أعلن الرئيس التنفيذي لشركة ميتا Meta، مارك زوكربيرج، أن الباحث السابق في OpenAI شينغجيا تشاو Shengjia Zhao، سيتولى منصب كبير العلماء في وحدة الذكاء الاصطناعي الجديدة التابعة للشركة، Meta Superintelligence Labs ويعد هذا التعيين خطوة مهمة في تعزيز طموحات ميتا في مجال الذكاء الاصطناعي المتقدم.

وكان تشاو قد شارك في تطوير أبرز إنجازات OpenAI، بما في ذلك ChatGPT وGPT-4، إلى جانب مساهمته المحورية في تطوير أول نموذج للذكاء الاصطناعي القادر على الاستدلال المنطقي، المعروف باسم o1.

ميتا تعزز إجراءات الأمان لحماية المراهقين على إنستجرام وفيسبوكImagine Me .. ميتا تطلق ميزة تصوير خيالية بالذكاء الاصطناعي

وقال زوكربيرج عبر منشور على منصة ثريدز: “أنا متحمس للإعلان عن أن شينغجيا تشاو سيكون كبير العلماء في Meta Superintelligence Labs، لقد شارك في تأسيس المختبر الجديد وكان يقود جهود البحث منذ اليوم الأول. ومع اكتمال بناء الفريق ونجاح عملية التوظيف، قررنا أن نرسخ رسميا دوره القيادي”.

هيكلة جديدة لقيادة الذكاء الاصطناعي في ميتا

سيتولى تشاو وضع الأجندة البحثية لمختبر MSL تحت إشراف المدير التنفيذي للوحدة ألكسندر وانج، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Scale AI. 

ورغم أن وانج لا يمتلك خلفية بحثية أكاديمية، فإن انضمام تشاو – المعروف بخبرته البحثية في النماذج الرائدة – يكمل ملامح فريق القيادة في المختبر.

وفي إطار استقطاب الكفاءات، ضمت “ميتا” إلى MSL عددا من كبار الباحثين من شركات رائدة مثل OpenAI، Google DeepMind، Apple، Anthropic، إلى جانب باحثين من مختبر الذكاء الاصطناعي الأساسي الخاص بـ ميتا (FAIR) ووحدة الذكاء الاصطناعي التوليدي التابعة لها.

تركيز على نماذج الاستدلال والمنهجيات المستقبلية

أشاد زوكربيرج بإسهامات تشاو، مشيرا إلى نموذج جديد في منهجيات التوسعة، في إشارة إلى عمله على نموذج o1، والذي صمم لتحسين قدرات الذكاء الاصطناعي في مجال التفكير المنطقي، وحتى الآن، لا تملك “ميتا” نموذجا منافسا لـ o1، ما يجعل تطوير مثل هذه النماذج أولوية قصوى لـ MSL.

وفي يونيو الماضي، أفاد تقرير لموقع The Information، بانضمام تشاو إلى MSL، إلى جانب ثلاثة باحثين بارزين من OpenAI: جياهوي يو Jiahui Yu، شو تشاو بي Shuchao Bi، وهونجيو رين Hongyu Ren، بالإضافة إلى ترافيت بانسال Trapit Bansal، المتخصص في نماذج الاستدلال، وثلاثة موظفين سابقين من مكتب OpenAI في زيورخ ممن عملوا على تقنيات النماذج متعددة الوسائط.

استثمارات ضخمة وسباق للموهبة

يذكر أن زوكربيرج يقود جهودا مكثفة لبناء فريق الذكاء الاصطناعي المتقدم في MSL، من خلال التواصل المباشر مع الباحثين واستضافتهم في ممتلكاته الخاصة، منها منزله في بحيرة تاهو. 

وتشير التقارير إلى أن “ميتا” عرضت على بعض الباحثين تعويضات مالية تصل إلى ثمانية أو تسعة أرقام، تتضمن عروضا منتهية الصلاحية تستدعي قرارا سريعا.

كما ضاعفت الشركة استثماراتها في البنية التحتية السحابية، بما في ذلك مركز بيانات ضخم لتدريب النماذج يُدعى Prometheus في ولاية أوهايو، والمقرر أن يعمل بكفاءة 1 جيجاواط بحلول عام 2026 – ما يكفي لتزويد أكثر من 750000 منزل بالطاقة.

موقع ميتا في سباق الذكاء الاصطناعي

بانضمام تشاو، أصبح لدى ميتا اثنين من كبار العلماء في مجال الذكاء الاصطناعي يان لوكون Yann LeCun، الذي يقود مختبر FAIR ويركز على الأبحاث طويلة الأجل، وتشاو الذي يقود جهود الذكاء الاصطناعي المتقدم في MSL، وما يزال من غير الواضح كيف ستنسق الفرق الثلاثة التابعة لـ ميتا عملها بشكل متكامل.

ورغم ذلك، يبدو أن ميتا قد بدأت في تشكيل فريق قيادة قوي في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يضعها في موقع منافسة مباشر مع شركات مثل OpenAI وGoogle DeepMind.

طباعة شارك ميتا OpenAI الذكاء الاصطناعي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ميتا الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی فی مجال

إقرأ أيضاً:

قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي

 

د. علي بن حمدان بن محمد البلوشي

تطوَّر مفهوم القيادة بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، فلم يعد القائد هو ذلك الشخص الذي يعتمد فقط على الكاريزما أو السلطة الرسمية؛ بل أصبح الدور أكثر شمولًا وتعقيدًا.

القيادة الحديثة تقوم على مزيج من المهارات الإنسانية والتقنية، وعلى قدرة القائد على التأثير في الآخرين والإلهام واتخاذ القرارات ضمن بيئات سريعة التغيّر. وبعض القادة يولدون بسمات تساعدهم مثل الحزم أو الذكاء العاطفي، لكن النجاح الحقيقي يعتمد بشكل أساسي على مهارات مكتسبة عبر التجربة والتعلم المستمر؛ مثل القدرة على التواصل، التفكير الاستراتيجي، إدارة فرق متنوعة، فهم البيانات، والتعامل مع التقنية.

وفي عصر العولمة والذكاء الاصطناعي، يواجه القادة تحديات لم يشهدوها من قبل. أولى هذه التحديات هو تسارع التغيير التقني الذي يفرض على القائد مواكبة الابتكار دون فقدان البوصلة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، فإن تنوع ثقافات ومهارات المرؤوسين يجعل إدارة التوقعات وبناء فرق متجانسة أكثر تعقيدًا. كما تُعد حماية البيانات والالتزام بالأخلاقيات الرقمية من أبرز التحديات، في وقت أصبحت فيه القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي جزءًا من العمليات اليومية. كذلك تواجه المؤسسات ضغوطًا عالمية تتعلق بالاستدامة والمسؤولية المجتمعية، ما يتطلب من القادة فهم البيئة الدولية واتخاذ قرارات مبنية على قيم واضحة.

ولمواجهة هذه التحديات، يحتاج القائد إلى مجموعة من الاستراتيجيات والأدوات. من أهمها تعزيز ثقافة الابتكار داخل الفريق وتشجيع التعلم المستمر، بما في ذلك تعلّم مهارات العمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما يجب على القائد بناء جسور للثقة عبر الشفافية في القرارات، والإفصاح عن كيفية استخدام البيانات والتقنيات. ويُعد الالتزام بالأخلاقيات- سواء في استخدام التكنولوجيا أو إدارة الأفراد- ركيزة أساسية للحفاظ على سمعة المؤسسة ومتانة بيئتها الداخلية. كما ينبغي استخدام أدوات التحليل الرقمي لأخذ قرارات دقيقة، دون إغفال البعد الإنساني في قيادة الأفراد وفهم دوافعهم الثقافية والاجتماعية.

وفي الختام.. فإن قادة المستقبل بحاجة إلى مزيج فريد من البُعد الإنساني والرؤية التقنية. عليهم أن يعزّزوا الثقة داخل منظوماتهم، ويجعلوا الأخلاق معيارًا أساسيًا في كل خطوة، وأن يبنوا ثقافة عمل تتقبّل التغيير وتحتفي بالابتكار. والمستقبل سيكافئ القادة القادرين على التوازن بين العقل والآلة، وبين التقنية والقيم، وبين الطموح والمسؤولية؛ فهؤلاء وحدهم سيقودون التغيير في عصر الذكاء الاصطناعي.

** مستشار اكاديمي

مقالات مشابهة

  • الرئيس العراقي السابق يتولى منصب المفوض السامي لشئون اللاجئين
  • تعيين الرئيس العراقي السابق برهم صالح مفوضاً لشؤون اللاجئين
  • الإيسيسكو تعلن عن مؤشرًا لقياس جاهزية الذكاء الاصطناعي
  • العلوم الصحية: نؤهل كوادر الأشعة لتطوير مهاراتهم بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • "العلوم الصحية": نؤهل كوادر الأشعة لتطوير مهاراتهم بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • تحذير من ضعف دقة الذكاء الاصطناعي لقياس النبض عند ارتفاعه
  • قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
  • هل روبوتات الذكاء الاصطناعي مجرّد ضجيج أم أمل حقيقي؟
  • زوكربيرج يقود تحولاً جذرياً في استراتيجية «ميتا» نحو نماذج ذكاء اصطناعي مغلقة
  • هل يُنقذ الذكاء الاصطناعي الاقتصادات المتقدمة من أعباء الديون؟