(CNN)-- أسقطت مقاتلات تايلاندية، الخميس، قنابل على أهداف عسكرية كمبودية على طول حدودهما المتنازع عليها، حيث أسفرت اشتباكات مسلحة بين الجارتين الواقعتين في جنوب شرق آسيا عن مقتل 11 مدنيا على الأقل، في تصعيد حاد للتوترات يهدد بتحولها إلى صراع أوسع نطاقا.

وتأتي أعمال العنف بعد يوم من فقدان جندي تايلاندي ساقه في انفجار لغم أرضي، وهو الحادث الذي أدى إلى تدهور العلاقات بين بانكوك وبنوم بنه إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أغلقت تايلاند جميع المعابر الحدودية مع كمبوديا.

وأعلنت القيادة العسكرية الإقليمية الثانية في تايلاند في شمال شرق البلاد، في منشور على فيسبوك، أنه تم نشر طائرات مقاتلة من طراز F-16. كما زعمت أنها "دمرت" وحدتي دعم عسكريتين إقليميتين لكمبوديا.

وقال نائب المتحدث باسم الجيش التايلاندي، العقيد ريشا سوكسوانونت، إن الضربات طالت أهدافا عسكرية فقط.

ومن جانبها، أكدت وزارة الدفاع الكمبودية في بيان، أن طائرة مقاتلة تايلاندية من طراز F-16 أسقطت قنبلتين على طريق بالقرب من معبد برياه فيهير القديم، وهو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. وأدانت ما أسمته بـ"العدوان العسكري الوحشي والهمجي والعنيف"، واتهمت تايلاند بانتهاك القانون الدولي.

وأكد البيان أن "كمبوديا تحتفظ بالحق المشروع في الدفاع عن النفس، وسترد بشكل حاسم على العدوان التايلاندي العنيف"، وأضاف أن القوات المسلحة "على أهبة الاستعداد للدفاع عن سيادة المملكة وشعبها- مهما كان الثمن".

وبحسب مسؤولين عسكريين، اندلعت اشتباكات مسلحة بين القوات التايلاندية والكمبودية في 6 مواقع على طول الحدود المتنازع عليها في وقت سابق، الخميس، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين ودفع إلى إجلاء السكان في تايلاند.

وأعلنت الشرطة التايلاندية ووزارة الصحة مقتل 11 مدنيا على الأقل في هجمات كمبودية على تايلاند، الخميس.

ولم تعلن كمبوديا حتى الآن عن وقوع أي وفيات من جانبها.

كما اتهمت تايلاند القوات الكمبودية بإطلاق صاروخين من طراز BM-21 على منطقة مدنية في مقاطعة كاب تشوينغ بمقاطعة سورين، شمال شرق تايلاند، مما أدى إلى إصابة 3 مدنيين. وقالت وزارة الخارجية التايلاندية إن الهجمات الكمبودية على المناطق المدنية استمرت طوال، الخميس، بما في ذلك على مستشفى في سورين.

وقال مسؤول بالوزارة في مؤتمر صحفي: "أدت هذه الأعمال إلى وقوع مزيد من الخسائر في الأرواح والإصابات بين الشعب التايلاندي".

وفي مقطع فيديو بثته قناة PBS التايلاندية، شُوهد سكان من مقاطعة سورين وهم يركضون للاحتماء في المخابئ وسط دوي إطلاق النار.

وقالت وزارة الصحة العامة التايلاندية إن مستشفيين في المقاطعة القريبة من موقع الاشتباك قاما بإجلاء المرضى.

وجاءت الاشتباكات بعد إصابة 5 جنود تايلانديين في انفجار لغم أرضي، الأربعاء، مما دفع تايلاند إلى تخفيض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع كمبوديا، واستدعاء سفيرها من بنوم بنه وطرد السفير الكمبودي.

