شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في منتدى التكنولوجيا المالية لعام 2025 الذي يُعقد تحت شعار: "التشريع لتعزيز النمو والتمويل" الذي تنظمه الهيئة العامة لـ الرقابة المالية، بحضور الدكتور محمد فريد، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة المالية، حيث يُعد هذا المنتدى محطة بارزة تجمع بين الهيئة العامة للرقابة المالية ونخبة من رواد وقادة الأعمال والمستثمرين وأصحاب الشركات الناشئة باستخدام التكنولوجيا، ورواد الابتكار في التكنولوجيا المالية، في حوار رفيع المستوى وتبادل استراتيجي للرؤى والخبرات.

وفي مستهل كلمتها، أشادت الدكتورة رانيا المشاط،  بالجهود التي تبذلها الهيئة العامة للرقابة المالية والتي كان لها الأثر الكبير في تعزيز الإطار التنظيمي وتطوير بيئة التكنولوجيا المالية بالقطاع المالي غير المصرفي، الأمر الذي مهد الطريق لانعقاد هذا المنتدى وأن يكون بمثابة احتفال بما تم إنجازه وتدشينا لانطلاقات جديدة في ذات المسار الداعم لها لهذا القطاع الحيوي.

وزيرة التخطيط الألمانية: التعاون الاستراتيجي مع مصر سيزيد قريباالتخطيط:مبادلة 340 مليون يورو ديون مع ألمانيا ونتفاوض على 100 مليون أخرىوزيرة التخطيط: تنفيذ مشروعات هامة ضمن برنامج مبادلة الديون مع ألمانيا

وأوضحت أنه على الرغم من التحديات المتتابعة بالاقتصاد المصري في السنوات الأخيرة، شهد قطاع التكنولوجيا المالية في مصر نمواً غير مسبوق، حيث ارتفع عدد شركات التكنولوجيا المالية بأكثر من خمسة أضعاف خلال الخمس سنوات الماضية، في دلالة واضحة على تسارع الابتكار في الخدمات المالية، وزيادة الطلب على حلول تكنولوجية تسهم في الشمول المالي والوصول إلى شرائح أوسع من المجتمع ليرتفع معدل الشمول المالي إلى ما يقارب ٧٥% بنهاية العام الماضي.

أوضحت أن هذا التطور جاء كنتيجة لتوافر العديد من عوامل النجاح، من إطار تشريعي واضح، وإرادة قوية من الهيئة العامة للرقابة المالية والبنك المركزي المصري لتعزيز التحول الرقمي والمعاملات المالية غير النقدية، إلى جانب حوار فعّال بين جميع الأطراف ذات الصلة، وعلى رأسها القطاع الخاص، وتُعد هذه العناصر مجتمعة من الركائز الأساسية لنجاح أي منظومة للشركات الناشئة والتي هي عصب الابتكار والنمو في أي قطاع.

وتطرقت "المشاط" إلى المجموعة الوزارية لريادة الأعمال التي تم إنشائها بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء، برئاسة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وبعضوية جميع الوزراء والجهات المعنية بهدف تعزيز قدرة الشركات الناشئة وبيئة ريادة الأعمال على تحقيق نمو اقتصادي مستدام ومتسارع قائم على التنافسية والمعرفة، بما يسهم في خلق فرص عمل لائقة، مضيفة أنه منذ تشكيلها، قامت المجموعة الوزارية بالعمل مع مجتمع الشركات الناشئة بشكل تشاركي وحسب أفضل الممارسات الدولية وتم تشكيل مجموعات عمل تضم ممثلين عن مجتمع ريادة الأعمال من مؤسسي الشركات الناشئة، والمستثمرين، والجهات الداعمة، وأعضاء المجالس النيابية، والمجتمع المدني.


وأضافت أنه في ضوء المشاركة الفعالة للهيئة العامة للرقابة المالية ضمن المجموعة الوزارية، تم عقد عدة اجتماعات للتشاور والتنسيق المكثف مع الهيئة، والتي أثمرت عن تحديد ٨ سياسات محفزة لنمو التكنولوجيا المالية، وتعزيز الابتكار في القطاع المالي غير المصرفي، بما يشمل قطاع رأس مال المخاطر، ومنصات التمويل الجماعي، وبما يسهم في تسهيل الوصول إلى التمويل، وتوسيع قاعدة المستفيدين، وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والدولية.

 كما تم تضمين تلك السياسات والإجراءات المتفق عليها ضمن حزمة أوسع تضم ٧٧ إجراءً وسياسة، تم تطويرها بالتنسيق مع ١٩ جهة حكومية، وسيتم الإعلان عنها جميعًا في إطار «ميثاق الشركات الناشئة في مصر»، الذي يمثل خارطة طريق موحدة تُحدّد التزامات الدولة تجاه دعم الشركات الناشئة، وتعكس رؤية إصلاحية شاملة يتم تنفيذها على مراحل مدروسة، من أجل تعزيز بيئة ريادة الأعمال، واستعادة ثقة جميع الأطراف المعنية، محليًا ودوليًا.

أوضحت أنه في هذا الإطار، كان من الضروري وضع تعريف موحّد للشركات الناشئة، يتيح توجيه الموارد الحكومية بكفاءة ويضمن وصول السياسات والحوافز للمستفيدين الفعليين، وقد تم بالفعل اعتماد تعريف للشركات الناشئة وتطوير "شهادة تصنيف الشركة الناشئة"، التي تُمنح للشركات الملتزمة بالمعايير المحددة، بما يُسهّل وصولها إلى التمويل والأسواق، ويُشكّل خطوة تنفيذية رئيسية نحو تفعيل ميثاق الشركات الناشئة في مصر، لافتة إلى أن الجهود تتضمن أيضاً العمل على إطلاق منصة إلكترونية لتسجيل وترخيص الشركات الناشئة، فضلاً عن مبادرة تمويلية موحدة، تستهدف توحيد الجهود بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة، لدعم أكثر من 5 آلاف شركة ناشئة، بما فيها شركات قطاع التكنولوجيا المالية لتساهم بعضها في التمكين الاقتصادي للسيدات، وتعزيز الآثار المجتمعية والبيئية، وتوفير نحو 500 ألف فرصة عمل مباشرة.

وذكرت "المشاط" أنه تم تصميم برنامج لدعم الشركات الناشئة في مرحلة النضوج، أي تلك التي اجتذبت مستويات متقدمة من التمويل، من خلال إجراءات تُسهّل توسعها إلى أسواق إقليمية ودولية. كما تشمل برنامج “soft landing” لتيسير انتقال الشركات الدولية الراغبة في العمل داخل السوق المصري، مع توفير بيئة تنظيمية وتجارية داعمة، مضيفة أنه قد تم تنفيذ كل هذه الجهود من خلال عمل مستمر ودؤوب – وبعيدًا عن الأضواء - وبالتنسيق الوثيق مع مجتمع ريادة الأعمال على مدار الأشهر الماضية، وذلك لضمان تقديم رؤية متكاملة تلبي تطلعات رواد الأعمال. وجاري حاليًا وضع اللمسات الأخيرة، على أن يتم الإعلان عن هذه الجهود قريبًا بشكل رسمي ضمن حزمة واحدة وفي إطار إطلاق «ميثاق الشركات الناشئة في مصر»، بهدف خلق زخم وطني قوي يدفع بمنظومة الشركات الناشئة المصرية إلى موقع تنافسي على المستوى العالمي.

وقالت إن أهمية التكنولوجيا المالية تكمن في قدرتها على إعادة تعريف علاقة الأفراد والمؤسسات بالقطاع المالي المصرفي وغير المصرفي، وتسريع التحول الرقمي، وتعزيز الشفافية، وتوسيع قاعدة المستفيدين، لا سيما في المناطق المهمشة أو غير المخدومة.

 كما تلعب التكنولوجيا المالية دورًاِ محوريًا في جذب التمويل الدولي للقطاع الخاص، حيث تؤكد البيانات أن حوالي 41% من التمويل التنموي في مصر يتم توجيهه عبر المؤسسات المالية الوسيطة، بما يشمل البنوك، وصناديق الاستثمار الخاصة، وصناديق رأس المال المخاطر. وهو ما يُبرز الجاذبية المتزايدة للقطاع المالي، ودور التكنولوجيا المالية في دعم التنمية المستدامة، من خلال تسهيل الوصول إلى التمويل التنموي، وتحفيز الاستثمار، وزيادة تنافسية الشركات الناشئة المصرية.

وذكرت أنه لسد الفجوة المعلوماتية وتوحيد آليات التواصل المباشر بين شركاء التنمية والقطاع الخاص وتعظيم تلك الشراكات، دشنت الوزارة منصة «حافز» للدعم المالي والفني، والتي تتيح للقطاع الخاص بكافة أحجامه وأنشطته أكثر من ٩٠ خدمة وأكثر من ألف فرصة محلية ودولية لتصبح منصة متكاملة وموحدة ونافذة هامة على فرص الشراكات بين القطاع الخاص وشركاء التنمية، لافتة إلى أن هذه الجهود أثمرت عن صياغة وتنفيذ مشروعات في قطاعات مختلفة ومتعددة وبلغت التمويلات التنموية المقدمة لتلك المشروعات من شركاء التنمية أكثر من 15.6 مليار دولار، من 2020 وحتى مايو 2025، أتاحها أكثر من 30 شريك تنمية ثنائي ومتعدد الأطراف، منوهة أن البنوك والمؤسسات المالية، تعد من أكثر القطاعات استفادة من التمويلات التنموية منذ 2020، لتستحوذ على أكثر من 40% من إجمالي التمويلات التنموية.

طباعة شارك الدكتورة رانيا المشاط التخطيط والتنمية الاقتصادية الرقابة المالية الشركات الناشئة القطاع المالي غير المصرفي الهيئة العامة للرقابة المالية الخدمات المالية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتورة رانيا المشاط التخطيط والتنمية الاقتصادية الرقابة المالية الشركات الناشئة القطاع المالي غير المصرفي الهيئة العامة للرقابة المالية الخدمات المالية الهیئة العامة للرقابة المالیة التکنولوجیا المالیة الشرکات الناشئة فی القطاع المالی ریادة الأعمال غیر المصرفی المالیة ا أکثر من فی مصر جمیع ا

إقرأ أيضاً:

الرقابة المالية تصدر التقرير السنوي لأداء صناديق التأمين الخاصة لعام 2024

أصدرت الهيئة العامة للرقابة المالية تقريرها السنوي لأداء صناديق التأمين الخاصة لعام 2024، في خطوة تعكس الدور المحوري للهيئة في دعم شفافية قطاع التأمين، وتوفير بيانات دقيقة تُسهم في رفع كفاءة السوق وتعزيز ثقة المتعاملين، ويُعد التقرير مرجعًا أساسيًا لرصد الاتجاهات المالية والاستثمارية للصناديق، وأداة مهمة في دعم صناعة القرار والسياسات التي تعزز الحوكمة والحماية التأمينية في مصر.

168.1 مليار جنيه إجمالي استثمارات صناديق التأمين الخاصة بنهاية 2024 مقابل 133.7 مليار جنيه في 2023

واشتمل التقرير على أحدث المؤشرات المالية ونتائج الأعمال عن العام المنتهي في 31 ديسمبر 2024، مسلطًا الضوء على الأداء المتنامي لصناديق التأمين الخاصة باعتبارها إحدى آليات الحماية الاجتماعية، ووسائل الادخار والاستثمار طويل الأجل التي تقدم مزايا تأمينية اختيارية ودعمًا ماليًا للمشتركين، بما يسهم في تعزيز الاستقرار المالي والاجتماعي للأفراد وأسرهم، وتخضع الصناديق لرقابة دقيقة من الهيئة وفق أفضل الممارسات الدولية لضمان سلامة إدارة أموالها ومتانة مراكزها المالية.

ورصدت الهيئة من خلال التقرير تطور أداء صناديق التأمين الخاصة، بالتوازي مع جهودها المستمرة لتطوير هذا القطاع الحيوي وتوسيع نطاق الاستفادة منه ليشمل فئات جديدة من المواطنين غير المشمولين بالتغطية التأمينية، مع العمل على تحسين وتنويع الأدوات الاستثمارية المتاحة للصناديق، بما يعزز دورها كمستثمر مؤسسي يدعم الاقتصاد الوطني ويرفع العوائد لصالح أعضائها.

وتضمن التقرير استعراضًا شاملاً للمسار التشريعي المنظم لنشاط صناديق التأمين الخاصة، بدءًا من قانون رقم 54 لسنة 1975، مرورًا بالتعديلات المتتابعة للائحة التنفيذية وقواعد الحوكمة، وصولًا إلى قانون التأمين الموحد رقم 155 لسنة 2024 الذي وحّد الإطار القانوني لجميع أنشطة التأمين تحت مظلة واحدة، وأفرد فصلًا متكاملًا لتنظيم صناديق التأمين الخاصة، منهياً العمل بالقانون القديم.

ويُعد قانون التأمين الموحد أول تشريع شامل للقطاع بعد أن كان يخضع لأربعة قوانين منفصلة، ما يجعله خطوة مهمة لدعم التنظيم والرقمنة وتعزيز استخدام التكنولوجيا المالية وتوسيع نطاق المستفيدين من الخدمات التأمينية.

كما شهد عام 2024 إصدار حزمة من القرارات التنظيمية شملت تحديث ضوابط الحوكمة، وإصدار قواعد استثمار الأموال، وإلزام الصناديق التي تتجاوز أموالها 500 مليون جنيه بإعداد قوائم مالية وفقًا لمعايير المحاسبة المصرية، كما نظمت الهيئة شروط اختيار أعضاء مجالس الإدارة وآليات التسجيل والشطب وتعديل النظم الأساسية، مع تحديد نسب وضوابط ملزمة لاستثمار أموال الصناديق في أدوات استثمارية متنوعة.

وكشف التقرير عن ارتفاع عدد الصناديق السارية إلى 671 صندوقًا، وزيادة عدد الأعضاء إلى نحو 4.3 مليون عضو. وبلغ إجمالي الاشتراكات 18.6 مليار جنيه بنهاية 2024 مقابل 15.5 مليار جنيه في 2023 بنسبة نمو 20%. كما ارتفع إجمالي الأصول إلى 195.8 مليار جنيه مقابل 162.9 مليار جنيه، محققًا نموًا بنسبة 20.2%، وبلغ المال الاحتياطي 184.8 مليار جنيه مقارنة بـ151.4 مليار جنيه بمعدل نمو 22%.

وسجلت استثمارات الصناديق نموًا قويًا، حيث بلغت 168.1 مليار جنيه في نهاية 2024 مقارنة بـ133.7 مليار جنيه في 2023 بنسبة نمو 25.7%. كما ارتفعت قيمة المزايا التأمينية المسددة إلى 17.9 مليار جنيه مقابل 15.9 مليار جنيه بنسبة نمو 12.6%. وحقق صافي الدخل من الاستثمارات قفزة ملحوظة ليصل إلى 31.4 مليار جنيه مقارنة بـ16.8 مليار جنيه بنسبة نمو 87%.

وفي إطار خطتها للتحول الرقمي، تواصل الهيئة العامة للرقابة المالية تنفيذ برنامج متكامل للميكنة يشمل تحسين الخدمات المقدمة للأفراد والمؤسسات، والاستفادة من التقنيات الحديثة لإتاحة منتجات تأمينية مبتكرة تلبي متطلبات مختلف شرائح المجتمع، وتعزز الشمول التأميني، كما أتاحت الهيئة تأسيس صناديق مشتركة بين أكثر من جهة، بما يدعم تنمية الوعاء الادخاري والاستثماري في المجتمع.

ويؤكد إصدار التقرير السنوي لعام 2024 التزام الهيئة بمواصلة بناء بيئة تأمينية قوية ومنضبطة، وتوفير بيانات دقيقة وشفافة تعزز قدرة صناديق التأمين الخاصة على دعم منظومة الحماية الاجتماعية ودورها كمستثمر مؤسسي فاعل في الاقتصاد الوطني، وترسيخ مكانة الهيئة كركيزة أساسية في تطوير قطاع التأمين المصري.

اقرأ أيضا

عاجل | بقيمة 10 جنيهات.. تحرك جديد في سعر الذهب بمستهل تعاملات اليوم الخميس 11 ديسمبر

بعد تخفيض الفائدة الأمريكية.. مفاجأة جديدة في سعر الذهب اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025

بعد قرار الفيدرالي الأمريكي.. سعر الدولار اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025 في البنوك

مقالات مشابهة

  • الهيئة العامة للرقابة الصحية تحصل على اعتماد ISQua EEA
  • البحث العلمي تشارك بمشروع YIELD لتعزيز ريادة الأعمال في التكنولوجيا العميقة
  • وكالة الفضاء المصرية تشارك في منتدى كوريا العالمي للفضاء الجديد لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي
  • وزيرة التخطيط تبحث مع بنك الاستثمار الأوروبي جهود زيادة التمويل المختلط والاستثمارات في الشركات الناشئة
  • ندّاف قدّمت تصريح الذمّة المالية إلى هيئة مكافحة الفساد
  • الرقابة المالية تصدر التقرير السنوي لأداء صناديق التأمين الخاصة لعام 2024
  • مكتبة مصر العامة تحتفل بتكريم المتميزين لعام 2025
  • «أسبوع ابوظبي المالي» يسلط الضوء على التكنولوجيا المالية والشؤون القانونية وحل النزاعات
  • المالية: إصدار بطاقة ضريبية مؤقتة لمدة ٤ أشهر لتسريع إجراءات تأسيس الشركات
  • وزارة الطاقة تشارك في الدورة 19 من منتدى الاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات