زيارة الرئيس الجزائري إلى إيطاليا ترسّخ شراكة استراتيجية وتبعث برسائل سياسية
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، سلسلة لقاءات ومباحثات رفيعة المستوى في العاصمة الإيطالية روما، توّجت بتوقيع اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم في مجالات استراتيجية أبرزها الطاقة، الأمن، الدفاع، الاستثمار، والصيد البحري.
وتأتي هذه الزيارة ضمن الدورة الخامسة للقمة الحكومية الجزائرية ـ الإيطالية، وسط ترحيب لافت من الجانب الإيطالي وإشادة علنية بما وصفته روما بـ"قوة ومتانة غير مسبوقة" للعلاقات مع الجزائر.
توقيت لافت ورسائل متعددة
تأتي زيارة الرئيس تبون في توقيت حساس داخليًا وإقليميًا، وتحمل في طياتها رسائل سياسية موجهة إلى أكثر من طرف. فعلى الصعيد الداخلي، تمثل الزيارة عرضًا للإنجازات الدبلوماسية والاقتصادية في وقت تتصاعد فيه الانتقادات السياسية والمعيشية في الداخل الجزائري، مما يمنح الحكومة فرصة لتأكيد نجاح مقاربتها الخارجية في دعم التنمية الوطنية وتنويع الشراكات.
أما خارجيًا، فإن توقيت الزيارة يُقرأ على نطاق واسع كرسالة واضحة إلى فرنسا، التي تمر علاقتها مع الجزائر بأزمة حادة منذ صيف 2024، إذ تأتي الزيارة إلى روما لتكرّس توجه الجزائر نحو إعادة توازن علاقاتها الأوروبية، مع إعطاء الأولوية لدول تتبنى خطابًا براغماتيًا وتعاملاً نديًا، وهو ما مثّله الحضور الإيطالي القوي في ملفات الطاقة والاستثمار منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية.
اتفاقات ومواقف سياسية
الزيارة شهدت توقيع اتفاقيات تشمل: بروتوكول تفاهم بين سوناطراك و"إيني" الإيطالية في مجال الطاقة، مذكرات تفاهم في قطاعات الزراعة والاتصالات والإنقاذ البحري وحقوق ذوي الهمم، اتفاقية تعاون في مكافحة الإرهاب، إعلان مشترك في مجال الدفاع، واتفاق بشأن الاعتراف المتبادل برخص السياقة.
وخلال ندوة صحفية مشتركة، قال الرئيس تبون إن زيارته "تشكل محطة بارزة في سياق العمل والتنسيق المتواصل لتعزيز وتوسيع الشراكة بين البلدين الصديقين"، مؤكدا أن ما تم إنجازه "يفتح آفاقا استراتيجية ونموذجية تعكس عمق العلاقات التاريخية وروابط الصداقة المتجذرة". من جهتها، وصفت رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي، جورجيا ميلوني، الرئيس تبون بأنه "كفاءة كبيرة"، معتبرة الجزائر "شريكًا أساسيا لضمان الأمن الطاقوي الأوروبي"، ومشيدة بما أسمته "الحركية الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية".
لقاء مع البابا وزخم دبلوماسي
وفي اليوم الثاني، انتقل الرئيس تبون إلى دولة الفاتيكان، حيث التقى قداسة البابا ليون الرابع عشر، في زيارة ذات بعد إنساني وروحي، تعكس رغبة الجزائر في تنويع أوجه انفتاحها الدبلوماسي. كما أُجريت محادثات ثنائية مع الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، توسعت لاحقًا لتشمل وفدي البلدين.
تظهر الزيارة الإيطالية للرئيس تبون كمؤشر على تحوّل محسوب في التوجه الدبلوماسي الجزائري نحو شراكات أكثر تنوعًا وتوازنًا، خاصة مع دول جنوب أوروبا. وفي وقت تتراجع فيه العلاقات مع باريس إلى أدنى مستوياتها، تمثل روما اليوم بوابة استراتيجية جديدة للجزائر نحو أوروبا، ليس فقط كممر للطاقة، بل كشريك اقتصادي وسياسي في ملفات إقليمية حساسة، بدءًا من الساحل والصحراء وصولاً إلى الهجرة والأمن المتوسطي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الجزائري الزيارة العلاقات إيطاليا الجزائر علاقات زيارة نتائج المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس تبون
إقرأ أيضاً:
شراكة استراتيجية بين جامعة القاهرة ووزارة التنمية المحلية
استقبل الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة، بمكتبه، الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزيرة البيئة.
