شارع سيح قطنة إلى قرية وادي بني حبيب.. واجهة مدينة تحتاج إلى إنقاذ عاجل
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
زهران الفهدي
في قلب ولاية الجبل الأخضر حيث تُزهو الطبيعة بجمالها الأخّاذ وتُعانق السماء قمم الجبال الشامخة، يقع شارع سيح قطنة الذي يربط بين المذبحة ووادي بني حبيب.. هذا الشارع ليس مجرد مسار للنقل، بل هو شريان حيوي وواجهة سياحية تليق بجمال المنطقة، إلا أنه يعاني من إهمال واضح يتناقض مع المكانة التي تستحقها هذه البقعة الساحرة من سلطنة عُمان.
شارع متكسر وحفر تهدد السلامة
لا يخفى على أي زائر أو مواطن يمر عبر شارع سيح قطنة ما يعانيه من تدهور كبير: حفر عميقة، وأرصفة متكسرة، وضيق في المسارات التي بالكاد تتسع لمركبتين. هذه المعاناة اليومية لا تقتصر على الإزعاج فحسب، بل أصبحت خطرًا يهدد سلامة الأهالي والسياح على حد سواء. فكم من حادث وقع بسبب هذه الحفر؟ وكم من سائح فضّل عدم العودة بعدما رأى الطرقات في مثل هذا الحال؟
السياحة في خطر والفرص تضيع
ولاية الجبل الأخضر تُعدّ من أهم الوجهات السياحية في عُمان، بفضل طقسها المعتدل وطبيعتها الخلابة وتراثها العريق. لكن كيف لنا أن ننمي السياحة ونحن نهمل البنية الأساسية؟ شارع سيح قطنة هو بوابة رئيسية للسياح الذين يتجهون إلى قرى العين والشريحة وسيق وروابي سيق ومرتفعات سيق ووادي بني حبيب، وإذا كانت هذه البوابة مُهترئة، فكيف سننقل لهم صورة مشرقة عن عُمان؟
نداء إلى الجهات المعنية: التحرك فورًا
نحن لا نطلب المستحيل، بل نطالب بحق أساسي من حقوق المواطن والزائر: طرق آمنة وممهدة، لذا، نوجه هذا الاقتراح إلى الجهات المسؤولة في الحكومة بأسلوب حضاري يليق بمكانتها، ونرجو النظر في هذا الملف للأسباب التالية:
سلامة المواطنين والمقيمين: الحفر والانكسارات في الشارع تسبب حوادث مرورية، خاصة في الليل أو أثناء الطقس الضبابي الذي يشتهر به الجبل الأخضر. تعزيز السياحة: تحسين الشارع سيسهم في جذب المزيد من الزوار، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي. . الحفاظ على صورة عُمان الحضارية: البنية الأساسية المتطورة هي عنوان التقدم، ولا ينبغي أن تظل مثل هذه الشوارع في وضع مزرٍ.الحلول المقترحة
التوسعة الفورية للشارع لتجنب الازدحام والحوادث. إعادة رصف الطريق، وإصلاحه بشكل دائم، وليس مجرد ترقيع مؤقت، وتوفير إنارة كافية لتعزيز السلامة ليلًا. تنسيق الجهود بين البلدية ووزارة النقل لوضع خطة سريعة للإصلاح.إلى متى الانتظار
شارع سيح قطنة إلى قرية وادي بني حبيب ليس مجرد طريق، بل هو عنوان للجبل الأخضر، ومن المؤسف أن تظل مثل هذه المناطق الحيوية تعاني من الإهمال، نتمنى أن تصل أصوات الأهالي إلى المسؤولين، وأن نرى تحركًا سريعًا ينقذ هذه الواجهة قبل أن يتكرر السيناريو المؤلم لحوادث قد تكون ضحيتها أرواح بريئة.
الوقت ليس في صالحنا… فلتكن
يسعدني أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى حكومتنا الرشيدة، وعلى رأسها جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- ومن يمثله في الولاية سعادة المحافظ ووالي الجبل الأخضر وجميع الإداريين فيها على الجهود الكبيرة والملموسة التي يبذلونها لتنمية ولاية الجبل الأخضر، والتي جعلت منها نموذجًا للتنمية المستدامة والازدهار في مختلف المجالات.
