موقع النيلين:
2025-07-12@06:07:57 GMT

(الجبهة المنسية في معركة الكرامة)

تاريخ النشر: 8th, July 2025 GMT

عندما اندلعت الحرب في السودان لم يسلم منها حجر او بشر لكن ثمة شرائح تضررت بشكل مذدوج جسديا و إقتصادياً ، معنوياً و مادياً و من بينها شريحة أهل الدراما السودانية التي يمكن القول دون مبالغة إنها اكثر الفئات تضرراً رغم دورهم المحوري في تشكيل وعي المجتمع و حفظ هويته .

كتبت من قبل مقال بعنوان ( الحل في الدراما ) و وصفت الدراما السودانية بانها ليست مجرد فن للترفيه او ملء لساعات البث كما يعتقد بعض ساستنا الاغبياء بل هي وسيلة ناجعة لحل كثير من قضايا المجتمع السياسية و الإجتماعية بل و ربما اكثرها فاعلية و إستدامة فالدراما تعيد تشكيل السلوك و تحاكي الألم و تطرح الاسئلة التي يعجز السياسيون عن طرحها و تربي الاجيال على مفاهيم الأنتماء و التعايش و المواطنة و المحاسبة دون ان تطلق رصاصة واحدة .


لكن الحرب بكل قسوتها ضربت هذا القطاع الحيوي الذي كان يترنح اساساً قبل الحرب ، فقد اغلقت المسارح و تبعثرت الفرق الفنية و انقطع رزق الممثلين و المخرجين و الكتّاب و المصورين و حتى الفنيين الصغار الذين يعيشون على هامش الضوء خلف كواليس العمل الدرامي .

لقد تُرك اهل الدراما وحيدين في العراء بلا دعم و لا إلتفاتة من الدولة او حتى من المنظمات الثقافية و بدلاً من ان تستنفر طاقاتهم في توثيق الحرب و كشف بشاعة المليشيا و رسم ملامح العودة عبر اعمال فنية تم تهميشهم و إقصاءهم من المشهد العام .

أي حكومة تسعى لبناء سودان بعد ما الحرب يجب أن تضع الثقافة و الفن في قلب مشروعها الوطني لا على هامشه فالدراما ليست ترفاً بل هي أداة استراتيجية لمعالجة آثار التشوهات و إعادة صياغة العلاقة بين المواطن و الدولة .

لم انسى اهل الدراما في يوم من الايام فهم دائماً في عقلي و قلبي و لكني تذكرتهم اليوم عندما شاهدت مقطع فيديو للاستاذة الممثلة المبدعة جداً إخلاص نور الدين و هي تستضيف زملاءها بمنزلها على راسهم الممثل الجميل فضيل .

لو كنت رئيساً للوزراء في هذه الفترة الحرجة لقمت بإنشاء صندوق خاص لدعم اهل الدراما مالياً و معنوياً ممن تضرروا من الحرب و لقمت بتعيين وزير ثقافة من داخل الوسط الدرامي لان اهل الدراما ادرى بشعابها و يملكون الرؤية و الخيال و الحس الإجتماعي الذي يؤهلهم لإدارة هذا الملف بافق وطني لا بيروقراطي ، فنحن في حوجة ماسة لوزير يؤمن بأن الفن قضية لا مجرد حقيبة و كنت حينها سأختار الدكتور الممثل فيصل احمد سعد الشهير بـ( كبسور ) وزيراً للثقافة فالرجل ليس مجرد فنان بل دكتور مثقف يحمل في عقله ادوات التغيير و في تجربته ما يؤهله لهذا المقعد في هذا التوقيت المفصلي من تاريخ بلادنا .

كذلك كنت ساحرص ايضاً على دعم و تكريم الممثلة إخلاص نور الدين التي اختارت ان تصمد في وجه الحرب داخل السودان و آثرت البقاء وسط النار و قدمت دعمها المعنوي للقوات المسلحة من داخل اصعب منطقتين ( الحاج يوسف المايقوما ) و ( إيد الحد ) بالجموعية ، فإخلاص لم تمثل امام الكاميرا فقط بل مثلت قيم الشجاعة و الوطنية .

اذا اردنا وطناً و مجتمعاً معافى بعد هذه الحرب فلابد ان نعيد الاعتبار للدراما السودانية لا كمجرد مهنة بل كجبهة مقاومة و خط دفاع وطني و مختبر لاعادة بناء الانسان السوداني من الداخل فعدسات الكاميرات عندما نستخدمها باحترافية فانها تبني و ترمم .
نزار العقيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: اهل الدراما

إقرأ أيضاً:

بعد غياب.. ناصر القصبي يعود للدراما بـ «فبراير الأسود» على منصة شاهد

يستعد النجم السعودي ناصر القصبي للعودة إلى الساحة الدرامية بعد غياب استمر عامين، من خلال مسلسل جديد يحمل عنوان «فبراير الأسود»، المقرر عرضه قريبًا على منصة شاهد، ليكون بمثابة عودة قوية لأحد أبرز نجوم الدراما والكوميديا في السعودية والخليج العربي.

