ترامب يصعّد المواجهة مع جامعة هارفارد: تهديد بسحب الاعتماد واستدعاء سجلات الطلاب الدوليين
تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT
في تصعيد غير مسبوق للخلاف بين البيت الأبيض وجامعة "هارفارد"، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، أن الجامعة قد تكون فقدت أهليتها للامتثال لمعايير الاعتماد الجامعي، كما تعتزم استدعاء سجلات طلابها الدوليين، في خطوة عدّها مراقبون بمثابة "تصفية حسابات سياسية" مع المؤسسة التعليمية العريقة.
ووفق ما نقلته وكالة "رويترز"، فإن هذه الخطوة تأتي في إطار سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب مؤخراً ضد "هارفارد"، على خلفية انتقاداتها المتكررة للسياسات الحكومية. وتشمل هذه الإجراءات وقف منح بمليارات الدولارات للجامعة، بالإضافة إلى ضغوط لمنعها من استقبال طلاب دوليين.
وبرّرت الإدارة الأمريكية هذا التصعيد باتهامات تتعلق بمزاعم "عدم امتثال الجامعة لقوانين التمييز الاتحادية"، حيث أبلغت وزارتا التعليم والصحة والخدمات الإنسانية لجنة اعتماد التعليم العالي في نيو إنجلاند أن "هارفارد فشلت في حماية الطلاب اليهود والإسرائيليين داخل الحرم الجامعي"، ما اعتُبر مخالفة محتملة لقانون مكافحة التمييز الفيدرالي.
كما اتهمت الإدارة جامعة "هارفارد" بأنها أصبحت "معقلاً للفكر اليساري المتطرف ومركزًا لخطاب معادٍ للسامية"، متوعدة بمساءلة أي مؤسسة أكاديمية تمارس – بحسب تعبيرها – تمييزًا ضد طلاب أو توجهات فكرية معينة.
هارفارد ترد: انتقام سياسي مرفوضفي المقابل، ردت إدارة الجامعة ببيان مقتضب أكدت فيه أن "هارفارد ستظل متمسكة بمبادئها الأساسية، وستواصل الدفاع عن مجتمعها الأكاديمي في وجه الانتقام غير المبرر من قبل الحكومة الفيدرالية". وأضاف البيان أن هذه الممارسات تمثل "انحرافًا خطيرًا عن قواعد استقلال المؤسسات التعليمية".
وبينما أكدت لجنة اعتماد نيو إنجلاند – وهي جهة مستقلة وغير ربحية – أنها تسلمت الإخطار الرسمي من الوزارتين، أشارت إلى أن الحكومة الفيدرالية لا تملك صلاحية مباشرة لإلغاء اعتماد أي جامعة. وأوضحت اللجنة أن القواعد المتبعة تمنح المؤسسات التي يُكتشف خرقها للمعايير فترة قد تصل إلى أربع سنوات لتصحيح أوضاعها.
وكان من المقرر أن تُراجع اللجنة اعتماد جامعة "هارفارد" مجددًا في منتصف عام 2027، لكن التطورات الأخيرة قد تُفضي إلى تقديم موعد هذا التقييم إذا ثبتت الادعاءات الحكومية.
خلفية سياسية أوسعويأتي هذا النزاع في وقت تتزايد فيه الانتقادات الجمهورية لما تصفه إدارة ترامب بـ"الانحرافات الأيديولوجية في الأوساط الأكاديمية الأمريكية"، خصوصًا في الجامعات التي يُنظر إليها باعتبارها مراكز نفوذ لليبراليين والتقدميين.
كما يشكّل هذا الخلاف جزءًا من حملة أوسع بدأها ترامب منذ عودته إلى الساحة السياسية ضد ما يسميه "اليسار الراديكالي في التعليم"، حيث لمّح مرارًا إلى نية إدارته "تطهير" الجامعات من الممارسات التي يعتبرها "معادية للقيم الأمريكية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هارفرد ترامب دونالد ترامب جامعة هارفرد البيت الأبيض ترامب یفرض رسوما جمرکیة الرئیس الأمریکی جمرکیة بنسبة إدارة ترامب تصل إلى
إقرأ أيضاً:
تسجيل مسرّب يكشف تهديد ترامب بقصف موسكو وبكين
كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن تسجيل صوتي حصري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يعود إلى إحدى فعاليات جمع التبرعات لحملته الانتخابية لعام 2024، تحدث فيه بصراحة لافتة عن مواقفه من الحرب في أوكرانيا وتايوان، وسياسته تجاه المهاجرين والطلاب المتظاهرين، كاشفا عن نبرة أكثر عدوانية من تلك التي يظهر بها علنا.
تهديد صريح لبوتين: "سأقصف موسكو"
وفقا للتسجيل الذي لم يُبث سابقا، قال ترامب في لقاء خاص بالمانحين إنه هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقصف موسكو إذا غزا أوكرانيا، قائلاً: "قلت لبوتين: إذا دخلتم أوكرانيا، فسأقصف موسكو. ليس لدي خيار آخر".
وأضاف: "قال لي بوتين إنه لا يصدقني... لكنه صدقني بنسبة 10%".
