الجوع والمرض والجفاف.. كارثة إنسانية تهدد حياة ملايين الأطفال في السودان
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
تتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان يومًا بعد يوم، وسط تحذيرات متتالية من منظمات دولية، كان أحدثها ما كشفته منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» من بيانات مقلقة حول تصاعد حاد في حالات سوء التغذية بين الأطفال في إقليم دارفور، حيث سجلت المنظمة زيادة بنسبة 46% منذ بداية عام 2025 وحتى مايو الماضي، مع تلقي أكثر من 40 ألف طفل العلاج في شمال دارفور وحدها.
وبحسب التقرير الذي عرضته قناة القاهرة الإخبارية، فإن معدل سوء التغذية الحاد تجاوز مستويات الطوارئ التي وضعتها منظمة الصحة العالمية في 9 مناطق من أصل 13 في الإقليم، مما ينذر بكارثة صحية تهدد حياة الآلاف، خاصة في ظل اقتراب مناطق واسعة من المجاعة.
وتزداد المأساة عمقًا مع بلوغ موسم الجفاف ذروته، ما يعزز مخاوف من وفاة جماعية للأطفال، في وقت تنهار فيه البنية التحتية الصحية ويستمر انتشار الأمراض المعدية.
في السياق ذاته، يفاقم تفشي وباء الكوليرا مأساة المدنيين، وسط انهيار شبه تام للخدمات الصحية في كثير من مناطق النزاع، ما يضاعف معاناة الأطفال الضعفاء ويجعل فرص النجاة أقل من أي وقت مضى، ومع ارتفاع معدلات النزوح وانعدام المياه النظيفة، تصبح الأمراض المعدية أكثر فتكًا، ما يستدعي استجابة عاجلة من المجتمع الدولي.
من جانبها، جددت منظمة اليونيسف مناشدتها للمجتمع الدولي من أجل تمويل خطة الاستجابة الإنسانية بالكامل، مؤكدة حاجتها إلى 200 مليون دولار لضمان استمرار سلاسل إمدادات الغذاء والعلاج والأدوات الطبية الأساسية.
وفيما خصصت الأمم المتحدة 5 ملايين دولار لمكافحة الكوليرا، أعلن منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة توم فليتشر أن الشركاء الإنسانيين بحاجة إلى 50 مليون دولار إضافية لضمان استمرارية عمليات الإغاثة حتى نهاية عام 2025، في ظل وصف الأمم المتحدة لما يحدث بأنه «أسوأ أزمة إنسانية في تاريخ السودان الحديث».
اقرأ أيضاًوزير الخارجية: نتطلع لعبور الأشقاء في جنوب السودان بسلام للمرحلة الانتقالية
هل يهدد سد النهضة حصة مصر والسودان من المياه؟.. أستاذ موارد مائية يكشف لـ «الأسبوع»
أستاذ جيولوجيا: سد النهضة الإثيوبي يشكل تهديدًا لـ أمن مصر والسودان
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السودان يونيسف منظمة الصحة العالمية الكوليرا الأزمة الإنسانية في السودان
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر من خطر المجاعة في السودان
صراحة نيوز- حذر متحدث الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الخميس، من انتشار المجاعة في إقليم كردفان جنوبي السودان نتيجة تصاعد العنف والخطر المتزايد على المدنيين.
وأشار دوجاريك خلال مؤتمر صحفي إلى أن فرق الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة حذرت من تزايد المخاطر على المدنيين مع تصاعد العنف في الإقليم، مؤكداً أن الحصار الذي تفرضه أطراف النزاع عزل العديد من المدن.
وقال: “أصدر الفريق الإنساني في السودان بياناً أدان بأشد العبارات تصاعد العنف في كافة أنحاء كردفان، والحصار الذي أعاق وصول المساعدات الإنسانية”. وأضاف أن حالات المجاعة رُصدت في كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، فيما تستمر الهجمات في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، محذراً من امتداد المجاعة إلى مناطق أخرى بالإقليم.
وأوضح أن العاملين في المجال الإنساني في كادوقلي والدلنج يواجهون صعوبات كبيرة بسبب قيود الحركة وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية والحماية، مؤكداً أن جهود إيصال المساعدات إلى نحو 1.1 مليون شخص في كردفان تواجه مخاطر جسيمة.
ودعا دوجاريك أطراف النزاع إلى حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، مشيراً إلى أن كادوقلي والدلنج تعانيان حصاراً تفرضه قوات الدعم السريع و”الحركة الشعبية/شمال” بقيادة عبد العزيز الحلو، مصحوباً بهجمات متكررة بالمدفعية والطائرات المسيرة منذ الشهور الأولى للحرب.
وشهدت ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف. ويسيطر الدعم السريع على معظم ولايات دارفور الخمس غرباً، فيما يسيطر الجيش على معظم المناطق المتبقية بما فيها العاصمة الخرطوم.
وتتفاقم الأزمة الإنسانية نتيجة الحرب المستمرة منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع بسبب خلاف على توحيد المؤسسة العسكرية، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.