موضوع خطبة الجمعة القادم.. «إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك»
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
أعلنت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبل 20 يونيو 2025، الموافق 24 ذو الحجة 1446 هــ، بعنوان: «إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك».
وأوضحت الوزارة، أن الهدف المنشود من هذه الخطبة والمراد توصيله للجمهور هو: «التوعية بأهمية احترام الحياة الخاصة، وعدم التدخل في شئون الآخرين».
وكانت قد أعلنت وزارة الأوقاف عن إجراء مسابقة إيفاد القراء ذوي الأصوات الحسنة للخارج خلال شهر رمضان المبارك لعام «1447هـ / 2026م»، من بين الأئمة ومقيمي الشعائر والمؤذنين والعاملين من المُسكَّنين على درجة وظيفية، والقراء المقيدين بنقابة القراء، والقراء المعتمدين بالإذاعة والتليفزيون.
وذلك بالشروط الآتية:
- أن يكون المتقدم مُسَكَّنًا على درجة مالية بالوزارة، أو الأزهر الشريف، أو دار الإفتاء المصرية، أو من المقيدين بنقابة القراء المصرية، أو من المعتمدين بالإذاعة والتليفزيون المصري.
- أن يجتاز المتقدم الاختبارات التحريرية والشفوية المقررة في القرآن الكريم حفظًا، وأداءً، وإجادة صوت، وكذا المقابلة النهائية المقررة في هذا الشأن.
- أن يكون قد مضى على عودته من أي إيفاد للخارج على نفقة الوزارة ثلاثة أعوام على الأقل، ويُستثنى من ذلك أصحاب الدعوات الخاصة بعد موافقة السلطة المختصة.
- ألا يكون قد ارتكب أي مخالفة وتمت مجازاته عليها بأي نوع من أنواع الجزاء خلال السنتين الأخيرتين، وذلك بالنسبة للمتقدمين من العاملين بالوزارة أو أي جهة حكومية.
- ألا يكون قد سبق أن صدر بشأنه قرار، أو توصية من جهة إدارية رسمية معتبرة «السفارة المعنية - الشئون القانونية - غير ذل» بحرمانه من الإيفاد للخارج، ما لم يُلغ القرار أو تُسحب التوصية.
- ألا يكون قد سبق الحكم عليه بعقوبة جنائية، أو بعقوبة مقيدة للحرية في جريمة مُخلة بالشرف والأمانة، ما لم يكن قد رُد إليه اعتباره.
- ألا يقل سن المتقدم عن «26» عامًا وألا يزيد على «55» عامًا اعتبارًا من تاريخ التقدّم للمسابقة، ويستثنى من ذلك القراء أصحاب الدعوات الخاصة، مع مراعاة باقي الشروط.
اقرأ أيضاًإذا أردت السلامة مِن غيرِك.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة
«إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك».. موضوع خطبة الجمعة القادمة
«الأوطان ليست حفنة من تراب».. موضوع خطبة الجمعة القادم لوزارة الأوقاف
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف خطبة الجمعة موضوع خطبة الجمعة خطبة الجمعة المقبلة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة نص خطبة الجمعة المقبلة موضوع خطبة الجمعة یکون قد
إقرأ أيضاً:
حين يكون الإخلاص هو سر النجاح الوطني
خالد بن حمد الرواحي
خلال زيارةٍ دراسيةٍ قمتُ بها إلى اليابان، التقيتُ بأحد كبار السن من الخبراء في العلاقات العُمانية اليابانية. وبدافع الفضول، طرحتُ عليه سؤالًا بسيطًا: "ما الأمر الذي يمكن أن تتبعه بلادي، سلطنة عُمان، لتصل إلى ما وصلت إليه اليابان من تقدُّم ونهضة؟" أجابني بهدوء وعمق: "أنتم بحاجة إلى الإخلاص في العمل."
كانت إجابته مُوجزة، لكن وقعها كان عميقًا. ومنذ تلك اللحظة، بدأت أتأمل هذه القيمة التي نُرددها كثيرًا، لكننا لا نقف عند حقيقتها بما يكفي. فالإخلاص، في جوهره، ليس مجرد انضباطٍ وظيفي أو تنفيذ أوامر، بل هو تلك الروح التي تدفع الإنسان إلى أن يُتقن ما يصنع، وأن يعمل بضميرٍ حي، لأنه يُدرك أنَّ ما يؤديه أمانةٌ في عنقه، وأن أثر الإخلاص يبقى حين يغيب كل شيء.
