1700 مشارك في برنامج «غراس الصيف»
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
دبي: «الخليج»
سجّل برنامج «غراس الصيف 2025» الذي أطلقته دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي إقبالاً مجتمعياً واسعاً، حيث بلغ عدد المشاركين حتى الآن أكثر من 1700 مشارك من مختلف الفئات العمرية، في مؤشر واضح على الثقة المجتمعية المتزايدة ببرامج الدائرة التربوية والتثقيفية الهادفة، والدور المحوري الذي تؤديه في غرس القيم وبناء جيل متمسك بهويته وقادر على مواكبة تحديات المستقبل.
ويُعد «غراس الصيف» من المبادرات السنوية النوعية التي تنفذها الدائرة ضمن خططها الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز ارتباطها بالمجتمع عبر مبادرات مبتكرة تُلبي تطلعات الأسر، وتُسهم في إعداد أجيال تمتلك الوعي الديني والانتماء الوطني، وتتحلى بالمهارات القيادية والحياتية.
وفي هذا السياق، أكدت شيخة سلطان المري، مدير إدارة البرامج المعرفية الإسلامية، أن البرنامج يمثّل نموذجاً متكاملاً للعمل المعرفي والتربوي الذي يُترجم توجّهات الدائرة في بناء الإنسان، مشيرة إلى أن هذا الإقبال الكبير يعكس مدى الثقة المجتمعية في جودة البرنامج ومضمونه.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري دبي
إقرأ أيضاً:
كيف تسهم الثقافة المجتمعية في تشكيل هوية الشباب وتعزيز انتمائهم؟
أكد مختصون على ضرورة الاستمرار في تطوير برامج تعزيز قيم التسامح والاعتدال لمواجهة التحديات المتزايدة وتأثيرات العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي عبر تعزيز التعليم والتربية والاستثمار في المحتوى الرقمي الهادف ودعم المبادرات الشبابية.. مشيرين إلى أن سلطنة عمان بتوجهاتها الثقافية والاجتماعية تمثل نموذجا يحتذى به في ترسيخ قيم التسامح والانفتاح، مستندة إلى إرث حضاري يعزز من استقرار الأجيال القادمة.
وفي هذا الاتجاه، قالت أبرار بنت ناصر الحضرمية باحثة اجتماعية في القضايا المجتمعية: يعد التطرف والغلو الديني من القضايا التي ظهرت بشكل واضح ومؤثر في الآونة الأخيرة في المجتمعات العربية حيث انعكست في تنظيمات سياسية ودينية لها تأثيرات عميقة على استقرار المجتمعات وتوجهاتها، والتي جاءت لتفاعل عوامل بنيوية وثقافية،وأدت الفجوات الاقتصادية والحرمان الاجتماعي في تعزيز النزعة الانغلاقية، مما دفع الأفراد إلى البحث عن هويات بديلة تعكس رفضهم للواقع، كما أسهم ضعف الاندماج الاجتماعي بسبب تراجع دور المؤسسات التقليدية مثل الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية في خلق فراغ فكري جعل الشباب عرضة للاستقطاب من قبل الجماعات المتشددة، إضافة إلى أن النزاعات السياسية والصراعات الدولية، أفسحت المجال لانتشار الخطاب المتطرف الذي يصور العالم وكأنه قائم على صراع مستمر بين أطراف متناقضة، مما رسخ في أذهان الشباب فكرة الحاجة إلى تبني توجهات أكثر تشددًا.
وأضافت: يمثل التطرف والغلو خطرًا على الشباب حيث يؤدي إلى الانعزال الاجتماعي ورفض القيم السائدة، مما يخلق فجوة بين الشباب ومحيطهم، كما يعزز من استخدام أسلوب العنف كوسيلة للتغيير، حيث يرى البعض القوة هي السبيل الوحيد لتحقيق العدالة في المجتمعات،ويؤثر التطرف في الهوية الثقافية للأفراد؛ إذ تستبدل القيم التقليدية بأنماط متشددة مما يقوض التنوّع الثقافي داخل المجتمعات، ومن جانب سوسيولوجي يمكن القول أن تأثير التطرف والغلو على الشباب يتمثل في خلق شعور بالاغتراب والانفصال عن المجتمع، حيث يجد الشباب أنفسهم محاصرين داخل أيديولوجيات ضيقة تعزلهم عن الواقع وتحدّ من قدرتهم على بناء علاقات اجتماعية صحية ومتوازنة، مما يؤدي إلى تراجع الحس النقدي لديهم، ويجعلهم أكثر عرضة للتأثر بالأفكار المتشددة دون مساءلتها أو إعادة تقييمها.
