الشرق الأوسط على صفيح ساخن| واشنطن تحذر من الحرب.. وخامنئي يتوعد بعواقب وخيمة
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
في خضمّ تصاعد التوترات الإقليمية بين إيران وإسرائيل، تبرز الولايات المتحدة كلاعب رئيسي يتوخّى الحذر في خطواته العسكرية، رافضًا الدخول في مواجهة مباشرة مع طهران. تصريحات رسمية صدرت عن البيت الأبيض والبنتاغون تؤكد أن واشنطن لا تسعى للحرب، فيما ترد طهران بلغة تهديدية تعكس إصرارًا على الرد على أي تدخل عسكري.
في تصريح رسمي، أعلن مساعد في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا تعتزم مهاجمة إيران، وأن القوات الأمريكية في المنطقة لا تزال في وضع دفاعي دون تغيير. المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، أكد أن البوصلة العسكرية الأمريكية تتركز على حماية الجنود والمصالح الأمريكية، وليس على خوض مواجهات هجومية جديدة في الشرق الأوسط.
ودعمت واشنطن هذا الموقف بنشر وسائل دفاعية إضافية، من بينها طائرات تزود بالوقود جويًا، وحاملة الطائرات USS Nimitz، وذلك لتعزيز الردع في مواجهة أي تهديدات قد تتطور على الأرض.
خامنئي: تهديدات أمريكا "سخيفة" والتدخل العسكري سيدمّرهمفي المقابل، وجّه المرشد الإيراني علي خامنئي خطابًا ناريًا حمل في طياته رسالة تحذيرية إلى واشنطن. اعتبر أن أي تدخل عسكري أمريكي "سيقابل دون شك بأضرار لا يمكن تعويضها". خامنئي حيّا الشعب الإيراني على "ثباته وحكمته" في مواجهة ما وصفه بـ"العدوان الصهيوني"، مؤكدًا أن الإيرانيين لن يقبلوا بأي فرض أو إملاءات من الخارج، سواء في الحرب أو في السلام.
وشنّ خامنئي هجومًا على تصريحات الرئيس الأمريكي، واصفًا إياها بـ"التهديد السخيف"، مؤكدًا أن من يعرفون تاريخ إيران لا يخاطبونها بلغة القوة، لأن الشعب الإيراني لا يُخضعه التهديد.
انقسام داخل مجلس الأمن القومي الأمريكي
من جانبه، كشف اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي والعسكري، أن اجتماع مجلس الأمن القومي الأمريكي الذي عُقد بالأمس لم يخرج بأي قرار حاسم، مشيرًا إلى وجود انقسام داخل المجلس بين فريقين؛ الأول يدفع باتجاه تدخل عسكري ويتزعمه الرئيس دونالد ترامب، وفريق آخر يرفض هذا الخيار إدراكًا منه لتبعاته الخطيرة.
وأكد فرج أن أي تدخل أمريكي مباشر قد يقود إلى ضربات إيرانية تستهدف القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، إضافة إلى استهداف المنشآت البترولية ومضيق هرمز، وهو ما يشكل تهديدًا بالغًا لأمن الطاقة العالمي والاستقرار الإقليمي.
استبعاد الخيار النووي
وفيما يخص الحديث عن احتمالية استخدام الأسلحة النووية، استبعد اللواء سمير فرج بشكل قاطع هذا السيناريو، مؤكدًا أن الضربة النووية "مستحيلة ولن تحدث على الإطلاق". ولفت إلى أن إسرائيل، رغم تصعيدها الأخير، لا تملك الجرأة على تنفيذ هجوم نووي على إيران، لا سيما في ظل امتلاك إيران منشآت عسكرية محصنة تحت الجبال لا يمكن استهدافها بسهولة حتى بأقوى القنابل.
سيناريوهات الرد الإيراني
وحذر فرج من أن أي هجوم عسكري أمريكي على إيران سيقابل بإجراءات انتقامية من طهران، تشمل إغلاق مضيق هرمز وشن هجمات على القواعد الأمريكية والمنشآت البترولية في الخليج العربي، مما قد يفضي إلى أزمة إقليمية شاملة تؤثر على الملاحة العالمية وإمدادات النفط.
