كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" عن تحول جذري في الوضع السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد العمليات الأخيرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة ضد إيران.

أوضح التقرير الذي كتبه باتريك كينغسلي، رئيس مكتب الصحيفة في القدس، أن نتنياهو امتنع على مدى عشرين شهراً عن إنهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة، خوفاً من انهيار ائتلافه الحكومي واضطراره لإجراء انتخابات مبكرة كانت استطلاعات الرأي تشير إلى هزيمته فيها.



وشهد الوضع تحولاً دراماتيكياً بعد قيام نتنياهو بتوجيه ضربات لإيران وإقناع الإدارة الأمريكية بالمشاركة في استهداف منشآت نووية إيرانية مهمة٬ مما اعتبر نجاح عسكري ودبلوماسي ووضع نتنياهو في موقع أكثر راحة وقوة.

ووسط الحماس الكبير في الاحتلال الإسرائيلي للإجراءات المتخذة ضد طهران، ارتفعت نسب تأييد نتنياهو في استطلاعات الرأي إلى أعلى مستوياتها منذ اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023. وهذا التطور يمنحه فرصة معقولة للفوز في أي انتخابات مقبلة حتى لو انهارت حكومته.

آراء المحللين حول المرحلة الجديدة
علق ميتشل باراك، المحلل السياسي والمستشار السابق لنتنياهو، قائلاً: "إنه في أقوى حالاته منذ سنوات. عندما تكون بهذه القوة، يمكنك إبرام تلك الصفقة وإنهاء الحرب في غزة دون الخشية من انهيار حكومتك أو إقصائك من منصبك."

ورغم القوة المتجددة، لم يبد نتنياهو حتى الآن أي تغيير علني في موقفه من غزة. فقد واصل رفضه إنهاء الحرب ما لم تستسلم حركة حماس وتوافق قيادتها على النفي، وهي شروط ترفضها الحركة.

وأكد مكتب نتنياهو في بيان أن هذه المطالب لا تزال قائمة، مشيراً إلى أن "حماس هي العقبة الوحيدة أمام إنهاء الحرب، ويجب عليها إطلاق سراح جميع الرهائن والاستسلام والتخلي عن السيطرة على غزة".

مع ذلك، أشار محللون وحلفاء نتنياهو إلى امتلاكه الآن رأس المال السياسي اللازم لتغيير مساره. وفي إشارة إلى انفتاح محتمل على المحادثات، حصل المفاوضون الإسرائيليون في محادثات وقف إطلاق النار على تفويض أوسع للتفاوض، وفقاً لعضو بارز في الائتلاف الحكومي.

استعرضت الحكومة الإسرائيلية قائمة بالإنجازات خلال الصراع الذي استمر اثني عشر يوماً مع إيران، مدعية تخفيف خطر البرنامج النووي الإيراني وترسانة الصواريخ الباليستية، فضلاً عن قتل المئات من القوات شبه العسكرية الإيرانية وتدمير أهداف قيادية في طهران.


التحديات المستقبلية
يواجه نتنياهو مقاومة من شركائه المتطرفين في الائتلاف لأي اتفاق ينهي الحرب دون إزاحة حركة حماس. فقد صرح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بأن على إسرائيل العودة "بكل قوتها إلى غزة لإتمام المهمة".

ويتوقع محللون أن ينتظر نتنياهو حتى إغلاق البرلمان الإسرائيلي في أواخر تموز/يوليو القادم للعطلة الصيفية قبل إبرام أي اتفاق مع حماس، مما يمنع المشرعين من التصويت على انهيار الحكومة ويمنحه أشهراً إضافية في السلطة.

وترى المعلقة السياسية الإسرائيلية تال شاليف أن "إنجازات نتنياهو في إيران تمنحه الرصيد السياسي المطلوب للانتخابات المقبلة، وقد يخاطر الآن بسقوط حكومته، لكنه قد ينتظر حتى العطلة الصيفية قبل اتخاذ خطوات في غزة."

المفاوضات مع حماس
حتى لو أظهر نتنياهو مرونة أكبر، تبقى العقبات كبيرة أمام التوصل لاتفاق. فحماس قد تواصل إبطاء المفاوضات كما فعلت سابقاً، خاصة فيما يتعلق بمطلب نفي قيادتها الذي يُعتبر من غير المرجح أن توافق عليه. بحسب رأي الصحيفة.