وشهدت تايلاند وكمبوديا علاقة معقدة تجمع بين التعاون والتنافس في العقود الأخيرة. وتتقاسم الدولتان حدودا برية تمتد لـ800 كيلومتر (500 ميل)- رسمها الفرنسيون إلى حد كبير عندما كانوا يحتلون كمبوديا كمستعمرة - وشهدت هذه الحدود اشتباكات عسكرية بشكل دوري وكانت مصدرا للتوترات السياسية.

كيف بدأ التصعيد الأخير؟

بدأ التصعيد الأخير في الصباح الباكر عندما قال الجيش التايلاندي إن قوات كمبودية أطلقت النار على قاعدة عسكرية للجيش التايلاندي في منطقة قريبة من معبد تا موين ثوم القديم، الواقع في منطقة متنازع عليها جنوب مقاطعة سورين التايلاندية وشمال غرب كمبوديا. وأضاف أن كمبوديا نشرت طائرة مسيرة أمام المعبد قبل إرسال قوات مسلحة.

ثم بعد ذلك، اندلعت اشتباكات على طول المنطقة الحدودية بأكملها، استُخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وفقا للجيش التايلاندي.

ونفت كمبوديا هذه الرواية. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الكمبودية إن قواتها تصرفت دفاعا عن النفس بعد توغل غير مبرر من جانب جنود تايلانديين.

وقال الفريق مالي سوتشيتا: "ردت القوات الكمبودية بحزم في حدود الدفاع عن النفس، ردًا على توغل غير مبرر من جانب القوات التايلاندية انتهك سلامة أراضينا".

واتهمت وزارة الدفاع الكمبودية تايلاند بنشر طائرات بدون طيار، وقالت إن القوات التايلاندية بدأت هجوما مسلحا على القوات الكمبودية المتمركزة في المعبد.

وقال رئيس الوزراء الكمبودي، هون مانيت في منشور على فيسبوك إن تايلاند هاجمت أيضا مواقع للجيش الكمبودي في موقعين بالمعبد في مقاطعة أودار مينشي، وكذلك في مقاطعة برياه فيهير الكمبودية ومقاطعة أوبون راتشاثاني.

وأكد مانيت: "التزمت كمبوديا دائما بحل المشكلات سلميا، ولكن في هذه الحالة، ليس لدينا خيار سوى الرد بالسلاح".

تايلاندكمبوديانشر الخميس، 24 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: كمبوديا

إقرأ أيضاً:

إغلاق 990 مدرسة في تايلاند وتعطل تعليم 163 ألف طالب في كمبوديا بسبب النزاع الحدودي

أعلن وزير التعليم التايلاندي نارومون بينيوسينوات اليوم الأربعاء، عن إغلاق ما يقارب ألف مدرسة على طول الحدود التايلاندية الكمبودية كإجراء احترازي، وذلك عقب تجدد الاشتباكات المسلحة.

وذكرت صحيفة «بانكوك بوست» التايلاندية أنه وفقا لمكتب لجنة التعليم الأساسي، ارتفع عدد المدارس المغلقة من ما يزيد قليلا على 600 مدرسة إلى 990 مدرسة بحلول أمس الثلاثاء.

وتنتظر الوزارة حاليا موافقة الأجهزة الأمنية المحلية قبل السماح للمدارس باستئناف الدراسة، ولم ترد أي تقارير عن أضرار إنشائية في مباني المدارس.

ولدعم المجتمعات التي أجبرت على الإخلاء، خصص مكتب لجنة التعليم الأساسي عددا من المدارس في المناطق الآمنة كملاجئ مؤقتة.

ومن جانبها، أفادت وزارة التربية والشباب والرياضة الكمبودية بأن التوغلات العسكرية التايلاندية في الأراضي الكمبودية قد عطلت تعليم حوالي 163528 طالبا، مع إغلاق ما مجموعه 635 مدرسة حتى صباح اليوم.

