لماذا ننسى ذكريات الطفولة المبكرة؟
تاريخ النشر: 4th, July 2025 GMT
لماذا لا نستطيع أن نسترجع ذكريات الطفولة المبكرة بشكل واضح؟ عادة ما تقتصر ذكريات هذه المرحلة السنية لدى الغالبية العظمى من البشر على صور مشوشة لغرفة معيشة قديمة أو دمية ملونة أو حادث نجم عنه شعور بالألم.
ويتساءل علماء النفس عن السر وراء عدم قدرة العقل البشري المهيأ للتعلم وجمع البيانات والمعلومات بشكل دائم، على اختزان الذكريات التي تعود إلى المراحل المبكرة من العمر.
وتشير الباحثة سارة باور، اختصاصية طب النفس في مركز ماكس بلانك لأبحاث التطور البشري بألمانيا، إلى ضرورة الفصل من البداية ما بين فقدان ذاكرة الطفولة في مرحلة ما قبل ثلاث سنوات infantile amnesia، ومرحلة ما بين ثلاث إلى ست سنوات childhood amnesia.
وتقول إن القوارض يمكنها اختزان الذكريات في بداية العمر، ولكنها لا تستطيع استرجاعها بشكل إدراكي في سن النضج.
وقد توصلت إلى هذه النتيجة عن طريقة رصد التغيرات في مستويات بروتينات المستقبلات داخل مخ بعض فئران التجارب، علماً أن هذه التغيرات هي التي تتيح للحيوان استرجاع الذكريات وإبداء سلوكيات متغيرة في ضوء هذه المعطيات.
وعلى عكس القوارض، من الممكن أن يتوجه الباحثون بسهولة إلى المتطوعين في التجارب لاستيضاح حجم ذكرياتهم عن مرحلة الطفولة، غير أن هذا النوع من التجارب ينطوي على نوع مختلف من التحديات، حيث قد تكون بعض هذه الذكريات زائفة في حقيقة الأمر، بمعنى أن الإنسان ينخدع بذكريات الآخرين، ويعتقد أنها ذكرياته الخاصة.
وتشرح باور: «إذا ما شاهدت صورة فوتوغرافية لعيد ميلادك في عمر الثانية، أو استمعت إلى والديك وهما يتحدثان عن بعض الحوادث التي تعرضت أنت لها في تلك السن، قد تتكون لديك ذكريات غير حقيقية بشأن هذه الأحداث وتظن أنك تتذكرها بالفعل، وفي كل مرة تسترجع هذه الأحداث، فإنها تتحول إلى ذكريات راسخة في المخ».
وفي تصريحات للموقع الإلكتروني «بوبيولار ساينس» المتخصص في الأبحاث العلمية، تقول باور: إنه لا توجد دراسات موثقة عن الأشخاص الذين يختزنون ذكريات الطفولة المبكرة، ويستطيعون استرجاعها، وتوضح أن هذه المسألة تتطلب أنماطاً معينة من تجارب طب النفس المركبة. ومن أجل اختبار قدرة الأطفال دون الثانية على استرجاع الذكريات، قامت باور بتحويل مختبرها العلمي إلى غرفة للعب، حيث وضعت أربعة صناديق داخل الغرفة، وأخفت دمية داخل أحد هذه الصناديق، واستخدمت جهاز عارض ضوئي (بروجيكتور) لعرض خلفيات مختلفة على جدران الغرفة، بحيث تبدو الغرفة كما لو كانت متنزهاً، أو غابة كثيفة الأشجار، أو جزءاً من قاع البحر وما إلى ذلك.
وعلى حسب الخلفية المعروضة على الجدران، كان يتم وضع الدمية في صندوق معين بحيث يقترن الصندوق في ذهن الطفل بشكل الخلفية على الجدران عندما يعثر على الدمية.
ويهدف هذا الاختبار إلى تحديد ما إذا كان الطفل سوف يتذكر الخلفية التي تقترن بكل صندوق عندما يقوم بتكرار التجربة في وقت لاحق.
وشارك في التجربة 360 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 شهراً، وكان يتم تقسيم المتطوعين إلى مجموعات حسب طول الفارق الزمني ما بين الزيارة الأولى والثانية لغرفة اللعب وخوض تجربة العثور على الدمية داخل الصندوق، وذلك بقصد قياس مدى اتساع نطاق الذاكرة لدى الأطفال دون الثانية مع تقدمهم في العمر.
وتقول باور إن الهدف من هذا البحث هو تقييم الذاكرة العرضية لدى الأطفال، وهي الجزء من الذاكرة المختص بتسجيل الأحداث مثل حفلات أعياد الميلاد أو الرحلات مثلاً، علما بأن فقدان الذاكرة الطفولي يؤثر فقط على هذه النوعية من الذكريات، لأن الإنسان لا يمكن أن ينسى ذكريات أخرى مثل، تعلم السير والكلام على سبيل المثال، رغم أن هذه المهارات أو الخبرات يتم اكتسابها أيضا في مراحل مبكرة من العمر.
وتوصلت دراسة أخرى على الأطفال في المرحلة السنية من الثالثة إلى التاسعة إلى أن الأطفال في أعمار الخامسة والسادسة والسابعة يتذكرون نحو ستين بالمئة من الأحداث السابقة، في حين الأطفال في سن الثامنة والتاسعة يتذكرون أربعين بالمئة فقط من هذه الأحداث.
وتبين أيضاً أن طريقة حديث الكبار مع أطفالهم عن تلك الأحداث هي التي تحدد مدى استرجاع هذه الذكريات في مراحل لاحقة من العمر، بمعنى أنه عندما يطلب أولياء الأمور من أطفالهم سرد تفاصيل الأحداث التي تمر بهم، تترسخ تلك الذكريات لدى الأطفال على وجه أوضح.
وفي إطار التجربة استخدمت باور تقنية التخطيط الكهربائي للمخ electroencephalography لقياس الإشارات الكهربائية للمخ أثناء اختزان الذكريات.
وكانت تجارب مماثلة قد استخدمت التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس نشاط المخ بشكل غير مباشر أثناء اختزان أو استرجاع الذكريات لدى الأطفال في سن الثالثة.
واتضح من تلك التجارب أن الأطفال في الثالثة يختزنون الذكريات بالفعل، ولكنهم لا يستطيعون الإفصاح عن هذه الذكريات بسبب صغر سنهم، وهو ما يجعلهم لا يستطيعون تذكرها في الكبر.
وتتطرق باور إلى إحدى النظريات التي تشير إلى أنه نظراً لضرورة انتقال الإنسان من مرحلة الاعتماد على الغير إلى مرحلة الاعتماد على النفس، فإن فقدان ذاكرة الطفولة يساعد في إحداث ما يعرف باسم «العودة إلى نقطة البداية» بحيث يتهيأ الشخص للدخول في مرحلة النضج.
ورغم أنها قد لا تستطيع الوصول إلى إجابة حاسمة بشأن أسباب فقدان ذاكرة الطفولة، تأمل باور أن يساعد هذا البحث في معرفة حدود ذكرياتنا المشوشة لفترة الطفولة بشكل أفضل. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الطفولة المبكرة حديث الذكريات
إقرأ أيضاً:
أغانيه كل الذكريات.. هالة صدقي تُشيد بعمرو دياب بعد افتتاح حفلات الساحل أمس
حرصت الفنانة هالة صدقي على الإشادة بالهضبة عمرو دياب وذلك بعد افتتاح حفلات الساحل الشمالي أمس.
وقالت هالة صدقي في حسابها الشخصي بموقع تبادل الصور والفيديوهات إنستجرام: "حفلة جديدة وأول حفلات الساحل للنجم عمرو دياب، عمرو دياب رحلة طويلة كلها تعب وسهر وجهد وتضحية وتجديد باستمرار ممكن يكون النجاح في بعض الأحيان سهل لكن الاستمرار هو الصعب والصعب جدًا، أغاني عمرو دياب هي كل الذكريات.. النجاح مش سهل براڤو عمرو".
