إيران تكسب ميدانياً و”إسرائيل” تخسر استراتيجياً
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
لم تحقق الضربة ” الإسرائيلية” الافتتاحية هدفها الكلي فتعثرت باقي الخطوات التالية إسقاط النظام الإسلامي في إيران هدف واشنطن و” إسرائيل” منذ عقود، الملف النووي كذبة لا يصدقها حتى مُطلِقوها التدخل الأمريكي المباشر رمى بإسرائيل إلى الهاوية بدلاً أن يرمي إليها حبل الإنقاذ
الثورة / إبراهيم الوادعي
وهذا التقرير على وشك الاكتمال، أتت الضربة الأمريكية ودخول أمريكا في العدوان على الجمهورية الإسلامية في ايران – ما كشفه الإعلام الصهيوني والتصريحات الإسرائيلية وتصريح سابق ان لم يكن فلتة لسان لنتنياهو بان ترامب يعرف اللعبة جيداً – ليحكي جزءاً من خطة مرسومة علقت أمريكا في مأزق ايران وهو ما كان نتيجة عدم تحقق أهداف الضربة الأولى كليا في اغتيال رموز النظام من بينهم قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي والدفع من خلال مجموعات مرتبطة بالموساد على الأرض لإحداث فوضى – جرى تحريك هذه المجموعات وتحميلها مسؤولية أكبر في ظل بيئة عمل ليت كتلك التي وضعت على الورق أو تضمنتها الخطة.
ويمكن القول من ناحية أخرى ان ما أرادته الخطة الأمريكية الإسرائيلية أن يكون مخرجا في حال تعثرت الخطة جزئياً، أعطى عنواناً لمرحلة جديدة بتوقيع طهران التي صمدت ورفضت الذهاب نحو مسار الاستسلام تحت عنوان معسول السلام ..
وأعلنت بشكل موحد أنها ستواصل عملية الوعد الصادق3 وضرب مفاصل الكيان الصهيوني، وهو الأمر الذي دفع الأخير للتراجع عن تصريحاته بأنه لن يهاجم ايران عمليا للقول لاحقاً بأنه سيعمل هناك لعدة أشهر في محاولة لترهيب الإيرانيين
وفي سياق متصل، ورغم الهالة الكبيرة حاول ترامب أن يحيط الضربة الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية واستعاد منشوره حين اقدم على اغتيال الحاج قاسم سليماني في يناير 2020م ، حتى أن الإعلام الإسرائيلي دعا الجمهور إلى الابتعاد عن تويتر تجنباً لسيل التغريدات الذي سيشنه ترامب والبقاء بجوار تليجرام حسبما قال، إلا أن الضربة لم تحقق مبتغاها ، وبدت الأجواء المحيطة بالمنشئات النووية الإيرانية في أصفهان ونطنز وفوردو هادئة ولاتنبىء عن حجم انفجارات كبير من النوع الذي تباهى به ترامب.
نقل الإعلام المصري عن الدكتور يسرى أبو شادى، كبير خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق أن إيران نجحت في نقل ٥٠٠ كيلو جرام من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة ٦٠٪ من موقع نطنز ليلة ١٢-١٣ يونيو وهى الكمية التي يمكنها تصنيع ١٠ قنابل نووية تزن الواحدة ١.٥ طن ، وتمت عملية النقل بعد ساعات من اتخاذ الوكالة الدولية برئاسة رافائيل جروسي قراراً بإدانة إيران وتحويل ملفها لمجلس الأمن الدولي ، ويعد موقع نطنز النووي هو الأكثر خطورة ، أما موقع فوردو تم شحن نحو ١٦ شاحنة بكميات من اليورانيوم المخصب خلال يومي ١٩ و٢٠ يونيو أي قبل ساعات من الهجوم الأمريكي ، وإيران لديها مواقع لا أحد يعرفها وفق قوله.