طلاب طب قصر العيني يتألقون في أنشطة جامعة القاهرة زيارة طلبة جامعة القاهرة ومدارس التأسيس العسكرى لمستشفى أبو الريش للأطفالوبحث اللقاء سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين في المجالات العلمية والتدريبية والتنموية، في إطار دور الجامعة كبيت خبرة وطني يدعم جهود الدولة في تحقيق التنمية المستدامة.
وشهد اللقاء توقيع بروتوكول تعاون بين كلية التجارة بجامعة القاهرة ومركز سقارة للتنمية المحلية، لتطوير وتأهيل كوادر الإدارة المحلية وتنفيذ برامج تدريب متقدمة تستجيب لمتطلبات التحول الرقمي ورؤية مصر 2030.
حضر مراسم توقيع البروتوكول كل من: الدكتور محمود السعيد نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور أحمد رجب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمد حسين رفعت نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة لبنى فريد عميدة كلية التجارة، والدكتور عصام الجوهري مساعد وزيرة التنمية المحلية للتطوير والتدريب والتحول الرقمي، والدكتور محمد منصور هيبة المستشار الإعلامي لرئيس جامعة القاهرة والمتحدث الرسمي باسم الجامعة.
وأكد رئيس جامعة القاهرة أن توقيع البروتوكول يأتي ضمن استراتيجية الجامعة لتعزيز الشراكات مع مؤسسات الدولة، وتوظيف قدراتها العلمية والبحثية في خدمة المجتمع وبناء كوادر قادرة على قيادة جهود التنمية في المحافظات.
وأضاف أن جامعة القاهرة مستعدة لتسخير إمكانات كلياتها ومعاهدها ومراكزها البحثية لدعم خطط وزارتي التنمية المحلية والبيئة، والمشاركة الفعالة في المبادرات الرئاسية والمشروعات التنموية، إلى جانب تنظيم القوافل الصحية والتوعوية في مختلف المناطق.
وأعربت الدكتورة منال عوض عن تقديرها للتعاون مع جامعة القاهرة، مؤكدة أن مركز سقارة للتنمية المحلية يعد منصة تدريبية وطنية مهمة، وأن التعاون مع كلية التجارة سيسهم في تطوير البرامج التدريبية ورفع كفاءة العاملين في الإدارة المحلية، بما يتوافق مع متطلبات التحول الرقمي والتنمية المستدامة.
وأشارت إلى حرص الوزارة على الانفتاح على الجامعات، وفي مقدمتها جامعة القاهرة، للاستفادة من الخبرات العلمية، ومخرجات البحوث، ومشروعات التخرج التي تقدم حلولًا مبتكرة لقضايا التنمية المحلية والبيئة.
وأكدت الدكتورة لبنى فريد عميدة كلية التجارة استعداد الكلية لتوفير الخبراء والكوادر الأكاديمية والإدارية المتخصصة لتنفيذ البرامج التدريبية وفق أحدث المناهج العلمية، وبما يدعم خطط التطوير الحكومية وأهداف التنمية المحلية.
وأشار الدكتور عصام الجوهري مساعد وزيرة التنمية المحلية إلى أن التعاون مع جامعة القاهرة يمثل قيمة مضافة لجهود الوزارة في تأهيل القيادات المحلية في المحافظات، من خلال برامج تدريبية شاملة ومتكاملة تواكب متطلبات الإدارة العصرية.
ويستهدف البروتوكول المبرم تنفيذ برامج تدريب وتأهيل مشتركة للعاملين في الإدارة المحلية، وتطوير المحتوى التدريبي الحالي بمركز سقارة وتصميم برامج جديدة متقدمة، وتبادل الخبرات والكوادر الأكاديمية والمهنية بين الجانبين، واستخدام البنية التحتية التدريبية لكلية التجارة لدعم الأنشطة والاختبارات وورش العمل، فضلا عن تنفيذ أنشطة وفعاليات مجتمعية وتثقيفية مشتركة في مجالات التنمية المحلية والحضرية.