كشفت مصادر جزائرية مطلعة النقاب عن أن العلاقات الجزائرية الإسبانية تتجه إلى استعادة مسارها الطبيعي، بعد قطيعة دامت أكثر من عامين بسبب خلافات سياسية حادة، أبرزها موقف مدريد من قضية الصحراء الغربية.

وجاءت أبرز مؤشرات عودة العلاقات إلى طبيعتها، وفق تقرير لصحيفة "الخبر" الجزائرية، من خلال زيارة الوزير الأول الجزائري نذير العرباوي إلى إسبانيا، حيث شارك في أشغال مؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية، المنعقد في مدينة إشبيلية.





وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية أن الوزير الأول نذير العرباوي استُقبل من قبل ملك إسبانيا فيليب السادس، الذي حمّله نقل تحياته وتقديره إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. كما أجرى العرباوي لقاءً مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي نقل هو الآخر تحياته الودية والمحترمة للرئيس تبون.

وتناولت المحادثات بين العرباوي وغوتيريش، وفق الوكالة، انعكاسات الأزمات والنزاعات الإقليمية والدولية الراهنة على العمل متعدد الأطراف، مع التأكيد على ضرورة الاستثمار في المنظمات الدولية وتعزيز دور القانون الدولي.





زيارة الوزير الأول الجزائري تأتي بعد أزمة دبلوماسية اندلعت في مارس 2023، عندما أعلن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز دعمه لخيار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد لقضية الصحراء الغربية، وهو ما اعتبرته الجزائر تحولاً غير مبرر عن الموقف التقليدي لإسبانيا.

الجزائر ردّت آنذاك بسحب سفيرها من مدريد، وتعليق اتفاقية الصداقة والتعاون، بالإضافة إلى فرض قيود اقتصادية أثرت على التعاون الثنائي، خاصة في المجال الطاقوي.

لكن في عام 2024، بدأت بوادر الانفراج، بعد تصريحات إسبانية رسمية، منها تصريح وزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس، أكد فيه أن "الحل يجب أن يكون ضمن إطار الأمم المتحدة، بين المغرب وجبهة البوليساريو".

كما عبّرت إسبانيا عن رغبتها في إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي، وهو ما قابلته الجزائر بقرار إعادة سفيرها إلى مدريد، وسط مؤشرات إيجابية من الجانبين.

وتعززت مساعي استعادة العلاقات بعد دور الجزائر في تحرير الرهينة الإسباني خواكيم نافاروا كانادا، المختطف على الحدود مع مالي، حيث وجّهت مدريد شكراً رسمياً للجزائر، مشيدة بدورها في استقرار منطقة الساحل.

وفي سياق إقليمي ودولي أوسع، يأتي هذا التقارب الجزائري الإسباني في وقت تشهد فيه علاقات الجزائر توتراً متصاعداً مع باريس، لا سيما بسبب دعم فرنسا الصريح لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، وهو ما تعتبره الجزائر انحيازاً يقوّض مسار الحل الأممي. ويضاف إلى ذلك ملفات أخرى عالقة مثل الهجرة والتعاون الأمني وقضايا الذاكرة الاستعمارية.

من جهة أخرى، تشهد علاقات الجزائر مع موسكو نوعاً من الفتور، خصوصاً بعد التحولات الجارية في مالي، حيث لعبت قوات "فاغنر" الروسية دوراً فاعلاً في تقويض اتفاقية الجزائر للمصالحة المالية الموقعة عام 2015، وهو ما أضعف النفوذ الجزائري في منطقة الساحل، وأربك دورها كوسيط إقليمي رئيسي.

