أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، أن خطر الإرهاب في تركيا بدأ يزول بشكل ملموس، مؤكداً أن الفعالية الأخيرة التي نفذها حزب العمال الكردستاني تشير إلى بداية طريق التخلي عن السلاح، في خطوة تعكس تحولات مهمة على صعيد الأمن والاستقرار بالمنطقة.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أردوغان في “الاجتماع التشاوري والتقييمي الـ32” لحزب العدالة والتنمية الحاكم في منطقة كيزيلجاهامام قرب أنقرة، حيث أشار إلى أن تركيا لا تقتصر جهودها على مكافحة الإرهاب داخل حدودها فقط، بل تمتد إلى بحث عملية تسوية مع الأكراد في كل من سوريا والعراق، في إطار سعي شامل لإنهاء ظاهرة الإرهاب التي استمرت لعقود.

وقال أردوغان: “منذ عام 1984، شهدنا أول هجوم إرهابي من تنظيم حزب العمال الكردستاني، وخلال هذه السنوات قتل عشرات الآلاف من أبنائنا وأشقائنا، وتكبدت تركيا خسائر اقتصادية بلغت نحو 2 تريليون دولار بسبب هذا الإرهاب”.

وأضاف أن الفعالية التي نفذها الحزب مؤخراً تؤكد أنه بدأ يسير في طريق التخلي عن السلاح، معلناً أن خطر الإرهاب في تركيا بدأ ينحسر، واصفاً هذا التحول بأنه “فتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد”.

وأكد أردوغان أن هدف تركيا واضح وثابت وهو دولة خالية من الإرهاب، مشدداً على أن هذا الإنجاز لم يكن ثمرة مساومات، بل نتيجة لإجراءات حاسمة منذ تولي حزب العدالة والتنمية السلطة، شملت تطوير الصناعات الدفاعية المحلية، وإجراء عمليات عابرة للحدود للسيطرة على المناطق الحدودية، مما أثمر عن القضاء على مصادر الإرهاب.

وأضاف أن الانتصار على الإرهاب يمثل مكسباً للشعب التركي، مشيراً إلى أن المعارضة التركية هي الأكثر انزعاجاً من هذا النجاح لأنها فقدت أوراقها السياسية التي كانت تعتمد عليها، قائلاً: “ستفقد المعارضة وظائفها السياسية مع انتهاء حقبة الإرهاب”.

وتحدث أردوغان عن أهمية الوحدة الوطنية بين الأتراك والعرب والأكراد، مؤكداً أن الاتحاد هو السبيل لتحقيق الإنجازات والانتصارات التاريخية، بينما التفرقة تؤدي إلى الهزائم.

كما أعلن عن تشكيل لجنة برلمانية متخصصة لدراسة الجوانب القانونية المرتبطة بالمرحلة الجديدة التي تعيشها تركيا، والتي ستشمل مراجعة التشريعات لضمان توافقها مع التحديات الجديدة واحتياجات الأمن والسلام.

وبخصوص الأكراد في العراق وسوريا، أكد أردوغان أن التطورات الأمنية تؤثر عليهم بشكل مباشر، وأن تركيا ستواصل العمل مع الحكومة السورية الجديدة لإنهاء خطر الإرهاب هناك أيضاً، معرباً عن تطلعه إلى مرحلة تسوية شاملة تشمل المنطقة بأسرها.

آخر تحديث: 12 يوليو 2025 - 11:19

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تركيا تركيا وحزب العمال حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان

إقرأ أيضاً:

خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة

كشف الدكتور خالد حنفي أمين عام اتحاد الغرف العربية، خلال افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العربي-اليوناني الرابع عشر، الذي عقد بعنوان: "نحو تعاون أوثق – الانشاءات والطاقة"، في أثينا – اليونان، بمشاركة وفود من 17 دولة عربية تمثل رؤساء شركات ورجال اعمال ومسؤولين، بالإضافة إلى حضور 180 رجل أعمال يوناني يمثلون رؤساء شركات ومسؤولين، إلى جانب حضور عدد من السفراء العرب المعتمدين في اليونان، بالإضافة إلى رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، عن إطلاق اتحاد الغرف العربية أربعة مبادرات للتعاون بين العالم العربي واليونان "المبادرة الأولى تقوم على بناء جسور بين العالم العربي واليونان من أجل التعاون في مجال إعادة الإعمار، حيث هناك مبالغ مرصودة تقدّر بنحو 450 إلى 500 مليار دولار للدول العربية التي تحتاج إلى إعادة إعمار".


وتابع: "أما المبادرة الثانية فتقوم على إنشاء ممر للهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة، من خلال التشبيك بين الشركات الموجودة في العالم العربي واليونان، وذلك عبر التنسيق والتشاور بين القطاع الخاص من كلا الجانبين ولا يسما بين اتحاد الغرف العربية والغرفة العربية اليونانية".


