بريطانيا تعيد العمل بالردع النووي الجوي عبر مقاتلات F-35
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
أعلنت رئاسة الوزراء البريطانية أنّ المملكة المتّحدة ستعيد العمل في إطار حلف شمال الأطلسي بالردع النووي المحمول جوّاً جنباً إلى جنب مع قدراتها النووية الحالية المقتصرة على الغواصات، وذلك من خلال شرائها 12 طائرة مقاتلة من طراز إف-35 قادرة على إطلاق صواريخ مزوّدة برؤوس نووية.
وقال داونينغ ستريت في بيان إن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر سيعلن خلال قمة الناتو في لاهاي الأربعاء عن قرار بلاده شراء هذه المقاتلات، في “أكبر تعزيز للوضع النووي للمملكة المتحّدة منذ جيل” ما سيمكّنها من زيادة مشاركتها في مهمة الردع الأطلسي.
ونقل البيان عن ستارمر قوله إن “مقاتلات إف-35 ذات الاستخدام المزدوج هذه ستطلق عصراً جديداً لقواتنا الجوية الملكية الرائدة عالمياً وتردع تهديدات عدائية تطال المملكة المتحدة وحلفاءنا”.
كما نقل البيان عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته قوله “أرحب بحفاوة بالإعلان الصادر اليوم”، واصفاً إياه بأنه “مساهمة بريطانية قوية جديدة في حلف شمال الاطلسي”.
وبعد انتهاء الحرب الباردة اقتصر الردع النووي البريطاني في إطار حلف شمال الأطلسي على غواصات للبحرية الملكية قادرة على إطلاق صواريخ مزوّدة برؤوس نووية.
وقالت إيلويز فاييه الخبيرة النووية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في تصريح لوكالة فرانس برس إنه في ذاك الحين كان قد زال “الاهتمام الحقيقي بالأسلحة النووية التكتيكية في أوروبا لأنّ التهديد كان قد زال”.
وأضافت أن الإعلان الصادر الثلاثاء يُظهر “استمرارية إعادة التسلح النووي في أوروبا، والحاجة المتجددة للأسلحة النووية، وتعزيز ردع حلف شمال الأطلسي في مواجهة خصم هو روسيا” التي تخوض حربا ضد أوكرانيا منذ ثلاث سنوات.
وتعد مقاتلات اف-35 ايه التي تصنّعها شركة لوكهيد مارتن الأميركية نسخة من مقاتلات إف-35 بي المستخدمة في المملكة المتحدة غير أنها قادرة على حمل رؤوس نووية بالإضافة إلى الأسلحة التقليدية.
وكان سلاح الجو الملكي طلب منذ زمن حيازة هذا النوع من المقاتلات.
ومن المتوقّع أن تتمركز المقاتلات في قاعدة مارهام الجوية في شرق إنجلترا.
صحيفة البيان
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: حلف شمال الأطلسی
إقرأ أيضاً:
الناجون من القنبلة النووية (2)
أ. د. حيدر أحمد اللواتي
بعد مرور ما يقارب من ثلاثين يوما من إلقاء القنبلة النووية بدأ بعض المرضى الناجين يعانون من فقدان شبه كامل لجميع أنواع خلايا الدم وبدأوا يموتون بسبب جميع المضاعفات الطبية المرتبطة بهذه الحالة.
إن سبب ظهور هذه المشاكل الدموية في وقت متأخر، هو أن خلايا نخاع العظم -وهي الخلايا التي تصنع جميع مكونات الدم- تنقسم بسرعة مما يجعلها أكثر حساسية للإشعاع، فكلما زادت سرعة انقسام الخلايا زاد تأثير الإشعاع عليها ومع ذلك، لا تسبق هذه المتلازمة متلازمة الجهاز الهضمي لأن خلايا الدم الناضجة لها عمر متوسط أطول في الدورة الدموية مقارنة بخلايا الجهاز الهضمي؛ ثلاثون يومًا مقابل ثمانية أيام، لذلك، يمكن للدم أن يستمر في أداء وظائفه لفترة أطول قبل أن يُلاحظ نقص الخلايا الجديدة، ومع ذلك، بحلول اليوم الثلاثين، تصبح الخلايا الناضجة قديمة وتبدأ في الموت، وغياب الخلايا البديلة يؤدي إلى فقر دم شديد.
