في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال محتمل
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
في ظل تصاعد الحرب مع إسرائيل، لجأ المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى ملجأ محصن وأوقف الاتصالات الإلكترونية تحسباً لأي محاولة اغتيال محتملة. اعلان
في ظل تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، اختار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، الاحتماء في ملجأ محصن، معزولاً عن الاتصالات الإلكترونية، تحسباً لأي محاولة اغتيال محتملة من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة.
وفي خطوة نادرة وغير مسبوقة، قام خامنئي، البالغ من العمر 86 عامًا، بتسمية ثلاثة رجال دين بارزين كمرشحين لخلافته، في حال مقتله. كما وضع سلسلة بدائل لقيادات عسكرية عليا في حال اغتيالهم، ما يكشف عمق إدراكه للتهديدات المحدقة بالجمهورية الإسلامية ونظامه المستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود، حسبما جاء في الصحيفة.
وبحسب المسؤولين الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم، فإن هذه الإجراءات جاءت بعد الضربات المفاجئة التي شنّتها إسرائيل يوم الجمعة الماضي، والتي وصفت بأنها الأوسع منذ الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات، حيث خلفت دمارًا كبيرًا في طهران، فاق ما أحدثه صدام حسين خلال ثماني سنوات من الحرب.
ورغم الهول الأولي للهجمات، أعادت طهران تنظيم صفوفها سريعاً وبدأت بشن ضربات يومية مضادة على أهداف داخل إسرائيل، من بينها منشآت طبية ومصفاة حيفا للنفط ومبانٍ دينية وسكنية.
لكن في الكواليس، تشير معلومات الصحيفة إلى أن القيادة الإيرانية تستعد لسيناريوهات متعددة، خاصة مع تزايد الاحتمالات بدخول الولايات المتحدة على خط المواجهة. فقد أبلغ خامنئي "مجلس خبراء القيادة" بضرورة اختيار خليفته بسرعة من بين الأسماء الثلاثة التي قدّمها، في حال مقتله، لتأمين انتقال سريع ومنظم للسلطة.
Relatedخبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على جني مكاسب آنية من تصاعد وتيرة الحربشبهه بهتلر.. أردوغان يشن هجوماً غير مسبوق على نتنياهو ويؤكد: النصر سيكون حليف إيران صواريخ لم تُستخدم بعد: تعرّف على تفاصيل الترسانة الإيرانية "الفتّاكة"يُذكر أن ملف الخلافة كان حتى وقت قريب محظوراً في الأوساط السياسية والدينية، وسط تكهنات تركزت على نجله مجتبى، رجل الدين المقرب من الحرس الثوري، إلا أن اسمه لم يكن ضمن المرشحين الثلاثة. أما الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، فكان مرشحاً بارزاً قبل أن يُقتل في حادث تحطم مروحية عام 2024.
ومنذ بداية الحرب، ظهر خامنئي مرتين عبر رسائل مصورة مقتضبة، متعهداً بأن الإيرانيين "لن يرضخوا لحرب مفروضة"، في وقت أصبحت فيه منشآته السابقة في طهران خالية، بعد أن انتقل إلى ملجأ تحت الأرض بسبب كثافة الضربات الإسرائيلية.
الهجمات طالت قواعد عسكرية ومنشآت نووية وبنى تحتية حيوية، وأسفرت عن مقتل وجرح المئات، بينهم قادة عسكريون كبار قُتلوا في عمليات دقيقة نفذتها وحدات خاصة أو طائرات مسيّرة داخل أحياء مكتظة.
ووفق ما نقلته تسجيلات صوتية لمسؤولين إيرانيين، فإن "الخلل الأمني والاستخباري الكبير" هو ما مكّن إسرائيل من تنفيذ هذه الهجمات، وسط تزايد المخاوف من وجود عناصر استخبارية إسرائيلية ناشطة داخل الأراضي الإيرانية. وبحسب ما قاله مهدي محمدي، مستشار رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف: "قُتل كبار قادتنا خلال ساعة واحدة فقط".
وعلى وقع هذه التهديدات، فرضت وزارة الاستخبارات بروتوكولات صارمة: منع استخدام الهواتف المحمولة، وإلزام كبار المسؤولين بالبقاء تحت الأرض، وفرض حظر شبه كامل على الإنترنت والمكالمات الدولية. كما أمهلت "المجلس الأعلى للأمن القومي" من يتعاون مع "العدو" حتى نهاية الأحد لتسليم أنفسهم ومعداتهم، ملوّحة بعقوبة الإعدام بعد المهلة.