وأكدت على أهمية دور الأسرة التي تسهم في تحصين الأبناء ضد التأثيرات السلبية، وتعزيز الاستقرار الفكري والنفسي للأبناء، مما يحد من انجرافهم نحو التطرف الناتج عن الشعور بالتهميش أو الإقصاء.
بيئة فكرية رصينة
وعن دور المجتمع، أشارت الحضرمية إلى ضرورة تعزيز بيئة فكرية قائمة على الحوار والتسامح، و نشر الوعي الصحيح بمخاطر التطرف عبر المؤسسات التعليمية والثقافية، مما يوفر فرصًا حقيقية للمشاركة المجتمعية الفاعلة، ويمنح الشباب إحساسًا بالانتماء والهدف، ويحولهم إلى قوة إيجابية تسهم في بناء مجتمع آمن ومستقر.
وذكرت الحضرمية أنه يمكن تحصين الشباب من عبر منصات تفاعلية تشجع النقاش المفتوح القائم على التسامح والاعتدال، وإطلاق حملات على وسائل التواصل الاجتماعي تنشر محتوى إعلامي ملهم يعزز قيم التسامح واحترام الاختلاف، والعمل على إدراج برامج تربوية تغرس التفكير النقدي في المناهج الدراسية، وإنشاء مراكز مجتمعية تقدم جلسات إرشادية ودورات تدريبية في التفكير النقدي والوعي الديني المعتدل، بإشراف مختصين في العلوم الاجتماعية والدينية، لمساعدة الشباب على تفكيك الخطاب المتطرف وتعزيز قدرتهم على التمييز بين الفكر الصحيح والمنحرف.
مساهمة البرامج الثقافية
وحول البرامج الثقافية والفنية ترى آية بنت حمد السالمية أخصائية اجتماعية أن هذه البرامج تساهم بشكل فعّال في تقدم رسائل توعوية بشكل مباشر وغير مباشر بأساليب جذابة وقريبة من وجدان الشباب، من خلال المسرح، الأفلام، والموسيقى التي تروج لثقافة الحوار وقبول الآخر. كما تسهم الفنون في إعادة تشكيل الصور النمطية وتصحيح المفاهيم المغلوطة.وتساهم البرامج في تعزيز روح الانتماء والوطنية، وفتح آفاق التفكير النقدي والحوار البناء، وهو ما يحمي الشباب من محاولات الاستقطاب التي يمارسها المتطرفون؛ فعندما يجد الشاب مساحة وفرصة يعبر فيها عن رأيه، ويشارك في أنشطة ثقافية وفنية هادفة، تقل احتمالية انجرافه نحو الأفكار المتطرفة.
وأوضحت السالمية أن البرامج الثقافية والفنية ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي أدوات قوية لنشر الوعي، وبناء العقول وتفتحها، وحماية الشباب من مخاطر الغلو والتطرف، ومن الضروري دعم هذه البرامج وتوسيع نطاق تأثيرها، لتظل حصنًا منيعًا في وجه كل فكر متشدد يهدد سلامة الفرد والمجتمع.
وأشارت إلى أهمية التعاون بين المؤسسات الثقافية والاجتماعية عبر إعداد برامج توعوية متكاملة وتنظيم فعاليات مشتركة تسلط الضوء على قيم التسامح والاعتدال، وتشجع على الحوار والانفتاح، بالإضافة إلى تبادل الخبرات عبر بناء شراكات بين المؤسسات لتبادل الكوادر، والخبراء، والمحتوى الإعلامي ودعم المبادرات الشبابية بالإضافة إلى استخدام وسائل الإعلام والتقنية في إنتاج محتوى رقمي مشترك يعزز القيم الإيجابية، ويكشف أساليب الجماعات المتطرفة في التضليل والتجنيد.