ووفقا للرواية التي عرضها ترامب، فقد استخدم أسلوب التهديد الحازم ذاته مع الرئيس الصيني شي جينبينغ لمنعه من غزو تايوان، قائلاً: "قلت لشي: إذا فعلتم ذلك، سنقصف بكين"، ثم أردف مازحًا: "لقد ظنني مجنونًا... ولم تكن لدي مشكلة معه أبدًا".
ويعد التسجيل المسرّب هو جزء من سلسلة تسجيلات حصل عليها ثلاثة صحفيين أمريكيين بارزين هم – جوش داوسي، تايلر بيجر، وإسحاق أرنسدورف – ووردت تفاصيلها في كتابهم الجديد "2024"، الذي يرصد كواليس حملة ترامب الانتخابية.
ويُظهر التسجيل جانبا خفيا من شخصية الرئيس الأمريكي٬ حين يتحدث بصراحة خلف الأبواب المغلقة لجذب المانحين الأثرياء، مستخدمًا لهجة مليئة بالثقة والوعيد، ومروجًا لرؤيته في السياسة الخارجية التي وصفها بـ"الردعية والحاسمة".
غضب من بوتين وسخرية من بايدن
وفي وقت يستمر فيه ترامب بمهاجمة إدارة الرئيس السابق جو بايدن واتهامها بالفشل في احتواء الحربين الدائرتين في أوكرانيا وغزة، أبدى في جلسة خاصة مع وزرائه "استياءه الشديد" من بوتين، وصرّح:
"أنا غير سعيد ببوتين. مستاء جداً منه. إنه يراوغ كثيرًا".
وتفاخر ترامب أمام المانحين بأنه لو كان رئيسًا لما اندلعت هذه الحروب أصلًا، مؤكدًا أنه كان قادرًا على ردع موسكو وبكين عبر سياسة "التهديد العقلاني"، حسب وصفه.
"أطردوهم من البلاد"
ومن بين أكثر التصريحات إثارة للجدل في التسجيلات، تعهد ترامب بأنه سيقوم بطرد الطلاب المتظاهرين خارج الولايات المتحدة إذا فاز بولاية ثانية. وقال خلال أحد لقاءاته المغلقة: "أحد الأشياء التي سأفعلها هو طرد أي طالب يحتج من البلاد... لقد ارتكبوا خطأ فادحًا، أطردوهم".
جاءت تصريحاته هذه في سياق انتقاده للمظاهرات الطلابية المؤيدة لفلسطين، والتي تصاعدت في الجامعات الأمريكية خلال الأشهر الماضية، لا سيما مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.
ويبدو أن ترامب أراد استثمار هذه المواقف لإقناع المانحين الداعمين للاحتلال الإسرائيلي بصرامته في فرض "النظام" داخل الجامعات الأمريكية.
مناورة مالية لجذب المليارديرات
أما على الصعيد المالي، فقد روى ترامب لحظات تفاوضه مع كبار المانحين، مباهياً بقدرته على جمع مبالغ ضخمة، ومشيرًا إلى واقعة أقنع فيها أحد المتبرعين بمضاعفة تبرعه من مليون إلى 25 مليون دولار مقابل الغداء معه، قائلاً:"قلت له: مليون دولار؟ لا تكفي. ثم قلت: 25 مليونًا؟ وفعلها. أعطاني 25 مليونًا. هذا جنون!".
كما ادّعى أنه نجح في إقناع العديد من رجال الأعمال بالتبرع له بأكثر مما خططوا له، مشيرًا إلى أن "المانحين يحبون من يفاوضهم بشراسة". وأضاف:"يجب أن تتحلّى بالشجاعة لطلب التبرعات. إنها عقلية التبرع".
في خطاب تعبوي لم يخلُ من النبرة العنصرية والطبقية، اعتبر ترامب أن الديمقراطيين يتمتعون بميزة غير عادلة لأن "الناس الذين يعتمدون على الرعاية الاجتماعية سيصوتون لهم دائمًا"، كما انتقد بشدة النقابات وموظفي الخدمة المدنية.
ووجّه رسالة مباشرة إلى الحضور، قائلاً: "الشيء الوحيد الذي أود قوله لأصدقائي اليهود: عليكم حثّهم على التصويت للجمهوريين".
"سنُعيد عقارب الزمن 30 عامًا"
وختم ترامب أحد خطاباته بشعاره المفضل: العودة إلى "أمريكا العظمى"، قائلاً للمانحين:"إذا ساعدتموني على الفوز، فسنعيد هذه الحركة 25 إلى 30 عامًا إلى الوراء... وسنستعيد بلدنا".
تكشف التسجيلات المسرّبة عن أسلوب ترامب في مخاطبة النخبة المالية الأمريكية، وهو أسلوب يمزج بين التهديد والوعيد، والمبالغة في الذات، والهجوم على الخصوم.
وبقدر ما تثير هذه التصريحات قلق المراقبين، فإنها تكشف أيضًا عن مقاربة ترامب المستمرة في توظيف القوة والهيمنة كعنصرين مركزيين في خطابه السياسي، سواء في السياسة الخارجية أو في الداخل الأمريكي.