وبالعودة إلى سياق التقرير وقبيل الضربة الأمريكية باستعراض المأزق الإسرائيلي الذي تفشل الضربة الأمريكية في اخراج ” إسرائيل ” منه بهيبتها كما يقولون يمكن الإشارة والبدء من مساء الاثنين الماضي، حين أعطى الصهاينة مؤشراً واضحاً على شحة أهدافهم بالنسبة الى الهدف الأساسي الحقيق المرسوم وهو إسقاط النظام الإسلامي في إيران وليس إنهاء البرنامج النووي ..
استهداف التلفزيون الرسمي الإيراني مساء الاثنين الماضي الذي عاد للبث بعد دقائق وبنفس المذيعة التي أظهرت شجاعة لحظة القصف بحيث كانت لحظة فارقة في مسار الحرب ومؤشراً على تراجع أهداف الحرب، لم تهتز، وذلك مؤشر له دلالته سنأتي عليه في القراءة للوضع السياسي والاجتماعي الإيراني في هذه المواجهة، وبالعودة فقصف وسائل الإعلام يؤكد دوما عقم الأهداف والتخبط للمهاجم ، وفي العدوان الصهيوني يؤكد نفاد بنك الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية العسكرية ، ورغم المساعدة الاستخبارية الأمريكية والغربية ايران طبقت خطط التعتيم وانحسرت عمليات الاغتيال ، والقوة الصهيونية الجوية عمياء لا تجد أهدافا ذات أوزان تغيّر معادلة الحرب.
تحذيرات الكيان الإسرائيلي ومن ثم ترامب بإخلاء المنطقة الثالثة في العاصمة الإيرانية طهران تُشير بجلاء إلى اضمحلال الأهداف النوعية التي تؤثر في مسار الحرب، وعودة الكيان إلى طبيعته باستهداف المدنيين، ليس لإظهار القوة فذلك بوجه دولة سيادية غير متحقق، وانما للضغط على القيادة الإيرانية للقبول بوقف لإطلاق النار.
وبحسب مراسلي القنوات الإعلامية الأجنبية في طهران، فالمربّع الذي طلب جيش العدو إخلاءه لا يوجد فيه أي مقر عسكري، أو حتى أمني.
منذ صباح الأحد الماضي، اتجه الكيان الصهيوني إلى استهداف منشئات اقتصادية ومحطات وقود ومستشفيات كما حدث في محافظة كرمنشاه صباح الاثنين.
وقبل الدخول الى تفاصيل الرد الإيراني الصاروخي الذي حوّل مسار الحرب لصالح الجمهورية الإيرانية، نشير الى جملة من العوامل تكشف أن العدوان الصهيوني في مسار الانحسار النوعي، وأن تل أبيب تلهث وراء إطلاق النار وليس ما روجت له رويترز كذبا بان إيران تبحث عن وقف لإطلاق النار
إذ بات واضحا منذ صباح السبت أن الكيان الصهيوني عاجز عن الوصول الى الأهداف النوعية للحرس الثوري وللقوات المسلحة الإيرانية والتي تلعب اليوم الدور المؤثر في مسار الرد الإيراني ويتوقع انها لم تكشف بعد عن كل مفاجأتها، دائما ما يخفي الإيرانيون الكثير ولا يتحدثون سوى بالنزر اليسير مما يمتلكون.
أكد القائد السابق لحرس الثورة الإسلامية في إيران، وعضو مجمع تشخيص النظام حاليا اللواء محسن رضائي ان المواجهة مع الكيان الصهيوني ستستمر حتى إلحاق الهزيمة بالصهاينة.
وأضاف اللواء رضائي انه في هجمات الثمان والأربعين الساعة الماضية استخدمت إيران صواريخ برأس حربي يزن طن ونصف، وتمتلك إيران رؤوساً حربية ذات وزن وقوة أكبر لم تستخدمها بعد
وقال إن الوقت مبكر للكشف عن الكثير من الأسلحة الإيرانية، لأننا نجهز أنفسنا لسيناريو توسيع العدوان علينا، وإذا استمرت الحرب سيشاهد العالم منا شيئاً لم يشاهده من قبل.
