مصر وقروض شراء القمح.. إصرار على المركز الأول
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
مصر وقروض شراء القمح.. إصرار على المركز الأول
القروض الإماراتية التي ستحصل عليها الحكومة لن تحول إلى داخل مصر، أو حتى تضاف للاحتياطي الأجنبي.
من المتوقع أن تزيد تكلفة الواردات في الفترة المقبلة مع رفض روسيا تجديد اتفاقية الحبوب، وتراجع المخزون العالمي من السلع الغذائية.
بعد أن كانت مصر أكبر مشتر للقمح والزيوت، باتت تصنف الآن أنها واحدة من أبرز الدول التي تعتمد على القروض لشراء الحبوب والأغذية.
تعديلات على آلية تمويل استيراد القمح فباتت الحكومة تعتمد أكثر على القروض الخارجية في تمويل جزء مهم من عمليات استيراد القمح والأغذية.
* * *
على مدى سنوات طويلة، كانت مصر تمول صفقات استيراد القمح من مواردها الذاتية، حيث يقوم البنك المركزي المصري بتدبير الموارد الدولارية لوزارة التموين والتجارة الداخلية وهيئة السلع التموينية والمطلوبة لفتح اعتمادات الاستيراد.
في الأغلب كانت تأتي هذه الأموال مباشرة من احتياطي مصر الأجنبي لدى البنك المركزي، أو من قبل البنوك الحكومية وفي مقدمتها الأهلى المصري ومصر والقاهرة.
لكن في الأشهر الأخيرة، جرى إدخال تعديلات على تلك الآلية بحيث باتت الحكومة تعتمد أكثر على القروض الخارجية في تمويل جزء مهم من عمليات استيراد القمح وغيره من الحبوب.
وبعد أن كانت مصر تصنف أنها أكبر مشتر للقمح والزيوت النباتية في العالم، باتت تصنف الآن أنها واحدة من أبرز الدول التي تعتمد على قروض خارجية لشراء الحبوب والأغذية والوقود.
مثلاً، يوم 10 يونيو/حزيران الماضي، خرج علينا وزير التموين المصري علي مصيلحي قائلا إن المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة التابعة للبنك الإسلامي للتنمية بجدة وافقت على منح مصر قرض بقيمة 700 مليون دولار لشراء واردات حبوب.
وقبلها بأسبوع فقط، وقعت الحكومة المصرية اتفاقية مع تلك المؤسسة لتمويل استيراد السلع الأساسية من حبوب ووقود بقروض ضخمة قيمتها 6 مليارات دولار.
وقبل أيام، خرج علينا وزير التموين بتصريح يكشف فيه أن الحكومة تُجري مفاوضات جديدة مع الإمارات للحصول على قرض جديد قيمته 400 مليون دولار، توجه حصيلته لتمويل مشتريات مصر من القمح، وأن القرض الجديد سيُمنح عبر 4 شرائح ويشرف عليه صندوق أبوظبي للتنمية.
اللافت هنا أن القروض الإماراتية التي ستحصل عليها الحكومة لن تحول إلى داخل مصر، أو حتى تضاف لاحتياطي مصر الأجنبي في الخارج، بل ولن تخرج الأموال من الإمارات أصلا، فهي ستخصص لتمويل شراء قمح تزرعه شركات إماراتية في مصر، وهذا الأمر يحتاج إلى مقال مفصل في وقت لاحق.
ومنذ اندلاع حرب أوكرانيا قبل نحو 18 شهرًا، لجأت مصر عدة مرات إلى المؤسسات الدولية للحصول على قروض لشراء الحبوب الغذائية، وتحديداً القمح والذرة والزيوت النباتية، وتجاوز إجمالي ما حصلت عليه نحو 1.8 مليار دولار، أي ما يعادل 105.8 ملايين دولار شهرياً.
اللافت أيضا أنه رغم تلك القروض الخارجية الضخمة التي حصلت عليها الحكومة لشراء الحبوب من الخارج، خرج علينا وزير التموين بتصريح لافت يقول فيه إن الهيئة العامة للسلع التموينية (المشتري الحكومي للحبوب في مصر) أجلت فتح خطابات اعتماد لسداد قيمة واردات القمح المستورد، لتخفيف الضغوط المالية الناجمة عن النقص الحاد في العملة الأجنبية.
وتكرر الاعتراف على لسان مسؤول حكومي وتجار يوم 25 مايو/أيار الماضي أكدوا أن الحكومة تؤخر مدفوعات مشترياتها الكبيرة من مادة القمح لأشهر في بعض الحالات، وأن التأخير في سداد مدفوعات القمح الذي تشتريه الدولة ويعتبر سلعة ذات أولوية قصوى لم يسبق له مثيل، مع استمراره لأشهر.
