مصر تُحذر من “الانفجار” في الشرق الأوسط وتدعو لوقف العدوان الإسرائيلي
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أن النهج التصعيدي الراهن سيقود الشرق الأوسط إلى المجهول، وسيخلق صراعًا أوسع نطاقًا بتداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الطارئة لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في إسطنبول، لبحث التطورات الأخيرة عقب العدوان الإسرائيلي على إيران.
وأكد الوزير عبد العاطي في كلمة حملت تحذيرًا واضحًا من مغبّة التصعيد العسكري في المنطقة، أن إطلاق النار والتصعيد العسكري لا يمكن أن يكونا حلاً، مشددًا على ضرورة العودة الفورية إلى طاولة المفاوضات باعتبارها السبيل الوحيد للتوصل إلى تسوية شاملة ومستدامة لملف إيران النووي.
وزير الخارجية يبحث مع نظيره العراقي تعزيز التعاون والتنسيق في ظل التصعيد الإسرائيلي الإيراني
وزير الخارجية يبحث مع نظيره الإيراني سبل التوصل لاتفاق مستدام حول البرنامج النووي
وزير الخارجية يلتقي نظيره السعودي بإسطنبول ويؤكد أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية
وزير الخارجية: النهج التصعيدي الحالي سيقود المنطقة إلى المجهول
وأضاف أن مصر ستواصل جهودها الدبلوماسية بالتعاون مع الدول العربية والإسلامية لنزع فتيل الأزمة واحتواء التصعيد قبل أن ينزلق إلى مواجهات مفتوحة.
وفي سياق كلمته، انتقد عبد العاطي ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي الغاشم" الذي جاء في وقت كانت فيه مفاوضات "مسقط"، التي ترعاها سلطنة عُمان، تشق طريقها بصعوبة بهدف التوصل إلى تسوية سلمية للبرنامج النووي الإيراني. وأوضح أن هذا التصعيد يقوّض المساعي السياسية ويهدد بانفجار جديد في المنطقة لن يخدم أي طرف، بل سيدفع الجميع ثمنه.
وشدد الوزير على أن التعامل مع الملف النووي الإيراني لا يجب أن يتم بمعزل عن السياق الإقليمي الأشمل، بل ضمن مقاربة شاملة تعالج كافة بؤر التوتر ومصادر القلق، وتضمن التوازن بين كافة الأطراف.
كما أكد دعم مصر المستمر لمطلب إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وهو المطلب الذي تتبناه مصر منذ عام 1994، في إطار موقفها الثابت الداعي إلى عدم الانتشار النووي.
وانتقد عبد العاطي ما وصفه بـ"الازدواجية الغربية"، مشيرًا إلى صمت الدول الأوروبية تجاه الترسانة النووية الإسرائيلية، ورفض تل أبيب الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار أو إخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رغم وجود قرارات دولية واضحة بهذا الشأن.
كما جددت مصر إدانتها الشديدة للهجمات الإسرائيلية المتكررة على المنشآت النووية الإيرانية، والتي تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ولقرارات مجلس الأمن.
وأكد الوزير أن مصر ترفض أي حلول عسكرية للأزمة، وترى أن الحل الوحيد يكمن في الحوار واحترام مبادئ حسن الجوار، بما يتوافق مع قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
واختتم وزير الخارجية كلمته بالتأكيد على ضرورة وقف كافة الأعمال العدائية، والعمل الجاد على تهدئة شاملة تتيح العودة إلى المسار التفاوضي، مؤكدًا أن التصعيد لا يخدم إلا مشروع الفوضى والاقتتال، الذي تحذر مصر من نتائجه على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي الشرق الأوسط وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي إسطنبول العدوان الإسرائيلي على إيران ملف إيران النووي العدوان الإسرائیلی وزیر الخارجیة الشرق الأوسط عبد العاطی
إقرأ أيضاً:
مصر تجدد تحذيرها من “الإبادة الممنهجة” بغزة وتدعو لتدخل دولي فوري
مصر – جددت مصر، الأربعاء، تحذيرها من “الإبادة الممنهجة” التي يتعرض لها الفلسطينيون بقطاع غزة، داعية المجتمع الدولي إلى تدخل “فوري” لوقف سياسة التجويع والانتهاكات المستمرة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره اليوناني جورجيوس جيرابيتريتيس، في العاصمة أثينا، خلال زيارة غير محددة المدة بدأها المسؤول المصري الأربعاء.
وقال عبد العاطي: “على المجتمع الدولي التدخل الفوري لوقف التجويع والسياسيات الممنهجة للإبادة في غزة”.
ونبه إلى ما أكده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، امس الثلاثاء، بشأن رفض بلاده “التجويع والإبادة الممنهجة” التي يتعرض لها الفلسطينيون.
والثلاثاء، شدد السيسي، على أن الفلسطينيين في قطاع غزة يتعرضون لـ”تجويع وإبادة ممنهجة”، وكرر نداءه لوقف الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأكد عبد العاطي، على أن غزة تواجه كارثة إنسانية، داعيا المجتمع الدولي لأن “يخجل من المواقف المتخاذلة ويفرض إرادته على إسرائيل بفتح كل المعابر داخل القطاع ويدخل المساعدات دون وضع أي شروط”.
وشدد على أن بلاده التي تقود وساطة مع واشنطن والدوحة لوقف الحرب بغزة “سوف تستمر في جهودها الدؤوبة لسرعة التوصل لاتفاق فوري لوقف اطلاق وحقن دماء الشعب الفلسطيني البريء والعمل على إطلاق سراح الرهائن والأسرى”.
والأسبوع الماضي، انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس بالدوحة، جراء تعنت تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات الإنسانية.
وأكد عبد العاطي، على رفض بلاده أي محاولات “لتصفية القضية الفلسطينية”، مؤكدا أن “التهجير خط أحمر ولن تقبل به القاهرة نهائيا”.
وشدد على أنه بدون إقامة دولة فلسطينية لن يكون هناك أمن واستقرار لدول المنطقة بما فيها إسرائيل.
وتأتي تلك التصريحات وسط تسريبات إعلامية عبرية عن اعتزام حكومة بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية لارتكابه جرائم حرب بحق الفلسطينيين، إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل.
وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة وتجوّع الفلسطينيين، وشددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي بإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب في تفشي مجاعة ووصولها إلى مستويات “كارثية”.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي 61 ألفا و158 قتيلا فلسطينيا و151 ألفا و442 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
وفي سياق ذو صلة، شدد عبد العاطي على أن بلاده “المتضرر الأول من الوضع غير المستقر في البحر الأحمر”، حيث أن خسائرها بلغت أكثر من 8.5 مليارات دولار نتيجة تراجع عائدات قناة السويس، في إشارة للهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي ضد السفن التابعة لإسرائيل أو المتوجهة إليها.
ويهاجم الحوثيون تلك السفن رفضا لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبشأن ملف دير سانت كاترين، أشار الوزير المصري إلى أن “تقاربا وتفاهما في هذا الملف بتطورات الوضع في دير سانت كاترين”، مشددا على أن “مكانة الدير مقدسة ولا يمكن المساس به”.
وقال: “نقدر جهود مصر واليونان للتوصل لتفاهم ونحن على مشارفه وقطعنا شوطنا كبيرا وسوف نحتفل في القريب العاجل بمناسبة الاتفاق المبرم بين السلطات المصرية ودير سانت كاترين بمباركة وحضور متميز من الجانبين المصري واليوناني”.
ويقع دير سانت كاترين عند سفح جبل سيناء، في جنوب شبه جزيرة سيناء، ويُعد أقدم دير مأهول في العالم، إذ بني في الموقع الذي يعتقد أن النبي موسى تلقى فيه الوصايا العشر.
وفي مايو/أيار الماضي، أصدرت محكمة مصرية حكما في النزاع بين محافظة جنوب سيناء ودير سانت كاترين بشأن الأراضي المحيطة بالدير.
وأكدت المحكمة في حكمها “أحقية تابعي الدير في الانتفاع بالدير والمواقع الدينية الأثرية بمنطقة سانت كاترين، مع ملكية الدولة لهذه المواقع بوصفها من الأملاك العامة”.
وصدرت بعد الحكم تصريحات من أثينا تشدد على ضرورة الحفاظ على الطابع الأرثوذكسي اليوناني لدير سانت كاترين، وحل القضية ضمن إطار مؤسسي يستند إلى الاتفاقات الثنائية بين البلدين.
الأناضول