تشكيل وعي الشباب
وأكدت حليمة بنت عوض المعنية باحثة اجتماعية أن محاربة التطرف تتطلب جهدا جماعيا من جميع المؤسسات وليس حكرا على مؤسسة معينة، وتلعب الأسرة دورًا محوريًا كخط الدافع الأول لحماية الأفراد والمجتمع من أشكال الانحراف والجريمة، يتبع ذلك دور تكاملي للجهات الأخرى مثل الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام.
وقالت: تلعب الثقافة المجتمعية التي تغرس في نفوس الشباب منذ نعومة أظفارهم من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية والتربية الأسرية، بشكل كبير وفعال في تشكيل شخصيتهم وهويتهم، وتعزيز انتمائهم؛ فهي بمثابة الإطار الذي يحدد قيمهم ومبادئهم وسلوكياتهم ومعتقداتهم.
وللثقافة المجتمعية أن تكون حائط صد يحميهم من التأثيرات السلبية للثقافات الأخرى، والتي أفرزتها ظاهرة العولمة والانفتاح الثقافي، وبالتالي يستطيعون من خلالها التمييز بين ما يتوافق مع اتجاهاتهم ومبادئهم وما يتعارض مع ثقافة مجتمعهم.
وبينت المعنية أن الثقافة المجتمعية ليست مجرد مجموعة من العادات والتقاليد، بل هي الأساس الذي يبنى عليه الشباب فهمهم لأنفسهم وللعالم من حولهم، وتمنحهم الشعور بالانتماء والتقدير لمجتمعهم.
صمام أمان
عائشة بنت عبدالله الكلبانية باحثة اجتماعية أشارت إلى أن سلطنة عُمان تعد نموذجًا فريدًا في صون قيمها وتعزيز تماسكها المجتمعي، وتساهم في تشكيل وعي الشباب وحمايتهم من آفات الغلو والتطرف.
وفي ظل التحديات العالمية المتزايدة، لم تدخر سلطنة عمان جهدًا في ترسيخ قيم التسامح والاعتدال والانفتاح، مستندة إلى إرث حضاري عريق يُمثل صمام أمان للأجيال القادمة، فقد عملت الثقافة المجتمعية العمانية، بمكوناتها المتعددة من عادات وتقاليد وأعراف ومؤسسات، على تمكين الشباب ليكونوا فاعلين إيجابيين في مجتمعاتهم، كما ستتناول الآليات التي تُسهم من خلالها هذه الثقافة في تحصين الشباب ضد الأفكار المتطرفة، من خلال غرس قيم الانتماء الوطني، واحترام التنوع، وتعزيز الحوار البناء، والتشجيع على التفكير النقدي، وكلها ركائز أساسية لبناء مجتمع مزدهر ومستقر.
وحول التحديات التي تواجه المجتمعات في نشر ثقافة الاعتدال بين الشباب، أشارت الباحثة الاجتماعية: تُواجه المجتمعات عمومًا، والمجتمع العُماني بشكل خاص، تحديات جمة في ترسيخ ثقافة الاعتدال بين الشباب، أبرزها تأثير العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي، وضعف التفكير النقدي لدى البعض، بالإضافة إلى مخاطر التهميش والإحباط والتفسيرات المغلوطة للدين التي تستغل هؤلاء الشباب، وتحدي الحفاظ على الهوية الأصيلة في ظل الانفتاح الثقافي.
و للتغلب على هذه التحديات، لابد من التركيز على التعليم والتربية لغرس قيم التسامح والتفكير النقدي، الاستثمار في المحتوى الرقمي الهادف الذي يلامس اهتمامات الشباب، دعم المبادرات الشبابية التي تُعزز الحوار والانتماء، تفعيل دور الأسرة والمؤسسات الدينية وتوفير الفرص الاقتصادية والاجتماعية التي تُمكن الشباب وتُعزز شعورهم بالمواطنة الفاعلة.