وما يكمن الخلوص به في هذه الجزئية أن الرهان الصهيوني الأمريكي الغربي كان على الضربة الافتتاحية لهز النظام الإيراني ودفعه الى الانهيار السريع عبر قتل قادته البارزين، ويبدو أنها لم تنجح بالشكل الذي خطط له.
لذا رأينا الذهاب إلى تفعيل الخلايا النائمة وأحداث تفجيرات يفترض بأن عملها يأتي وقد دخلت إيران في فوضى على غرار ما جرى في بلدان عربية كسوريا والعراق واليمن لفترة محدودة، وهو مالم يحدث إلى الآن، واستخدام ذلك في التوقيتات الباكرة للحرب نتحدث عن ساعات منذ اندلاع الحرب التي بدأها الكيان الصهيوني والمجموعة الغربية.
إرسال الأمريكيين حاملة الطائرات نيمتز والتي تحتاج إلى أسبوعين للوصول وفق تصريحات أمريكية إلى جانب الحاملة فينسون الموجود في أطراف بحر العرب منذ العدوان الأمريكي على اليمن – شاركت الحاملة فينسون في العدوان على اليمن وتعرضت لضربات يمنية- ليس أكثر من مجرد تهويل أمريكي، وشمل الحشد الأمريكي إرسال عدد من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا.
يوجد للأمريكيين نحو 30 قاعدة ونقطة انطلاق جوية في قطر والبحرين والسعودية والكويت والأردن والعراق وسوريا وتركيا، ويمكنه استخدامها .
الرد الإيراني لن يكون مقصوراً على الحاملات في حال التورط الأمريكي المباشر في الحرب، لكنه يخشى دخول المعركة حتى اللحظة مع فشل الضربة الأولى في تحقيق كامل أهدافها أو أحداث التأثير المطلوب داخل إيران لجهة الهدف الأساسي وليس ما يروج له النظام الصهيوني والمنظومة الغربية بأن الهدف هو الملف النووي، وهذه جزئية سنعود اليها في جزئية منفصلة في سياق التقرير حول هدف العدوان الحقيقي.
شاهدنا الانتشاء الأمريكي بجلاء عقب الضربة الأولى على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولين أمريكيين حول دورهم المحوري في الهجوم، وتحجيم الدور الإسرائيلي بموزاة الجهد الأمريكي.
يعرف الجميع أن الإسرائيلي هو اليافطة للإعلام في الهجوم وليس كل نواحي الهجوم والجهد العسكري ضد الجمهورية الإسلامية في إيران.
السبت، أعلنت الحكومة البريطانية عن إرسال طائرات وتجهيزات إلى قواعد بريطانية في الشرق الأوسط، وكشف الإعلام الإسرائيلي عن مشاركة بريطانية في صد الصواريخ الإيرانية، وقالت مراسلة قناة “كان” الصهيونية: طلبت “إسرائيل” من دول أخرى المساعدة في اعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية الإيرانية.. البريطانيون يقدمون المساعدة، بينما الفرنسيون مترددون.
ويتسق كلام المراسلة الإسرائيلية مع تصريحات وزيرة الخزانة البريطانية ريتشل ريفز بان بلادها يمكن أن تدعم العدو في صراعه مع إيران.
وقالت في تصريحات الأحد الماضي “ساعدنا إسرائيل سابقا عندما انطلقت صواريخ باتجاهها، ونرسل معدات لحماية أنفسنا وأيضا ربما لدعم حلفائنا في إشارة إلى الطائرات البريطانية التي جرى نقلها إلى المنطقة
ومنعت البحرية الإيرانية عصر السبت الماضي مدمرة تجسسية بريطانية من دخول الخليج العربي وأجبرتها على مغادرة بحر عمان ، وقالت في تصريحات بان هدف المدمرة كان تقديم المساعدة في توجيه الصواريخ الإيرانية نحو أهدافها داخل الأراضي الإيرانية.
