نهوض جيل “زيد” في السودان.. شباب ينتفض ويحول رماد الحرب لإنجاز عبر منصات التواصل الاجتماعي
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
برز جيل جديد من الشباب السوداني، تقدم الصفوف رقمياً وميدانياً، رافضاً الاستسلام رغم الواقع القاتم، في ظل مشهد سوداني يتفاقم سياسياً واقتصادياً، وسط حرب مدمرة اندلعت في أبريل/ نيسان 2023.
جيل “زيد” السوداني، المولود بين عامي 1997 و2012، والذي نشأ وسط صخب الثورات والانقلابات والاحتجاجات، ولا يزال يعيش أعنف مراحل التحولات السياسية والاجتماعية في تاريخ السودان الحديث.
ويظهر هذا الجيل وجهاً مزدوجاً أحدهما يئن تحت وطأة الضياع النفسي وانعدام الأفق الأكاديمي والمهني، وآخر ينبض بالحياة من خلال الهواتف الذكية، حيث يواصل شبان وفتيات البث، والتوثيق، وصناعة المحتوى، معركة يومية لإثبات الوجود والتشبث بالأمل.
حضور رقمي وثوري لافت
يعتبر جيل “زيد” السوداني اليوم حاضر بقوة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي. عبر مقاطع توثق المعاناة أو تسخر منها، وتمزج بين الترندات العالمية والخصوصية الثقافية السودانية. كما يتم خلالها النقاش السياسي، والتعليم عن بعد، والتجارة البسيطة.
جيل يتعلم رغم غياب الدولة
في ظل توقف شبه كامل للمؤسسات التعليمية وتردي البنية التحتية، لجأ أبناء الجيل إلى تطوير الذات من خلال الإنترنت، وتعلّم اللغات، والبرمجة، والتصميم، والتسويق الرقمي. وبموازاة الانشغال السياسي، أولى شباب “زيد”أهمية لإحياء التراث، من خلال محتوى يعكس الموروث الشعبي والموسيقي واللغوي، في محاولة للحفاظ على الهوية الثقافية وسط عالم رقمي سريع التبدل.
من منصات الحرب إلى ساحات الإغاثة
مع بداية الحرب، انخرط العديد من شباب هذا الجيل في جهود الإغاثة الميدانية، من توزيع للغذاء والمياه إلى تنظيم مراكز إيواء، في ظل غياب واضح لمؤسسات الدولة. وعلى المستوى الرقمي، تحوّل هؤلاء الشباب إلى مراسلين مستقلين، يوثقون يوميات القصف والنزوح والدمار، بينما استمرت وسائل الإعلام الرسمية في الغياب أو التعتيم.
المحتوى الكوميدي
يرى بعض الشباب أن المحتوى الكوميدي الذي يقدمه ليس مجرد وسيلة للضحك، بل أداة للتخفيف عن الناس ومقاومة الواقع القاسي.وأن الحرب الأخيرة شكّلت أكبر اختبار لصناع المحتوى في السودان، خاصة مع التعتيم الإعلامي الدولي حول الأزمة السودانية.
أصوات من الداخل والخارج
يتحدث جيل “زيد” عن واقع الحرب بمرارة التي حوّلت كل شيء إلى رماد. وصارت المدارس ملاجئ أو أنقاض، وفرص التعليم والعمل تلاشت وباتت منصات التواصل الاجتماعي الوسيلة الوحيدة للتوثيق.
ويرى محللون أن جيل “زيد”في السودان يمثل “ظاهرة استثنائية” في التعبير والتكيّف، حيث أعاد هذا الجيل تعريف المقاومة، ليس فقط عبر التوثيق، بل بتحويل الحرب إلى محتوى رقمي يعكس الواقع ويمنح صوتاً للمهمشين.
ورغم كل شيء، لا يزال جيل “زيد” في السودان يحتفظ بإرادة الحياة، ويواصل كفاحه عبر شاشات الهواتف، وفي الميدان، وبين ركام المدارس والمنازل. هو جيل تتقاذفه الأزمات، لكنه لم يفقد صوته، ولا توقه إلى التغيير.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
جمعية “مساحة أمان” تطلق أنشطتها بمعرض فني في حلب
حلب-سانا
افتتحت جمعية “مساحة أمان” اليوم مركزها الجديد في منطقة العبارة بحلب، برسالة تمكين الشباب وإتاحة مساحة للإبداع، من خلال معرض فني ضم إنتاج عشرين شاباً وشابة، قدّموا قرابة ثلاثين لوحة تنوعت بين الخط العربي، والبورتريه، والفن التجريدي، والواقعي، وشخصيات كرتونية.
