قيادي بالجهاد الإسلامي: لن نوقع اتفاق استسلام وحرب الاستنزاف في مصلحتنا
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
لم تقدم الولايات المتحدة وإسرائيل اتفاق إطار يمكن التفاوض على أساسه لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنما قدمتها مقترحا يعني استسلام المقاومة والتنازل عن 40% من مساحة القطاع، تمهيدا لتهجير سكانه نحو شبه جزيرة سيناء المصرية، وفق ما أكده محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي.
ولا تمتلك المقاومة كثيرا من الخيارات، لكنها لن تقبل بهذا المقترح الذي تحاول به إسرائيل تحقيق إنجاز على الأرض لم تتمكن من تحقيقه عسكريا، حسب ما قاله الهندي في مقابلة مع الجزيرة.
ولم تقدم واشنطن وتل أبيب اتفاق إطار للتفاوض عليه كما تروجان، لكنهما قدمتا مقترح استسلام يمهد لحشر الفلسطينيين في غيتو صغير من أجل الدفع بهم نحو سيناء.
ويدور المقترح الأميركي -الذي يحاول الوسطاء إدخال تعديلات عليه- حول إنشاء مدينة خيام على أنقاض رفح جنوبي القطاع، لتكون مركزا لتسليم المساعدات للفلسطينيين الذين قال الهندي إن إسرائيل تحاول حشرهم في غيتو من أجل الدفع بهم إلى سيناء.
وتمارس الولايات المتحدة وإسرائيل -حسب نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي- حملة تضليل واسعة بالحديث عن وجود اتفاق وتحديد مواعيد محتملة لإعلان الصفقة، حتى يمكنهما لاحقا تحميل الفلسطينيين مسؤولية إفشال المفاوضات.
ولم تصل المفاوضات لمرحلة مناقشة تفاصيل، لأنها لا تزال متوقفة عند اتفاق الإطار الذي يفترض أن يتم التفاوض على أساسه، والذي أكد الهندي أن المقاومة لن تقبل به ما لم يتضمن وقف الحرب والانسحاب من القطاع وتقديم المساعدات بطريقة غير التي تريدها إسرائيل.
وتمثل هذه المطالب الثلاثة الرئيسية معضلة، حسب الهندي، لأن المقاومة لن تثق بالضمانة الأميركية التي لم تحترمها إسرائيل في الهدنة السابقة، ولن تقبل أيضا ببقاء قوات الاحتلال في القطاع ولا بالإبقاء على آلية توزيع المساعدات الحالية التي تقدم الفلسطينيين "طعاما" لمقاتلات الاحتلال.
إعلانويحاول الأميركيون تأجيل الحديث عن انسحاب القوات الإسرائيلية، ويريدون بدلا من ذلك تركيز المفاوضات على الأسرى الإسرائيليين، وهو أمر لا يمكن القبول به، كما يقول نائب الأمين العام لحركة الجهاد.
الاستنزاف في مصلحتنا
ورغم محدودية الإمكانيات وفداحة الأثمان التي يدفعها الفلسطينيون جراء استمرار الحرب، فإن المقاومة -كما يقول الهندي- تعتقد أن الوقت والاستنزاف في مصلحتها، لأن مقاتليها يخوضون المواجهات وهم مصابون، بينما الإسرائيليون ينتحرون حتى لا يعودوا للقطاع مجدد.
وقدمت المقاومة مرونة كبيرة في المفاوضات ولا تزال مستعدة لتقديم مزيد من المرونة، لكنها لن تقبل بالاستسلام أبدا، ولن توقع على اتفاق يشرعن قتل الفلسطينيين وتهجيرهم ويتنازل عن نصف مساحة القطاع لإسرائيل، حسب ما أكده الهندي.
ويسعى الوسطاء لإدخال تعديلات على المقترح الحالي من أجل التوصل لاتفاق مقبول، لكن الإسرائيليين -وفق الهندي- لا يرغبون في وقف الحرب، وإنما يحاولون إداراتها لأنهم يحاصرون القطاع ولا يستطيعون التوغل فيه خشية تكبد مزيد من الخسائر.
وترتكب إسرائيل مزيدا من الجرائم بحق الفلسطينيين على مدار الساعة بينما العالم يتفرج والدول العربية والإسلامية لا تفعل شيئا، وكأنها غير معنية بما يجري، وفق الهندي، الذي أكد أن كل العواصم ستكون مستباحة حال سقوط فلسطين.
وواجهت قوات الاحتلال عمليات صعبة من في عدة مناطق بالقطاع خلال الأيام الماضية، ولقي عدد كبير من الجنود والضباط حتفهم في كمائن ومواجهات ببيت حانون والشجاعية شمالا وخان يونس جنوبا.
واعترف الجيش الإسرائيلي بوقوع عدد من الكمائن التي يصفها بأنها "أحداث صعبة"، وأقر بمقتل عدد من الجنود والضباط في هذه الكمائن المركبة.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- تدمير آليات إسرائيلية في القطاع، بينما بثت مواقع إسرائيلية صورا لإجلاء عدد من الجنود المصابين بمروحيات عسكرية إلى مستشفيات داخل إسرائيل.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 4 جنود أُصيبوا إثر تفجير عبوة ناسفة بمركبة عسكرية إسرائيلية خلال توغل في خان يونس جنوبي القطاع، في حين أُصيب جندي آخر خلال اشتباكات شمالي غزة.