صحيح أنه جرى نفي تلك المعلومات الأخيرة في وقت لاحق، لكن وبغض النظر عن النفي، فإننا أمام عدة حقائق، أبرزها أن مصر لا تزال أحد أكبر مستوردي القمح في العالم، حيث تستورد نحو 5 ملايين طن من القمح سنوياً.
ومن المتوقع أن تزيد تكلفة الواردات في الفترة المقبلة مع رفض روسيا تجديد اتفاقية الحبوب، وتراجع المخزون العالمي من السلع الغذائية، وزيادة الجفاف والتصحر، وفرض دول كبرى منتجة للغذاء قيوداً على صادرات السلع الغذائية مثل الهند وغيرها.
وأنه إذا لم تأخذ الحكومة قضية الأمن الغذائي وتقليص وارادات القمح والسلع الغذائية على محمل الجد، فإن وتيرة الاقتراض الخارجي لشراء الحبوب ستزيد في الفترة المقبلة مع زيادة أسعار الأغذية في الأسواق الدولية، وتوسع الدول المنتجة للحبوب في وضع قيود على صادراتها.
*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر القمح القمح المصري القمح الروسي مزارع القمح أزمة القمح القمح الأوكراني الأمن الغذائي السلع الغذائیة استیراد القمح
إقرأ أيضاً:
الذهب يقترب من 4200 دولار مدفوعا برهانات خفض الفائدة
واصل الذهب تسجيل أسعار قياسية مع تزايد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيخفض أسعار الفائدة، بينما عزز تجدد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين الرهانات على أصول الملاذ الآمن، ومن بينها الفضة التي سجّلت أعلى مستوى لها على الإطلاق.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.44% إلى 4128.3 دولارا للأوقية (الأونصة)، بعد أن بلغ 4179.71 دولارا خلال تعاملات اليوم، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من هم الرابحون من الصعود القياسي لأسعار الذهب؟list 2 of 2هل انفجر سعر الذهب عبر التاريخ مثل ما يحدث اليوم؟end of listوارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/ كانون الأول 0.3% إلى 4144.60 دولارا بعد أن سجّل 4190.90 دولارا خلال تعاملات اليوم.
وقفز الذهب الذي يعد ملاذا آمنا 57% منذ بداية العام وتجاوز مستوى 4100 دولار للمرة الأولى أمس الاثنين، مدعوما بمخاوف جيوسياسية واقتصادية وتوقعات خفض أسعار الفائدة وشراء البنوك المركزية كميات كبيرة من المعدن الأصفر وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة.
التوقعاتويتوقع محللون لدى بنك أوف أميركا وسوسيتيه جنرال وصول الذهب إلى 5 آلاف دولار بحلول 2026، بينما رفع بنك ستاندرد تشارترد متوسط توقعاته لعام 2026 إلى 4488 دولارا.
وتراجعت الفضة في المعاملات الفورية 2.06% إلى 51.28 دولارا للأوقية بعد أن كانت ارتفعت إلى 53.54 دولارا مدعومة بالعوامل نفسها التي تدعم الذهب.
وقال كبير محللي السوق في أواندا، كيلفن وونغ: "التوتر التجاري ليس المحرك الرئيسي للارتفاع (اليوم)، لكن تزايد الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيستمر في مسار خفض سعر الفائدة وخفض تكاليف التمويل طويل الأجل أمور أدت إلى خفض تكلفة الفرصة البديلة، وكلها عوامل تدعم الذهب أيضا".
وينتظر المستثمرون كلمة جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي في الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال اليوم الثلاثاء للحصول على مؤشرات أوضح بشأن مسار السياسة النقدية.
إعلانووفقا لخدمة فيد ووتش من مجموعة "سي إم إي"، يتوقع المتعاملون بنسبة 99% خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر/ تشرين الأول ويتوقعون بنسبة 94% خفضها بنسبة مماثلة في ديسمبر/ كانون الأول.
على الصعيد السياسي، توترت العلاقات الأميركية الصينية بعدما أعلنت بكين يوم الخميس توسيع القيود المفروضة على تصدير المواد الأرضية النادرة (المعادن النادرة)، مما دفع الرئيس دونالد ترامب للتهديد بفرض رسوم جمركية 100% على الواردات الصينية وفرض قيود على تصدير البرمجيات الأميركية المهمة بدءا من أول نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أمس إن ترامب لا يزال يعتزم لقاء نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول.
وأشار بيسنت إلى أن الإغلاق الحكومي المستمر، الذي دخل الآن يومه الـ13، بدأ يؤثر في اقتصاد البلاد.