ظهر الأحد الماضي أعلنت وكالات إيرانية عن إسقاط طائرة “ام كيو ناين” تابعة لسلاح الجو الأمريكي
ليس مستبعدا كذلك مشاركة طائرات أمريكية أو بريطانية في الهجوم بعد إعادة طلائها بالنجمة الصهيونية، لتعويض النقص الذي تحدثه استمرار العمليات في القدرة الجوية لآي سلاح جو على الاستمرارية بزخم كبير يفوق قدرته، خاصة وان الجيش الصهيوني في كل اذرعه البرية والبحرية والجوية يعيش إنهاكا نتيجة طوفان الأقصى منذ 7 اكتوبر2023م، معركة لم تشهد في تفاصيلها توقفا ولو ليوم واحد بالنسبة إلى سلاح الجو الصهيوني.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست -عن صحيفة معاريف الإسرائيلية نهاية عام 2024م- بأن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى ترميم قدراته العسكرية بالشروع في عمليات شراء ضخمة لأنظمة أسلحة وطائرات مقاتلة ومروحيات ودبابات ومدفعية وصواريخ ومختلف أنواع الذخائر.
وقالت: إن حالة المروحيات التي يمتلكها الجيش هي الأسوأ، لا سيما أسراب الأباتشي
وأضافت: أن الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو(الإسرائيلي) تجاوزت بكثير عمرها الافتراضي بعد أن راكمت كل طائرة منها آلاف الساعات من التحليق خلال الحرب، مما تسبب في تقادم جميع الطائرات المقاتلة، وهو بحاجة إلى شراء مقاتلات جديدة وفق قولها.
على صعيد المواجهة الميدانية يجمع المحللون بأن إيران تكسب الحرب، وكلما طالت فمكاسبها تكبر ولن تكون في صالح العدو الإسرائيلي.
بالنظر الى مسار الحرب، فالعدو الإسرائيلي بدأ من المستوى الأعلى في الهجوم في الضربة الافتتاحية والمباغتة، وكل ما أتت من الضربات هي دون مستوى الضربة الافتتاحية، لكون الضربات اللاحقة فقد ت عنصر المباغتة، واتخذ الطرف الإيراني خططه الوقائية ..
وشاهدنا في الأيام التالية عودة وسائط الدفاع الجوي الإيرانية إلى العمل، وكان مفهوما إخفاؤها في اليوم الأول وكذلك تفعل الجيوش حين تلاحظ تكثيف الهجوم باتجاه سلاح معين فتخفيه حتى تستوضح طبيعة الهجوم ومصدره .
ولذا نجد الفعالية تقل يومياً لسلاح الجو الصهيوني وارتفاع في المقابل للاعتماد على المسيرات التي تطلق من الحدود وينفذها عملاء الداخل، وهنا نشير إلى كبر المساحة الجغرافية الإيرانية وبالتالي فأي نظام دفاعي سيغدو من الصعب أقفل تماما كل هذه المساحة أو تغطيتها.
وبالنسبة إلى الردود الإيرانية في العمق الصهيوني اطلق القوات المسلحة الإيرانية عملية الوعد الصادق 3 وخلال الأيام الفائتة أثبتت قدرة على الوصول إلى جميع الأهداف التي انتخبتها القيادة الإيرانية وأظهرت قدرة كبيرة على الاختراق والتلاعب بمنظومات الدفاع الجوي الصهيونية وإنهاكها، هذا من جانب .
الجانب الآخر رغم استشهاد كوكبة القادة في عدد من الأفرع فقد ملأت الفراغات سريعا ، وفي أقل من 24 ساعة كانت الصواريخ والردود تنهمر على الكيان الصهيوني وتدك في أول أهدافها مباني الكرياه، حيث مقر الحكومة الصهيونية ووزارة الدفاع وقيادة الجيش وأفرع القوات الصهيونية البرية والجوبة والبحرية ، ويصنف ضمن المواقع الأعلى تحصيناً على مستوى العالم.
في الموجة الأولى، قصف الجانب الإيراني 100 إلى 150 صاروخاً، وابتداء من اليوم التالي كانت هناك موجات متتالية تصل إلى أهدافها دون الحاجة لكم كبير من الإغراق الصاروخي ، وبعضها كان مركبا بمعنى استخدام المسيرات إلى جانب الصواريخ .
وتحدث محللون عن تكتيك إيراني يسمح للصواريخ بالنفاذ إلى أهدافها رغم وسائط الاعتراض المتعددة والتي يساعد الإسرائيليون فيها أمريكا وبريطانيا ودولاً عربية الأردن وسوريا بشكل واضح، وبشكل سرّي السعودية وفي الرصد البحرين ودولاً خليجية أخرى .
كما أبانت الأهداف المقصوفة عن تنوع الأهداف وفق خطة للمسّ بمقومات الوجود الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة، وفي أبرز الأهداف ذات البعد السياسي والعسكري.. استهداف منزل رئيس حكومة العدو الإسرائيلي المجرم نتنياهو، ومجمع الكرياه الذي يضم مقر الحكومة الصهيونية ومقرات وزارة الحرب والأركان وقيادة القوات البحرية والجوية والاستخبارات وغرف العمليات للجيش الصهيوني .
استخباري أمني
وفي البعد العلمي للكيان الغاصب أتى استهداف معهد ويزمان والذي يمثّل العقل العلمي والتطويري بما في ذلك النووي والتكنولوجي للجيش الصهيوني.
وعلى صعيد الاقتصاد الصهيوني، استهدفت الصواريخ الإيرانية مصفاة النفط في حيفا، المصفاة الرئيسية لتزويد الكيان بالوقود وميناء حيفا والذي أزادت أهميته بعد تقلص نشاطات الموانئ الأخرى على المتوسط عقب طوفان الأقصى وتعطل ميناء أم الرشراش كلياً على البحر الأحمر بفعل الحصار اليمني، وتعطيل مطار اللد بأيدي الصهاينة أنفسهم وقبيل الرد الإيراني.
ضربة بات يام والتي أزالت ودمرت حياً بأكمله بضربة صاروخ واحد، تحدث الصهاينة عن 60 مبنى انهارت و تضررت، أتت الضربة في سياق ردع النفس العدوانية الصهيونية عن ارتكاب الجرائم بحق المدنيين كما يفعل في غزة، وزعزعة الامان الصهيوني على الأرض الفلسطينية ولو كانوا في غرف محصنة ستنهار على رؤوسهم ..
وإذ تؤكد وسائل الإعلام الصهيونية أن السلطات تتكتم عن أربع حوادث صعبة أخرى، فيمكن القول من واقع تنوع الأهداف أن عملية الوعد الصادق 3 تدك مفاصل قوة الكيان، وإذا ما خرج من هذه المواجهة فكسيحاً ينجو، كما وعد قائد الثورة الإسلامية.
وفي بيان للحرس الثوري الإسلامي صبيحة الاثنين الفائت أشار الى استخدام وسائل تقنية جعلت منظومات الدفاع الإسرائيلية والغربية وتقاتل بعضها
خلال الأيام القليلة الفائتة استخدمت إيران وبشكل منفرد صاروخي سجيل القادر على حمل رؤوس نووية ويزن 30 طنا وصاروخ فتاح 2 الفرط صوتي ذو المرحلتين القادر على المناورة وإصابة أهدافه بدقه ويحمل رأسا انشطاريا، اعترف الكيان بانه يمثل مشكلة كبيرة للدفاعات الجوية الإسرائيلية، ويستنزفها..
واعتبر ذلك محللون عسكريون رسالة سياسية وعسكرية تنبئ عن قدرة
عسكرية نوعية ولا تنزف القدرة الصاروخية الإيرانية بل الطرف المقابل .
خلال الأيام الفائتة أثبتت إيران قدرتها على بلوغ أهدافها بصليات صاروخية قد لا تتعدى صواريخها اصابع اليد، وثقّت سفينة هندية رشقة إيرانية صغيرة من 7 صواريخ أصاب 6 منها أهدافها على الأرض في تل أبيب بما يقترب من الرواية الإيرانية بأن أداء الرشقات وآلية عمل الصواريخ ترتفع النسبة إلى 95% انطلاقا من دروس الوعد الصادق 2.
