الموساد بلسان إيراني: كان فعلا "أقرب إلينا من آذاننا"
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
قبل الاختراق الذي بلغ مداه في 13 يونيو، دق مسؤولون إيرانيون سابقون نواقيس الخطر حتى أن رئيس وزارة الاستخبارات الأسبق علي يونسي كان أعلن أن "الموساد أقرب إلينا من آذاننا".
الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد كان رأى هو الآخر أن تغلغل جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي وصل إلى حد اختراق وحدات مكافحة التجسس الإيرانية.
مثل هذه الاستخبارات المضادة تعد بمثابة "الجهاز المناعي" الحيوي وبوابة الصد الأخيرة، فكيف تمكن الموساد من "الاستشراء" بهذه الدرجة؟ وما الوسائل التي مكنته من تنفيذ هجماته الأخيرة الخطرة من الداخل الإيراني، بل وفي قلب طهران؟
التحدي الأكبر أن رئيس الموساد ديفيد بارنيع نشر في 25 يونيو 2025 مقطعا صوتيا خاطب فيه عملاءه في الداخل الإيراني قال فيه: سنكون هناك كما كنا فيما سبق"، مشيرا إلى أن الموساد كان يستعد لأشهر وسنوات "للقيام يما هو ضروري في الوقت المناسب"، مضيفا قوله: "لقد أدركنا أهمية ساعة المصير".
علاوة على ذلك، كشف أن الموساد تعاون في هذه العمليات الطويلة الأمد لاختراق الداخل الإيراني مع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بتوجيهه الشكر إلى الجهازين على "تعاونهما".
تقرير بهذا الخصوص أشار إلى أن تسلل الموساد إلى داخل إيران استمر لعدة سنوات بأساليب جمعت بين الجهود البشرية والابتكارات التكنولوجية والخدمات اللوجستية السرية وبمعية تخطيط طويل المدى بدأت التحضيرات له قبل 3 سنوات على الأقل، فيما تصاعدت وتيرة تهريب المعدات والأسلحة والمتفجرات في عام 2024.
وسائل التهريب كانت متنوعة. هرّب عملاء الموساد أجزاء الطائرات المسيرة المفككة إلى إيران عبر قنوات تجارية، واخفيت هذه المكونات على مدى عدة أشهر في حقائب السفر وحاويات شحن ومركبات أدخلت عليها تعديلات لتتناسب مع المهمة. استخدمت أيضا شاحنات بمقصورات مزيفة، موه بعضها على أنها ناقلات لمواد البناء.
لم يكتف عملاء الموساد بذلك، واستخدموا وسائل شخصية بسيطة مثل حقاب الظهر وخدمات بريد الشحن السريع لتهريب مكونات حساسة مثل أجهزة التحكم والمتفجرات الصغيرة.
بعد ذلك، أقام الموساد مواقع سرية لتجميع الطائرات المسيرة في مناطق سكنية أو صناعية بالقرب من طهران واصفهان. بعض الطائرات المسيرة الصغيرة التي استخدمت في الهجوم صنعت داخل إيران، فيما استجلبت سرا مكوناتها الإلكترونية من الأسواق القريبة من إيران.
بالنسبة للعملاء تقول التقارير إن الموساد اعتمد بشكل كبير على الإيرانيين المقيمين في الداخل وعلى بعض أفراد الشتات، وعلى أفراد ينتمون إلى أقليات عرقية معادية للنظام. شُكلت خلايا من هؤلاء وكان بعضهم يعمل تحت غطاء شركات وهمية.
صحيفة وول ستريت جورنال تشير إلى أن الموساد استخدم 42 عربة محملة بأسراب من الطائرات المسيرة لتدمير الدفاعات الجوية وأنظمة الاتصالات الإيرانية، إضافة إلى 12 مركبة محملة بأنواع أخرى من المسيرات لمهاجمة شقق القادة العسكريين والعلماء النوويين. عدد من هؤلاء قتلوا "في منازلهم على أسرتهم".
في ذات الوقت، قامت الطائرات الإسرائيلية المتطورة بعمليات "إسكات" وتدمير مواقع الدفاع الجوي الإيرانية الهامة. تحييد الدفاعات الجوية الأرضية الإيرانية منح الإسرائيليين حماية إضافية وضمن لسلاح الجو الإسرائيلي حرية الحركة وضرب أهدافه دون مقاومة فعالة.
إضافة إلى كل ذلك، استخدمت إسرائيل أنظمة مزودة بالذكاء الاصطناعي "في جميع مراحل هجماتها تقريبا"، من جمع المعلومات الاستخبارية وحتى اختيار الهدف النهائي.
عن هذا التطور، علّق الصحفي الروسي إيغور ديميترييف قائلا إن ما جرى يمكن أن يسمى "الظهور الأول للذكاء الاصطناعي في الحرب، والذي يضمن التنسيق متعدد الأبعاد والدقة وسرعة اتخاذ القرار".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مكونات تكنولوجية المتفجرات المركزي التجسس مواد البناء الاستخبارات الطائرات المسیرة
إقرأ أيضاً:
فوضى استخباراتية أمريكية بشأن المنشآت النووية الإيرانية
واشنطن- رويترز- الوكالات
لا تزال تداعيات الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية تُثير جدلا واسعا داخل أروقة الاستخبارات والبيت الأبيض، مع تضارب في التقديرات بشأن مدى الأضرار التي لحقت ببرنامج إيران النووي.
ووصف دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الضربات بأنها "سحقت المنشآت النووية تماما"، مؤكدا أن الهجوم المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل شكّل "ضربة قاصمة" لقدرات إيران النووية. إلا أن وكالات الاستخبارات الأمريكية أظهرت تباينا واضحا في تقييمها للنتائج.
وأمس الأربعاء، قال مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لشبكة "سي.إن.بي.سي" "إن أنشطة إيران في التخصيب والتسلح النووي من الخطوط الحمراء للولايات المتحدة، وعبر عن أمله في التوصل إلى اتفاق سلام شامل مع طهران".
وأضاف "لا يمكننا السماح بتسلح إيران (نوويا)... سيزعزع ذلك استقرار المنطقة بأكملها. سيحتاج الجميع حينها إلى قنبلة نووية، وهذا ببساطة أمر لا يمكننا قبوله".
التقرير الأولي الصادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA)، استند إلى معطيات جمعت خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى بعد الضربات التي استهدفت ثلاث منشآت رئيسية، وهي فوردو، ونطنز، وأصفهان. وخلص التقرير إلى أن مستوى الدمار يتراوح بين "متوسط وشديد"، وأن البرنامج النووي الإيراني سيتأخر بحد أقصى "عدة أشهر" فقط.
ومع ذلك، حذّر التقرير من أن هذه الاستنتاجات "ضعيفة الثقة"، بسبب حداثة المعلومات، واحتمال وجود منشآت لم تُستهدف أو لم تُكتشف بعد.
أما وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، فقد قدمت تقديرا مغايرا بعد أيام من الضربات، حيث قال مديرها جون راتكليف إن "معلومات جديدة وموثوقة" تشير إلى أن عددا من المنشآت "دُمرت بالكامل"، ولن تكون قابلة للإصلاح قبل سنوات. وأكد أن هذه المعلومات تم جمعها من مصادر وصفتها الوكالة بأنها "موثوقة تاريخيا ودقيقة".