وتشير هذه التطورات إلى توجه دبلوماسي جزائري لإعادة صياغة تموقعها الخارجي، بتقريب المسافات مع بعض العواصم الأوروبية، التي تعيد هي الأخرى تقييم مواقفها الإقليمية، في عالم يشهد تحولات سريعة في موازين القوى والتحالفات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية العلاقات الجزائرية دفء اسبانيا الجزائر علاقات المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وهو ما

إقرأ أيضاً:

أكثر من 300 مليون دولار حجم المبادلات التجارية بين الجزائر والبحرين

قال سفير مملكة البحرين في الجزائر علي الجاسم أحمد العرادي العلاقات بين الجزائر والبحرين تعرف ديناميكية متصاعدة خاصة في فرص الاستثمار المشتركة. ومبادرات التعاون في مجالات التكنولوجيا المالية، الخدمات الرقمية، الصناعة والثقافة.

وأضاف سفير البحرين في كلمة له على هامش الإحتفال باليوم الوطني للمملكة، أن العلاقات الجزائرية البحرينية. ستعزز الشراكة الإستراتيجية وتفعيل آفاق تعاون اقتصادي وثقافي وعلمي. كما تهدف السفارة إلى إبراز مسار التعاون التاريخي، وعرض الفرص الإستثمارية والتقنية الحالية، تعميق التشاور السياسي والاقتصادي، وتشجيع شراكات ثقافية وأكاديمية طويلة الأمد. ودفع مسار تنفيذ توصيات تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة والاستعداد للقاءات برلمانية رفيعة المستوى المقررة في 2025.

وأشار السفير، إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 300.76 مليون دولار في 2024، وهو رقم يؤسس لمرحلة تنموية جديدة. وتم تسليط الضوء على القطاعات ذات الأولوية على غرار التكنولوجيا المالية (FinTech)، الحلول المصرفية الرقمية، الصناعة، الأمن الغذائي، اللوجستيات والموانئ والتجارة البحرية. مشيرا إلى أن العلاقات “البحرينية-الجزائرية” تتميز بتاريخ مشترك وديناميكية جديدة تقوم على التشاور والتنسيق السياسي والاقتصادي و أضاف ان الاقتصاد الرقمي والتمويل الحديث .

وأعلن السفير البحريني، عن وجود مشاريع بحرينية قيد الدراسة في مجال الخدمات المصرفية الرقمية والتكنولوجيا المالية. إضافة إلى استعداد بعثات أعمال بحرينية لزيارة الجزائر بغرض عقد شراكات استثمارية. كما تمت الإشارة إلى برامج محتملة للتعاون في الصناعة والأمن الغذائي. مع اهتمام خاص بتهيئة البيئة التنظيمية لتسهيل الاستثمارات الثنائية.

كما أكد على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع الجزائر. من خلال دعم الشراكات الاقتصادية والابتكار في الخدمات المصرفية الرقمية والتعليم والبحث العلمي. خاصة وأن العمل المشترك سيفتح آفاقاً جديدة للنمو والازدهار لشعبي البلدين.

div>

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • أزمة مصطفى كامل وعاطف إمام تتجه للقضاء| محامي الموسيقار يهاجم الموسيقيين
  • رئيس التمثيل التجاري المصري يبحث في مدريد جذب استثمارات إسبانية جديدة
  • مصر وإسبانيا تبحثان تفعيل الحوار الاقتصادي وعقد منتدى أعمال مشترك في 2026
  • الوزير الأول: الإرتقاء بالتعاون الجزائري التونسي إلى مصاف الشراكة الإستراتيجية
  • الوزير الأول يُثمن التنسيق الجزائري التونسي لمواجهة مختلف التهديدات الأمنية
  • الجزائر وتونس يختتمان المنتدى الاقتصادي الجزائري التونسي ويدعمان الشراكات المستقبلية
  • اعتراف دولي جديد.. اليونسكو تثبت القفطان كعنصر أصيل في التراث الجزائري
  • الوزير الأول: الرئيس تبون يولي حرصا كبيرا لتطوير العلاقات الجزائرية التونسية
  • أكثر من 300 مليون دولار حجم المبادلات التجارية بين الجزائر والبحرين
  • عطاف: المبادلات التجارية بين الجزائر وتونس ارتفعت بنسبة 42%