View this post on InstagramA post shared by Hala Sedki (@halasedkiofficial)
تفاصيل ألبوم ابتديناويضم ألبوم عمرو دياب الجديد يضم 15 أغنية "ابتدينا" تنوعت بين الرومانسي، الإيقاعي، والدرامي، بمشاركة نخبة من أبرز صناع الموسيقى في مصر والوطن العربي.
يضم الألبوم الأغاني التالية:
• خطفوني (كلمات: تامر حسين، ألحان: عمرو مصطفى، توزيع: أسامة الهندي).
• يالا (كلمات: تامر حسين، ألحان: عزيز الشافعي، توزيع: أحمد إبراهيم).
• ماليش بديل (كلمات: تامر حسين، ألحان: إسلام زكي، توزيع: عادل حقي).
• ارجعلها (كلمات: بهاء الدين محمد، ألحان: عمرو دياب، توزيع: أسامة الهندي).
• دايما فاكر (كلمات: تامر حسين، ألحان: شادي حسن، توزيع: أحمد إبراهيم).
• شايف قمر (كلمات: محمد القياتي، ألحان: محمد يحيى، توزيع: شريف فهمي).
• ابتدينا (كلمات: تامر حسين، ألحان: عمرو مصطفى، توزيع: عادل حقي).
• يا بخته (كلمات: منة القيعي، ألحان: عزيز الشافعي، توزيع: توما).
• هلونهم (كلمات: أيمن بهجت قمر، ألحان: وليد سعد، توزيع: أحمد إبراهيم).
• حبيبتي ملاك (كلمات: أمير طعيمة، ألحان: عمرو دياب وأحمد إبراهيم، توزيع: أحمد إبراهيم).
• بابا (كلمات: ملاك عادل، ألحان: محمد يحيى، توزيع: عادل حقي).
• ما تقلقش (كلمات وألحان: عزيز الشافعي، توزيع: أحمد إبراهيم).
• خبر أبيض (كلمات: أيمن بهجت قمر، ألحان: محمد يحيى، توزيع: عادل حقي).
• قفلتي اللعبة (كلمات: مصطفى حدوتة، ألحان: محمد يحيى، توزيع: وسام عبد المنعم)
• إشارات (كلمات: أيمن بهجت قمر، ألحان: محمد يحيى، توزيع: أسامة الهندي)
جميع أغاني الألبوم تم ميكساجها والماستر الخاص بها بواسطة مهندس الصوت أمير محروس، أما التصوير الفوتوغرافي فكان بعدسة المصور كريم نور، الذي تعاون مع عمرو دياب في صناعة الهوية البصرية للألبوم.
ويُعد “ابتدينا” تجربة جديدة في مسيرة عمرو دياب، حيث يجمع بين روح الأغاني التي اشتهر بها وأصوات موسيقية معاصرة تواكب التطور العالمي في شكل الموسيقى، بما يعزز مكانته كنجم متجدد دائمًا.
آخر أعمالها الدرامية
على الصعيد الفني، تحدثت هالة صدقي عن أحدث مشاركاتها، والتي تمثلت في مسلسل "آش إش"، الذي عُرض في الموسم الرمضاني الماضي وحقق تفاعلًا جماهيريًا واسعًا. تدور أحداث المسلسل حول فتاة جميلة وفقيرة تُدعى "إش إش"، تضطر لدخول عالم الرقص بعد أن تقودها الظروف إلى مواجهة قاسية مع الواقع، لتكتشف لاحقًا أنها متورطة في شبكة أسرار عائلية غامضة تخص عائلة آل الجريتلي.
المسلسل شهد مشاركة نخبة من النجوم، على رأسهم مي عمر، ماجد المصري، خالد الصاوي، شيماء سيف، محمد الشرنوبي، إدوارد، وانتصار، وهو من تأليف محمد سامي ومهاب طارق، وإخراج محمد سامي.