اليوم الثالث من أغسطس يوافق عيد ميلاد البابا شنودة الثالث الذي وصف بأنه معلم الأجيال لأنه ألف مئات الكتب وألقى آلاف العظات والمحاضرات سواء في مصر أو العالم العربي أو الغربي، ونال العديد من درجات الدكتوراه من أعظم جامعات العالم.. .البابا القبطي المصري الذي ووصف بأنه بطريرك العرب لموقفه الصامد والواضح من القضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني.
البابا الذي كان صمام الأمان ورمانة الميزان في كافة الأحداث الطائفية.. .البابا شنودة الذي تحفظ عليه الرئيس السادات لأكثر من ثلاث سنوات في دير وادي النطرون دون أن يكون هناك ذنب اقترفه، وأصدر قرارا بإلغاء القرار الجمهوري بتعيينه ابابا الإسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية، ولكن البابا تحمل ولم يفتح فاه، بل كانت تلك الفترة هي الأعظم في حياته لتأليف العديد من الكتب ومزيد من التعمير في دير الأنبا بيشوي.
- البابا الذي أول من استن موائد الوحدة الوطنية.
- البابا شنودة الذي تحمل أمراضاً مستعصية ومبرحة ولم يظهر يوما ذلك أو لم يتأخر عن محاضرة أو عظة.
- البابا شنودة الذي كان بابه مفتوحا في لجنة البر لمساعدة المسيحيين والمسلمين الفقراء علي السواء.
- البابا شنودة الذي كان محل تقدير واحترام شديدين من الحكام العرب وخاصة دول الخليج وسمحوا ببناء كنائس كثيرة في جميع دول الخليج تقديرا لسماحته ومواقفه العروبية العظيمة.
- البابا الذي لم يكن بطريركا فحسب وإنما كان كاتبا وأديبا وشاعرا.
- البابا الذي أظهر كل مشاعر الحب الصادقة حتى الذين كانوا لهم منه موقفا غير مبرر.
- البابا شنودة الذي لم يترك الشيخ الشعراوي يوما واحدا أثناء مرضه وعلاجه في إنجلترا دون تكليف الكنيسة القبطية بالسوال عليه يوميا وتقديم كل العون والمحبه لفضيلته، حتى إن أول زيارة بعد عودته من رحلة العلاج في لندن كانت لقداسة البابا شنودة في المقر الباباوي بالعباسية.
- البابا الذي كان يسمع الكل الصغير والكبير الفقير والغني.
ولا أنسى أنني كنت أول من زرته أنا وأسرتي الصغيرة في دير الأنبا بيشوي في أول أسبوع للتحفظ حين كنت وقتها قاضيا واستطعت الحصول على تصريح بذلك من أحد الزملاء روساء نيابة أمن الدولة العليا من المسلمين.
البابا الذي كان كثيرا ما يفرح عند مباشرتي أنا وزملائي قضيةً من قضايا الأقباط، ولكن كان يشترط أن تكون على قاعدة المواطنة
لقد فرح البابا شنودة عندما كسبنا قضية الصحفي الذي أثار قضية الراهب المشلوح، وأيضاً قضية عودة المسيحيين إلى ديانتهم الأصلية عند إشهار البعض لإسلامهم، وأثنى علي رفعة وسمو القضاء المصري.
وأخيراً وليس آخرا، البابا تقريبا هو الوحيد من المسئولين الكبار الذي رفض استقبال أي مسئول إسرائيلي طوال فترة حبريته التي امتدّت لأكثر من واحد وأربعين عاما، وكذا رفض التحدث عن أي اضطهاد أو مشاكل للمسيحيين مع أي مسئول غربي أو أجنبي رغم وجود هذه المشاكل الطائفية وبكثرة، وخاصة التضييق بشدة ومنع بناء أو ترميم الكنائس.
تحية وألف تحية إعزاز وتقدير لك يا معلم الأجيال في عيد ميلادك، وسوف تظل أيقونة لا يوجد مثلها عبر التاريخ، وسوف تظل علامة محفورة بذهب في تاريخ الكنيسة القبطية، وفي تاريخ المصريين بصفة عامة.
وسوف تظل حبريتك وشخصيتك وتاريخك موضع الكثير من الرسائل العلمية في العالم، حتى إنك لم يفت تاريخك أنك كنت وطنيا وضابطا في جيش مصر العظيم، فذاع صيتك لحبك لوطنك وكنيستك والمصريين جميعا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الكنيسة القبطية الوحدة الوطنية صحيفة الأسبوع الاتحاد المصري لحقوق الإنسان البابا شنودة الذی البابا الذی الذی کان
إقرأ أيضاً:
محمد موسى: أغاني المهرجانات كارثة ثقافية تدمّر وعي الأجيال
حذر الإعلامي محمد موسى من الخطر المتصاعد لما يُعرف بـ"أغاني المهرجانات"، مؤكدًا أنها لم تعد مجرد حالة فنية عابرة أو تعبيرًا شعبويًا، بل أصبحت كارثة ثقافية تضرب الوعي العام، وتشكّل تهديدًا مباشرًا لقيم المجتمع وذوقه العام.
وقال محمد موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، إن مصر التي قدّمت عبر تاريخها رموزًا فنية خالدة من أمثال أم كلثوم، عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، كانت دائمًا رائدة في تقديم فن يحمل قيمة ورسالة، لافتًا إلى أن الأغنية المصرية كانت في يوم من الأيام "سفيرة للهوية والانتماء، ولسان حال الناس".
وأضاف: "ما نراه اليوم ليس فنًا، بل حالة انحدار غير مسبوقة كلمات بلا معنى، موسيقى صاخبة، أداء هزيل، ومضامين تحرّض على العنف والانحراف، وتروّج للجهل والإيحاءات الرخيصة".
وأشار إلى أن مؤدي المهرجانات لا يمتلكون أي تأهيل فني أو ثقافي، ومعظمهم لا يملكون تعليمًا حقيقيًا ولا وعيًا بتأثير كلماتهم على ملايين الأطفال والشباب، ورغم ذلك يتم استضافتهم في القنوات والبرامج، وكأنهم نماذج للنجاح.
وتابع موسى: "حينما يصبح الجهل فنًا، والإسفاف تريندًا، والانحطاط يُسمى شهرة، فنحن لا نخسر فقط الفن، بل نخسر أولادنا ووعينا، ونقوّض دور مصر كقوة ناعمة في العالم العربي".
وشدّد على أن الأمر لا يتعلّق باختلاف أذواق، بل بغزو ثقافي داخلي يهدد هوية المجتمع، ويمس جوهر المعركة الحقيقية: معركة الوعي، داعيًا المؤسسات الإعلامية والثقافية والرقابية إلى الاضطلاع بدورها قبل أن تتسع الفجوة بين الفن والجمهور.
ووجّه موسى رسالة للجمهور قائلًا: "أنتم من تصنعون هؤلاء، فإذا عزفتم عنهم، اختفوا. لا تدعموا الانحدار، بل ادعموا الكلمة الراقية والصوت المسؤول. لأن ما يدخل الأذن يصنع العقل، ويشكّل وجدان الأمة".
وختم بالقول: "ما يحدث اليوم ليس مجرد تراجع فني، بل تدمير منظم لوعي الأجيال القادمة. المعركة بدأت، ومعركة الوعي لا تحتمل الحياد فإما أن نقف مع الفن الحقيقي، أو نستسلم لانحدار لا نهاية له."