فريق من جامعة الإمارات يطور أسراباً روبوتية تحاكي النحل
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
حصل فريق بحثي من جامعة الإمارات العربية المتحدة على براءة اختراع من مكتب الولايات المتحدة لبراءات الإختراع والعلامات التجارية، عن تصميم نظام متطور من الروبوتات الذكية المتحولة، المصممة خصيصا لفحص وصيانة الأنابيب الأرضية تحت السطح باستخدام تقنية السرب.
ضم الفريق كلا من الدكتور فادي النجار، المتخصص في الذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان والروبوتات العصبية، والدكتور وليد أحمد، الخبير في التصنيع الإضافي والهندسة الميكانيكية، وأمجد الحسن، طالب ماجستير ومساعد باحث في الهندسة الميكانيكية، بالإضافة إلى المهندس الفني مثنى أحمد عزيز.
يعتمد النظام على مجموعة روبوتات صغيرة الحجم قادرة على التنسيق فيما بينها بآلية مستلهمة من سلوك النمل والنحل، حيث تتوزع المهام تلقائيا، وتتفاعل الروبوتات في الوقت الحقيقي مع التحديات البيئية.
ويمكن لكل روبوت أداء وظيفة محددة مثل الكشف عن التسريبات، والتقاط الصور، أو تنفيذ الإصلاحات داخل الأنابيب، ما يعزز من كفاءة الفحص والصيانة ويقلل من الحاجة لتدخل بشري أو حفر خارجي.
وأوضح الدكتور فادي النجار أن الروبوتات الذكية تم تطويرها لتعمل ضمن بنية جماعية مترابطة تتواصل فيما بينها وتتكيف مع البيئات المعقدة، مما يُعد نقلة نوعية في تقنيات إدارة وصيانة شبكات الأنابيب، خاصة في البيئات الصعبة.
وأشار إلى أن هذا النظام سيسهم في تقليل التكاليف التشغيلية، والحد من الأعطال، وتقليل نسب التلوث الناتج عن التسريبات، فضلًا عن إطالة عمر البنية التحتية الحيوية.
وأكد أن هذا الابتكار يعكس دعم جامعة الإمارات للبحث العلمي التطبيقي، ويمثل تقدما علميا نوعيا يعزز من دورها مركزاً رائداً في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات والهندسة المستدامة، مشيرا إلى أن الفريق يطمح إلى مواصلة تطوير ابتكارات جديدة تدعم الاستدامة وتخدم الاقتصاد المعرفي. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: روبوتات الذكاء الاصطناعي جامعة الإمارات
إقرأ أيضاً:
فريق الإمارات يواصل عمليات البحث والإنقاذ في سريلانكا
صالح البحار ووام (أبوظبي، كولومبو)
وصلت أمس إلى مطار العاصمة السريلانكية كولومبو طائرة المساعدات الإنسانية رقم (8) ضمن الجسر الجوي الإماراتي، حاملة (1080) طرداً غذائياً، ليصل إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة منذ بدء الاستجابة إلى أكثر من 116 طناً من المواد الإغاثية المتنوعة، تشمل الغذاء ومواد الإيواء والدعم اللوجستي.وتؤكد دولة الإمارات، من خلال فرقها الميدانية وجسرها الجوي المتواصل، التزامها بدعم الشعب السريلانكي الصديق، وتعزيز جهود الإنقاذ والإغاثة والتعافي من آثار الفيضانات.
وتتواصل في سريلانكا عمليات البحث والانتشال التي ينفذها فريق الإمارات للبحث والإنقاذ، التابع لهيئة أبوظبي للدفاع المدني، وذلك ضمن جهود الدولة في مساندة المتضررين من الانهيارات الأرضية التي خلفها الإعصار في المناطق الجبلية، لا سيما في إقليم المرتفعات الوسطى الذي شهد خسائر بشرية ومادية واسعة.
وفي هذا السياق، انتقل الفريق مؤخراً إلى الموقع السادس في منطقة إلكادوا، وهو أحد أكثر المواقع صعوبة في الوصول والتعامل الميداني نظراً لطبيعة تضاريسه وشدة الانهيارات الطينية التي ضربت طوابق جبلية بأكملها.
يقع الموقع السادس في قلب منطقة جبلية تتداخل فيها الأشجار المنهارة مع صخور ضخمة، ما يجعل عمليات الحركة والتمشيط عملاً بالغ الحساسية.
وتعمل فرق البحث الإماراتية التابعة لهيئة أبوظبي للدفاع المدني باستخدام معدات متخصصة وأجهزة استشعار وكلاب من وحدة K9، وسط تحديات متزايدة ناجمة عن استمرار هطول الأمطار، والتي تؤدي إلى تفتت التربة وتضاعف احتمالات الانهيارات، الأمر الذي يستدعي تطبيق بروتوكولات أمان صارمة وتقييم ميداني لحظي قبل أي تحرك.
الأمطار التي لا تكاد تتوقف تحول الأرض الجبلية إلى طين زلق، وتزيد من هشاشة المرتفعات، مما يجعل حياة أفراد الفريق في مواجهة مباشرة مع احتمالات سقوط صخور أو انزلاق مسارات البحث. ومع ذلك، فقد أعلنت قيادة فريق الإمارات استمرارها في العمل وفق خطط طوارئ تتيح تعليق العملية عند الضرورة وإعادة الانتشار عند تغير الظروف، مع تأمين فرق طبية ميدانية تحسباً لأي إصابة.
وقال العميد مظفر محمد العامري، قائد فريق الإمارات للبحث والإنقاذ التابع لهيئة أبوظبي للدفاع المدني، في تصريح خاص لـ «الاتحاد»: «نحن الآن في الموقع السادس، وما زال فريق الإمارات للبحث والإنقاذ التابع لهيئة أبوظبي للدفاع المدني مستمراً في عمليات البحث، رغم هطول الأمطار الذي لا يتوقف، وكثافة الطين والأمطار المتواصلة تؤدي إلى صعوبات في بعض عمليات الانتشال، لكن الفريق يواصل العمل دون توقف. في هذه المنطقة تحديداً، تعمل وحدات البحث على تمشيط الموقع بعد أن ورد بلاغ من الأهالي عن وجود عائلة مفقودة، وقد أعطت فرق الـ K9 مؤشرات إيجابية في هذا الموقع، وتم العثور بالفعل على جزء من المفقودين، ونسعى، بإذن الله، إلى إخراجهم في أسرع وقت ممكن».
وأضاف: صحيح أن الظروف الجوية صعبة للغاية، فنحن الآن فوق قمم جبلية تشهد انحدارات وخطورة واضحة، ومع ذلك يواصل أفراد الفريق عملهم بكل عزيمة. وبالتأكيد، فإن سلامة عناصرنا تأتي في المقام الأول، لذلك نتخذ المواقع المناسبة ونتعامل مع طبيعة المنطقة وفق إجراءات أمان دقيقة، بينما تستمر أعمال البحث والإنقاذ بوتيرة متواصلة حتى هذه اللحظة.
وشهدت الساعات الماضية العثور على جثمان أحد المفقودين بعد جهود مضنية استغرقت ساعات من العمل المتواصل. وقد حاولنا الحديث إلى أبناء المتوفى الذين كانوا يتابعون لحظة استخراج الجثمان، إلا أنهم لم يتمكنوا من إكمال الحديث، وفضّلوا الرحيل بصمت يختصر حجم الفاجعة التي تعيشها أسر عديدة في هذه المنطقة منذ بدء الانهيارات. ويصف سكان المنطقة ما يجري بأنه «أكبر كارثة عرفوها منذ عقود».
لقد أثبتت الإمارات، قيادة وشعباً ومؤسسات، حضورها الإنساني في مختلف مناطق الكوارث حول العالم.
وفي ظل التحديات الكبرى التي تفرضها تضاريس الجبال وهطول الأمطار، يواصل فريق الإمارات في الموقع السادس جهوده بحثاً عن ناجين أو مفقودين، في سباق مع الزمن قبل تفاقم الظروف الجوية.