حكم صيام أول محرم وهل هو بدعة؟.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية، في فتوى رسمية عبر موقعها الإلكتروني، أن صيام أول يوم من شهر الله المحرم مشروع شرعا ومستحب، مشيرة إلى أن هذا الصيام يندرج ضمن صيام التطوع، استنادا إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه:
«أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل».
وأوضحت الدار أن الشرع الشريف رغب في الإكثار من الصيام خلال هذا الشهر المبارك، سواء في أوله أو وسطه أو آخره، لما فيه من الأجر والثواب، مشيرة إلى أن صيام أيام التاسع والعاشر والحادي عشر من شهر الله المحرم له فضل خاص، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» (رواه مسلم)، كما قال:
«لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع»، تأكيدا على استحباب الجمع بين اليوم التاسع والعاشر من محرم.
التهنئة بالعام الهجري الجديد ليست بدعة
وردا على من يشكك في جواز التهنئة ببداية العام الهجري الجديد، أو يعتبرها بدعة، أوضحت دار الإفتاء أن التهنئة مشروعة وليست مقتصرة على الأعياد الشرعية المعروفة فقط، فهي جائزة عند حصول النعم واندفاع النقم، وبداية العام الجديد يعد من تجدد النعم، وبالتالي لا مانع شرعا من التهنئة به، بل هي من مظاهر الفرح المشروعة.
وأضافت أن أهل اللغة يطلقون على كل ما يعود في وقت معين "عيدا"، فبداية العام الهجري من حيث المعنى يعد مناسبة دورية تعود كل عام، ومن ثم فهي تحمل سمة "العيد" اللغوية، ولو لم تكن من الأعياد الشرعية.
وتابعت دار الإفتاء: إن من معاني الهجرة التي يجب استحضارها في هذه المناسبة، هجر المعاصي والسيئات، والتحول من الغفلة إلى الطاعة، ومن الكسل إلى العمل، ومن السلبية إلى الإيجابية، وهو المعنى الأعمق للهجرة في حياة المسلم، حيث يدع الإنسان كل ما يكدر صفو حياته، ويتقن عمله، ويتمسك بالأخلاق القويمة.
وأكدت أن الهجرة لم تكن مجرد انتقال من مكان إلى آخر، وإنما كانت تحولا فكريا وروحيا واجتماعيا نحو الأفضل، وهي دعوة متجددة في كل عام لأن يهجر المسلم ما يضره ويتجه إلى ما ينفعه في الدنيا والآخرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صيام أول محرم دار الإفتاء العام الهجري الجديد العام الهجری الجدید دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
كيفية صيام سيدنا داود عليه السلام.. تعرف عليه
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (سمعت أنَّ من أحب الصيام إلى الله تعالى صيام سيدنا داود عليه الصلاة والسلام. فنرجو منكم بيان كيفية هذا الصيام.
وقالت دار الإفتاء إن صيام سيدنا داود عليه السلام هو نوع من صيام التطوع، وهو من أفضله، وهو: صوم يوم، وفطر يوم، وهو أفضل من صوم الدهر كله، وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه، وأخبر بأنه من أجلِّ وأحبِّ الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ؛ فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ، صِيَامُ دَاوُدَ، وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ، صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا» متفقٌ عليه، وفي لفظ آخر: «أَفْضَلُ الصَّوْمِ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا» أخرجه الترمذي في "سننه".
قال القاضي عياض في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (4/ 127، ط. دار الوفاء): [ومعنى قوله: "أحب الصيام": أي أكثر ثوابًا وأعظمه أجرًا] اهـ.
وقد نص الفقهاء على أن أفضل الصيام صيام سيدنا داود عليه السلام.
قال العلامة الشلبي الحنفي في "حاشيته على تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق" (1/ 332، ط. الأميرية): [وأفضل الصيام: صيام داود صُمْ يومًا وأفطِرْ يومًا] اهـ.
وقال العلامة الشرنبلالي الحنفي في "مراقي الفلاح" (ص: 236، ط. المكتبة العصرية): [(و) منه -أي: الصيام المندوب- (كل صوم ثبت طلبه والوعد عليه بالسُّنَّة) الشريفة؛ (كصوم داود عليه) الصلاة و(السلام.. وهو أفضل الصيام وأحبه إلى الله تعالى)؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أحب الصيام إلى الله صيام داود»] اهـ.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 432، ط. دار الكتاب الإسلامي): [فصوم يوم وإفطار يوم أفضل منه -أي: من صوم الدهر-؛ لخبر "الصحيحين"] اهـ.
وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المقنع" (ص: 105، ط. مكتبة السوادي): [وأفضله -أي: صوم التطوع- صيام داود عليه السلام، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا] اهـ.