حكم الصيام في شهر المحرم .. الإفتاء تحسم الجدل الدائر
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
حكم الصيام في شهر المحرم .. أكدت دار الإفتاء، أنه لا مانع شرعا من صيام شهر المحرم كاملا، لأن الصيام مندوب فيه، وكذا بقية الأشهر الحرم، وأفضلها المحرم، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم» رواه أبو داود والترمذي.
وكانت قد استطلعت دار الإفتاء المصرية هلال شهر المحرم لعام ألف وأربعمائة وسبع وأربعين هجريا بعد غروب شمس يوم أمس الأربعاء التاسع والعشرين من شهر ذي الحجة لعام ألف وأربعمائة وست وأربعين هجريا، الموافق السادس والعشرين لعام ألفين وخمس وعشرين ميلاديا بواسطة اللجان الشرعية والعلمية المنتشرة في أنحاء الجمهورية.
فضل صيام شهر المحرم
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن حكم الصيام في شهر المحرم، إنه يستحب الإكثار من الصيام في شهر الله المحرم.
واستشهد المركز في فتوى له، بما روي فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة، بعد الفريضة، صلاة الليل» أخرجه مسلم.
وأوضح المركز 4 فضائل لشهر المحرم، وهي أولا: هو أول شهر من الأشهر الهجرية، وأحد الأشهر الأربعة الحرم، وأفضلها، وذكر الله تعالى الأشهر الحرم في قوله: «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم» (التوبة:36).
وأضاف: ثانيا الصوم فيه يلي في الفضل صوم شهر رمضان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة، بعد الفريضة، صلاة الليل» أخرجه مسلم.
وتابع: ثالثا حدث فيه أمر عظيم ونصر مبين، أظهر الله فيه الحق على الباطل؛ حيث نجى فيه موسى -عليه السلام- وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة، ومنزلة قديمة.
وواصل: رابعا اشتماله على يوم عاشوراء، الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن صيامه يكفر صيام سنة ماضية، وكان صلى الله عليه وسلم يتحرى صيامه، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء».
صيام عاشوراء
ورد عن صيام عاشوراء ، ما رواه مسلم عن أبي قتادة الحارث بن ربعي -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله).
وورد عن صيام عاشوراء ، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: (ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان)، وقوله: (يتحرى)؛ أي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان شديد الاهتمام بصيام الأيام المستحب صيامها بعد رمضان، ومنها يوم عاشوراء.
صيام عاشوراء وتاسوعاء
ذكرت دار الإفتاء المصرية، أنه يستحب صيام عاشوراء وتاسوعاء، ويوم بعد عاشوراء، لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان العام المقبل -إن شاء الله -صمنا اليوم التاسع"، وقوله: "خالفوا اليهود صوموا يوما قبله ويوما بعده".
سبب صيام تاسوعاء مع عاشوراء
وذكرت الإفتاء، أن تقديم صيام يوم تاسوعاء على عاشوراء له حكم ذكرها العلماء؛ منها أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
صيام عاشوراء منفردا
وأفتت دار الإفتاء المصرية، بأنه يجوزصيام عاشوراء منفردا دون صيام يوم قبله أو بعده، ولا حرج في ذلك شرعا؛ لأنه لم يرد نهي عن صومه منفردا، بل ورد ثبوت الثواب لمن صامه ولو منفردا.
واستشهدت دار الإفتاء بما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟» قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: «فأنا أحق بموسى منكم»، فصامه، وأمر بصيامه. أخرجه البخاري في "صحيحه".
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» أخرجه مسلم في "صحيحه".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فضل صيام شهر المحرم شهر المحرم دار الإفتاء العام الهجري صلى الله علیه وآله وسلم النبی صلى الله علیه صلى الله علیه وسلم شهر الله المحرم صیام عاشوراء رضی الله عنه یوم عاشوراء دار الإفتاء رسول الله صیام یوم عن أبی
إقرأ أيضاً:
فضل سقيا الماء في الحر الشديد.. الإفتاء تعدد ثوابها ومكانة فاعلها عند الله
قالت دار الإفتاء المصرية إن من أعظم أبواب البر، وأجمل صور الرحمة، وأفضل الصدقات في أيام الحر الشديد، أن يُسقى العطاش من البشر والدواب، ويُروى ظمؤهم بالماء البارد النقي.
وأكدت أن وضع إناء في الظل أمام البيت مليئًا بالماء لحيوانات الشارع والطيور، أو توزيع الماء على المارة، هو من العمل الصالح الذي يحبه الله، ويضاعف أجره.
دار الإفتاء استشهدت بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي في قصة الرجل الذي اشتد به العطش، فنزل بئرًا فشرب، ثم وجد كلبًا يلهث من العطش، فنزل مرة أخرى فملأ خفه ماءً وسقاه، فشكر الله له فغفر له.
وعندما سأل الصحابة: "يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرًا؟" قال :"في كل كبد رطبة أجر".
هذا المبدأ النبوي يتجاوز حدود التعامل مع الإنسان، ليشمل الرحمة بجميع المخلوقات، حتى تلك التي لا تملك إلا أن تلهث بحثًا عن قطرة ماء.
وفي نصوص السنة، تتكرر الإشارة إلى أن سقي الماء من أحب الأعمال إلى الله، وأنه من أعظم أبواب الصدقة الجارية التي لا ينقطع ثوابها، سواء كانت عن النفس أو عن الوالدين أو عن من تحب.
النصوص القرآنية تُذكّر بأن الجنة فيها أنهار من ماء غير آسن، وأن أهل النار يُحرمون الماء فيكون ذلك من أشد عذابهم، مما يبرز قيمة هذا النعمة في الدنيا، وفضيلة بذلها لغيرك. بل ورد أن الله يسقي في الجنة من الرحيق المختوم من سقى مسلمًا على ظمأ.
التجارب المروية عن السلف تشير إلى أن حفر بئر أو توفير ماء نقي في مكان يحتاجه الناس قد يكون سببًا في رفع البلاء والشفاء من الأمراض بإذن الله، كما حدث مع ابن المبارك الذي نصح رجلًا مريضًا بحفر بئر، فكان ذلك سبب شفائه.
وسائل سقيا الماء كثيرة: من حفر الآبار، وتركيب مضخات، ووضع برادات في المساجد والأسواق، وتوزيع الماء على المسافرين والعمال، وحتى سقي الطيور والبهائم في الطرقات.
وفي كل ذلك يتحقق المعنى العظيم: “فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْر”، ليظل سقي الماء علامة على إنسانية صاحبه ورحمته، وبابًا واسعًا للأجر والبركة.
سقيا الماء
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه إذا سقى الرجل زوجته من الماء فله ثواب، ويعد صدقة.
واستشهد «الأزهر» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بما ورد في مسند الإمام أحمد، عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أجر»، قال: فأتيتها، فسقيتها، وحدثتها بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الجدير بالذكر أنه وردت أحاديث تؤكد أن أفضل صدقة للرجل لقمة يضعها في فم زوجته أو مال ينفقه على أولاده، وروى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة».
وروى الإمام مسلم في صحيحه أيضا روى حديثا عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله».
فضل سقى الماء
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن سقي الماء من أفضل الصدقات، التي يتقرب بها العبد إلى ربه.
واستشهد «جمعة» عبر صفحته على «الفيس بوك»، بما ورد في سنن ابن ماجه، عن سعد بن عبادة قال: قلت: يا رسول الله، أي الصدقة أفضل؟، قال - صلى الله عليه وسلم-: «سقي الماء».