأوضح فايز أن هذه القناة المستهدفة تُعد الذراع الإخبارية الأكثر انتشارا في إيران، وتحظى بمتابعة كبيرة داخل البلاد وخارجها، موضحا أن العاملين فيها ينتمون إلى نخبة الإعلاميين في البلاد، وأنها تتناول الأخبار السياسية والتحليلات بشكل مباشر ومكثف.
وأضاف أن استهداف مؤسسة إعلامية بهذه الرمزية يتجاوز كونه عملا عسكريا، ليغدو رسالة موجهة إلى الداخل الإيراني، بأن إسرائيل تستهدف ما تبقى من مظاهر السيادة الإعلامية، في وقت تحاول فيه قنوات المعارضة الخارجية -الممولة غربيا- شغل فراغ الرواية الرسمية.
وكان التلفزيون الإيراني قد أعلن في بيان أن "العدو الصهيوني يريد إسكات صوت الشعب الإيراني"، مؤكدا أن القصف استهدف "بوحشية" أحد مباني هيئة الإذاعة والتلفزيون، في وقت ظهرت فيه المذيعة نفسها في بث لاحق، متهمة إسرائيل بمحاولة اغتيال "صوت المظلومين".
وتابع فايز قائلا إن هيئة الإذاعة والتلفزيون في إيران لا تُمثّل قناة واحدة فقط، بل تضم تحت مظلتها مؤسسات متعددة تمثّل مختلف شرائح المجتمع الإيراني دينيا وعرقيا ومذهبيا، وبالتالي فإن ضربها يحمل بعدا سياسيا ومجتمعيا بالغ الحساسية.
إعلان
فرصة لقنوات مناوئة
وأضاف أن إيران ترى في هذا الاستهداف محاولة لحذف أحد أعمدة بنيتها الإعلامية، ومنح الفرصة لقنوات مناوئة تبث من الخارج لأن تكون المصدر الأساسي للأخبار، مما يفتح الباب أمام تغيير المشهد الإعلامي في الداخل الإيراني، ضمن معركة وعي تستهدف بنية النظام نفسه.
وأشار فايز إلى أن هذا التطور قد يدفع القيادة الإيرانية إلى تصعيد جديد وغير تقليدي، مشيرا إلى أن طهران تدرس للمرة الأولى منذ بداية التصعيد استخدام صواريخ إستراتيجية لم تُستخدم سابقا، مثل "فتاح 2″ و"سجيل" الفرط صوتيين، وصاروخ "خرمشهر" الثقيل، والذي يبلغ وزنه قرابة طنين.
وإذ تواصلت في طهران الاتصالات السياسية، كان الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، قد أجرى اتصالا مع سلطان عمان، أبلغه فيه بأن إيران قد تتجه نحو "مستوى أشد" في الرد، في إشارة إلى تحول محتمل في طبيعة المواجهة قد يطال مضائق إستراتيجية مثل هرمز وباب المندب.
وأوضح فايز أن اتخاذ قرار من هذا النوع لا يرتبط فقط بالحسابات العسكرية، بل أيضا بعلاقات إيران مع دول الجوار، وعلى رأسها سلطنة عمان، التي تمتلك علاقة مميزة مع طهران وتقع على الضفة الأخرى من مضيق هرمز، مما يعني أن أي تصعيد هناك يحتاج إلى غطاء سياسي وإقليمي.
ويرى فايز أن استهداف مؤسسة إعلامية خلال بث مباشر، ووسط طاقم مدني غير مقاتل، يضيف بعدا قانونيا وإنسانيا على الهجوم، ويمنح إيران -من وجهة نظرها- مبررا إضافيا للتحرك بأدوات جديدة، مرجّحا أن تشهد الساعات المقبلة تطورات نوعية على مستوى الرد.
كيف تم الهجوم
بدوره، أوضح مراسل الجزيرة في طهران نور الدين دغير أن الهجوم على مبنى الإذاعة والتلفزيون استهدف القسم المركزي للمؤسسة، وهو ما يُعدّ القلب النابض لها إداريًا وبرامجيًا وعقائديًا، مشيرًا إلى أن المبنى يحتوي على مقرات القيادة، وإدارات البرامج، ومواقع التوجيه السياسي.
وأضاف أن المبنى تعرض فيما يبدو لـ4 صواريخ مباشرة، وهو ما يفسر مشاهد الدمار الكبيرة وألسنة اللهب التي تصاعدت من الموقع عقب الغارة، وفقًا للمعلومات الأولية المتوفرة.
ولفت دغير إلى أن منظومات الدفاع الجوي الإيراني تحركت بالفعل خلال الهجوم، وهو ما يشير إلى أن الهجوم تضمن على الأرجح استخدام طائرات مسيرة صغيرة من نوع "كواد كابتر"، استخدمت كتمهيد لضربات أكبر سواء عبر صواريخ موجهة أو طائرات مقاتلة.
وبيّن أن استهداف مبنى الإذاعة والتلفزيون لم يكن الوحيد في هذا التصعيد، إذ شهد محيط مطار مهرآباد في طهران هجومًا آخر يُعتقد أنه استهدف مواقع عسكرية قريبة تابعة للدفاعات الجوية، مما يضيف بعدًا إستراتيجيًا للهجوم الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مبنى الإذاعة والتلفزیون فی طهران إلى أن
إقرأ أيضاً:
استهدفت أسطول شمخاني.. عقوبات أميركية على إيران هي الأوسع منذ عام 2018
العقوبات تستهدف أسطولاً بحرياً مكوناً من ناقلات نفط وسفن حاويات، يُعتقد أنه يعود إلى محمد حسين شمخاني، نجل علي شمخاني، المستشار المقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي. اعلان
أعلنت الحكومة الأميركية، يوم الأربعاء، فرض حزمة جديدة من العقوبات على إيران، شملت أكثر من خمسين فردًا وكيانًا، إلى جانب أكثر من خمسين سفينة يُشتبه بأنها تابعة لأسطول تجاري يملكه نجل أحد كبار المسؤولين في النظام الإيراني.