وتقوم المبادرة الثالثة وفق أمين عام اتحاد الغرف العربية على إنشاء مركز للذكاء الاصطناعي في الطاقة والمياه، حيث أنّ الدراسات تشير إلى أنّ الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يساهم في خفض نسبة الانبعاثات الكربونية بنسبة 30 في المئة، وفي حال نجحنا في إدارة هذا الملف بالشكل المطلوب فإننا سنتمكّن من تحقيق النجاح المطلوب في ملف إعادة الإعمار.


أما المبادرة الرابعة والأخيرة المقترحة من جانب اتحاد الغرف العربية، بحسب الدكتور خالد حنفي، فتقوم على تحالف لوجستي وإنشاء موانئ محورية تقوم على مبدأ التعاون لا التنافس وذلك ضمن منظومة متناغمة تكون اليونان محطة محورية فيها بالشراكة مع الموانئ المحورية المتواجدة في العالم العربي، ومنها قناة السويس التي تقوم من خلال رئيس هيئة القناة الفريق أسامة ربيع بجهود جبارة وقد تجلى ذلك في الفترة الأخيرة من خلال الأزمة التي شهدها البحر الأحمر، مما ساهم في القاء ربط مصر والعالم العربي بجميع دول العالم.
 

رجال الأعمال تطالب بحوافز لتوسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي في الزراعةمصرف المركزي القطري يخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة في 2025

وتابع: "إننا في ظل ما يواجهه العالم من تحديات اقتصادية ومناخية متزايدة، نحتاج إلى شراكة مبنية على الابتكار والمسؤولية المشتركة، تضع الإنسان والبيئة في صميم المعادلة الاقتصادية، وتُحوّل التحديات إلى فرص نمو مشتركة".


وخلال كلمة لأمين عام الاتحاد، بصفته منسّقا ومديرا لجلسة بعنوان: "الطاقة والبناء في عصر الذكاء الاصطناعي"، ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي-اليوناني الرابع عشر"، شدد على "أننا نحن نجتمع اليوم في لحظة مفصلية، حيث تتلاقى ثلاث قوى تشكل مستقبل الاقتصاد: الطاقة والبناء والتحوّل الرقمي من خلال الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تشهد الاستثمارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط نموًا بنسبة كبيرة، حيث تأتي المنطقة في طليعة الاستفادة من هذه التقنيات، خصوصا وأنّ التبني الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي مع تعزيز المرونة المناخية قد يضيف ما يصل إلى232 مليار دولار إلى الناتج المحلي لمنطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2035.

وهناك شركات كبرى في قطاع الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط بدأت فعليًا في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة التشغيلية، وذلك في ظل القلق المتزايد من الاستهلاك المتنامي للطاقة نتيجة للنمو السريع في مراكز البيانات، وهو ما يُلقي بظلاله على الطلب الكهربي مستقبلا".


وأضاف: "أما في قطاع البناء، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد تشكيل تصميم المباني، التكلفة، الصيانة، وحتى استهلاك الطاقة. كما أن التحول الرقمي في البناء من خلال الذكاء الاصطناعي يفتح فرصًا للشراكة بين القطاعين العربي واليوناني، سواء في البنية التحتية أو في بناء المدن الذكية ومستدامة".

ودعا إلى أهمية الاستفادة من خبرات اليونان، وكذلك من قدرات الدول العربية، لبناء نموذج تعاون مستقبلي يُسهم في التنمية الخضراء والرقمنة. 

ومن هذا المنطلق على القطاعين العام والخاص في اليونان والعالم العربي، التفكير في إطلاق مبادرات ملموسة ومشاريع تجريبية في مجالات الطاقة والبناء الذكية، بما يرفع من مستوى العلاقة القائمة بين الجانبين العربي واليوناني من إطارها التقليدي القائم على التبادل التجاري، إلى الشراكة الاستراتيجية بما يساهم في تحقيق التطلعات المشتركة.

طباعة شارك المنتدى الاقتصادي الذكاء الاصطناعي التحوّل الرقمي البنية التحتية

مقالات مشابهة

  • الكرملين: روسيا ترحب بجهود تركيا للتوصل إلى تسوية في أوكرانيا
  • تركيا.. تدني شعبية الحركة القومية يضع تحالف أردوغان أمام خيارات صعبة
  • ترامب يتباهى: أحرر المعتقلين في تركيا بمكالمة مع أردوغان!
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • الكونغرس يمهّد لإنهاء حقبة قانون قيصر… خطوة أمريكية جديدة نحو إعادة تشكيل العلاقة مع سوريا
  • هل يجهّز أردوغان ابنه بلال ليصبح رئيس تركيا القادم؟
  • معلومات جديدة… هذا ما كشف عن العظام التي عثر عليها في محيط بركة دير سريان
  • سفير أمريكا بأنقرة: ترامب يقترب من حل مشكلة طائرات إف-35 مع تركيا
  • أوربان: لولا تركيا لغرقت أوروبا في الهجرة