السبت أصابت مسيرة هدفاً ثميناً في مدينة بيسان ، وفي الأيام الفائتة أظهر مشهد فيديو استهداف مسيرة إيرانية بشكل عمودي بطارية صواريخ في هرتسيليا ، وقالت مصادر عسكرية إيرانية أن المسيرات حققت نجاحاً في استهداف بطاريات الصواريخ الاعتراضية الصهيونية ، ويبدو هنا أحد أمرين، أن ايران ترد الصاع بالمثل في استخدام الموساد المسيّرات لاستهداف بطاريات الدفاع الجوي الإيرانية وتعطيلها ، وأيضاً مشاركة سفينتين أمريكيتين في عمليات الاعتراض رغم تخفيض إيران لحجم الرشقات وهو مؤشر على خروج عدد من بطاريات الدفاع الإسرائيلية وحتى ثاد الأمريكية داخل الأرض المحتلة عن الخدمة.
بالأمس استهدفت مسيّرة إيرانية موقعاً تكتم عليه العدو في وادي عربة على الحدود الأردنية ويبدوا أن الهدف كان بطاريات اعتراض، تنتشر أيضا بطاريات اعتراض أمريكية وبريطانية في الأردن، كما يساهم الجيش الأردني في اعتراض المسيَّرات الإيرانية وفقاً لقدراته.
وفي مقابل الرد الإسرائيلي الذي يتضاءل في نوعية أهدافه النوعية ، فالرد الإيراني يتوسع في بنك أهدافه ويكشف عن قدرات استخباراتية سرية قد يكون مرجعها أيضا اختراق إيراني للكيان والكيان، تحدث عن اعتقال جواسيس لطهران حتى خلال أيام الحرب ، شهدنا ضرب مقار سرية وأهداف تحت الأرض للمواد وشعبة أمان الوحدة 8200 المعنية بالتخريب في الخارج ناهيك عن مواقع عسكرية حساسة تضم أبحاثاً ذات صلة بالحرب البيولوجية قرب مستشفى سوروكا في بئر السبع ، وفي بئر السبع استهدف صاروخ إيراني الخميس الماضي عاصمة ” إسرائيل التكنولوجية مجمع ناغيف يام والذي يضم مقار لشركات بينها ميكروسوفت تسخر خدمات الذكاء الاصطناعي لإدارة الإبادة الصهيونية في غزة والحرب على لبنان وعلى ايران بالطبع.
وحتى اللحظة ايران لم تعلن الحرب لاتزال عملياتها في إطار الرد وعملية الوعد الصادق 3 ، تتوقع طهران دخول الولايات المتحدة الأمريكية في أي وقت بشكل مباشر ، شريكة في الحرب على ايران بكل ما للكلمة من معنى تبقى فقط البصمة الأمريكية على الطائرات ، الإعلام الصهيوني يتحدث عن طيارين يحملون الجنسية الأمريكية يشاركون في ضرب الأهداف في ايران، وأيضا اشتراك طائرات بي 2 وبي 52 التي تحتفظ بها أمريكا لنفسها.. ويمكن الحديث أن طائرات أمريكية تشارك في القصف بعد دهانها بالنجمة السدادسية لتعويض النقص والإنهاك الذي يعاني منه سلاح الجو الإسرائيلي.
نتنياهو تحدث من أمام معهد وايزمان عقل ” إسرائيل النووي والبحثي العسكري في التكنولوجيا لدى سؤاله عن موعد دخول أمريكا الحرب بالقول ان ترامب يعرف اللعبة جيدا
هروب الصهاينة
بعد نحو ساعة على العدوان على إيران أعلنت حكومة العدو إغلاق مطار بن غوريون، وأجلت أسطول الطائرات إلى الخارج بذريعة حمايتها من الاستهداف الإيراني ..
فهل كان ذلك هو السبب ..
وبعد 5 أيام فقط على بدء الرد الإيراني غير المسبوق في تاريخ الكيان منذ نشأته، وحدوث شرخ في فاعلية الغرف المحصنة كما حصل في بات يام وحيفا، حيث انهارت عمارات على المتحصنين أسفلها .
