دي دبليو: في ظل الجفاف وتغير المناخ.. شاب ليبي يقود ثورة الزراعة المائية بطرابلس
تاريخ النشر: 4th, July 2025 GMT
مزارع ليبي يحقق تجربة رائدة في الزراعة المائية لمواجهة الجفاف وتغير المناخ
ليبيا – سلط تقرير ميداني نشره القسم الإنجليزي في شبكة “دي دبليو” الإخبارية الألمانية الضوء على تجربة مزارع شاب ليبي يسعى لإنتاج طعام عضوي في ظروف صحراوية قاسية، عبر تقنيات زراعية مبتكرة.
مزرعة مائية قرب طرابلس تقدم نموذجًا زراعيًا مستدامًا
وأوضح التقرير، الذي تابعته وترجمته صحيفة “المرصد“، أن المزارع عبد الله الفاندي، البالغ من العمر 24 عامًا، أطلق مبادرة فريدة في مزرعته الواقعة قرب العاصمة طرابلس، تعتمد على الزراعة المائية، وهي طريقة زراعية خالية من التربة توفّر المياه عبر استخدام مخلفات الأسماك في زراعة المحاصيل.
وأشار التقرير إلى أن مبادرة الفاندي تأتي في وقت تواجه فيه ليبيا تحديات مناخية متفاقمة، أبرزها الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، مع تراجع البنية التحتية الزراعية، حيث تمثل مزرعته “هيدروهارفست” نموذجًا لنظام زراعي دائري مغلق، ينمو فيه السمك والنبات معًا داخل الماء.
الزراعة المائية بديل ضروري في ظل الأزمات المناخية
وبيّن التقرير أن الفاندي يثبت من خلال مشروعه أن الزراعة المستدامة الموفّرة للمياه ليست ممكنة فحسب، بل أصبحت ضرورة في ظل التغيرات المناخية الحادة التي تعاني منها البلاد، مؤكدًا أن نظام الزراعة المائية يمثل بديلاً حيويًا للزراعة التقليدية.
وفي المقابل، أوضح التقرير أن مزارعين تقليديين مثل محمد الزواوي يواجهون مستقبلًا غامضًا، إذ تراجع إنتاجه الزراعي بشكل حاد، من ملء أربع شاحنات سابقًا إلى شاحنة واحدة فقط حاليًا، بسبب قدم شبكات المياه وغياب الدعم الحكومي، ما يجعل الاستثمار في تحلية المياه خيارًا ملحًا للحفاظ على استمرارية الزراعة.
نظام متكامل لإنتاج الغذاء العضوي بموارد محدودة
وتناول التقرير تفاصيل مشروع الفاندي، الذي يعيد تدوير المياه بين أحواض أسماك البلطي والخضراوات، حيث تستخدم المخلفات السمكية كمصدر طبيعي لتغذية محاصيل مثل الخس والنعناع والكرنب، دون الحاجة لاستخدام المبيدات الحشرية.
وأشار إلى أن المزرعة تنتج خضروات وأسماكًا عضوية بأقل استهلاك ممكن للموارد، مما يجعلها نموذجًا مثاليًا للزراعة في المناطق القاحلة، في ظل حصول المشروع على منحة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 20 ألف يورو لدعمه كجزء من الجهود المبذولة لمواجهة تغير المناخ وتعزيز الأمن الغذائي.
نجاح ملهم وتحفيز لمزارعين آخرين على اتباع الأسلوب ذاته
وأكد الفاندي في تصريحاته أن المشروع يحقق نجاحًا ملحوظًا، مع حرصه على مشاركة خبراته ليكون نموذجًا يحتذى به، مشيرًا إلى استخدامه لنبات الأزولا المائي الغني بالبروتين لتقليل التبخر وتغذية الأسماك، ما أسهم في تنامي قاعدة عملائه وارتفاع الوعي بأهمية الأمن الغذائي.
تحول تدريجي نحو الزراعة المائية في ليبيا
واختتم التقرير بالتأكيد على أن مشروع الفاندي يمثل تحولًا ضروريًا في المشهد الزراعي الليبي، إذ بدأ حتى المزارعون التقليديون مثل الزواوي في استكشاف تقنيات الزراعة المائية، مع تسارع تأثيرات التغير المناخي، ما يجعل مثل هذه الابتكارات ضرورية لاستدامة الزراعة والأمن الغذائي في البلاد.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الزراعة المائیة نموذج ا
إقرأ أيضاً:
محافظ بني سويف: الزراعة أحد المكونات الاقتصادية المحورية لتحقيق الأمن الغذائي وتحسين مستوى المعيشة
أكد الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف أهمية المتابعة الدقيقة والمستمرة لكافة الملفات الزراعية على مستوى المحافظة، مشيرًا إلى أن قطاع الزراعة يعد أحد المكونات الاقتصادية المحورية وركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي وتحسين مستوى معيشة المواطنين، خاصة في ظل التوسع في البرامج والمبادرات الداعمة للمزارعين وتعزيز الإنتاج الزراعي والحيواني، بما يتماشى مع توجهات الدولة نحو التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال مناقشته التقرير الدوري الذي عرضه وكيل وزارة الزراعة الدكتور أيمن حمودة ، متضمنًا ملخصًا لجهود وأنشطة المديرية المنفذة خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر الجاري، حيث شملت الأنشطة تنفيذ معاينات متنوعة في مجال الإنتاج الحيواني، حيث تم إجراء معاينة لمزرعة ماشية ومعاينتين لمزارع الدواجن، إضافة إلى إصدار 4 تراخيص لمحال الأعلاف، ضمن خطة تنظيم العمل في الأنشطة الحيوانية.
أوضح التقرير أنه تم زراعة 33 ألفًا و267 فدانًا من بنجر السكر، من إجمالي 37 ألفًا و593 فدانًا تم التعاقد عليها لصالح مصنعي القناة والفيوم لموسم 2025-2026، بما يعكس تقدمًا ملحوظًا في تنفيذ الزراعات التعاقدية، كما أوضحت إدارة حماية الأراضي عن إزالة 185 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية، بإجمالي مساحة بلغ 6 أفدنة و7 قراريط، في إطار جهود التصدي للتعديات والحفاظ على الرقعة الزراعية.
وواصلت إدارة الحوكمة والمراجعة الداخلية متابعة الشكاوى الواردة من الجهات المختلفة، إلى جانب متابعة صرف الأسمدة في مركزي إهناسيا والفشن، ومتابعة أعمال الجمعية المشتركة في مركز سمسطا، كما كثفت إدارة المكافحة حملاتها التفتيشية على محال المبيدات في مركزي إهناسيا وببا لضبط المخالفات والحد من تداول مستلزمات الإنتاج غير المطابقة للمواصفات.
من جانبها نفذت إدارة الإرشاد الزراعي عددًا من الندوات التوعوية، منها ندوة بمركز ناصر حول محصول بنجر السكر، وأخرى عن محصول القمح بالتعاون مع الجمعية القبطية للخدمات والتدريب بمركز ببا، إضافة إلى استمرار زراعة الحقول الإرشادية التابعة للحملة القومية للنهوض بمحصول القمح في قرى المركز، كما واصلت إدارة البساتين المرور الميداني على زراعات الخضر والفاكهة والنباتات الطبية والعطرية، والرد على الشكاوى الواردة، إلى جانب متابعة زراعات الموز مع اللجنة العلمية لمكافحة مرض التورد والتبرقش، ومتابعة الصوب الزراعية والمشاتل والتراخيص المرتبطة بها.
فيما شاركت إدارة الأراضي والمياه في اجتماع الإدارة المركزية للأراضي والمياه والبيئة بالجيزة لمناقشة مشكلات الري والصرف، كما تمكنت حسم شكوى أحد المزارعين بقرية الحلابية بمركز بني سويف والمتعلقة بزيادة ملوحة الأرض، حيث أفادت الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة لخدمة الأرض، وشملت الأعمال أيضًا إعداد بيان السياسات المائية والزراعية، ومتابعة موقف منظومة كارت الفلاح، التي بلغ عدد الاستمارات المسجلة بها 274 ألفًا و834 استمارة، تم اعتماد 274 ألفًا و823 منها.
وبحسب التقرير، بلغت الكميات المنصرفة من الأسمدة 5914.45 طن من سماد اليوريا والنترات، في إطار الجهود المبذولة لضمان وصول الأسمدة للمزارعين المستحقين ودعم خطة الدولة لزيادة الإنتاجية وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الزراعية.