والمحصلة النهائية لهذه القنبلة المدمرة، مقتل 200 ألف شخص، بالإضافة إلى تدمير شبه كامل لمدينة هيروشيما، لكن ذلك لا ينقل لنا الصورة بكاملها، فالناجون من الموت كانت لهم معاناتهم الخاصة بهم، فمع مرور الوقت، بدأت تظهر أمراض مزمنة، مثل فقر الدم، وضعف الجهاز المناعي، والالتهابات المتكررة التي كانت تصعب معالجتها بسبب ضعف قدرة أجسامهم على التعافي، كما ظهرت مشاكل صحية في القلب والرئة، مرتبطة أيضًا بالتعرض للإشعاع.
الأمر الأكثر إثارة للقلق كان ارتفاع معدل الإصابة بالسرطان بين الناجين، وخاصة سرطان الدم، أو اللوكيميا، كان الأكثر شيوعًا، كما زادت معدلات الإصابة بسرطانات الغدة الدرقية، والرئة، والمعدة، وهي أمراض مرتبطة بالتعرض الطويل للإشعاع النووي.
لقد ظل هؤلاء الناجون يكافحون هذه الأمراض طوال حياتهم، بينما توفي آخرون بسبب السرطان وأمراض أخرى بعد عقود من الحادثة، وبعض هذه الآثار لم تقتصر على الناجين فقط، بل امتدت لتشمل الأجيال التالية، حيث أظهرت بعض الدراسات زيادة في الأمراض الوراثية بين أطفال الناجين.
إلى جانب الأمراض التي فتكت بأجسادهم، فإن الآثار النفسية والاجتماعية كانت عميقة أيضًا، فالناجون عاشوا في ظل صدمة نفسية كبيرة، فقدوا عائلاتهم ومنازلهم، وواجهوا وصمة اجتماعية مرتبطة بالتعرض للإشعاع.
ماذا نفعل حين التعرض لهجوم نووي؟
اتضح لنا أن التهديد الأكبر فور وقوع الانفجار النووي ليس فقط الانفجار نفسه، بل هو الإشعاع الناتج من انفجار القنبلة النووية، ولذا علينا تفادي التعرض لهذا الاشعاع سواء من خلال استنشاق الهواء الملوث أو التعرض الجسدي.
ويعد السرداب أو القبو من أكثر الأماكن التي يمكن أن توفر حماية من الإشعاع، فوجودك تحت الأرض يعني أنك محمي بطبقات من الخرسانة والتربة والجدران التي تحجب الكثير من الإشعاع، ولذا فكلما كان السرداب أعمق وأكثر صلابة، كانت الحماية أفضل، هذا الحجب يقلل بشكل كبير من تعرضك للإشعاع مقارنة بالبقاء في أماكن فوق الأرض أو في غرفة بها نوافذ كثيرة.
ميزة أخرى يوفرها السرداب وهي الحماية من موجة الانفجار، فالانفجار الأولي ينتج موجة صدمة قوية يمكن أن ترسل الحطام بسرعة قاتلة، والسرداب، المخبأ تحت السطح، يوفر بعض الحماية ضد هذه القوة التدميرية.
وتعد الساعات الـ48 الأولى بعد الحدث النووي حاسمة، فمستويات الإشعاع من السقوط الإشعاعي تصل إلى ذروتها فور الانفجار ثم تنخفض بسرعة مع تحلل الجسيمات المشعة، ولذا فالبقاء في مأمن خلال هذه الفترة يقلل من خطر الإصابة بالتسمم الإشعاعي وغيرها من التأثيرات الصحية الفورية، بنسبة تصل الى 100 مرة.
لكن من المهم الالتفات إلى أن الحماية من الاشعاع تعتمد على نوع السرداب، إذ يجب أن يكون السرداب محكم الإغلاق لمنع دخول الغبار الإشعاعي والهواء الملوث، ومن الأفضل أن يحتوي على نوافذ أو فتحات قليلة.
وللحديث بقية...
رابط مختصر