وقد أعدت وزارة التربية والشباب والرياضة خططا لتوفير مواد تعليمية وخيام لتكون بمثابة الفصول الدراسية المؤقتة في المناطق الآمنة للطلاب النازحين، كما تدرس إمكانية التعليم عن بعد.

وأعلنت الوزارة أن الهجمات أثرت بشدة على تعليم الأطفال الكمبوديين، وحتى أمس الثلاثاء، أغلقت 514 مدرسة، مما أثر على تعليم الطلاب وعمل 4650 معلما.

وفي نفس السياق، صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية سوراسانت كونجسيري ـ في مؤتمر صحفي ـ بأن أكثر من 400 ألف شخص نزحوا إلى مراكز الإيواء.. مشيرا إلى أن المدنيين اضطروا للإخلاء الجماعي بسبب ما اعتبرناه تهديدا وشيكا لسلامتهم.

ومن جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية مالي سوتشياتا: «تم إجلاء 20105 عائلات، أي ما يعادل 101229 شخصا، إلى مراكز الإيواء ومنازل أقاربهم في خمس محافظات».

وذكر راديو بلجيكا اليوم أن البلدين يتبادلان الاتهامات بإشعال فتيل الأعمال العدائية المتجددة، التي أسفرت عن مقتل 11 شخصا على الأقل: سبعة مدنيين كمبوديين وأربعة جنود تايلانديين، وفقا لأحدث الإحصاءات الرسمية.

وكانت كمبوديا وتايلاند، اللتان تتنازعان منذ فترة طويلة على أراض حدودية، قد اشتبكتا بالفعل في يوليو الماضي.

وأسفرت خمسة أيام من القتال، برا وجوا، عن مقتل 43 شخصا وإجبار نحو 300 ألف شخص على النزوح من كلا الجانبين، وقع الطرفان اتفاقية وقف إطلاق النار في 26 أكتوبر بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أنها علقت منذ ذلك الحين.

ويعود أصل النزاع إلى خلاف طويل الأمد حول ترسيم أجزاء من حدودهما الممتدة على مسافة 800 كيلومتر، والتي تعود إلى الحقبة الاستعمارية الفرنسية.

ويتبادل الجانبان الاتهامات بشأن انتهاك بنود اتفاق السلام الذي وقعه رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول ورئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت في شهر أكتوبر الماضي بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوساطة رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الذي أعرب عن قلقه العميق إزاء الاشتباكات المسلحة التي وقعت على الحدود بين تايلاند وكمبوديا وسقوط ضحايا.

اقرأ أيضاًارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات وانهيارات إندونيسيا وسريلانكا وتايلاند إلى 1046 شخصًا

ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة في تايلاند إلى 176 قتيلا

مقالات مشابهة

  • تايلاند.. مقتل جنود ونزوح مئات الآلاف باشتباكات حدودية مع كمبوديا
  • مذبحة جديدة على الحدود: اشتباكات تايلاند – كمبوديا تتصاعد
  • إغلاق 990 مدرسة في تايلاند وتعطل تعليم نحو 163 ألف طالب في كمبوديا بسبب النزاع الحدودي
  • إغلاق 990 مدرسة في تايلاند وتعطل تعليم 163 ألف طالب في كمبوديا بسبب النزاع الحدودي
  • القوات التايلاندية تطلق عملية بحرية – جوية واسعة قرب الحدود الكمبودية مع تصاعد التوتر
  • إجلاء مئات الآلاف في تايلاند وكمبوديا مع اندلاع اشتباكات بين البلدين
  • صور| إجلاء 400 ألف تايلاندي و100 ألف كمبودي وسط اشتباكات حدودية عنيفة
  • خلال اشتباكات حدودية.. إجلاء نصف مليون شخص في كمبوديا وتايلاند بحثًا عن الأمان
  • تجدد القتال يشعل الحدود التايلاندية–الكمبودية ويسقط مزيداً من الجنود
  • اشتباكات حدودية دامية بين تايلاند وكمبوديا توقع قتلى مدنيين وعسكريين