وقد لا يختلف اثنان على أن المجتمعات لا تنهض إلا حين يُصبح الإخلاص ثقافةً سائدة لا استثناء نادرًا. ووفقًا لمبادرة الأخلاقيات والامتثال (ECI)، فإنَّ الإخلاص في العمل يُعرَّف بأنه الالتزام بالمعايير الأخلاقية والمهنية، والتصرُّف بنزاهةٍ وثبات، حتى دون رقابةٍ مباشرة. إنه ليس فقط فضيلة شخصية، بل أساس في البناء المؤسسي والمجتمعي، حيث يتراكم الجهد الفردي ليصنع فارقًا حقيقيًّا على مستوى الوطن.
ولا يحتاج الأمر إلى تنظير كثير. فحيثما وُجد الإخلاص، وُجد الأداء الحقيقي. جودة الخدمات ترتفع، الإجراءات تتسارع، والنتائج تُنجز بأقل تكلفةٍ وأعلى فاعلية. الموظف الذي يُراقب نفسه لا يُرهق مؤسسته بأنظمة مراقبة، لأنه ببساطة يعمل كما لو أن الوطن كله يراقبه. وهنا، يتجلّى الإخلاص كأداة صامتة تصنع الفارق دون ضجيج.
ولأن كل منظومة بشرية معرّضة للاختلال، فإن الإخلاص يمثّل الخط الأول لمواجهة الفساد الإداري والممارسات غير الأخلاقية. فحين يتقدَّم الصدق على المصلحة، وتُغلَّب النزاهة على المجاملة، تتغيّر قواعد اللعبة. تصبح بيئة العمل أكثر شفافيةً وعدالة، وتبدأ العوائق الإدارية بالتآكل.
لكن دعونا نُقرب الصورة أكثر... وقد لا نحتاج إلى البحث بعيدًا لنفهم معنى الإخلاص؛ ففي كل دائرةٍ حكومية، هناك موظفٌ بسيط، لا يعرفه الإعلام، ولا يتصدّر الاجتماعات، لكنه يفتح أبواب الأمل كل صباح بابتسامةٍ صادقة، ويسعى لتيسير أمور المراجعين، لا لأنه مُجبر، بل لأنه يرى في خدمته للناس وجهًا من وجوه العبادة. هؤلاء هم من يستحقون أن يُكتب عنهم، لأنهم يُمارسون الإخلاص في صمت، ويمنحون الوطن ما لا تقيسه تقارير الأداء.
مع ذلك، لا يمكن الحديث عن الإخلاص دون الإشارة إلى البيئة التي يُزهر فيها. فالإخلاص لا يُزرع في أرضٍ جافة، بل يحتاج إلى بيئةٍ عادلة، تُقدّر المجتهد، وتحفظ للموظف كرامته ومكانته. العدالة في التقييم، وتكافؤ الفرص، والاعتراف الحقيقي بالجهود، كلّها ليست مكافآت، بل هي أدوات لتكريس الإخلاص كجزء من ثقافة العمل.
وهنا، يبرز دور الرؤية الوطنية لعُمان؛ إذ تؤكد رؤية "عُمان 2040"، على ضرورة بناء جهاز إداري مرن، مُنتج، ونزيه، قادر على مواكبة التحديات، وتحقيق الطموحات. هذه الرؤية لن تتحقق بمجرّد التوجيهات، بل تحتاج إلى موظف مخلص في الميدان، يُدير الملفات بروح الشراكة لا انتظار التعليمات، ويؤمن أن نجاح المؤسسة هو جزء من نجاح الوطن.
وقد بيّنت دراساتٌ ميدانية، في عددٍ من المؤسسات العُمانية، أن مستوى التمكين والتقدير يرتبط ارتباطًا وثيقًا بارتفاع مؤشرات الولاء والإنتاجية. وعندما يشعر الموظف أن عمله يُحدِث فرقًا، وأن جهده ليس غائبًا عن عين التقدير، فإن الإخلاص يتحوَّل من سلوكٍ فردي إلى ثقافةٍ مؤسسية.
هكذا، نكتشف أن الإخلاص ليس مثالية حالمة، بل استراتيجية واقعية. هو لا يُدوَّن في اللوائح، بل يُمارَس في الحياة اليومية. وقد لا يكتب التاريخ أسماء كل من أخلصوا في أعمالهم، لكن المؤسسات التي حققت النجاح والاستدامة، غالبًا ما كانت قائمة على أكتافهم.
وفي نهاية المطاف، قد تُنسى الأرقام، وتُنسى العناوين، لكن أثر المخلصين يظل... لا يُمحى.