في ظل التصعيد المتواصل، يبدو أن الولايات المتحدة تحاول تجنب الانزلاق إلى حرب مباشرة مع إيران، رغم الضغوط الداخلية والتحديات الأمنية المتزايدة. وبينما يستبعد الخبراء استخدام السلاح النووي، تبقى المنطقة على صفيح ساخن، وسط تحذيرات من أن أي خطوة خاطئة قد تفجر صراعًا واسع النطاق تتجاوز تداعياته الحدود الإقليمية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: واشنطن البيت الأبيض الولايات المتحدة طهران إسرائيل الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
حضرموت على صفيح ساخن.. صراع النفوذ يتجدد بين البحسني وبن ماضي ويعيد مشهد الخلافات القديمة
أشعلت تصريحات عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج سالمين البحسني، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية، بعد اتهامه للسلطة المحلية بمحافظة حضرموت بالوقوف خلف ما وصفه بـ"حملة استهداف مفبركة" طالت العميد محمد عمر اليميني، أركان المنطقة العسكرية الثانية، والذي أُفرج عنه مؤخرًا بعد أشهر من الاعتقال.
وقال البحسني -في بيان نُشر عبر صفحته الرسمية- إنه التقى بالعميد اليميني للاطمئنان على صحته ومعنوياته بعد "مزاعم واتهامات" نسبت إليه من قبل السلطة المحلية، مضيفا أنها "حملة استهداف غير مبررة لرجل أفنى عمره في خدمة الوطن".
وأضاف أن العميد اليميني يعد من القادة الذين كان لهم دور بارز في مواجهة الإرهاب والحوثيين، مثمنًا في السياق جهود المملكة العربية السعودية في "رأب الصدع وتعزيز التلاحم العسكري في حضرموت".
غير أن السلطة المحلية بمحافظة حضرموت لم تتأخر في الرد، نفت عبر مصدر مسؤول، بشكل قاطع، ما وصفته بـ"الاتهام المغلوط والعاري عن الصحة"، معتبرة أن السلطة لم تكن طرفًا في قضية العميد اليميني "لا من قريب ولا من بعيد".
وأوضح البيان أن ما جرى كان "ملفًا عسكريًا بحتًا" يتبع وزارة الدفاع ورئاسة الاستخبارات، مستنكرة في الوقت ذاته "الزج بالسلطة المحلية في قضية تجاوزت سلطاتها وصلاحياتها".
وأبدت السلطة المحلية امتعاضها مما سمّته "كلامًا غير مسؤول من شخصية مسؤولة"، خاصة أن العميد اليميني ظل معتقلاً لأربعة أشهر، ولم يصدر أي تعليق من البحسني طوال تلك الفترة، متسائلة عن دوافع هذا الاتهام في هذا التوقيت بالذات.
ويُعد العميد اليميني من القيادات العسكرية ذات الامتداد القبلي والاجتماعي في حضرموت، ما جعل قضيته تحظى باهتمام شعبي، وسط حالة من التكتم الرسمي حتى لحظة الإفراج عنه.
وفي ظل هذا التراشق، يتساءل مراقبون عن أسباب هذا التصعيد بين طرفين يفترض أن يكونا شريكين في إدارة المرحلة، ومدى تأثير ذلك على تماسك المؤسسة العسكرية، في محافظة تواجه تحديات أمنية وسياسية متصاعدة.
ويرى محللون أن هذه الحادثة تكشف خللًا عميقًا في قنوات التنسيق والتفاهم بين السلطات المدنية والعسكرية، وهو ما قد يُلقي بظلاله على أي جهود وطنية لاستعادة الاستقرار، ما لم يتم احتواء الأزمة وفتح تحقيق شفاف بشأن ملابسات قضية العميد اليميني.
وتشهد محافظة حضرموت منذ الأسبوع الماضي موجة احتجاجات على خلفية تردي الخدمات والوضع المعيشي في ظل غياب المحافظ بن ماضي الذي يتواجد بالسعودية منذ عدة أشهر.