بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، يبحث البرلمان الإيراني تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهمًا إياها بالتحوّل إلى "أداة سياسية". اعلان

مع تصاعد المواجهة بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، عقب الضربات العسكرية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، عاد الجدل مجددًا إلى الواجهة: هل لا تزال هناك إمكانية واقعية للتفاوض مع طهران بشأن برنامجها النووي، أم أن مسار الدبلوماسية قد انتهى فعليًا؟

ضربة مزدوجة ورسائل

أعلنت الولايات المتحدة على لسان رئيسها دونالد ترامب أن الهجوم الذي شنّته القوات الأميركية على منشآت فوردو وأصفهان ونطنز قد "حرم إيران من القنبلة الذرية"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى استعداده للدخول في محادثات معها.

هذا الموقف الذي يجمع بين الحزم والانفتاح، يعكس استراتيجية أميركية تهدف إلى فرض شروط تفاوضية جديدة على طهران من موقع القوة.

ألقى الرئيس دونالد ترامب كلمة من الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض في واشنطن، السبت 21 يونيو/حزيران 2025. AP Photo

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده لا تسعى إلى إطالة أمد الحرب، مضيفًا أن العمليات العسكرية لن تستمر "أكثر مما هو مطلوب". ويُفهم من هذا التصريح أن إسرائيل ربما تعتبر أن أهدافها التكتيكية قد تحققت جزئيًا، وأنه يمكن الآن التفكير بخيارات غير عسكرية.

Related"تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب".. غروسي في دائرة الاتهامات الإيرانيةضربة واشنطن النوعية: هل نجحت "مطرقة منتصف الليل" في شل البرنامج النووي الإيراني؟الضربات الأميركية تصيب البنية النووية الإيرانية.. ماذا عن المعرفة التراكمية؟طهران: لا أرضية للتفاوض الآن

على الطرف المقابل، لم تُبدِ إيران حتى الآن أي إشارة إلى قبول مبدأ العودة إلى طاولة المفاوضات. بل على العكس، فإن الخطاب الرسمي يميل إلى التشكيك في جدوى أي حوار في ظل ما تعتبره "عدوانًا غير مشروع" على منشآت نووية مدنية.

ومما يزيد المشهد تعقيدًا، ما تداولته وسائل إعلام رسمية في طهران عن مصادقة البرلمان الإيراني على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وصرّح روح الله متفكر آزاد، عضو هيئة رئاسة البرلمان، بأن هذا التوجه يأتي ردًا على انحياز المنظمة الدولية، فيما طالب رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف بالحصول على "ضمانات موضوعية" قبل استئناف أي تعاون مع الوكالة.

واعتبر قاليباف أن الوكالة "لم تفِ بالتزاماتها"، واصفًا إياها بأنها "تحولت إلى أداة سياسية"، مؤكدًا أن بلاده لا تسعى إلى إنتاج سلاح نووي، ما يعيد التذكير بالرواية الإيرانية المستمرة حول سلمية البرنامج.

هل لا يزال هناك برنامج يمكن التفاوض عليه؟

يبقى السؤال الجوهري في صلب هذه الأزمة: هل لا يزال هناك برنامج نووي قائم يمكن التفاوض بشأنه أصلًا؟ فوفق تصريحات أميركية وإسرائيلية، فإن المنشآت المستهدفة أصيبت بأضرار جسيمة، ويُقال إنها فقدت الكثير من قدرتها التقنية على تخصيب اليورانيوم.

من الناحية الإيرانية، يمكن أن يُستخدم هذا الواقع الجديد كذريعة للقول إنه لا جدوى من التفاوض على برنامج دُمّر فعليًا بحسب تصريحات واشنطن وتل أبيب، خاصة في ظل غياب ضمانات دولية حقيقية. وقد تجد طهران في ذلك فرصة للهروب من أي التزام مستقبلي أو رقابة دولية تحت مظلة الوكالة الذرية، بحجة أن الملف قد طُوي عسكريًا.

رغم التصريحات الغربية المنفتحة على التفاوض، فإن المؤشرات الصادرة من طهران توحي بانسداد سياسي متزايد. الضربات التي استهدفت المنشآت النووية قلّصت من قدرة إيران الفنية، لكنها في المقابل عززت شعورها بالعزلة وانعدام ثقتها بالمجتمع الدولي، ما دفعها إلى خيارات تصعيدية كتعليق التعاون مع الوكالة الدولية.

وعليه، فإن إمكانية التفاوض لا تبدو منعدمة بالكامل، لكنها باتت مشروطة بجملة من العوامل: التوقيت، والضمانات، والسياق الإقليمي العام. وفي ظل التصعيد الحالي، يصعب القول إن المسار التفاوضي قابل للاستئناف في المدى القريب، إلا إذا حدث تغير نوعي في المواقف من كلا الطرفين.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب الوكالة الدولية للطاقة الذرية النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي البرنامج الايراني النووي النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب الوكالة الدولية للطاقة الذرية حروب فلسطين سوريا الحرس الثوري الإيراني روسيا غزة مع الوکالة

إقرأ أيضاً:

مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: مشاورات مكثفة مع مجلس الأمن لوقف الحرب في غزة

ثمّن مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، قرار الدول التي حظرت تسليح إسرائيل بأسلحة تستخدم في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي هو إيقاف إسرائيل عن عملياتها غير المسؤولة.

وأضاف في كلمه له نقلتها قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هناك مشاروات مع مجلس الأمن لوقف الحرب في غزة، وأنه سيتم رفع رسالة للمجلس لتذكيره بمسؤولياته بالتعامل مع قرار الاحتلال.

وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب بلقاءات مع المجموعة العربية لبحث التطورات في غزة، لافتًا إلى أن هناك دول تعد طلبا لمجلس الأمن لعقد اجتماع طارئ بشأن القرارات الإسرائيلية في غزة.

اقرأ أيضاًبينهم طفلين.. 4 ضحايا جدد للتجويع وسوء التغذية في قطاع غزة

ملك الأردن يرفض خطة احتلال غزة: تهديد مباشر لحل الدولتين

طبيب أمريكي متطوع في غزة: الأطفال يموتون بسبب الحصار ونقص الرعاية الطبية

مقالات مشابهة

  • يسرائيل هيوم تكشف تفاصيل جديدة عن العمليات الاستخبارية الإسرائيلية في إيران
  • إيران تعلن اعتقال 20 مشتبها بالتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي
  • ناغازاكي تحيي ذكرى مرور 80 عاما على إلقاء القنبلة الذرية
  • الرئيس الإيراني: لاعتداءات التي تعرضت لها إيران لم تكن هجمات صهيونية
  • إيران تستعد لمعركة مصيرية
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: مشاورات مكثفة مع مجلس الأمن لوقف الحرب في غزة
  • رمزي عودة: قرار إسرائيل باحتلال غزة يهدف للضغط على حماس للتفاوض
  • بعد إعدام “الجاسوس النووي”.. إيران تكشف عن تفاصيل صادمة وتبث اعترافاته (فيديو)
  • كيف قرأ الإيرانيون مقترح إنشاء منتدى للتعاون النووي المدني؟
  • نهوض جيل “زيد” في السودان.. شباب ينتفض ويحول رماد الحرب لإنجاز عبر منصات التواصل الاجتماعي