شروع مئات الصهاينة في الهرب عبر البحر.
صحيفة هارتس التي سلطت الضوء على الظاهرة المتنامية قالت إن يخوتاً صغيرة بدأت رحلات نقل مجموعات من موانئ هرتسيليا وحيفا وعسقلان، ويدفع الفرد مبلغ عشرة آلاف دولار للوصول إلى قبرص، وهذا مبلغ كبير مقارنة ببضع مئات من الدولارات سعر تذكرة جوية إلى أوروبا.
ونقلت هارتس عن عدد منهم قولهم: الجميع يهرب خوفا من الصواريخ الايرانية بالرغم من المخاطر الكبيرة في البحر وقال أحدهم للصحيفة سئمنا العيش تحت الصواريخ
وزيرة النقل الصهيونية أعلنت قرار منع للمستوطنين بالمغادرة
وأمام وقاحة الحكومة الصهيونية يكتشف المغتصبون أنهم مجرد رهائن لدى الحركة الصهيونية التي جلبتهم إلى فلسطين لمشروعها، وليس فقط الأسرى في غزة.
هدف إسقاط النظام
إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية ظل هدفا أمريكيا وقبل أن يكون إسرائيليا عمل له الطرفان بشكل حثيث ليس من الأمس، بل منذ 4 عقود ، في دراسات إسرائيلية سابقة وأمريكية حتى أقر الطرفان بصعوبة التخلص من البرنامج النووي ، الموزع على معظم مناطق ايران ، عوضاً عن وجود منشئات غير معلومة ، انطلاقاً من عدم ثقة طهران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي أثبت مديرها الحالي رفائييل غروسي وأكدت ذلك الوثائق السرية إسرائيلية التي حصلت عليها ايران المراسلات السرية بين الطرفين ، كان تقريره الأخير وإحالة ملف ايران النووي إلى مجلس الأمن ذريعة الكيان الإسرائيلي لشن العدوان .
من يستهدف البرنامج النووي لا يحتاج إلى اغتيال القادة العسكريين أو يهدد باستهداف قادة سياسيين بل يكون مفهوما ضرب المقار والمعاهد النووية واغتيال العلماء النوويين كحرب قذرة.
مجريات العدوان منذ اللحظة الأولى بدءا من استهداف أركان النظام الإيراني ، ونشر الاف الجواسيس لاستهداف المدن الإيرانية وإثارة القلق والفوضى يؤكد أن إسقاط النظام كان هو الهدف الأساسي والبرنامج النووي مجرد عنوان تتلطى خلفه الولايات المتحدة و” إسرائيل”
التجربة الليبية والتي سلّم خلالها نظام القذافي مكونات نووية اشتراها أثبتت أنها الخيار الأنجع ، لعدم تشكيل إيران تهديدا على الكيان، رأينا في الأيام الأولى تحرك نجل شاه ايران وتوجيهه كلمة إلى الداخل الإيراني ، كما تواردت التصريحات الإسرائيلية ، رويداً رويداً كشفت هذا الهدف، حيث قال قادة صهاينة بأن هدفهم هو إزالة التهديد النووي والصاورخي لإيران ، لكن الجهد الإسرائيلي سيسهم في إسقاط النظام الإيراني ومساعدة الشعب الإيراني على التحرر حد قولهم..
مثّلت الثورة الإسلامية منذ اللحظة الأولى لقيامها خطراً على ” إسرائيل” وكانت أول نظام في المنطقة يسلم سفارة الكيان الصهيوني في طهران لمنظمة التحرير الفلسطينيين ويعاملهم كرجال دولة وقبل أن يفعل العرب ذلك .
يعرف الجميع وهذا ليس بحاجة إلى إثبات أن موقف إيران من القضية الفلسطينية هو ما يجعلها مكروهة من أمريكا، ويجعل البرنامج النووي الإيراني خطراً على إسرائيل والغرب، وللمفارقة فالبرنامج الإيراني بدأ ببنائه الأمريكيون في عهد الشاه حين كانت إيران صديقة ل” إسرائيل”
نتنياهو قال في تصريحات من أمام معهد وايزمان المدمر، أن إسقاط النظام الإيراني سيعني انتهاء حماس، وهو كلام دقيق بالنظر إلى مصدر التمويل الكبير للمقاومة الفلسطينية بعد أن تخلى عنها كل العرب، بل فيهم من تواطأ لقتلها، ويغلق بوابة المعبر لخلق حانتها وتثويرهما عليها في غزة.
