البلاد _ جدة

شهدت العاصمة الإيرانية طهران صباح أمس (الثلاثاء) دوي انفجارين قويين في منطقتي وسط المدينة وشمالها، في ظل استمرار التصعيد العسكري غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، الذي دخل يومه الخامس. وحتى الآن، لم تُعرف طبيعة الانفجارين أو المواقع الدقيقة التي وقعت فيها التفجيرات، في وقت ذكرت فيه وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الدفاعات الجوية نُشّطت في غرب طهران.


وفي المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن إسرائيل تنفذ حالياً ضربات جوية على غرب إيران، بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي استمرار عملياته العسكرية واستهدافه مواقع حيوية داخل إيران. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: إن القوات استهدفت منصات صواريخ أرض-أرض ومستودعات ذخيرة، مؤكداً أن إسرائيل تواصل قصف المنشآت النووية الإيرانية؛ لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي. كما أعلن المتحدث استهداف مبنى التلفزيون الإيراني، مبرراً ذلك بكونه “تابعاً للجيش الإيراني”.
وفي تطور لافت، كرر الجيش الإسرائيلي تأكيده مقتل- من وصفه بـ”القائد العسكري الإيراني الكبير”- علي شادماني خلال عملية دقيقة نفذها داخل إيران. وفي السياق ذاته، أعلنت السلطات الإيرانية استدعاء جميع الأطباء والممرضين من إجازاتهم؛ تحسباً لاستمرار القصف الإسرائيلي وتزايد الإصابات.
من جهة أخرى، أعلن معاون محافظ أصفهان عن إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية بالقرب من منشأة نطنز النووية، بواسطة منظومة الدفاع الجوي “سوم خرداد” التابعة لقوات الجو- فضاء في الحرس الثوري. وأوضح أن عملية الاعتراض جرت ضمن نطاق الدفاع المحيط بالموقع النووي، وتم تدمير الطائرة بالكامل.
وفي تل أبيب، أعلن الحرس الثوري الإيراني تنفيذ ضربات استهدفت مركز الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي (أمان)، بالإضافة إلى مركز العمليات الخاصة بالموساد، الذي وصفه بأنه مركز لتخطيط “الشر والاغتيالات”، وفق بيان نُقل عن وكالة “تسنيم”.
وأكدت وزارة الدفاع الإيرانية، أمس، أنها استخدمت صاروخاً جديداً في استهداف إسرائيل، موضحة أن الصاروخ لم يتم رصده أو اعتراضه من قبل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، في تطور يُعد الأول من نوعه منذ بدء التصعيد بين الطرفين.
وقال المتحدث باسم الوزارة، العميد رضا طلائي، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية:” استخدمنا صاروخاً لم يتمكن الإسرائيليون من رصده أو اعتراضه، ونعدهم بالمزيد من المفاجآت”، في إشارة إلى قدرات هجومية غير معلنة سابقاً.
وأضاف طلائي:” أمتنا تخوض حرباً، والعدو يسعى لإضعاف قدرات الشعب الإيراني بكل فئاته، لكننا في موقف دفاعي ثابت، ونوظف جميع قدراتنا الهجومية والدفاعية لحماية البلاد”. ولم يوضح المتحدث الإيراني نوع الصاروخ المستخدم أو خصائصه التقنية، مكتفياً بالإشارة إلى أن ذلك يدخل ضمن خطط الردع الإيرانية.
وفي سياق متصل، أعلن قائد بارز في القوات البرية الإيرانية، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية” إرنا”، أن طهران بدأت فعلياً باستخدام “أسلحة جديدة ومتطورة”، مضيفاً أن الهجمات ضد إسرائيل”ستشتد خلال الساعات القادمة”، في ما يُنذر بتصعيد عسكري أكبر في الأيام المقبلة.
وذكر الإعلام الإسرائيلي أن صفارات الإنذار انطلقت في تل أبيب بالتزامن مع سقوط صواريخ وشظايا على المدينة، ما أسفر عن أضرار مادية دون تسجيل إصابات بشرية. وأكدت الشرطة الإسرائيلية أن قواتها وخبراء المتفجرات يعملون على تأمين المواقع التي سقطت فيها المقذوفات.
فيما قالت أجهزة الإطفاء والإنقاذ: إنها تلقت بلاغات عن اندلاع حرائق في منطقة دان القريبة من تل أبيب، نتيجة سقوط صواريخ، مشيرة إلى اتصالات عديدة حول أضرار في منطقة غوش دان.
وفي وقت سابق أمس، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد أكثر من 30 صاروخاً أُطلقت من إيران؛ ما دفع إلى تفعيل صفارات الإنذار في مناطق وسط إسرائيل وتل أبيب الكبرى، حيث سقطت عدة صواريخ في مناطق مختلفة، منها إصابة مباشرة لمبنى في هرتسليا.
وبالتوازي مع ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ سلسلة غارات ليلية استهدفت عشرات المواقع العسكرية غرب إيران، شملت بنى تحتية لتخزين وإطلاق صواريخ أرض-أرض، بالإضافة إلى مواقع تخزين طائرات مسيرة ومنصات صواريخ أرض-جو.
وفي تطور آخر، أدت ضربة إسرائيلية استهدفت مبنى التلفزيون الإيراني الرسمي في طهران إلى مقتل ثلاثة موظفين وإصابة آخرين، وفقاً لما أعلنته المحطة.
تأتي هذه الضربات المتبادلة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران الذي بدأ يوم الجمعة الماضي، الذي أسفر عن سقوط أكثر من 220 قتيلاً في الجانب الإيراني، معظمهم من المدنيين، وفقاً لما أعلنه مسؤولون إيرانيون. أما إسرائيل، فقد أفادت بمقتل 24 مدنياً منذ بدء التصعيد.
وقد ساهمت هذه الحرب الجوية المستمرة في زيادة التوتر الإقليمي، الذي يشهد أصلاً اضطراباً منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة في أكتوبر 2023.
وفي ظل هذه التطورات، تؤكد الولايات المتحدة أنها ليست طرفاً في الضربات الإسرائيلية ضد إيران، لكنها حذرت طهران من استهداف مصالحها أو قواتها في المنطقة.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