الحرب أدّت إلى إخلاء مناطق واسعة من طهران، وتحولت العاصمة إلى مدينة شبه خالية تخضع لنقاط تفتيش كثيفة. ومع ذلك، كشف سياسيون إصلاحيون، أبرزهم محمد علي أبطحي، عن تماسك شعبي ورسمي غير مسبوق خلف المرشد، رغم الانقسامات السابقة.
حتى الأصوات الناقدة للنظام، داخل إيران وخارجها، أعادت ترتيب أولوياتها. فقد أكد العديد من النشطاء والفنانين والرياضيين وقوفهم مع "تراب الوطن"، رغم اختلافاتهم مع السلطة. وكتب لاعب المنتخب الوطني سعيد عزت اللهي: "قد نختلف، لكن تراب إيران خط أحمر".
في مشهد تضامن غير مألوف، فتحت الفنادق وقاعات المناسبات أبوابها لإيواء النازحين، وقدّم المتطوعون خدمات متنوعة، من التبرع بالعلاج النفسي إلى المساعدة في توفير الغذاء. وقال رجل أعمال يُدعى رضا، متحدثًا من ملجأه قرب بحر قزوين: "نحن خائفون، لكننا متحدون. هذه حرب على بلدنا، على إيران".
حتى الحائزة على نوبل للسلام، الناشطة نرجس محمدي، المعروفة بنقدها للنظام، أطلقت تحذيراً ضد الحرب، مؤكدة في حديث مع "بي بي سي" أن "الديمقراطية لا تُبنى عبر العنف والحروب".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرس الثوري الإيراني النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرس الثوري الإيراني إيران الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي علي خامنئي النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية بريطانيا رجب طيب إردوغان تل أبيب سوريا تركيا
إقرأ أيضاً:
عاجل| إسرائيل تكثّف ضرباتها داخل إيران وتستهدف مواقع مدنية وعسكرية… وخامنئي: "العدو يلقى جزاءه"
أعلن الجيش الإسرائيلي، ظهر الجمعة، تنفيذ سلسلة ضربات جوية جديدة استهدفت مواقع عسكرية إيرانية، أبرزها بطاريات صواريخ أرض-جو في جنوب غرب البلاد، في تصعيد لافت يعكس استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد البنية التحتية الدفاعية الإيرانية.
هجمات تطال طهران وأصفهان ومواقع غرب البلادوفي بيان رسمي، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه وسّع نطاق عملياته لتشمل العاصمة طهران، ومدينة أصفهان الواقعة وسط البلاد، إلى جانب مناطق أخرى في الغرب الإيراني، في محاولة واضحة لإضعاف القدرة الصاروخية الإيرانية وشلّ منظومة الدفاع الجوي.
عاجل| إسرائيل تأمر بتكثيف الهجمات على طهران: استهداف رموز الدولة والنووي الإيراني ضمن أولويات الجيش عاجل| روسيا تحذر: هجمات إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية تنذر بكارثة نووية غير مسبوقة إصابات مدنية في طهران بعد قصف مبنى سكني وتجاريوفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام إيرانية محلية أن هجومًا إسرائيليًا وقع قبل ساعات على مبنى سكني وتجاري في شارع مرزداران بالعاصمة طهران، ما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 5 أشخاص.
وأوضحت التقارير أن المبنى المستهدف مكوّن من خمسة طوابق، وقد لحقت الأضرار بثلاثة منها، حيث كانت تضم مخبزًا فاخرًا، وصالون حلاقة نسائية، وعيادة طبيب نفسي، في إشارة إلى تضرر مدنيين جراء القصف.
ردًا على التصعيد الإسرائيلي، أطلقت إيران عددًا من الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، تسببت في إصابات مباشرة بمدينة حيفا، وفقًا لما ذكرته فرق الإسعاف الإسرائيلية التي أعلنت إصابة 12 شخصًا، بينهم اثنان في حالة حرجة، في أحدث حصيلة للقصف الإيراني.
إيران تعلن استهداف مقر "مايكروسوفت" في إسرائيل إيران: هاجمنا عاصمة إسرائيل السيبرانية خامنئي: إسرائيل تدفع الثمن الآنوفي أول تعليق رسمي من القيادة الإيرانية، نشر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، تغريدة على حسابه بمنصة "إكس"، قال فيها: "إسرائيل تلاقي جزاءها الآن"، في تأكيد على استمرار إيران في الرد على الضربات العسكرية، وتصميمها على المواجهة حتى النهاية.
تصعيد مفتوح ومخاوف من اتساع رقعة الحربتأتي هذه التطورات وسط تصعيد مستمر بين الطرفين منذ أكثر من أسبوع، مع توالي الضربات المتبادلة وتوسّع نطاقها جغرافيًا، ما يثير مخاوف دولية متصاعدة من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة يصعب احتواؤها، في ظل غياب أي مؤشرات على التهدئة أو الوساطة.