وقالت مواقع إسرائيلية إن معارك عنيفة دارت خلال الساعات الماضية، بعضها جرى وجها لوجه في مناطق متعددة من قطاع غزة، وسط تصاعد لافت في وتيرة المواجهات وتكثيف لاستخدام سلاح العبوات والكمائن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الجهاد الإسلامی لن تقبل
إقرأ أيضاً:
عن اغتيال "سعد".."خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تُطبق نظرية "جز العشب" بغزة لمنع نمو المقاومة
غزة - خاص صفا
لا يُعد اغتيال "إسرائيل" للقائد البارز في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، رائد سعد، عملية رد على استهداف جنود، لكنها عملية "جز العُشب"، التي تنفذها بغزة، ضمن معادلات معينة.
واغتالت "إسرائيل" أمس السبت، القيادي سعد وثلاثة من مقاتلي "القسام"، باستهداف مركبته قرب شاطىء بحر غزة، بعملية مفاجئة، زعمت لاحقًا أنها رد على إصابة جنديين لها بجروح طفيفة.
ولكن الأمر يبعد كثيرًا عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، فـ"إسرائيل" تحاول أن تصل بطريقة معينة لأهدافها، قبل أن يتم الدخول بالمرحلة الثانية "التي تشكل ضررًا لها"، حسب خبير في الشأن الأمني والمقاومة.
استباق مرحلة "الضرر"
ويقول الخبير لوكالة "صفا"، "نحن في المرحلة الأولى من الاتفاق وهذه المرحلة دقيقة، خاصة في ظل الحديث عن قرب الدخول بالثانية، وهو ما تحاول إسرائيل، أن تصل قبله بطريقة ما لأهدافها حسب معادلات معينة".
ويوضح أن "إسرائيل"، تنفذ نظرية "جز العشب"، وهي معادلة موجودة في العقلية العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ضمن منهجية تصير عليها، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة هي من دروس "7 أكتوبر".
ويوضح أن "إسرائيل" لم تتمكن من الوصول بكل أهدافها في القضاء على المقاومة خلال حرب الإبادة، وبالتالي فإن المرحلة الثانية ستشكل ضررًا عليها، ما لم تذهب لاستهداف بعض الشخصيات.
وكما يقول "إسرائيل وضعت أهدافها في القضاء على المقاومة وضرب الإدارة السلطوية لحماس، وهي بذلك تذهب لضرب العاملين في الأجهزة الحكومية والأمنية وقيادات المقاومة في غزة"، مشيرًا إلى اغتيال ضابط الأمن الداخلي "زمزم" في المحافظة الوسطى صباح اليوم.
ويعزي ما حدث إلى أنها "تريد إحداث ضغط نفسي على المجتمع والناس وصناعة الإرباك والفوضى، لأن حالة الاستقرار التي نجحت الأجهزة بغزة في تثبيتها غير مريحة للاحتلال".
ولذلك، فإن "إسرائيل" تحاول بناء معادلات أمنية جديدة، تسمح لها بحرية الحركة في غزة، وتمنع نمو المقاومة وتأخير حالة الضبط والاستقرار التي ظهرت واضحة في المرحلة الأولى، يجزم الخبير الأمني.
مرحلة مُخاضة ستجتازها
ويشدد على أن "إسرائيل تستخدم أدوات مختلفة في ضرب الأمن بغزة، بين الاغتيال الجوي والعمليات الأمنية الخاصة عبر عملاء لها".
ويفسر ذلك بأنها "لا تريد أن تظهر بأنها تُمعن في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار".
ويستطرد "هذه المسألة -عمليات الاغتيال عبر العملاء- يمكن للمقاومة أن تقضي عليها وتحبطها ، عبر الاستفادة من الدروس، خاصة وأن لها تجارب سابقة في التغلب عليها".
"بمعنى آخر الساحة في غزة مفتوحة ما بين الاستهداف العلني وبين العمليات السرية، وهذا قد يأخذ وقتًا ليس بالقليل إلى أن تتمكن المقاومة من إيجاد حلول وتثبيت معادلات في الميدان، كما جرى عامي 2004 وأواخر 2005".
ويعني الخبير الأمني بوجود تشابه بين تلك الفترة التي حاولت "إسرائيل" خلالها تنفيذ عمليات اغتيال بأدوات مختلفة بغزة، والمرحلة الحالية التي تشهدها، وهو ما يؤكد التغلب عليها مستقبلًا، كونها مُخاضة.
وإزاء ذلك، فإن الأهم من وجهة نظر الخبير، أن المجتمع الفلسطيني بغزة هو حاضن للمقاومة، ويعمل على حماية أبناءها، مضيفًا أنه أثبت تعاونه في كل محطات المقاومة السابقة.
كما يشدد على أن المطلوب في الوقت الراهن على المستوى الشعبي والأمني "الوعي وأخذ الحيطة وعدم الارتكان أو الاستهتار، لأن العدو لا ينام، ويُريد أن يُحدث معادلات ويخشى أن يخسر هذه المعركة".