إيران تطلق 3 أقمار اصطناعية جديدة من قاعدة روسية وسط توتر مع الغرب

تواصل إيران خطواتها المتسارعة في مجال التكنولوجيا الفضائية، مع إعلان وسائل إعلام إيرانية عن موعد جديد لإطلاق ثلاث أقمار اصطناعية محلية الصنع إلى الفضاء بالتعاون مع روسيا، في خطوة تعكس الشراكة التقنية بين البلدين وسط تصاعد الضغوط الغربية على طهران.

وذكرت وكالة "نور نيوز" القريبة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الخميس، أن صاروخا روسيا من طراز "سويوز" سيحمل الأقمار الإيرانية الثلاثة إلى المدار الأرضي في 28 كانون الأول / ديسمبر الجاري، انطلاقا من قاعدة فوستوتشني الفضائية الواقعة في أقصى الشرق الروسي.

وبحسب الوكالة، فإن هذه الدفعة الجديدة من الأقمار تأتي ضمن برنامج واسع تسعى من خلاله طهران إلى تعزيز قدراتها في الاستشعار عن بعد ومراقبة الموارد الطبيعية، إذ ستستخدم في الزراعة وإدارة المياه والرصد البيئي وتتبع التغيرات المناخية، إلى جانب تطوير أدوات دقيقة لمراقبة الأراضي الزراعية والكوارث الطبيعية.


تعميق التعاون الفضائي بين طهران وموسكو
ويعد هذا الإطلاق جزءًا من تعاون متنام بين إيران وروسيا في المجال الفضائي، حيث لجأت طهران خلال السنوات الأخيرة إلى التكنولوجيا الروسية لتجاوز العقوبات الغربية التي تعيق وصولها إلى المعدات والأنظمة الفضائية المتقدمة.

وكانت موسكو قد أطلقت في تموز / يوليو الماضي قمرًا اصطناعيًا إيرانيًا مخصصًا للاتصالات، ما اعتبر حينها نقلة مهمة في قدرات إيران على توفير بنى تحتية اتصال متطورة خارج نطاق الأقمار التجارية الغربية، وأكدت طهران حينها أن هذه الأقمار تساعدها في تحسين شبكات الاتصالات المدنية، بينما عبّرت مصادر غربية عن مخاوف من احتمال استخدامها أيضًا في أغراض مراقبة عسكرية.

أهداف مزدوجة.. مدنية وتكنولوجية
وتمثل الأقمار الجديدة خطوة مهمة في سعي البلاد لتحقيق "استقلال تقني" في مجالات مرتبطة بالأمن الغذائي ومراقبة البيئة، عبر توفير صور عالية الدقة للغطاء النباتي، ورصد التصحر، وتحليل الموارد المائية، وهي ملفات حساسة تواجهها إيران نتيجة سنوات من الجفاف وتراجع منسوب الأنهار.


كما يُتوقع أن تساهم المعلومات التي ستجمعها هذه الأقمار في تطوير استراتيجيات وطنية لمكافحة التلوث وتحسين إدارة المدن، خصوصًا في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.

وكانت شركة "أميد فضاء" الإيرانية، العاملة في القطاع الخاص، قد بدأت مسارها الفضائي عام 2019 عندما شرعت في تطوير قمر "كوثر"، وتمكنت من الانتهاء منه بعد أربع سنوات من العمل المتواصل، واستنادا إلى الخبرة التقنية التي اكتسبتها خلال هذا المشروع، استطاعت الشركة إنجاز القمر الثاني "هدهد" خلال عام واحد فقط.

مقالات مشابهة

  • محددات العلاقة بين إيران والمقاومة: قراءة في خطاب ظريف حول الهوية الوطنية للفصائل
  • بزشكيان: عازمون على تنفيذ الاتفاقية الشاملة بين إيران وروسيا
  • إيران تطلق 3 أقمار اصطناعية جديدة من قاعدة روسية وسط توتر مع الغرب
  • مفاجأة الحرس الثوري الإيراني: حديد 110.. مسيّرة شبحية فائقة السرعة
  • طهران: الحوار مستمر مع بيروت رغم التصريحات الأخيرة
  • لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟
  • خلاف نادر بين واشنطن وتل أبيب بسبب الموقف الإسرائيلي بسوريا
  • الصورة الأكثر تداولا في إيران.. “نتنياهو” يقف في طابور أمام مخبز في طهران!
  • وزير خارجية لبنان يرفض دعوة من نظيره الإيراني لزيارة طهران: الأجواء غير متوفرة
  • مفاوض إسرائيلي سابق: “إسرائيل” قتلت معظم الأسرى الإسرائيليين في غزة