داء الصلابة
هبة كبها
كثيرة هي المواقف التي تجعل من حياتنا أكثر صعوبة بالرغم من صعوبتها بحد ذاتها، صعبة هي بظروفها، و أشخاصها، وتضاريس أمكنته، وبعض من الأزمنة، كلها تعاني من داء الصلابة، وما دواء المرونة إلا علاجها .
نعم فدواء المرونة يجعل من الحياة الصعبة أكثر تقبلا، ويجعل للبعض مكانا مؤقتا، وحدهم من يضمنون استمراريته.
رفعت الستارة
ذات يوم سترفع الستارة، لكن لن يصفق الجمهور البتة، ولن يكون هناك دور لكومبرس أبدا، فكلنا في تلك المسرحية أبطال، ذو أدوار صعبة ورئيسة، مسرحية بلا مخرج ومهندس صوت ومهندس ديكور يجعل من المسرح أكثر جمالا.
أعمالنا هي وحدها الكفيلة في تزيين طريقنا المستقيم، هي وحدها المنجية بعد رحمة رب العالم أجمعين، ذاك الطريق الذي سيأخذنا إلى نتاج ما صنعت أيدينا في الخفاء قبل العلن.
كن على استعداد لذلك اليوم الذي سترفع فيه الأقلام وتنشر الصحف على العلن واختر نهاية طريقك بنفسك.
على عتبة الاحتضار
هناك على عتبة الطريق أماكن تتلاشى، وأزمنة باتت منسية، وأشخاص لم يتبقى منهم إلا رماد، أسماء أيضا انطفأ بريقها.
ذات يوم سنعود لنمضي من المكان ذاته لنجد مكانهم قد أينعت ثمرة على شجرة، وفاحت من جوارها رائحة زهرة .
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
الأستاذ العدني الذي علّم الأجيال.. يتخلى عن الطباشير ليكافح من أجل العيش
شمسان بوست / خاص:
على رصيف متواضع في أحد شوارع مدينة عدن، لم تكن الطاولة الخشبية الصغيرة مجرد بسطة لبيع المكسرات، بل كانت شاهدًا صامتًا على قسوة واقع يُجبر الكفاءات على مغادرة مواقع العطاء إلى ميادين الكفاح من أجل البقاء.
تحوّل المعلم العدني”الأستاذ فارض”، من حامل للطباشير داخل الفصول الدراسية إلى بائع مكسرات على أحد أرصفة المدينة، في مشهد يلخص حجم المعاناة التي يعيشها الكثير من الكوادر التعليمية في ظل التدهور الاقتصادي وغياب الرعاية الاجتماعية.
وبحسب شهود عيان، شوهد الأستاذ فارض، وهو مربٍ مخضرم أمضى سنوات طويلة في خدمة التعليم وتدريس أجيال من الطلاب، وهو يجلس خلف طاولة خشبية بسيطة، يبيع الفستق والزبيب على أحد الأرصفة، بعد أن اضطرته الظروف المعيشية إلى افتتاح بسطة صغيرة لكسب قوت يومه وإعالة أسرته.
وقال أحد طلابه السابقين في إنه التقى بمعلمه مصادفة قرب البسطة، مضيفًا: “من الصعب أن ترى من كان قدوتك ومعلمك في المدرسة، يقف اليوم على قارعة الطريق بحثًا عن لقمة العيش. رغم ذلك، لا تزال نظراته مرفوعة ومليئة بالعزة.”
ويعكس هذا المشهد ما وصفه ناشطون بـ”المأساة الصامتة” التي تطال العديد من العاملين في الحقل التربوي، خصوصًا أولئك الذين أحيلوا للتقاعد أو توقفت رواتبهم، دون أن تتوفر لهم أي بدائل تضمن حياة كريمة.
وطالب ناشطون الجهات المعنية والسلطات المختصة بسرعة التدخل وتوفير برامج دعم للمعلمين المتقاعدين أو المتضررين، تقديرًا لما قدموه من خدمات جليلة للمجتمع.
ورغم التحديات، يواصل الأستاذ فارض كفاحه اليومي بكرامة وصبر، مؤكدًا أن العطاء لا يرتبط بالوظيفة، بل بالإرادة وروح المثابرة.