أما العقبة الأكبر فتتمثل في مطلب الهدنة الدائمة، حيث تسعى حماس لإنهاء كامل للأعمال العسكرية مما يضمن بقاءها كقوة مؤثرة في غزة، بينما تريد إسرائيل اتفاقاً مؤقتاً يتيح لها العودة للمعركة لاحقاً.


وتشير الخبيرة السياسية نيتا أورين٬ إلى أن نتنياهو "يحاول النأي بنفسه عن فشل السابع من تشرين الأول/أكتوبر، على أمل الوصول للانتخابات برواية مختلفة. الحملة الإيرانية تمنحه بالتأكيد رواية جديدة."

وتحذر أورين من أن بريق النجاح الحالي قد لا يدوم، مشيرة إلى تجربة حرب يوم السادس من تشرين الأول/أكتوبر عام 1973 ضد مصر وسوريا، والتي رغم انتهائها بنجاح عسكري إسرائيلي، سرعان ما تم تذكرها كفشل.
وتختتم قائلة: "اليوم تقدم وسائل الإعلام الإسرائيلية الحملة على إيران كنصر، لكن على المدى البعيد لا نعرف كيف ستُذكر هذه الأحداث."

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية نتنياهو إيران انتخابات الحماس إيران حماس نتنياهو انتخابات غرة صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نتنیاهو فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

سموتريتش يشن هجوما عنيفا على نتنياهو

في تصريحات لاذعة تكشف عمق الانقسام داخل أعلى هيئات صنع القرار في إسرائيل، شن وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش هجوما غير مسبوق على رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
واتهم سموتريتش نتنياهو بـ”الضعف” و”العجز عن تحقيق النصر” في حرب غزة، ووصف قرارات الكابينيت الحربي الأخيرة بشأن احتلال قطاع غزة بأنها “عملية بلا هدف”.

وأعلن وزير المالية رفضه الوقوف خلف القرارات الأخيرة، وقال: “للمرة الأولى منذ بداية الحرب.. لا أستطيع دعم قرار الكابينيت. نتنياهو استسلم للضعف والعاطفة، ولن يتمكن من حسم أمر حماس”.

وشدد سموتريتش على أن “إرسال الجنود لتنفيذ عمليات عسكرية أقرها الكابينيت بلا هدف حاسم هو أمر غير أخلاقي”.

اقرأ أيضاًالعالمرئيس مجلس النواب الأمريكي يزور مستوطنة إسرائيلية في الضفة

وكشف أن الهدف الحقيقي للعملية العسكرية الجديدة ليس تحقيق النصر، بل “ممارسة الضغط على حماس من أجل تحقيق صفقة تبادل أسرى جزئية”، وهاجم نتنياهو بقوله: “فقدت الثقة في أن رئيس الحكومة قادر أو حتى يريد قيادة الجيش نحو الانتصار! المهمة في غزة لم تنتهِ، وأهداف الحرب لم تتحقق”.

وطالب سموتريتش بـ”خطوة حاسمة” تنهي الحرب بإحدى طريقتين، “أما استسلام حماس الكامل وإعادة جميع الأسرى دفعة واحدة، أو هزيمة المنظمة عسكريا وتدميرها بالكامل ثم ضم أجزاء كبيرة من غزة وفتح باب الهجرة الطوعية للسكان”.

وأضاف: “يجب الاستمرار في الحرب حتى لو كانت الأثمان باهظة ويجب أن تتخذ الحكومة قرار الحسم، دفعنا أثمانا باهظة لكننا حققنا الكثير من الإنجازات. وإذا منحنا حماس هدنة مؤقتة فهذا سيسمح لها بإعادة بناء نفسها”.

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: انقسام ليبيا السياسي يمتد إلى ملاعب كرة القدم في إيطاليا
  • نيويورك تايمز: هل اتفقت الصين مع إيران والحوثيين لمواصلة عبور سفنها البحر الأحمر؟ (ترجمة خاصة)
  • نيويورك تايمز: قائمة سوداء للكتب في كشمير لإسكات الانتقادات للهند
  • "محاولة يائسة".. حماس تردّ على تصريحات نتنياهو
  • "حماس" ترد على أكاذيب نتنياهو
  • نتنياهو: 5 خطوات لإنهاء الحرب في غزة
  • نتنياهو: لا نريد في غزة لا حماس ولا السلطة الفلسطينية
  • سموتريتش يشن هجوما عنيفا على نتنياهو
  • نتنياهو يهدد نيويورك تايمز بدعوى قضائية بعد فضحها سياسة التجويع في غزة
  • فتى يطلق النار قرب تايمز سكوير في نيويورك ويصيب ثلاثة أشخاص