أعلنت طهران عن تأسيس "مجلس الدفاع الوطني"، كهيئة عليا جديدة تُعنى بالتخطيط والتنسيق الدفاعي والعسكري على أعلى المستويات٬ في أعقاب الحرب القصيرة التي اندلعت مع الاحتلال الإسرائيلي في حزيران/ يونيو الماضي، والتي وصفت بأنها أكبر تحد عسكري لإيران منذ نهاية الحرب العراقية-الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي.



وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية، الأحد الماضي، إن المجلس الأعلى للأمن القومي وافق على إنشاء المجلس الجديد في إطار المادة (176) من الدستور، والتي تُجيز للمجلس الأعلى تأسيس مجالس فرعية مثل "مجلس الدفاع" و"مجلس أمن البلاد"، برئاسة رئيس الجمهورية أو من ينوب عنه.

ووفقًا للأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي، فإن "مجلس الدفاع الوطني سيقوم بمراجعة الخطط الدفاعية وتعزيز قدرات القوات المسلحة الإيرانية بصورة مركزية ومنضبطة". 

وقد تقرر أن يترأس المجلس الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ويضم في عضويته رؤساء السلطات الثلاث، إلى جانب قادة كبار من المؤسسة العسكرية ووزارات مختصة بالشأن الأمني والعسكري.

المجلس الأعلى يعود إلى جذوره الدفاعية
ويعد هذا المجلس بمثابة إحياءٍ عملي لما كان يعرف سابقا بـ"المجلس الأعلى للدفاع"، الذي كان مسؤولا عن إدارة البلاد خلال حرب الثماني سنوات مع العراق. 

وقد تغير اسمه لاحقًا إلى "المجلس الأعلى للأمن القومي" بعد انتهاء الحرب، ليتوسّع في صلاحياته وتشمل قضايا السياسة الخارجية والأمن الداخلي.

يرى مراقبون أن استحداث هذا المجلس يأتي استجابة لحالة التوتر المتصاعدة مع الاحتلال الإسرائيلي، في ظل استمرار التهديدات المتبادلة وتوقعات بخرق الهدنة الهشة بين الجانبين في أي لحظة. 

وفي هذا الصدد، صرّح القائد العام للجيش الإيراني أمير حاتمي، أمس الأحد، بأن "التهديدات الإسرائيلية لا تزال قائمة، ولا ينبغي الاستهانة بها".

 قرار لتعزيز الردع وتسريع القرار العسكري
بدورها، وصفت وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثوري الإيراني إنشاء المجلس بأنه "خطوة لتسريع اتخاذ القرارات الدفاعية"، مشيرة إلى أن من أبرز أهدافه دعم "القدرة الدفاعية الشاملة"، وتمكين "مشاركة أوسع للقادة العسكريين إلى جانب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة"، في صياغة السياسات الدفاعية العليا.

ورأت الوكالة أن إعادة تأسيس المجلس بعد غياب استمر لعقود، يمثل تحولا في بنية الدولة الدفاعية، حيث لم تعد مؤسسات الدولة قادرة وحدها على إدارة التهديدات المركبة، دون تفعيل آليات مركزية أكثر فاعلية وربطاً بين السياسة والقرار العسكري.


رغم الطابع المؤسسي للقرار، إلا أن الإعلان عن تأسيس المجلس الجديد لم يمر دون إثارة جدل داخلي. فقد وجّه عدد من نواب البرلمان، خاصة من التيار المحافظ، انتقادات صريحة لما وصفوه بـ"تهميش" المؤسسة التشريعية.

وقال النائب المحافظ حميد رسائي إن "البرلمان لم يعد له دور فعلي. كل ما يجري الآن يتم عبر المجالس والهيئات العليا، دون أن يُعرض على مجلس الشورى. إذا استمر هذا النهج، فما فائدة وجود البرلمان أصلاً؟".

وفي السياق ذاته، حذر مراقبون في الداخل الإيراني من أن الإفراط في تشكيل المجالس الأمنية دون رقابة تشريعية قد يؤدي إلى تضارب في الصلاحيات، ويُضعف المساءلة السياسية، خاصة في ما يتعلق بالقرارات العسكرية الحساسة.

تأتي هذه التطورات بعد المواجهة العسكرية المفاجئة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي في حزيران/يونيو الماضي، والتي بدأت إثر قصف إسرائيلي وردّت عليها طهران بهجوم جوي واسع شمل طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية استهدفت مواقع إسرائيلية في الجولان و"النقب"، بحسب الرواية الإيرانية.

وقد تسببت تلك الحرب القصيرة، التي استمرت 12 يوما، في دق ناقوس الخطر داخل أروقة الدولة الإيرانية، حيث ظهرت الحاجة إلى إعادة هيكلة آليات اتخاذ القرار العسكري بسرعة، وتجنّب البيروقراطية التي قد تعيق الردع أو المواجهة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية مجلس الدفاع الاحتلال الإيرانية بزشكيان إيران الاحتلال مجلس الدفاع بزشكيان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس الأعلى مجلس الدفاع

إقرأ أيضاً:

تقرير سري: الصين تمتلك قدرات مدمّرة قد تطيح بأكبر حاملة طائرات أمريكية!

كشفت وثيقة سرية صادرة عن وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة ستتكبد هزيمة كبيرة وقد تفقد أكبر حاملة طائرات لديها إذا حاولت منع الصين من غزو تايوان.

وأشار التقرير، الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، إلى أن الجيش الأميركي يواجه ترسانة صينية تضم نحو 600 سلاح فرط صوتي، إضافة إلى صواريخ وغواصات نووية، ما يزيد من التهديد المباشر لقدرات واشنطن التقليدية.

ووفقًا لمحاكاة أجرتها وزارة الدفاع الأميركية، دُمرت حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد فورد”، الأكبر في العالم والتي تبلغ تكلفتها 13 مليار دولار، مرات عدة أثناء سيناريوهات الدفاع عن تايوان. وأوضح التقرير أن اعتماد الجيش الأميركي على أساليب تقليدية ضخمة يثير مخاوف واسعة حول كفاءته في مواجهة تهديدات متطورة.

ورغم الانتقادات، يرى مؤيدو الاستراتيجية الحالية أن الولايات المتحدة بحاجة إلى ترسانتها التقليدية لردع خصومها، في وقت يواصل فيه الخطاب الصيني التهديد باستعادة تايوان مع تقارير تفيد بأن بكين قد تتخذ خطوات عسكرية محتملة بحلول عام 2027.

وأشار التقرير إلى تفاصيل مقلقة حول قدرة الصين على تدمير السفن والطائرات والأقمار الصناعية الأميركية، في وقت أعرب وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث عن قلقه، موضحًا أن التدريبات الصينية تعكس استعداد بكين لمواجهة حقيقية قد تكون وشيكة.

خلفية وسياق

يشكل تايوان محور توتر متصاعد بين واشنطن وبكين منذ عقود، حيث تعتبر الصين الجزيرة جزءًا من أراضيها بينما تدعم الولايات المتحدة وجودها الأمني والاقتصادي. وتعد هذه الوثيقة مؤشراً على التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في تعديل استراتيجيتها العسكرية لتواكب تهديدات الأسلحة الحديثة، خصوصًا بعد تطور القدرات الصينية في مجال الصواريخ الفرط صوتية والغواصات النووية.

مقالات مشابهة

  • عراقجي: القوات المسلحة والشعب الإيراني على أهبة الاستعداد للدفاع عن الوطن
  • «فرار جماعي وخسائر متزايدة» روسيا تعلن تدمير مركز قيادة استخبارتي أوكراني في «تشيرنيجوف»
  • والي الجزيرة: مسيرات الإصطفاف الوطني جسدت شعار شعب واحد جيش واحد
  • ثورة ديسمبر بوصفها مشروعًا لبناء وطن جديد بين الجهاد المدني وإعادة تأسيس الدولة
  • الدفاع الروسية تعلن القضاء على مجموعة من القوات المسلحة الأوكرانية في غوليايبولي
  • الجيش الروسي يشن ضربات حاسمة ويحرر مناطق بأوكرانيا
  • تقدم تدريجي.. روسيا تعلن السيطرة على مدينة سيفيرسك شرق أوكرانيا
  • بن حبتور يعزّي في وفاة المناضل سيف صائل القطيبي
  • تقرير سري: الصين تمتلك قدرات مدمّرة قد تطيح بأكبر حاملة طائرات أمريكية!
  • الجيش الإيراني يزيح الستار عن منظومة الحرب الإلكترونية “صياد 4”