الموقف الدولي
بجوار المعركة العسكرية خاضت ايران معركة دبلوماسية تولاها وزير الخارجية عباس عراقجي الذي التقى نهاية الأسبوع الماضي نظراءه الأوروبيين، وبالأمس حصل على دعم إسلامي لموقف ايران وحقها في الدفاع عن نفسها بوجه العدو الإسرائيلي، رغم أنه مطلوب من الدول الإسلامية ما هو أكبر من ذلك، أسوة بالموقف اليمني الفريد الذي اعلن انخراطه في المعركة إلى جانب إيران وغزة باعتبارها معركة المسلمين ضد الكفر، والموقف الباكستاني الشجاع ..
ودولياً أدانت الدول في أمريكا اللاتينية وشرق آسيا بمن في ذلك الصين وروسيا العدوان الصهيوني على إيران والدعم الأمريكي، وهو موقف تعزز عقب الحماقة الأمريكية في مهاجمة المواقع النووية الإيرانية وممارسة الخداع عن طريق المفاوضات.
المخلص
في الإعلام الإسرائيلي وخلال أيام من العدوان على إيران ظلوا ينظرون إلى قاذفة بي الأمريكية الشبحية بوصفها المخلص من التهديد الإيراني، وفتحت ساعات هواء طويلة لمناقشة إمكانيات هذه الطائرة، وأين وصلت ومتى انطلقت وأين توقفت ..
وعقب الرد الإيراني صباح الضربة الأمريكية وبذلك العنف المدمر، بدأت التساؤلات تطرح هل نجحت بي 2 وترامب في تخليصنا أم أنها ورطتنا أكثر يقول ذلك الإعلام الإسرائيلي ..
إعلان الحرس الثوري المضي بعملية الوعد الصادق 3 مؤشر إلى أن بي 2 حملت إلى الإيرانيين مفتاح استكمال خطتهم في تكسيح الكيان الصهيوني تنفيذاً لتوجيه قائد الثورة الإسلامية ، يلاحظ ذلك من تنوع الأهداف التي تضرب مقومات نهضة وصمود الكيان على ارض فلسطين وتقدمه على مستوى المنطقة ، وبما يجعله عبئا اكبر فيما تبقى له من عمر على أرض فلسطين..
الحماقة الأمريكية قد تجعل من الشرارة التي اشعلتها باتجاه إيران شرارة الحرب العالمية الثالثة، الصين وروسيا لا تخفيان تلك الرؤية وبوتين تحدث بشكل واضح بأن القلق من نشوب حرب عالمية ثالثة بات واقعاً..
فهل دخلنا وعد الأخرة.. الأيام القادمة حبلى بالمفاجئات، ويجب أن نكون حيث أراد القران لنا أن نكون ونحن في اليمن نفعل بقيادة قائد قرآني شجاع وحكيم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط تخسر 7% بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد في قطر
وكالات
سجلت أسعار النفط انخفاضًا حادًا تجاوز 7% عقب الضربة الصاروخية التي نفذتها القوات الإيرانية ضد قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر، مساء اليوم.
وجاء الهجوم الإيراني ردًا على غارات جوية شنها الجيش الأميركي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، في تصعيد جديد يهدد استقرار الشرق الأوسط.
ورغم توقعات محللي الأسواق بارتفاع أسعار النفط ما بين 3 و5 دولارات للبرميل مع بدء التداولات مساء الإثنين، إلا أن رد الفعل الفوري في الأسواق جاء معاكسًا، حيث دفع التوتر المستثمرين نحو إعادة تقييم توقعاتهم وسط مخاوف من اضطراب طويل الأمد قد يؤثر على الطلب العالمي.