تلغراف: هكذا تسعى أوكرانيا لاختراق أسطول روسيا النووي
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
أعلنت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية حصولها على وثائق سرية تكشف "ثغرات حرجة" في الغواصة النووية الروسية الأحدث "الأمير بوزارسكي"، بعد 10 أيام فقط من تدشينها بحضور الرئيس فلاديمير بوتين، وذلك حسب تقرير نشرته صحيفة تلغراف البريطانية.
ووفق مراسلة الصحيفة أيونا كليف، أسفرت العملية الاستخباراتية -التي نفذها قراصنة أوكرانيون- عن نشر ملفات شديدة السرية عن الغواصة تشمل أنظمة القتال والتقنيات الهندسية وقوائم الطاقم وتقارير فنية وسجلات المهام اليومية.
ونقل التقرير تصريح وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الأحد، التي أكدت أن البيانات المسربة لا تكشف فقط عن نقاط الضعف في الغواصة، بل تمكّن أوكرانيا أيضا من فهم القدرات والقيود الفنية لباقي غواصات فئة "بوري-إي"، التي تُعد ركيزة أسطول روسيا النووي.
ولكن لا يزال من غير المؤكد، حسب التقرير، ما إذا كانت العملية الأخيرة نُفذت حصرا بواسطة وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أم بالتعاون مع مجموعات قرصنة مستقلة، كما أن فعالية المعلومات الاستخباراتية المسربة غير واضحة بعد.
ومن جانبه، قال الخبير في السياسة النووية الروسية مكسيم ستارتشاك للصحيفة، إن الولايات المتحدة ربما كانت على علم بمعظم هذه البيانات مسبقا، ولكن الخطورة الحقيقية للاختراق تكمن في تأثيره النفسي على الكرملين، وهو تأثير لا يقل أهمية عن البعد العسكري، لأنه يضرب صورة الدولة القوية التي تحاول موسكو إظهارها لبقية العالم.
جيش أوكرانيا الرقميوأكد محللون تحدثت معهم تلغراف أن الهجمات السيبرانية الأوكرانية باتت أكثر تقدما، وأن فرق القرصنة تسعى باستمرار لاختراق البنية التحتية الدفاعية والعسكرية الروسية أو التسلل إليها والبقاء داخلها.
ولفت التقرير إلى تصاعد أهمية الحرب السيبرانية في النزاع بين روسيا وأوكرانيا، مشيرا إلى "جيش تكنولوجيا المعلومات الأوكراني" الذي تأسس قبل عامين بعد أن أطلقت كييف دعوة مفتوحة للقراصنة حول العالم للانضمام إليه، ويضم هذا الجيش آلاف المتطوعين الذين يعملون على شل المؤسسات الحكومية والإعلامية والمالية الروسية.
إعلانورغم الضجة الإعلامية الكبيرة التي رافقت تأسيس هذا الجيش، يرى بعض المحللين أن دوره في العمليات الكبرى قد يكون مبالغا فيه، إذ تواصل وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، مثل نظيرتها الروسية، إدارة جهودها السيبرانية بشكل مستقل في معظم الحالات.
وأكد ديفيد كيريتشينكو، المحلل المتخصص في الحرب السيبرانية، أن وكالة الاستخبارات العسكرية لا تزال تميل إلى العمل بشكل مستقل، ولكنه أشار إلى أنها بدأت تعزز مستوى التعاون مع القراصنة المدنيين لتحقيق استهداف أكثر فعالية للأهداف الروسية.
حرب غير متكافئةويأتي هذا الاختراق بعد أيام من هجوم سيبراني واسع نفذته مجموعات "سايلنت كرو" و"سايبر بارتيزانز" على شركة طيران"إيروفلوت" الروسية، أدى إلى شل الحركة في مطارات موسكو مما تسبب في اضطرابات على مستوى البلاد.
ووصف لوكاش أوليجنيك، خبير الأمن السيبراني في كلية كينغز لندن، الهجوم السيبراني بأنه مؤشر واضح على هشاشة الشبكات الروسية.
وأضافت يولينا شيميتوفيتس، منسقة مجموعة "سايبر بارتيزانز"، أن الكفة لا تزال راجحة لصالح روسيا في المعركة السيبرانية بسبب تفوقها الكبير في الحرب الإلكترونية، ولكنها أكدت أن هذا لا يقلل من دور القراصنة الأوكرانيين في توجيه رسالة قوية تُحمّل الروس مسؤولية الحرب وتجبرهم على مواجهة عواقبها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات الاستخبارات العسکریة الأوکرانیة وکالة الاستخبارات العسکریة
إقرأ أيضاً:
بوتين: القوات الروسية سيطرت على نحو 5 آلاف كيلومتر مربع في أوكرانيا خلال عام 2025
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن القوات المسلحة الروسية تمكنت من السيطرة على نحو 5 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية منذ بداية عام 2025، مشيرًا إلى أن المبادرة الاستراتيجية على الأرض "تبقى بالكامل بيد القوات الروسية".
وخلال تصريحات أدلى بها اليوم، شدد بوتين على أن القوات الروسية تواصل التقدم الميداني في عدة محاور، في وقت تواجه فيه محاولات أوكرانية متكررة لتنفيذ ضربات في عمق الأراضي الروسية.
وأضاف الرئيس الروسي: "كييف تحاول أن تضرب في عمق أراضينا، وتستهدف مواقع مدنية في بعض الأحيان، لكن ذلك لن يحقق لها أي مكاسب استراتيجية. نحن نسيطر على الوضع، وكل هذه المحاولات يتم إحباطها".
وأكد بوتين أن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا "تسير وفق الخطة الموضوعة"، وأن القوات الروسية "تتمتع بالجهوزية والمعنويات العالية"، على حد تعبيره.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن القرارات التي اتُخذت في فبراير 2022 كانت صحيحة وجاءت في وقتها المناسب، مشيرًا إلى أن التطورات اللاحقة أثبتت صواب هذا التوجه.
وأضاف بوتين أن القوات الأوكرانية تواصل شن هجمات على أهداف مدنية داخل الأراضي الروسية، معتبرًا أن كييف تسعى من خلال هذه العمليات إلى "تحقيق أي نوع من النجاح لإرضاء رعاتها الغربيين".
وأكد الرئيس الروسي أن المجمع الصناعي الدفاعي في البلاد يواصل تزويد الجبهة بكافة الاحتياجات اللازمة، كما يعمل على تطوير أسلحة متقدمة بوتيرة متسارعة.
وفيما يخص الوضع الميداني، أوضح بوتين أن العدو يتراجع على طول خط المواجهة، في إشارة إلى تقدم القوات الروسية في مناطق القتال.