طرح الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري مجموعة من السيناريوهات حول طبيعة الرد الإيراني المحتمل على الهجوم الأميركي الذي استهدف 3 منشآت نووية في كل من فوردو ونطنز وأصفهان.

وتوعد الحرس الثوري الإيراني الولايات المتحدة "برد موجع" على الهجوم الذي شنته فجر اليوم الأحد على المنشآت النووية الإيرانية، وأكد أن الهجوم يمثل انتهاكا للقوانين والأعراف الدولية.

وأكد الحرس الثوري، في بيانه، أن "اعتداء أميركا سيدفعنا لاستخدام خيارات خارج فهم وحسابات المعتدين دفاعا عن النفس".

وأوضح اللواء الدويري أن الرد الإيراني الأول يتمثل في إغلاق مضيق هرمز والثاني هو إغلاق باب المندب، والثالث هو قصف القواعد الأميركية في المنطقة، ويقدر عددها بـ63 قاعدة، لكنه تساءل عما إذا كانت إيران قادرة على إدامة الحرب وإزعاج الأميركيين الذين يعتقدون أن القوة تفضي إلى السلام.

وأضاف أن الحرب بين إسرائيل وإيران تبقى مفتوحة على أكثر من اتجاه، ولا يعرف ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية– سيقنع صديقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على توجيه ضربة ثانية للمفاعلات النووية الإيرانية.

وخلال أسبوع كامل من الحرب، ظلت إسرائيل تتوسل للولايات المتحدة بالتدخل في الحرب، لأنها عجزت عن الاستمرار وحسم المعركة، وخاصة ما يتعلق بالتعامل مع منشأة فوردو، وهي منشأة نووية إيرانية لتخصيب اليورانيوم، والتي تقع في عمق جبال منطقة فوردو.

تساؤلات

وحسب اللواء الدويري، فإن الهجوم الأميركي على المنشأة لا يزال غامضا، حيث لم يتضح بعد حجم الأضرار التي لحقت بها، وهل تم تدمير المنشأة بصورة مباشرة أم تدمير مداخلها فقط؟ وهل هناك مداخل جانبية يمكن لإيران توظيفها من أجل متابعة أحوال العاملين هناك؟

وقال الرئيس الأميركي ترامب إنه تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع النووي الأساسي في فوردو، مؤكدا أن الموقع انتهى.

إعلان

وبشأن التقارير التي تحدثت عن نقل إيران لمعظم اليورانيوم إلى مكان آمن، قال الخبير العسكري والإستراتيجي إن هذه التقارير تثير الكثير من التساؤلات، هل تم نقل جميع مواد التخصيب؟ وهل تتبعت الأقمار الصناعية هذه المواد، بحيث يمكنها تحديد مكانها الجديد؟ وما مصير العاملين الذي بقوا داخل المنشأة؟

وكانت وكالة رويترز نقلت عن مصدر إيراني كبير قوله إن معظم اليورانيوم عالي التخصيب بمنشأة فوردو النووية الإيرانية نقل إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأميركي، وقالت نقلا عن المصدر الإيراني الذي لم تذكر اسمه، إنه تم تقليص عدد العاملين في موقع فوردو إلى الحد الأدنى قبل الضربات الأميركية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الحرب التجارية بين أمريكا والصين عقيمة

واشنطن (د ب أ)- يرى المحلل السياسي الدكتور ليون هادار أن سياسة الرسوم التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تكشف عن نهج لا يحقق أي فوز في التنافس مع الصين .

وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، يقول هادار الباحث والزميل البارز في معهد أبحاث السياسة الخارجية في فلادلفيا، والذي قام بالتدريس في الجامعة الأمريكية في واشنطن إن جولة تصعيد الرسوم الأخيرة بين واشنطن وبكين تشبه نسخة من تراجيديا يونانية بكل ما فيها من غطرسة وسوء تقدير والعودة الحتمية إلى البداية. فإعلان الرئيس دونالد ترامب عن فرض رسوم إضافية على السيارات الأجنبية، والنحاس، والصلب، والألمونيوم، مع فرض رسوم إضافية بنسبة 30% على كل الواردات من الصين لا يمثل براعة استراتيجية ولكن إفلاسا استراتيجيا وانتصار المسرح الداخلي على السياسة الخارجية المترابطة.

ويضيف هادار أن المسار الحالي للعلاقات الصينية الأمريكية يعكس سوء فهم للاعتماد الاقتصادي المتبادل في القرن الحادي والعشرين. ورغم ازدهار الحديث عن " إعادة التصنيع" وتحقيق " استقلال اقتصادي" يظل الواقع" معقدا للغاية".

وقد اعترف وزير التجارة الصيني وانج وينتاو مؤخرا بـ"الصعود والهبوط" في العلاقات الثنائية مع تأكيده على الاعتماد الاقتصادي المتبادل- وهو تصريح دبلوماسي متحفظ يكشف التناقض الجوهري في السياسة الحالية.

