ذكاء اصطناعي بتقنية مستوحاة من علم الفلك يساعد زوجين على الإنجاب
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
#سواليف
تمكن زوجان من تحقيق #حلم _الإنجاب بعد نحو عقدين من المحاولات الفاشلة، بفضل تقنية #ذكاء_اصطناعي متطورة كشفت عن وجود #حيوانات_منوية “مخفية” لم يتمكن الأطباء من اكتشافها بالطرق التقليدية.
وهذه الحالة التي تمثل أملا جديدا لآلاف #الأزواج الذين يعانون من مشاكل #العقم، جاءت نتيجة نظام STAR الثوري الذي طوره باحثون في مركز كولومبيا للخصوبة بنيويورك.
وبينما يحتوي السائل المنوي الصحي عادة على ملايين الحيوانات المنوية، يعاني ما يصل إلى 15% من الرجال المصابين بالعقم من حالة “انعدام النطاف” (Azoospermia)، حيث لا يعثر على أي حيوانات منوية تقريبا.
مقالات ذات صلةوقال زيف ويليامز، مدير مركز الخصوبة بجامعة كولومبيا، في بيان صحفي: “قد تبدو العينة المنوية طبيعية تماما، ولكن عند الفحص تحت المجهر، لا تجد سوى حطام خلوي دون أي أثر للحيوانات المنوية”.
وحتى الآن، كانت الخيارات المتاحة أمام الرجال المصابين بانعدام النطاف محدودة للغاية، كما أوضح ويليامز لموقع Today.com: “إما استخدام حيوانات منوية من متبرع، أو الخضوع لعملية جراحية مؤلمة يتم فيها استئصال جزء من الخصية للبحث عن حيوانات منوية فيها”.
ولحل هذه المشكلة لجأ ويليامز وفريقه إلى نظام STAR الثوري (اختصارا لـ Sperm Tracking and Recovery) والذي يعتمد على تقنيات مستوحاة من علم الفلك، حيث تم تكييف خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تستخدم عادة لرصد النجوم والكواكب البعيدة، للبحث بدقة فائقة عن الحيوانات المنوية الشحيحة في عينات الرجال المصابين بانعدام النطاف.
ويوضح الدكتور ويليامز أن النظام الجديد يستطيع في غضون ساعة واحدة تحليل أكثر من 8 ملايين صورة مجهرية، وهو ما يعادل البحث عن إبرة في كومة قش منتشرة على مساحة عشرة ملاعب كرة قدم.
وفي مارس 2025، أصبحت “روزي” (اسم مستعار) أول من يحمل باستخدام هذه التقنية، بعد قرابة 19 عاما من المحاولات الفاشلة مع زوجها المصاب بانعدام النطاف.
وتبرز هذه القصة مدى فعالية هذه التقنية. فبعد سنوات من المحاولات الفاشلة للإنجاب، تمكن الأطباء أخيرا من تحديد ثلاثة حيوانات منوية قابلة للحياة في عينة الزوج باستخدام نظام STAR. وتم تخصيب بويضات “روزي “بنجاح وزرع الأجنة في رحمها، وهي الآن في شهرها الخامس من الحمل، في سابقة طبية تمنح الأمل لما يقدر بنحو 15% من الرجال العقيمين الذين يعانون من انعدام النطاف.
وتكمن أهمية هذا الابتكار في كونه يقدم حلا أقل تكلفة وأقل إيلاما مقارنة بالخيارات المتاحة سابقا.
وبتكلفة تقل عن 3000 دولار للعملية الواحدة، يصبح هذا الحل في متناول عدد أكبر من الأزواج مقارنة بتكاليف التلقيح الصناعي التقليدي التي قد تصل إلى 30 ألف دولار.
وعلى الرغم من هذه النتائج الواعدة، يحذر خبراء الخصوبة من الحماس المفرط قبل إجراء المزيد من الدراسات والتجارب السريرية. فكما هو الحال مع أي تقنية طبية ناشئة، يحتاج نظام STAR إلى مزيد من الوقت لإثبات فعاليته على نطاق واسع.
ويأتي هذا التطور العلمي في وقت تشهد فيه معدلات العقم عند الذكور ارتفاعا ملحوظا على مستوى العالم، حيث تشير الدراسات إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال الغربيين بنسبة تزيد عن 50% خلال العقود الأربعة الماضية.
وبينما تستعد “روزي” وزوجها لاستقبال طفلهما المنتظر في ديسمبر المقبل، يتابع فريق البحث في كولومبيا حالات أخرى في مراحل مختلفة من العلاج. وهذه التقنية التي تجمع بين التصوير عالي الدقة والروبوتات والذكاء الاصطناعي، قد تشكل نقطة تحول في علاج العقم الذكوري، وتفتح الباب أمام آلاف الأزواج لتحقيق حلم الأبوة الذي طالما انتظروه.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حلم ذكاء اصطناعي حيوانات منوية الأزواج العقم حیوانات منویة
إقرأ أيضاً:
بحث جديد يسلط الضوء على دور مصر اليونانية الرومانية في تطور علم الفلك
في دراسة ثقافية حديثة أعدها الباحث إيهاب سالم، كُشف النقاب عن التأثير العميق للعصر اليوناني الروماني في مصر على تطور العلوم، مع تركيز خاص على علم الفلك، وذلك في سياق التفاعل الحضاري بين الشرق والغرب الذي ميّز تلك الحقبة التاريخية.
وأكد البحث أن مصر، وخاصة مدينة الإسكندرية، شكّلت مركزًا عالميًا للعلم والمعرفة منذ تأسيسها على يد الإسكندر الأكبر عام 331 ق.م، حيث لعبت مكتبة الإسكندرية والميوسيون دورًا محوريًا في احتضان كبار العلماء، أمثال إراتوستينس وبطليموس، اللذين أسهما في صياغة مفاهيم فلكية استمرت مرجعًا رئيسيًا لأكثر من ألف عام.
وأوضح الباحث أن علم الفلك اليوناني في مصر لم يكن منفصلًا عن الجذور المصرية القديمة، بل قام على ميراث ثري من الملاحظات الفلكية والطقوس الدينية، مثل تقسيم اليوم إلى 24 ساعة وتحديد الفصول من خلال مواقع النجوم، وهي مفاهيم طورها الكهنة المصريون منذ آلاف السنين.
وسلّط البحث الضوء على المعابد المصرية في العصرين البطلمي والروماني، مثل معبد دندرة، والتي تظهر بوضوح العلاقة الوثيقة بين الفلك والدين، حيث استخدمت الخرائط السماوية المنقوشة على جدرانها لتحديد مواعيد الاحتفالات الزراعية والدينية.
كما تناول البحث التأثير المصري على التقويم الزمني الغربي، مشيرًا إلى أن الإصلاح الذي أدخله بطليموس الثالث على التقويم المصري، بإضافة يوم كل أربع سنوات، كان الأساس للتقويم اليولياني الذي تبنته الإمبراطورية الرومانية، ولاحقًا التقويم الميلادي الحديث.
واختُتم البحث بالتأكيد على أن التلاقي الحضاري بين الفكر المصري القديم والعقلية اليونانية والرومانية لم يسهم فقط في تطوير علم الفلك، بل مهّد الطريق أمام ظهور منهج علمي منظم لدراسة الكون، جعل من الإسكندرية منارة علمية للعالم القديم.
يُذكر أن هذا البحث يأتي ضمن سلسلة دراسات ثقافية تهدف إلى إعادة تسليط الضوء على إسهامات الحضارات الشرقية في بناء المعرفة الإنسانية.