إن هذه الجهود الجبارة تُبرز حرص حكومتنا على تحقيق التنمية المتوازنة بين جميع محافظات وولايات السلطنة، وتؤكد سعيها الدائم لتحقيق رؤية "عُمان 2040" التي تعلي من مصلحة المواطنين، ونحن على ثقة بأن مسيرة العطاء والتقدم ستستمر بقيادتنا الحكيمة. دمتم ذخرًا لهذا الوطن الغالي، وكل عام وعُماننا الحبيبة في تقدم وازدهار.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الجبل الأخضر
إقرأ أيضاً:
بورسعيد .. واجهة حضارية تتألق في معرض الكتاب
تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، شهد البرنامج الثقافي لمعرض بورسعيد الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ندوة مميزة بعنوان "بورسعيد.. نبض من حضارة مصر"، بمشاركة نخبة من الرموز الفكرية والأدبية ذات الحضور الفاعل في المشهد الثقافي المصري.
شارك في الندوة كل من الروائي والمترجم الدكتور سامح الجباس، والأكاديمي المتخصص في التاريخ الحديث الدكتور مرسي قطب، والكاتب الأثري والمؤرخ شعبان إبراهيم، فيما أدار الحوار الباحث في التراث الشعبي عبد الفتاح البيه، الذي قدّم للقاء بإضاءة على أهمية توثيق هوية بورسعيد الثقافية كإحدى ركائز الوجدان الوطني.
تناولت الندوة أبعادًا متعددة من تاريخ بورسعيد، وموقعها الاستراتيجي، خاصة بعد حفر قناة السويس، حيث شكل بوابةً تلاقت عندها حضارات وثقافات من مختلف أنحاء العالم، لتصنع طابعها الفريد الذي يمزج بين الأصالة والانفتاح، وبين الحرف التقليدية والعمارة المميزة، وبين النضال الوطني والإرث الشعبي الغني.
أكد الدكتور سامح الجباس، أن بورسعيد ليست مجرد مركز تجاري عالمي، بل تمثل بؤرة ثقافية زاخرة بالحيوية والتنوع، مشيرًا إلى تناولها روائيًا في أعماله، لاسيما في روايته "حي الإفرنج"، التي أبرزت ملامح المدينة من زاوية إبداعية تضيء على تاريخها وسكانها.
من جانبه، استعرض الدكتور مرسي قطب ملامح من بحثه حول التحولات التاريخية التي شهدتها المدينة، وخاصة خلال فترة العدوان الثلاثي، مؤكدًا أن بورسعيد كانت وما زالت في قلب الأحداث الوطنية الكبرى، بدءًا من إضراب عمال الفحم عام 1882، مرورًا بالحراك الشعبي في ثورتي 1919 و1952، وحتى بطولاتها أثناء المقاومة الشعبية في 1956.
كما أشار الكاتب والأثري شعبان إبراهيم إلى أن التراث المصري المادي واللامادي يتجلى بوضوح في بورسعيد، التي حافظت على تقاليدها الشعبية ومظاهرها الثقافية، مؤكدًا أن العادات القديمة مثل "سبوع المولود" تمتد بجذورها إلى عصور الفراعنة، وتعكس استمرارية الهوية الثقافية المصرية.
وتخللت الندوة مداخلات ثرية من عدد من المثقفين، حيث أكد الروائي السعيد صالح أن العلاقة بين التاريخ والرواية علاقة تكامل، فيما شدد الكاتب أسامة المصري على أهمية التأريخ الإبداعي من خلال العمل الروائي، وأشار المفكر عبد السلام الألفي إلى أن الروايات تؤصل وتؤرخ لوقائع قد يغفلها السرد التاريخي الرسمي.
في ختام اللقاء، أجمع المشاركون على أن بورسعيد تمثل نقطة التقاء فريدة للثقافات، ورمزًا وطنيًا للمقاومة والانفتاح، ومثالاً حيًا على التفاعل بين الماضي والحاضر في صياغة الذاكرة الجمعية للشعب المصري.