وأكد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأميركية، في بيان رسمي، أن هذه الحزمة تمثل أكبر مجموعة من العقوبات تُفرض على إيران منذ عام 2018، مشددًا على أنها تُعدّ أقسى إجراء اقتصادي ضد طهران خلال أكثر من ست سنوات.
وتمت الإشارة إلى أن العقوبات تستهدف أسطولاً بحرياً مكوناً من ناقلات نفط وسفن حاويات، يُعتقد أنه يعود إلى محمد حسين شمخاني، نجل علي شمخاني، المستشار الأمني المقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي. وتتضمن العقوبات تجميد للأصول، وحظرًا شبه كامل على أي تعاملات مالية مع الكيانات والأفراد المدرجة في القائمة.
وفي السياق، قبل أسبوعين أبلغ وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، نظيرهم الإيراني عباس عراقجي، عزمهم على إعادة تفعيل عقوبات الأمم المتحدة على طهران إذا لم يتم إحراز تقدم في المحادثات النووية بحلول نهاية الصيف.
ووفقًا لبيان وزارة الخارجية الفرنسية، فإن الأوروبيين أكدوا خلال اللقاء الذي جرى الخميس، تصميمهم على إعادة فرض كافة العقوبات الدولية، في حال استمرار الجمود في مسار المفاوضات.
ويأتي هذا الإنذار وسط تحركات مكثفة لإعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة"، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في وقت سابق، لكنه لا يزال ساريًا بين إيران وبقية الأطراف الدولية. وتمنح بنود الاتفاق الدول الموقعة حق تفعيل "آلية الزناد" التي تتيح إعادة فرض العقوبات الأممية في حال عدم التزام طهران بتعهداتها، شرط أن يتم تفعيلها قبل انتهاء صلاحية الاتفاق في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ما يضع أوروبا أمام جدول زمني ضيق للتحرك.
وبينما تتهم قوى غربية وإسرائيل طهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، تنفي إيران ذلك، مؤكدة أن برنامجها لأغراض سلمية فقط. وتبقى قضية تخصيب اليورانيوم من أبرز نقاط الخلاف، إذ تعتبرها طهران حقًا سياديًا، بينما تصنفها واشنطن تحت قيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كـ"خط أحمر" لا يمكن تجاوزه.
Related "وول ستريت جورنال": ترامب يخطط لزيادة العقوبات على إيران والإضرار بصادراتها النفطيةطهران في مرمى العقوبات مجددًا.. مهلة أوروبية أخيرة لإنقاذ الاتفاق النوويواشنطن تفرض عقوبات على إيران بسبب انتهاكات لحقوق الإنسانفي بداية شهر يوليو، أعلنت الولايات المتحدة عن فرض حزمة جديدة من العقوبات استهدفت "شبكة واسعة متورطة في تهريب النفط الإيراني"، وتضم كيانات مالية وأفرادًا متهمين بدعم الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله".
وجاء ذلك في بيانين صادرين بشكل متزامن عن "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" التابع لوزارة الخزانة الأمريكية.
وأكدت الوزارة أن العقوبات شملت شخصيات وشبكات متصلة بتجارة النفط الإيراني غير المشروعة، بالإضافة إلى كيانات مرتبطة بمؤسسة القرض الحسن التابعة لـ"حزب الله"، التي تم استخدامها لتزييف العقوبات السابقة وتمكين الجماعة من التمويه على النظام المالي اللبناني لتمويل أنشطتها الإرهابية.
وأبرزت وزارة الخزانة دور رجل الأعمال العراقي-البريطاني سليم أحمد سعيد كأحد أبرز الشخصيات المستهدفة، مشيرة إلى أنه كان يدير شبكة معقدة تستخدم شركات مسجلة في الإمارات العربية المتحدة والعراق والمملكة المتحدة لتسويق النفط الإيراني في الأسواق الدولية.
كما استهدفت العقوبات عددًا من السفن المرتبطة بما يُعرف بـ"أسطول الظل" الإيراني، الذي وصفته وزارة الخزانة بأنه شبكة بحرية سرية تُستخدم لنقل ملايين البراميل من النفط الإيراني إلى مشترين في آسيا عبر مسارات بحرية معقدة ومتحوّلة. وترفع هذه السفن أعلامًا دولية متنوعة، من بينها الكاميرون، جزر القمر، بنما، وبولو، وتُدار عبر شركات مسجلة في سيشل، جزر مارشال، وجزر فيرجن البريطانية. وتم تحديد شركة وساطة مقرها سنغافورة كجهة تنسيقية رئيسية لحركة هذه السفن.
وأفاد البيان بأن بعض هذه السفن كانت تعمل لصالح شركة القاطرجي، التي يُعتقد أنها تتبع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وأشارت الوزارة إلى أن إحدى هذه السفن تم رصدها خلال أغسطس 2024 وهي تقوم بانتحال هوية أخرى أثناء عملية نقل شحنة من سفينة إلى أخرى.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة