تواجه الحكومة البريطانية ضغوطًا متزايدة لنشر الرأي القانوني الذي قدّمه النائب العام بشأن مشروعية أي تدخل عسكري في النزاع، خصوصًا بعد تقارير كشفت أن المستشار القانوني للحكومة حذّر من أن المشاركة في هجمات ضد إيران ستكون "غير قانونية" ما لم تقتصر على الدفاع عن الحلفاء.

ونقلت صحيفة Spectator أن النائب العام، ريتشارد هيرمر، أبلغ الحكومة بتحفّظات قانونية حول أي دور بريطاني مباشر في عمليات القصف التي قد تُنفذها الولايات المتحدة ضد أهداف إيرانية.



وقال إد دايفي، زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين: "آخر ما نحتاجه هو أن يُجرّ بريطانيا إلى حرب جديدة وغير قانونية في الشرق الأوسط بدفع من الولايات المتحدة".

ودعا دايفي إلى نشر النص الكامل للرأي القانوني المقدم للحكومة، محذرًا من التورط في عمل عسكري غير مبرر قانونيًا.

خطر التصعيد يلوح في الأفق

وفيما شدد رئيس الوزراء كير ستارمر على ضرورة تفادي التصعيد، أشار إلى وجود "خطر حقيقي من توسّع الصراع"، لافتًا إلى أن إيران النووية تبقى مصدر قلق عالمي، لكنه أكد أن الحل لا يجب أن يكون عسكريًا بل تفاوضيًا.

وخلال اجتماعه الطارئ للجنة "كوبرا" مساء أمس الأربعاء، ناقش ستارمر سيناريوهات مختلفة بما فيها استخدام قاعدة "دييغو غارسيا" البريطانية في المحيط الهندي من قبل القوات الأمريكية، وهو ما قد يضع لندن في قلب صراع إقليمي موسّع.

قانونيًا.. لا مبرر للتدخل حتى الآن

صحيفة "الغارديان" البريطانية نقلت عن إميلي ثورنبيري، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، قولها بوضوح: "بريطانيا لم تتعرض لهجوم، ولم يُطلب منها الدفاع عن حليف بطريقة ملحة... التدخل لا يبدو مبررًا حاليًا".

وأضافت أن القانون الدولي واضح في هذا السياق: استخدام القوة مبرر فقط للدفاع عن النفس، أو في حالة الدفاع عن حليف تعرض لهجوم مباشر، أو بموجب قرار من مجلس الأمن، وهو ما لا يتوفر في الوقت الحالي.

في المقابل، قالت بريتي باتيل وزيرة الخارجية في حكومة الظل: "لا يمكن لبريطانيا أن تختبئ وراء رأي قانوني وقت الأزمات... علينا أن نكون بجانب حلفائنا".

الرأي القانوني.. هل يُنشر؟

وأشارت "الغارديان" إلى أنه وفيما ترفض رئاسة الحكومة ووزارة العدل تأكيد أو نفي ما إذا كان الرأي القانوني قد طُلب أو قُدّم رسميًا، إلا أن المتحدث باسم النائب العام أشار إلى أن "الامتناع عن الكشف عن تفاصيل الرأي القانوني هو تقليد متبع، لضمان النزاهة القانونية داخل الحكومة".

وأكدت الصحيفة أن المطالبات بالشفافية تتزايد، خاصة مع احتمال مشاركة بريطانيا اللوجستية أو العسكرية من خلال قواعدها أو دعمها الاستخباراتي، مما يضع الحكومة تحت ضغط سياسي وشعبي متصاعد.

يأتي هذا في وقت تستعد فيه واشنطن لاحتمال شن ضربات جوية تستهدف منشآت نووية إيرانية، على رأسها موقع "فوردو" المحصّن تحت الجبال، فيما لم يتخذ الرئيس ترامب قرارًا نهائيًا حتى الآن، مكتفيًا بالقول: "قد أضرب.. وقد لا أضرب".

يُذكر أن إسرائيل شنت خلال الأيام الماضية سلسلة من الغارات الجوية على أهداف إيرانية، قالت إنها تهدف لمنع طهران من تطوير سلاح نووي. في المقابل، تؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي، متهمة إسرائيل بارتكاب "مجازر بحق المدنيين".


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية إيران بريطانيا حرب إسرائيل إيران بريطانيا إسرائيل حرب موقف المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرأی القانونی

إقرأ أيضاً:

عاجل - ترامب: إيران تواجه مشكلات كثيرة وتريد أن تتفاوض

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، إنه بصدد درس هل تنضم الولايات المتحدة إلى إسرائيل في قصف إيران، لافتًا إلى أن طهران تواصلت مع واشنطن للتفاوض من أجل وضع حد للنزاع.

نفد الصبر حيال إيران

وفي تصريحات أدلى بها في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، قال ترامب "لقد نفد صبرنا (حيال إيران) لهذا السبب نقوم بما نقوم به"، مكرّرًا دعوة طهران إلى "استسلام غير مشروط".

ولدى سؤاله عمّا إذا قرر توجيه ضربات أميركية إلى إيران، قال ترامب "قد أفعل ذلك وقد لا أفعل، لا أحد يعلم ما سأقوم به". وتابع: "يمكنني أن أقول لكم إن إيران تواجه مشاكل كثيرة وهم (الإيرانيون) يريدون التفاوض".

وقال إن طهران اقترحت إيفاد مسؤولين إلى البيت الأبيض للتفاوض حول البرنامج النووي الإيراني في مسعى لوضع حد للهجوم الجوي الذي تشنه إسرائيل منذ الجمعة على إيران، لكنه قال إن هذا المقترح "متأخر جدًا".

وتابع: "قلت إنه فات الأوان للمباحثات.. هناك فرق هائل بين (أن يتم ذلك) اليوم وقبل أسبوع. أليس كذلك؟". وتابع أن الإيرانيين "عرضوا المجيء إلى البيت الأبيض"، واصفًا الاقتراح بأنه "شجاع".
ولدى سؤاله عمّا إذا فات الأوان للتفاوض، أجاب بالنفي قائلًا: "لا شيء فات أوانه" على هذا الصعيد. وأضاف ترامب: "إيران تواجه مشكلات كثيرة، وتريد أن تتفاوض"، موضحًا أنها "بلا دفاع جوي على الإطلاق".

البنتاجون مستعد لتوجيه ضربة ضد إيران

من جهته قال وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، اليوم، إن الجيش مستعد لتنفيذ أي قرار قد يتخذه ترامب بشأن إيران، مرجحًا أن توجه الولايات المتحدة ربما يصبح أوضح خلال الأيام المقبلة.

وخلال إفادته أمام لجنة بمجلس الشيوخ، بدا هيغسيث شديد الحذر ورفض تأكيد استعداد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لخيارات توجيه ضربات لإيران.
لكن مع ضغوط أعضاء المجلس عليه، أقر باستعداد الجيش الأميركي لتنفيذ أي أوامر بشأن إيران، مشيرًا إلى أنه كان ينبغي على طهران الاستجابة لدعوات ترامب لإبرام اتفاق بشأن برنامجها النووي قبل بدء القصف الجوي الإسرائيلي، يوم الجمعة.

وقال هيغسيث أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: "كان ينبغي عليهم إبرام اتفاق، فكلمة الرئيس ترامب تحمل في طياتها معنى ما. والعالم يدرك ذلك. وفي وزارة الدفاع، مهمتنا هي أن نكون على أهبة الاستعداد مع توفر الخيارات، وهذا بالضبط ما نفعله".

ثم سُئل عما إذا كانت إدارة ترامب تتجه لإعادة إرساء الردع، وهو تعبير يُستخدم لوصف الإجراءات التي تهدف إلى منع خصم من القيام بعمل عدائي. وأجاب قائلًا: "أعتقد أننا قد أعدنا إرساءه بالفعل، بأوجه عديدة، في هذه الظروف. والسؤال هو إلى أين ستتجه بنا (تلك الإجراءات) في الأيام المقبلة تحديدًا؟".

مقالات مشابهة

  • تسريبات إسرائيلية: البنتاغون يستعد لمشاركة محتملة في ضربات ضد إيران
  • وزير الدفاع الأمريكي يتحدث عن خطط لكل شيء.. ماذا بشأن إيران؟
  • فايننشال تايمز: بريطانيا ترفع حالة التأهب تحسبا لضربة أمريكية محتملة ضد إيران
  • عاجل - ترامب: إيران تواجه مشكلات كثيرة وتريد أن تتفاوض
  • أكد حق إيران القانوني في الدفاع عن نفسها.. الرئيس التركي: نتنياهو “أكبر تهديد لأمن المنطقة”
  • توضيح من مالية كوردستان بشأن السن القانوني للتقاعد والفئات المستثناة
  • النعماني يستعرض مع كبير مستشاري "الدفاع البريطانية" المستجدات الإقليمية
  • الوكالة الذرية: ضربات إسرائيلية استهدفت منشآت طرد مركزي إيرانية
  • الحكومة البريطانية تُلجم لوبيات جزائرية في أروقة البرلمان وتجدد دعمها للحكم الذاتي