ويرى هادار أن فكرة أنه بوسع الولايات المتحدة فك ارتباطها بالصين ببساطة عن طريق فرض الرسوم تتجاهل شبكة سلاسل الامداد المعقدة، والتكامل التكنولوجي والتدفقات المالية التي تطورت طوال عقود.

ويضيف هادار أن الشركات الأمريكية استثمرت في حقيقة الأمر مئات المليارات من الدولارات في العمليات الصينية، بينما أصبحت الشركات الصينية جزءا لا يتجزأ من سلاسل القيمة العالمية التي يعتمد عليها المستهلكون الأمريكيون للحصول على احتياجاتهم اليومية. وقد تتصدر زيادة الرسوم عناوين الصحف والحديث السياسي عنها، لكنها لا تستطيع إنهاء هذه الحقائق الهيكلية دون فرض تكاليف باهظة على الشركات الأمريكية والمستهلكين الأمريكيين.

ويوضح هادار أن الفوضى الاستراتيجية ربما تكون أكثر وضوحا في قطاع التكنولوجيا. فالتقدم والتراجع بشأن قيود صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي- التي تم فرضها في يناير الماضي ثم عدلت عنها إدارة ترامب في مايو- يعد مثالا على غياب أي استراتيجية متماسكة طويلة الأجل. ومثل هذا التراجع في السياسة لا يدل على المرونة ولكن على الضعف، مما يقوض المصداقية الأمريكية بالنسبة للحلفاء والأعداء على السواء.

ويعكس استمرار التوترات التجارية رغم تكاليفها الاقتصادية الواضحة ديناميكيات سياسية أكثر عمقا في الدولتين. ففي الولايات المتحدة ، أصبحت الانتقادات الحادة للصين أحد الأنشطة القليلة التي يتفق عليها الحزبان الأمريكيان الرئيسيان في واشنطن، مما يوفر للسياسيين كبش فداء مناسب لأوجه القلق الاقتصادية وحالات التفكك الاجتماعي التي لا تعتبر الممارسات التجارية الصينية مسؤولة عنها بدرجة كبيرة.

وبالمثل ، فإن مقاومة الضغط الأمريكي في الصين أصبحت أمرا أساسيا للحديث عن شرعية الحزب الشيوعي. فقدرة الحزب على مواجهة الضغط الخارجي- وخاصة من جانب القوى الاستعمارية السابقة وخلفائها -ذات أهمية كبيرة في الذاكرة التاريخية الصينية والمشاعر القومية. وهذا يخلق ديناميكية سياسية يبدو فيها التنازل ضعفا والتصعيد قوة.

وأضاف هادار أنه يتعين على الولايات المتحدة والصين الاعتراف بأنه رغم أن مصالحهما متنافسة في بعض المجالات فإنها تظل مكملة لبعضها البعض في مجالات أخرى. فتغير المناخ، والأوبئة، والأزمات المالية الدولية جميعها تتطلب تعاونا قويا بين أكبر اقتصادين في العالم. والاسلوب الحالي المتمثل في معاملة كل وجه من أوجه العلاقات بين الدولتين من خلال منظور التنافس الاستراتيجي يزيد من صعوبة التعاون بين الدولتين.

وخلص هادار إلى إن مسار العلاقات الصينية الأمريكية الحالي لا يخدم المصالح طويلة الأجل للدولتين، وأن المسار الافضل للدولتين يتطلب التخلي عن وهم إمكانية أن تحقق واحدة منهما انتصارا حاسما على الدولة الأخرى. وبدلا من ذلك تحتاج الدولتان إلى تطوير آليات لإدارة التنافس مع الحفاظ على مجالات التعاون.

مقالات مشابهة

  • رغم الحظر: ذهب السودان يطير إلى الإمارات.. ما الذي يحدث ومن المستفيد من استمرار الحرب؟
  • مصطفى بكري: 4 سيناريوهات محتملة بشأن الحرب في غزة
  • الحرب التجارية بين أمريكا والصين عقيمة
  • لعبة التراشق النووية بين واشنطن وموسكو إلى أين؟
  • قمة ترامب وبوتين المرتقبة.. 5 سيناريوهات لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
  • هل وقع ترامب في فخ بوتين؟
  • الخارجية الإيرانية تنفي تحديد موعد أو مكان لمفاوضات مع واشنطن
  • تهمة رابعة لمنفذ الهجوم على موظفي سفارة الاحتلال بواشنطن.. توقعات بحكم إعدام
  • طيار هيروشيما الذي لم يندم.. كيف تقتل 140 ألف إنسان بلا رحمة؟
  • أمريكا تجدد رفضها لقانون الحشد الشعبي الإيراني الإرهابي