الأسبوع:
2025-07-12@04:39:16 GMT

دمى تتكلم.. .ثم تُرمى خلف الستار.. !

تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT

دمى تتكلم.. .ثم تُرمى خلف الستار.. !

في العتمة لا يُصنَع الزعماء، بل تُصنَّع الدمى. في السياسة، كما في المسرح، ليس كل من يعتلي الخشبة بطلاً حقيقياً، فبعضهم يؤدي دوراً مكتوباً بحبر الاستخبارات، ويُصفَّق له لا لبلاغته أو رؤيته، بل لطاعته وخفّة ظله على مراكز القرار.

يخرج هؤلاء من العدم، دون خلفية نضالية أو مشروع سياسي، يُقدَّمون بوصفهم "منقذين"، لكنهم في الحقيقة مجرد أدوات، صالحة للاستخدام المؤقت، ثم يُستغنى عنهم عندما تنتهي صلاحيتهم أو يخرجون عن النص.

تحت الأضواء، يُطلّون كقادة، لكن في الكواليس، لا شيء سوى خيوط تتحكم بهم، وأصابع تقطعها عند الحاجة. هذه ليست مصادفات فردية، بل نمط ممنهج، متكرر، ومثبت في وثائق رسمية أُفرِج عنها بعد عقود من التعتيم، وفي أرشيف الصحافة الأمريكية.

عبر العقود، شهدنا عشرات النماذج لزعماء أُوتي بهم لتنفيذ أدوار محددة، ثم جرى التخلّص منهم بأساليب تتفاوت بين الاغتيال العنيف والاختفاء الناعم.

في جمهورية الدومينيكان، حكم الجنرال روفائيل تروخيو البلاد بقبضة من حديد لعقود، وكان حليفاً وفياً لواشنطن. وحين بدأ يطمح إلى الاستقلال قليلاً عن الخط الأمريكي، نُصِب له كمين في 30 مايو 1961 في سانتو دومينغو، وأُردي قتيلاً. لم يكن مقتله مجرد حادثة، بل إنهاء لمهمة.

في فيتنام، الرئيس نجو دينه ديم، الذي نُصّب بدعم أمريكي في سياق الحرب الباردة، فشل في السيطرة، وانشغل بعائلته والبروتوكولات. فجاء قرار تصفيته في نوفمبر 1963، حيث تم اغتياله مع شقيقه داخل شاحنة عسكرية، بمباركة ضمنية من واشنطن.

أما في الفلبين، فقد كان الرئيس رومان ماغسيساي مثالاً آخر للوكيل "الموثوق" لوكالة الاستخبارات الأمريكية، لكنه تحوّل إلى عبء مع اشتداد الأزمات، فاختفى في حادث تحطم طائرة عام 1957 في ظروف غامضة.

في سريلانكا، حين قرر رئيس الوزراء سالمون بندرانايكه الخروج عن الفلك الأمريكي والانفتاح على الكتلة الشرقية، تم اغتياله على يد راهب بوذي متخفٍّ في معبد، عام 1959، وهي حادثة تظل مثار تساؤل حتى اليوم.

وفي كوريا الجنوبية، عندما فشل الرئيس بارك تشونغ هي في ضبط الأوضاع عام 1979، تلقّى رصاصة من رئيس استخباراته في اجتماع مجلس الأمن القومي، لتبدأ مرحلة جديدة بوجه جديد.

النمط نفسه تكرّر في عالمنا العربي، بصياغة محليّة ولكن بسيناريو خارجي:

في أفغانستان، تم تنصيب حامد كرزاي - المعروف بتجارته للمخدرات - ثم تم التخلي عنه، ليأتي أشرف غني، الذي هرب من كابول لحظة دخول طالبان، وهو يرتدي "الشحّاطة"، وترك بلاده تنهار.

في اليمن، كان عبد ربه منصور هادي مجرد ختم على مرحلة انتقالية، انتهى دوره مع نهاية الصمت الدولي عليه.

وفي العراق، مصطفى الكاظمي - القادم من خلفية صحفية ومجهولة - ظهر فجأة مديراً للمخابرات، ثم رئيساً للوزراء، في حالة تجسّد تمامًا معايير "الدمية المثالية": لا قاعدة شعبية، لا تاريخ سياسي، فقط ولاء مطلق وإدارة من خلف الستار.

هذه ليست وقائع محلية فقط، بل هي جزء من منظومة عالمية لتدوير الزعامات واستخدامها وفق الحاجة. يتم انتقاؤهم بعناية من "الفراغ السياسي"، ليكونوا أكثر سهولة في التحكّم والتخلّص، دون أن يسببوا أيّ هزة في النظام أو الشارع.

وبينما نتابع هذه السيناريوهات تتكرر، من السودان إلى العراق، ومن فلسطين إلى ليبيا، ندرك أن كثيراً من هؤلاء لم يكونوا سوى أدوات تنفيذ مؤقتة، انتهى دورها، فاختفت أو تم إخفاؤها. لا يُبكَى عليهم، ولا يُؤبَّنون، بل يُستبدلون كما تُستبدل بطاريات آلة. فقط الجماهير، للأسف، تظل تُصفّق في كل مرة للمسرحية نفسها، بأبطال جدد، ونهاية قديمة.. .

كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية

[email protected]

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

مسيرة أسطورية لـ مودريتش بعد نهاية حقبته مع ريال مدريد

أسدل الستار على مسيرة النجم الكرواتي لوكا مودريتش مع نادي ريال مدريد الإسباني، بعد أن خاض مباراته الأخيرة بقميص الفريق الملكي في بطولة كأس العالم للأندية 2025، والتي ودّعها ريال مدريد عقب هزيمته الثقيلة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي.

مودريتش يقود ريال مدريد في آخر ظهور رسمي

وتواجد مودريتش (38 عامًا) على رأس قائمة ريال مدريد المشاركة في البطولة المقامة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شارك في مباراة نصف النهائي أمام باريس سان جيرمان، مساء الأربعاء، والتي شهدت خسارة قاسية للميرينجي بنتيجة 4-0، لتنتهي آمال الفريق في بلوغ النهائي وتُكتب نهاية حزينة لمشوار الأسطورة الكرواتية مع الفريق.

وتعد هذه المباراة آخر ظهور رسمي للمايسترو الكرواتي بقميص ريال مدريد، حيث ينتهي عقده مع النادي مع نهاية الموسم الحالي، دون تجديد. وبهذا يُسدل الستار على رحلة امتدت 12 عامًا داخل أروقة "سانتياجو برنابيو"، بدأها في صيف 2012 قادمًا من توتنهام هوتسبر، وساهم خلالها في كتابة فصل تاريخي من بطولات وإنجازات الملكي.

"كوبري جديد؟!".. الأهلي يتدخل لقطع الطريق على صفقة الزمالك المنتظرة صفقة جديدة على رادار الأهلي.. "جاي من أوروبا" مودريتش.. بصمة ذهبية في تاريخ الريال

خلال مسيرته مع ريال مدريد، حقق مودريتش عددًا مذهلًا من البطولات والألقاب، أبرزها:

5 ألقاب دوري أبطال أوروبا4 ألقاب كأس العالم للأندية3 بطولات دوري إسبانيالكرة الذهبية عام 2018

كان مودريتش حجر أساس في وسط الميدان المدريدي، واشتهر بهدوئه، ورؤيته، وتمريراته الساحرة، ما جعله أحد أعظم لاعبي الوسط في تاريخ النادي والكرة الأوروبية.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يهنئ رئيس منغوليا بذكرى العيد القومي
  • الرئيس السيسي يبعث برقيتي تهنئة إلى رئيس رواندا وحاكم جزر سولومون
  • الرئيس السيسي يهنئ رئيس مالاوي بذكرى يوم الاستقلال
  • الرئيس عون استقبل رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية
  • أزمة غزة واستقرار المنطقة .. ماذا ناقش رئيس وزراء الصين مع الرئيس السيسي؟
  • الرئيس السيسي يستقبل رئيس مجلس الدولة الصيني
  • مسيرة أسطورية لـ مودريتش بعد نهاية حقبته مع ريال مدريد
  • رئيس الوزراء : الرئيس الصينى سيزور مصر الفترة المقبلة وعلاقتنا ببكين استراتيجية
  • كشف الستار عن حالة ظَفَارِ للشيخ عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط (54)