ويعد هذا المسلسل أول ظهور درامي للقصبي منذ مشاركته في الجزء الأخير من السلسلة الشهيرة «طاش ما طاش» الذي حمل عنوان «طاش العودة»، والتي حظيت بمتابعة جماهيرية واسعة خلال موسم عرضها الأخير، ما يجعل عودة القصبي إلى الدراما حدثًا منتظرًا من قبل محبيه.

أول تعاون بين ناصر القصبي وعمرو صلاح

ويمثل مسلسل «فبراير الأسود» التعاون الأول بين النجم ناصر القصبي والمخرج المصري عمرو صلاح، ليجمع بين خبرة القصبي الطويلة في تقديم الأعمال الكوميدية والاجتماعية المؤثرة ورؤية عمرو صلاح الإخراجية التي حققت نجاحًا كبيرًا في أعماله الأخيرة.

ويعد هذا المسلسل العمل الدرامي الثالث للمخرج عمرو صلاح بعد مسلسل «ألف حمد الله عالسلامة» للنجمة يسرا، ومسلسل «نصي التاني» للنجم علي ربيع، وكلاهما تم عرضهما عبر منصة شاهد، مما يعزز من توقعات تقديم تجربة درامية متقنة في «فبراير الأسود».

قصة المسلسل.. أزمة البورصة السعودية 2006

رغم أن مسلسل «فبراير الأسود» يحمل نفس اسم فيلم مصري سابق من بطولة الراحل خالد صالح، إلا أن المسلسل يختلف كليًا في موضوعه وأحداثه، حيث تدور أحداث العمل على خلفية أزمة انهيار سوق الأسهم السعودية في عام 2006، ويستعرض المسلسل تبعات الأزمة على المستوى الاجتماعي والإنساني، وتأثيرها على حياة عدد من الشخصيات والعائلات السعودية خلال تلك الفترة الصعبة.

تصوير المسلسل وأبطاله

تم تصوير أحداث المسلسل بالكامل في مدينة الرياض، في إطار سعي فريق العمل لإبراز البيئة المحلية والروح الحقيقية للأحداث، مع تقديم صورة بصرية واقعية للأحداث المرتبطة بأزمة السوق السعودية في تلك الفترة.

المسلسل من تأليف الكاتب ناصر العزاز، ويشارك في بطولته إلى جانب النجم ناصر القصبي، مجموعة من نجوم الدراما السعودية، من بينهم: حبيب الحبيب، بشير الغنيم، سناء اليونس، خالد الفراج، يزيد المجيول، لولو التميمي، إضافة إلى عدد من الوجوه السعودية التي تضيف ثقلًا للعمل المنتظر.

ناصر القصبي.. عودة مرتقبة لجمهوره

يعد ناصر القصبي من أبرز نجوم الدراما والكوميديا في الخليج، حيث نجح في تقديم أعمال عالقة في ذاكرة الجمهور أبرزها «طاش ما طاش»، إلى جانب أعمال درامية واجتماعية أخرى أظهرت قدراته التمثيلية العالية وتناوله الذكي للقضايا الاجتماعية بأسلوب مبسط يصل للمشاهد.

وتأتي عودته في «فبراير الأسود» لتكون محطة مهمة في مشواره الفني، حيث يجمع المسلسل بين الجانب الاجتماعي والدرامي مع خلفية اقتصادية حساسة، في إطار مشوق يلامس الجمهور السعودي والخليجي، ويناقش فترة حرجة في تاريخ الاقتصاد السعودي.

ومن المنتظر الإعلان عن موعد عرض المسلسل الرسمي عبر منصة شاهد خلال الأسابيع المقبلة، وسط حالة من الترقب من جمهور ناصر القصبي لرؤية عمله الجديد بعد فترة من الغياب عن الدراما.

مقالات مشابهة

  • أوجلان والكلمة التي أنهت حربا
  • حرب الكرامة: تحديات ما بعد تحرير الخرطوم واستعادة الدولة
  • العائلة المالكة.. دراما ملكية هندية تخطف الأنظار وتخيب التوقعات
  • تعويضات الحرب.. إيران تخوض معركة قانونية في متاهات النظام الدولي
  • معركة البناء
  • «الأمة القومي» يرحب بتصريحات ترامب بشأن الأزمة السودانية ويدعو لحل شامل
  • موعد عزاء المخرج الراحل سامح عبد العزيز
  • أولمرت: أعداؤنا هم المليشيات اليهودية العنيفة التي تنكل بالفلسطينيين
  • دمى تتكلم.. .ثم تُرمى خلف الستار.. !
  • بعد غياب.. ناصر القصبي يعود للدراما بـ «فبراير الأسود» على منصة شاهد