تأثير التعليم والثقافة
وبدورها أفادت فهيمة بنت حمد السعدية باحثة دكتوراه في علم النفس أن التعليم والثقافة هما من الأدوات الأساسية في تشكيل سلوكيات ووعي الشباب في مواجهة الأفكار المتطرفة. ويعتبر التعليم وسيلة للتحصين الفكري من خلال مساهمة المناهج الدراسية والمعلمين والأنشطة في تطوير مهارات تحليل الأفكار، والتفكير الناقد، مما يعزز الوعي القيمي لدى الشباب، ويحميهم من الانقياد العاطفي خلف الشعارات المتطرفة.
وتابعت في حديثها: كما تشكل الثقافة الإطار المرجعي، والحاضنة للهوية والانتماء، ويظهر ذلك من خلال تشجيع الشباب على تبني ثقافة وطنية متوازنة تجمع بين الاعتزاز بالتراث والثقافة العمانية بمكوناتها المتعددة، والانفتاح على الثقافات الأخرى. والتشجيع على الحوار والتعايش مع الآخر والتنوع الثقافي من خلال قبول الاختلاف بما لا يتعارض من قيم المجتمع وثقافته. وفتح المجال للشباب للتعبير عن أفكارهم من خلال الفنون والإعلام الثقافي مثل القصص، والمسرحيات، والأفلام، والأشعار وغيرها، للتعبير -عن الذات والآخر- عن الآراء والمشاعر والانفعالات بطرق صحيحة، كما يمكن من خلالها تقديم نماذج إنسانية تظهر تأثير الأفكار المتطرفة على الفرد والأسرة والمجتمع.
وأضافت: المؤسسات التعليمية والثقافية تشكل شبكات وقائية ودرع حماية، فمن خلال التفاعل بين التعليم والثقافة، والأدوار الإيجابية التي يؤديها كل من المعلم والمثقف، يمكن الوصول لمستوى من المناعة النفسية والقيمية التي تحمي الشباب من تبني هويات بديلة تجعلهم عرضة للأفكار المتطرفة.
وسائل التواصل الاجتماعي
وحول دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الفكر المتطرف أو التوعية الإيجابية، أوضحت: خلال العقدين الماضيين زاد انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي وفرت فضاءات تفاعلية افتراضية بين الأفراد من مختلف الأعراق والجنسيات، وأسهمت في إيجاد مساحات لتبادل الآراء والأفكار، وتشكيل القيم والمواقف والاتجاهات بين مختلف الفئات بمن فيهم الشباب. وكنتيجة لهذا الانتشار السريع والواسع، ظهر لوسائل التواصل الاجتماعي تأثيرات مزدوجة على أفكار الشباب؛ حيث تعدُّ سلاحًا ذا حدين؛ فمن جهة قد يُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لبث الأخبار والأفكار التي تحتوي على أفكار متطرفة تأخذ الدين، أو المذهب، أو النوع الاجتماعي، أو القومية كمحتوى لها، كما أن طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتمد على الخوارزميات من الممكن أن تسهم في تكرار تعرض بعض الشباب لمحتوى يؤثر في معتقداتهم الفكرية، ويدفعهم لتبني بعض تلك الأفكار المتطرفة.
ومن جهة أخرى، ينظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها منصات رقمية تمتلك إمكانيات توعوية واسعة، إذا وظّفت بصورة إيجابية صحيحة، من خلال نشر حملات التوعية الرقمية حول قيم الانفتاح الإيجابي والتسامح والاعتدال، ونشر المعرفة حول القيم الفكرية الإيجابية التي تؤثر في وعي وقيم وسلوك الشباب. ومن خلال محاولة الوصول لجمهور الشباب باستخدام أساليب واستراتيجيات تتناسب مع اهتماماتهم مثل استخدام المؤثرين الرقمين، والمبادرات الرقمية التي تسهم في تعزيز المناعة الفكرية ضد الأفكار المتطرفة.