وجسّد المعرض الذي تستمر فعالياته حتى الـ 9 من آب الحالي رؤية الجمعية الشابة التي تأسست في الـ 4 من كانون الثاني عام 2025 بعد فترة وجيزة من تحرير حلب، فيما أوضحت مديرة الجمعية مريم كريم في تصريح لمراسلة سانا أن المعرض يأتي بدايةً لأنشطة “مساحة أمان” الرامية لدعم الشباب والمرأة وتدريبهم وتمكينهم، وخصوصاً المواهب التي لم تُحظَ بفرص كافية لعرض إبداعاتها.
وأكدت كريم أن الجمعية لا تقصر تدريباتها على فئة عمرية محددة، بل تقدم الدعم في مجالات متعددة تشمل التدريب والتمكين والتأهيل والتوعية الإدارية والنفسية والمهنية، بهدف خلق بيئة آمنة تسمح للشباب بالتعبير الحر وتطوير مهاراتهم ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم.
من جهته، أشار مدير المكتب التنظيمي بالجمعية مهدي اسكيف إلى أن المعرض يمثل انطلاقة فعلية لأنشطة “مساحة أمان” المتناسقة مع أهدافها في التوعية والدعم، والتي تركز حالياً على الشباب والنساء مع خطط للتوسع لاستهداف الأطفال قريباً.
وكشف اسكيف أن الجمعية التي تضم فرقاً إعلامية وتنظيمية ومتابعة وتقييم تعتمد على جهود حوالي 30 متطوعاً داخلياً وأكثر من 105 متطوعين بشكل عام، سبق لها تنظيم تدريبات للطلاب ومبادرات للنساء في المكتبة الوطنية وحملات توعية بالمدارس الابتدائية، وأعلن عن خطط مستقبلية لتقديم تدريبات مجانية أو رمزية في مجالات “تدريب المدربين” (TOT) ومهارات التواصل وشهادات الـ ICDL .
وعلى صعيد الأعمال الفنية برزت تجارب متنوعة تحكي قصة إصرار الشباب، حيث شارك الشاب يزن حاضري بلوحة كلاسيكية تصور لحظة تضرع، مستخدماً اللون الأخضر رمزاً للأمل، معبراً عن امتنانه للجمعية التي أتاحت له ولزملائه فرصة عرض مواهبهم المنتمية للمدرسة الواقعية.
كما قدمت الطالبة فاطمة البكري (تخصص كيمياء) نموذجاً لافتاً للشغف الفني عبر لوحات بورتريه، بدأت مسيرتها بالقلم الرصاص ثم الفحم، لتتوجها مؤخراً بإتقان فن الرسم بالخيط والمسمار، وهو أسلوب دقيق وصعب يعتمد على التحكم بحركة الخيط لخلق تباين بصري قوي بين المناطق المضاءة والمعتمة.
وقد لاقت الأعمال المعروضة في المعرض إعجاب الزوار، حيث وصفت الدكتورة عهد مرشحة وهي محاضرة في جامعة حلب اللوحات بـالمحترفة والمميزة، معتبرة أن إتقان الشباب لفن ليس من اختصاصهم الأكاديمي يعكس شغفاً وموهبة واضحة.
جمعية مساحة أمان 2025-08-07mohamadسابق وزير الاتصالات يطلع على واقع العمل في الهيئة العامة للاستشعار عن بعدآخر الأخبار 2025-08-07جمعية “مساحة أمان” تطلق أنشطتها بمعرض فني في حلب 2025-08-07وزير الاتصالات يطلع على واقع العمل في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد 2025-08-07افتتاح مسجد العباس في حي السلطانية بحمص بعد انتهاء ترميمه 2025-08-07وزير الصحة السوري يطّلع على الخدمات المقدمة في حملة “شفاء 2” 2025-08-07معاون وزير الخارجية الإندونيسي يؤكد دعم بلاده لسوريا في تجاوز التحديات الحالية 2025-08-07الصحة السورية تبحث مع منظمة “أطباء بلا حدود” سبل تعزيز التعاون في المجال الصحي 2025-08-07منظمة دولية: إسرائيل قصفت أكثر من 500 مدرسة تؤوي مهجّرين في قطاع غزة 2025-08-07انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي التخصصي لطب الأسنان في حلب 2025-08-07حمص.. انطلاق أعمال مؤتمر الوادي للأطباء السوريين في الوطن والمهجر 2025-08-07وزارة الثقافة تطلق حملة “النظافة ثقافة” في مختلف المحافظات السورية السبت القادم
صور من سورية منوعات مرصد كوبرنيكوس للتغير المناخي: العالم يسجل ثالث أكثر شهور تموز حرارة على الأرض 2025-08-07 اكتشاف معبد عمره 6 قرون وسط تركيا 2025-08-06
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |