خلال 8 أشهر فقط.. ترامب يعلن مغادرة جيروم باول رئاسة الفيدرالي
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
في تطور جديد تعكس تصاعد حدة التوتر بين الإدارة الأمريكية ومجلس الاحتياطي الفيدرالي، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائه مع الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن في البيت الأبيض، بأن رئيس "الفيدرالي" جيروم باول سيغادر منصبه خلال ثمانية أشهر. تصريحات ترامب أثارت تساؤلات حول مستقبل السياسة النقدية الأمريكية وأعادت إلى الواجهة خلافه المزمن مع باول حول أسعار الفائدة.
خلافات قديمة وتجدد الضغوط
ترامب لم يُخفِ في السابق استياءه من أداء جيروم باول، بل كان من أبرز المنتقدين لسياسة الفائدة المرتفعة التي ينتهجها البنك المركزي. وفي تصريحاته الأخيرة، كرر ترامب انتقاداته اللاذعة قائلاً:
"أعتقد أن باول لم يُحسن التصرف، لكنه سيُغادر منصبه قريبًا على أي حال. لن يكون في المنصب بعد ثمانية أشهر".
ورغم أن باول أكد مرارًا تمسكه بمنصبه حتى نهاية ولايته في مايو، فإن تصريحات ترامب تشير إلى توقع أو ربما رغبة سياسية في رحيله المبكر، حيث تنتهي الفترة التي أشار إليها ترامب في مارس المقبل، ما أثار الجدل حول توقيت هذا التصريح ودوافعه.
أسعار الفائدة.. محور الجدل المستمر
أحد أبرز نقاط الخلاف بين ترامب وباول تتمثل في أسعار الفائدة، إذ يرى ترامب أن المستوى الحالي البالغ بين 4.25% و4.50% يُعد مرتفعًا جدًا ويُعيق الاقتصاد، لا سيما في قطاع الإسكان. وقال في هذا السياق: "اقتصادنا قوي جدًا، لكن الناس لا يستطيعون شراء منازل بسبب هذا الرجل. إنه يُبقي أسعار الفائدة مرتفعة جدًا، وربما يفعل ذلك لأسباب سياسية".
تأتي هذه التصريحات في وقت تستعد فيه لجنة السوق المفتوحة التابعة للبنك المركزي لعقد اجتماع الأسبوع المقبل، وسط توقعات بالإبقاء على مستويات الفائدة دون تغيير، في ظل ترقب تأثير الرسوم الجمركية والتضخم على الاقتصاد الأمريكي.
اتهامات للبنك المركزي بتجاوز اختصاصاته
ولم تتوقف الانتقادات عند حدود السياسة النقدية، بل امتدت إلى ملفات أخرى تتعلق بالإدارة والنفقات. فقد اتهم وزير الخزانة سكوت بيسنت البنك المركزي بتجاوز صلاحياته والانخراط في أنشطة غير نقدية، مشيرًا إلى ما وصفه بـ"البذخ" في تجديد مبنيين تابعين للبنك في واشنطن بكلفة 2.5 مليار دولار.
قال بيسنت "انشغل الاحتياطي الفيدرالي بمهام خارج نطاق صلاحياته، ولهذا يقومون ببناء أو تجديد هذه المباني"، مشددًا على ضرورة إجراء تحقيق داخلي موسّع.
من جهته، دافع "الفيدرالي" عن قراراته، موضحًا أن المباني تعاني من مشكلات كبيرة في السلامة والكفاءة، ما يستدعي أعمال التجديد.
مرحلة حرجة بين السياسة والاقتصاد
تكشف هذه التصريحات المتبادلة حجم التوتر المتصاعد بين الإدارة الأمريكية والبنك المركزي، في وقت يمر فيه الاقتصاد الأمريكي بمنعطف دقيق. وبينما يرى ترامب أن السياسة النقدية تعرقل نمو الاقتصاد، يتمسك باول باستقلالية "الفيدرالي" وضرورة التروي في قرارات خفض الفائدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب البيت الأبيض الفيدرالي الاحتياطي الفيدرالي الفائدة أسعار الفائدة
إقرأ أيضاً:
المركزي التركي يخفض أسعار الفائدة وسط تراجع ملحوظ في التضخم
أعلن البنك المركزي التركي، الخميس، خفض سعر الفائدة الرئيسي على عمليات إعادة الشراء (الريبو) لأجل أسبوع بمقدار 150 نقطة أساس، لينتقل من 39.5% إلى 38%، وذلك في خطوة تأتي ضمن سياسة نقدية تقول أنقرة إنها تهدف إلى ضبط التضخم واستعادة الاستقرار السعري تدريجيا.
وجاء القرار خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية برئاسة محافظ البنك المركزي يشار فاتح قره هان، التي أقرت أيضا تخفيض سعر فائدة الإقراض لليلة واحدة من 42.5% إلى 40%، وخفض سعر فائدة الاقتراض لليلة واحدة من 38% إلى 36.5%.
تراجع تدريجي في التضخم
وفي بيانها، أوضحت اللجنة أن الاتجاه العام للتضخم شهد انخفاضا طفيفا خلال شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2025، بعد ارتفاع سجله مؤشر الأسعار في أيلول/سبتمبر الماضي.
وأكد البيان أن المعطيات الاقتصادية للربع الأخير من العام تظهر أن ظروف الطلب المحلي ما تزال داعمة لمسار خفض التضخم، رغم استمرار الضغوط السعرية في بعض القطاعات.
وبحسب بيانات البنك المركزي، بلغ معدل التضخم الشهري في تشرين الثاني/نوفمبر 0.87%، بينما انخفض المؤشر السنوي إلى 31.07%، وهو أدنى مستوى يسجله منذ أربعة أعوام.
تشديد نقدي مستمر
وشددت اللجنة على أن السياسة النقدية المتشددة ستظل قائمة إلى حين تحقيق استقرار مستدام للأسعار، مؤكدة أنها ستواصل تعزيز عملية خفض التضخم وفق جدول زمني مرحلي.
وذكر البيان أن الخطوات المتعلقة بسعر الفائدة سيتم تحديدها بما يتوافق مع التطورات الفعلية للتضخم واتجاهاته الأساسية، وبما يضمن مستوى التشديد المطلوب لمواصلة مسار الانخفاض في الأسعار خلال المرحلة المقبلة.