موقع بريطاني: الآن حق لنا أن نتوجس من تعامل ترامب مع النووي الأميركي
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
قال موقع آي بيبر إن إعادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب نشر أصول نووية إستراتيجية بناء على منشورات روسية على وسائل التواصل الاجتماعي أمر مثير للقلق تماما، ودليل على جهله بأساسيات الردع النووي الأميركي.
وأوضح الموقع -في تقرير بقلم جيمس بول- أن رئيسا أميركيا متقلب المزاج لا يفهم كيف يعمل الردع النووي الأميركي سيكون في الواقع كابوسا حقيقيا.
وأشار إلى أن ترامب أظهر عندما كان مرشحا للمرة الأولى جهله التام "بالثالوث النووي" الأميركي، وهو عبارة عن العناصر الثلاثة لنظام الردع النووي الأميركي المكون من صواريخ تطلق من الطائرات، وصواريخ باليستية عابرة للقارات، وصواريخ يمكن إطلاقها من الغواصات.
وذكر الموقع أن العنصرين الأولين قادران على توجيه "ضربة أولى"، وهما يسمحان للولايات المتحدة بشن حرب نووية عالمية، أما الغواصات فهي "للضربة ثانية"، وهي دائما في دورية في مكان ما من العالم، ويمكنها إطلاق صواريخها، حتى لو دمرت الولايات المتحدة تماما، وبالتالي يلجأ إليها كملاذ أخير.
ومع أن ترامب أكمل فترة ولايته رئيسا للولايات المتحدة، ويستطيع الآن بعد عودته إلى منصبه طلب الإحاطة من جميع وكالات الاستخبارات الأميركية، فهو لا يزال يجهل كيف يفترض أن يعمل الردع النووي الأميركي، كما ينتقده مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، الذي انتقد إعادة نشر غواصتين نوويتين أميركيتين باتجاه روسيا، عقب تهديدات أطلقها الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويشير بولتون إلى أن ترامب أظهر لروسيا أنه لا يزال لا يفهم أساسيات عمل الأسلحة النووية الأميركية، لأن الغواصات هي أسلحة الملاذ الأخير، ويجب أن تظل دائما في البحر دون وجود أي مؤشر على مكانها، وبالتالي فأي شيء يشير إلى مكان وجودها قد يلحق الضرر بالأمن القومي الأميركي.
إعلانونبه بولتون إلى أن قيام قائد عام قليل الخبرة بنقل الأصول النووية يهدد بالتصعيد، وآخر ما قد يرغب فيه ترامب هو إعطاء بوتين أو روسيا انطباعا بأن الولايات المتحدة تفكر في توجيه ضربة أولى بصاروخ نووي.
بول: أي رئيس أميركي متقلب المزاج لا يفهم كيف يعمل الردع النووي الأميركي سيكون في الواقع كابوسا حقيقيا
وأشار الكاتب إلى أن هناك آخرين غير بولتون يشعرون بالقلق من أن ترامب أمر بنقل أسلحة نووية لمجرد نشر شخص ما على موقع إكس، حتى ولو كان الشخص الذي فعل ذلك سياسيا روسيا رفيع المستوى، مثل ميدفيديف، حليف الرئيس الحالي فلاديمير بوتين المقرب والموثوق به.
وخلص الموقع إلى أن التصرف الذي قام به ترامب يضع أميركا في موقف غير مريح، لأن نجاة البشرية، في عالم تمتلك فيه الولايات المتحدة وروسيا وحدهما ما يكفي من القوة النووية لإنهاء الحضارة في غضون ساعات، سيكون رهنا لدبلوماسيتهم الحذرة مع تجنب سوء الفهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات أن ترامب إلى أن
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. سلاح الردع الأمريكي مهدد بالنفاد بسبب إسرائيل
يبدو أن تأثير الحرب الإسرائيلية الإيرانية لم يكن على الشرق الأوسط فحسب، بل على الولايات المتحدة أيضا، حيث تواجه واشنطن أزمة بسبب تعرض مخزونها الاستراتيجي من صواريخ ثاد بعيدة المدى إلى استنزاف كبير، بسبب الدعم الذي قدمته لحليفتها إسرائيل.. فما هي القصة ؟
إرسال بطاريتي صواريخ إلى إسرائيلمصادر مطلعة حذرت خلال تصريحات لشبكة سي إن إن الأمريكية، من أن المخزون الدفاعي للجيش الأمريكي من الصواريخ، أصبح في خطر، بسبب الدعم الكبير الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل خلال الأشهر الماضية، حيث أرسلت واشنطن منظومتين لصواريخ ثاد إلى تل أبيب من أصل سبع بطاريات تمتلكهم الولايات المتحدة.
150 صاروخاأطلقت لاعتراض الصواريخ الإيرانيةوخلال فترة الحرب الإسرائيلية الإيرانية، أطلقت الولايات المتحدة نحو مائة وخمسين صاروخا من أجل التصدي لوابل الصواريخ الباليستية التي أطلقتها طهران أثناء الحرب، إذ نجح بعض من صواريخ ثاد في اعتراض الصواريخ الإيرانية، فيما فشلت الأخرى في التصدي إلى تلك الصواريخ.
استنفاذ ربع مخزون صواريخ ثادوأدى استخدام هذا العدد الكبير من صواريخ ثاد الاعتراضية خلال فترة حرب الاثني عشر يوما إلى كشف فجوة في شبكة الدفاع الصاروخي الأمريكية، حيث أن وتيرة التصدي للهجمات فاقت قدرات الإنتاج الحالية، كما تشير التقديرات أن الحرب استنفذت نحو استهلاك ربع مخزون ثاد من الصواريخ.
توفير مظلة دفاعية حتى 200 كيلومتروتشتمل منظومة "ثاد" الصاروخية على ست قاذفات، توجد في كل قاذفة ثمانية صواريخ اعتراضية، يمكنها اعتراض الأهداف داخل الغلاف الجوي وخارجه، وقد أثبت قدرتها على مواجهة الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، كما توفر "ثاد" مظلة دفاعية للأهداف التي تقع على مسافة تتراوح بين 150 و200 كيلومتر.
الولايات المتحدة وسباق التسلح العالميالاستنزاف السريع لصواريخ ثاد، أثار أيضا مخاوف بشأن الموقف الأمني الأمريكي على الساحة الدولية، والقدرة على تعويض الإمدادات بسرعة، في ظل سباق التسلح العالمي خاصة مع الصين وروسيا، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في منطقتي المحيط الهندي والهادئ.
شراء 37 صاروخ ثادمسؤولون دفاعيون سابقون حذروا من أن استمرار فقد مخزون "ثاد" يهدد الولايات المتحدة، مطالبين بتسريع وتيرة الإنتاج لتعويض ما فقد أثناء الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وهو ماد فع واشنطن إلى شراء نحو سبعة وثلاثين صاروخاً من طراز "ثاد" العام المقبل.
يشكل الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل حجر الزاوية في العلاقة بين البلدين، ويعكس التزامًا طويل الأمد من واشنطن بضمان تفوق إسرائيل العسكري في منطقة الشرق الأوسط.. فهل يمكن ان يختل هذا الدعم إذا تعلق الأمر باختلال مخزون واشنطن الاستراتيجي من الصواريخ.